وفاء عبد الرزاق نجمة عراقية في الأدب العربي الحديث:(“حاموت” أنموذجا)

Vol. No. 2, Issue No.4 - October-December 2022, ISSN: 2582-9254

0
161

وفاء عبد الرزاق نجمة عراقية في الأدب العربي الحديث:(“حاموت” أنموذجا)

محمد شريف النظامي

باحث في الدكتوراه، مركز  الدراسات   العربية  و الإفريقية ، جامعة  جواهرلال نهرو، نيودلهي

—————————

الأدب العربي العراقي ثريّ بتأليفات وإنجازات قيمة في معظم فنونه الإبداعية منذ زمن قديم. ففي العصر الحديث أيضا، إنّه يحتل مكانه المرموق بفضل جهود كُتاب بارعين من الجيل الجديد. ومن بين هؤلاء المبدعين الجدد في الأدب العربي العراقي الكاتبة العراقية الشهيرة وفاء عبد الرزاق، الـتي تنتمي إلى البصرة العراقية وتقيم مغتربة بمدينة لندن منذ مراهقتها. فهذه الكاتبة التي أثبتت مقدرتها الفائقة في كلّ من فنون الرواية والقصّة والشعر العربيّة، تحاول في مؤلّفاتها الجمع بين القيم التـي استوحتها من تجربتها الفريدة مع ثقافتين متباينتين تماما، الثقافة العربية والثقافة الغربية. فالأساليب الأدبية والإبداعية التـي تتمسّكها في كتاباتها الفنّية والمعاني والموضوعات الفذّة الـتي تتناولها في رواياتها وقصصها وأشعارها، تحتلّ وفاء عبد الرزاق مكانة مرموقة ليس في الأدب العراقي فحسب، بل في الأدب العربي العالمي أيضا، حـتى يصفها الدكتور علـي حسين عبد المجيد الزبيدي، الأكاديمي العراقي بـ “الملكة ونخلة العراق الوارفة”. فهذه المقالة هي محاولة متواضعة للعثور على شخصية هذه النجمة الساطعة في الأدب العربي المعاصر وإسهاماتها الأدبية وأسلوبها الأنيق المتألق مع تركيز خاص على روايتها الشهيرة باسم “حاموت”.

وفاء عبد الرزاق: مسيرتها الأدبية:

وفاء عبد الرزاق هي موسوعة أدبيّة على قيد الحياة، ولدت في مدينة البصرة بجمهورية العراق، واستوطنت في لندن، عاصمة المملكة المتحدة، منذ مراهقتها. فقد اشتهر اسمها الكريم كشاعرة وقاصة وروائية عربية حيث قدّمت ولا تزال تقدّم إسهامات ضخمة في الأدب العربي المعاصر. الآن هي رئيسة مؤسسة رابطة الإبداع من أجل السلام بلندن، حيث تعمل كسفيرة السلام لكي تؤكد التعايش السلمي والمحبة الراقية والخضوع الكامل لأجل الآخرين وتشارك في نشاطات تتمسّك بالرسالات الإنسانية والمفاهيم العالية.

لم تدع وفاء عبد الرزاق نوعا من أنواع الأدب ولا فنا من فنونه إلا تمسّكت بناصيته ونالت منه حظّا وافرا وقدّمت له من عندها إبداعات راقية. فكتبت وفاء ثماني روايات، منها  “رقصة الجديلة والنهر” و”الزمن المستحيل” وعشر مجموعات قصصية مثل “أغلال أخرى” و” المتحولون” وغيرهما ولها مجموعة شعرية في العربية الفصيحة وأشعار في اللغة الشعبية. أمّا شاعريتها فهي متعمّقة ومتجذّرة فيها بحيث لاتزال تصاحبها وتلازمها دوما حتى تبدو وترقص أمامها لاحتلال الأمكنة الفارغة حينما تقوم بكتابة القصص والروايات. فروايتها الشعرية بعنوان “تفاصيل لا تسعف الذاكرة” وقصصها الشعرية باسم ” وجوه، أشباه، أخيلة” كلتاهما خيـر دليل على ملازمة اللمسات الشعرية لها، حيث تقول عن شاعريتها “لازمـني الشعر منذ تلك اللحظات ولا أظنه سيفارقني حتى أموت، وقد تجلى الشعر في كل حالاتي الكتابية حتى القصصية والروائية تجدني شاعرة”.[1] لقد ترجمت كثيـر من أعمالها الأدبية إلى مختلف اللغات الغربية كالإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والتركية. تذكر الكاتبة وفاء بأنّ أختها الكبـرى “رجاء” وزوجها هما الذان أثّرا في حياتها الأدبية والإبداعية حيث تقول عن أختها “صديقتي الأولى والتـي لا أجد مثلها مطلقا هي أختـي الكبـرى رجاء، تكبرني بسنتين فقط وهي أمي وصديقتي وأخـتي، لا علاقة لها بالإبداع كباقي الأسرة لكن إبداعها من نوع انساني لا يمكن أن أجده في أي قلب على الكون”[2]،وقد كتبت وفاء عنها قصيدة جميلة باسم “رجاء”.

إذا تعمقنا في مسيرة حياتها الأدبية، توصلنا إلى أن لها ثلاث مراحل أساسية في تجربتها الأدبية؛ مرحلة البداية ومرحلة النمو ومرحلة النضج. أما الأولى هي مرحلة أصلية عاشت في العراق من الولادة إلى ستة عشر من عمرها. ففي المرحلة الابتدائية كانت تهتم بكتابة الشعر لا سيّما الشعر في لهجة العراق الشعبية حيث بدأت كتابتها منذ سنّها التاسع. أما المرحلة الثانية كانت هي المرحلة التي عاشت في الإمارات العربية المتحدة لأجل المعيشة حيث عملت كموظّفة رسمية في إحدى البنوك، فهذه المرحلة، كما تشهدها هي نفسها، قد أثّرت في حياتها الأدبية من حيت تشكيل وتطوير وجهاتها ونظرياتها في الحياة، إلاّ أنّ هذه المرحلة لم توصلها إلى النضج الكامل. أما المرحلة الثالثة فهي تبدأ منذ هجرتها إلى بريطانيا، حيث حصلت على حرية غير سابقة في الكتابة وإبداع أفكارها وأخيلتها من أي نوع كانت بدون خوف ولا رعب. ففي هذه المرحلة التي تعدّها مرحلة نضجها، نجحت الكاتبة وفاء عبد الرزاق في تشكيل فكرتها وإبداعاتها في أبهى وأرقى صورها. لقد كتبت حتى الآن أكثر من خمسة وأربعين إنجازا أدبيا ولا تزال تصدر بشكل سنويّ كتبها الجديدة، وآخرها روايتها الجديدة بعنوان “دولة شين” في مطلع العام الجاري 2018م. فهي الآن متقاعدة من وظيفتها الرسمية فتحب قضاء حياتها الباقية لأجل الكتابة وتوطيد السلام والتعايش السلمي في أرجاء العالم.

عتبات نص الرواية” حاموت”:

“حاموت” هي رواية رائعة للكاتبة العراقية وفاء عبد الرزاق كتبتها سنة 2013م. وهذه الرواية الفلسفية التي تتناول حقيقة الموت، تتحدّث بأسلوب كنائيّ بديع عن ملك الموت وعن مهمّاته في الخلق، وتقدم بعض التساؤلات عن الحياة في الدنيا والحروب المتتالية التي تنزع من الناس الهدوء والسكينة وتقضّ عليهم مضاجعهم. تصف الكاتبة تلك الحالة الحرجة: ” العيش بسكينة بات من الأمور المستحيلة،، في وقت ترى الكراهية تسود عقولنا، تفتح عيونها وتندّس بين الأوردة. عندما أقف أمام المرآة لتسريح شعري،أجد وجهي مختلفا كليا، وجه شاحب مغطى بأغبرة الحياة”[3]. بطل الرواية هو  شابّ اسمه “محمد” يحاول أن يدرسنا بأن الحياة هي الطريق الوحيد للإنسان أن يصل إلى الله المحيي فحق عليه أن يسير تجاه الموت بدمه وجسده وروحه وقلبه.

هيا نبدأ بعتبات نص الرواية، فعتبته الأولى هي عنوان (حاموت). أما كاتبتنا فهـي من الأدباء الذين يختارون عناوين نصوصهم بكل الدقة كي يثـيروا بها القراء ويجذبوهم إلى النصوص بمجرّد عناوينها. فـ”حاموت” هذا هو مركب من الحاء والألف ومن كلمة موت. فحيث إنّ من شأن عناوين القصص والروايات أن تدل على موضوع النصّ الذي ينتشرفي مئات من الصفحات، يدلّ هذا العنوان على الموضوع الذي تتناوله الكاتبة في هذه الرواية، هو حقيقة الموت.

في هذا الصدد علينا أن ننتبه إلى دلالات الحرفين (الحاء والألف) والكلمة (موت) في عنوان (حاموت). فلنأخذ الحاء والألف (حا).  فعند بعض النقاد، إن “حا” في هذه الكلمة هي انصهار بين حرفين عظيمين عند أهل التصوف والعرفان الاسلامي، حيث يعدّون مجيئ الحاء في أول كلمة كما هو الشأن في اسم (حاموت) إشارة إلى الحقيقة[4]، فعليه يكون مدلول العنوان” حقيقة الموت”. وفي رأي كتلة من النقاد، إنّ الحاء هي الحرف الثاني من أحرف اسم أفضل البشر محمد صلى الله عليه وسلم، حيث سمّت الكاتبة بطل الرواية  بـ” محمد”، وتكتب عن اسمه: ” محمد..هو اسمي في شهادة الميلاد، إنما خالتي كانت تناديني بـ”عارف”،لست أدري لم يحلو لها ذلك؟ وأي عارف لا يعرف أي شيئ عن إطلالته الحقيقية على الدنيا”[5]. نرى الكاتبة في الصفحات الأخيرة للرواية تعترف بلعبها اللفظي في العنوان حيث تقول: “تعددت الأشبار “حاموت” الصغرى أو الكبرى، أو أي لعبة من اللعب اللفظي للتسمية، يبقى الوضع ذاته(حا،،موت)”[6].

ومع هذا، لقد اضطرت الكاتبة إلى أن تجيب عن أسئلة القراء المتوقعة: ما هي حاموت؟ وأين تقع؟، لأنهم يشتاقون إلى أصل حاموت وأصل تسميتها ولا يكتفون بمجرد تحليل العنوان “حاموت… مدينة الظلام والكابوس، كأنها غيمة سوداء تحاصر سماء أبنائها وتصهرهم واحدا تلو الآخر، ما هي إلا صدى أسلحة، شكوى مؤلمة، صوت العتمة الخافت والحزن الوقور “[7]. فـ”حاموت ليست مدينة من مدن العراق كما يفهم من السياق بل هو أوسع منها حيث يفهم من قول عزيز ، شخصية أخرى مهمّة في الرواية “أنت تعيش على شبر من أرض حاموت أي شبر هذا، وما حجم “حاموت” الكلي”[8]، فيكون حاموت في هذا الصدد اسما لكوكب الأرض. ولكن بعض العبارات تدعي بأن حاموت هي مدينة في العراق نفسها ومنها ذكريات الكاتبة “وأسترجع الذكريات الجميلة، حين كانت”حاموت” ملاذا وحضنا لطفولتنا،،مدرستي الابتدائية،،شقاوة الأولاد وكتبهم،،أقلامهم وحصص الإملاء،،علم بلادي المرفوع عاليا كل خميس،، أين ولى كل هذا النقاء، وأين أصبحنا؟”[9] في الجملة، تحاول الكاتبة أن تستوعب المدن كلها في دائرة كلمة حاموت لئلا تقتصر رسالتها المنشودة عبر الرواية في العالم العربي فحسبُ لأنها تنضم إلى ثقافتي العربية والغربية وتمتلك تجربة متميزة مزدوجة بكلتي الحضارتين.

أما العتبة الثانية فهي الإهداء، هنا، تهدي الكاتبة هذه الرواية كالعادة قائلة “أهدي عملي هذا إليها”[10]. لم توضح الكاتبة مرجع الضمير المؤنث “ها” ودعت القراء ليوصلوه إلى مرجعه الصحيح ثم تقول:

“ما زلت أتساءل أيتها الملتوية على نفسك:

لو عدلت من ذاتك واستقمت، هل سنولد من انبثاق النار، أم من التراب؟

ها أنا ذا أرسمك مرة أخرى وأقول ما الذي سيحصل؟.”[11]

 ونستطيع أن نفهم من دلالات العبارات السالفة، أن الكاتبة أهدت الرواية إلى علامة الاستفهام حيث تخاطب معها نادية بـ “الملتوية على نفسك” ؟ يعني إلى الأسئلة التي لم تجد أجوبة شافية حتى توصلها إلى الحقائق الأبدية آخذة بيدها.

أما العتبة الثالثة للرواية فهيبراعة الإستهلال أو براعة المطلع، هي أسلوب بديع حيث يأتي الكاتب في ديباجة حديثه بجملة من الألفاظ والعبارات تدل على الموضوع الأساسي الذي سيتناوله فيما بعد. إن توجد العبارات المذكورة في أول الكتاب فيمكننا القول بأن له حسن الابتداء بلاغيا. أما بالنسبة إلى رواية “حاموت” تقديم الكاتبة الذي يبدأ بوصف حاموت وما بعد ذلك من البيانات التي يفهم القراء منها داخل النص الروائي. تجسم الكاتبة في تقديمها عن كوارث الطبيعة وكيف يستنشق الموت أنفاس الناس الأخيرة حينما يقعون في حوادث الدنيا بحيث تقول عن حقيقة الموت “لا ينجو من موسم الغرق الجماعي إلا امرأة أو طفل أو ربما شيخ..خضوع الجيمع لعرف الأمواج الهائجة”[12]. في هذا الصدد، يعيش الناس في حاموت منتظرين موتهم، وما أصدق قول الشاعر لبيد بن ربيعة العامري” ولقد علمتُ لتأتينّ منيّتي   إن المنايا لا تطيش سهامها”. وخير مشير إلى فلسفة الحياة والموت فهو تعبير شامل للكاتبة “كنت أسمعهم يقولون: (من التراب إلى التراب)”[13]. تكفي هذه العبارة إصدارية لأنها جمعت وقائع الرواية وثيماتها بحذافيرها بحيث يطوف في ذهن القراء حكمٌ مسبق حول قضية الرواية”حاموت” حينما يغوصون في عمق نصها السردي.

 تلخيص الرواية “حاموت”:

تبدأ الكاتبة هذه الرواية بذكر حاموت بقولها “مدينة الظلام والكابوس كأنها غيمة سوداء تحاصر سماء أبنائها وتصهر هم واحدا تلو الآخر” فحينئذ يحوم البطل الرئيسي محمد ببعض تساؤلاته عن اسم حاموت وأصلها وأصل تسميتها. فـ”محمد”كان رجلا عاديا وسط سكان حاموت فقد أبويه في فيضان حينما كان في عمره الرابع. إنّه نشأ وترعرع في كفالة خالته في غمار الفقر والفزع. إنّه يتذكر بأنه قد تقدم إلى مقبرة والديه بعد مضي أربعين يوما بعد موتهما، وتوسل بالأموات ليشفقوا عليهما. وكان محمّد يعيش وحيدا في بيته بين شبح مخيف يظهر فجأة ويغيب بلمح البصر.كانت خالته تناديه باسم “عارف”،  على الرغم من أن اسمه “محمد” كما هو في شهادة الميلاد ولكنه يتردد في تسميتها به قائلا “لست أدري لم يحلو لها ذلك؟ وأي عارف لا يعرف أي شيئ عن إطلالته الحقيقة على الدنيا”.[14]

منذ بداية الرواية، نرى محمّد البطل يفكّر عن وقائع متعدّدة للموت في مختلف أنحاء بلاده. فيذكرعاملا يعود من عمله في القاطرة حاملا كيسا صغيرا مخبئا فيه بعض الهدايا بمناسبة ميلاد طفلته الوحيدة التي حصل عليها بعد انتظار عشر سنوات وأدعية متوالية ونذور عديدة. ولكنّ الموت ذهب بفلذة كبده فلم يجد طفلتها في العتمة إلاّ منحشرة في تابوتها الصغير.  وفي الصباح القادم نرى البطل يقرأ الصحيفة، فوجد خبرا  عن حرب قادمة بين مدينتي “حاموت” ومدينة مجاورة وفهم أنه ستقع الحرب التي ستؤدي الى القتل الجماعي. الخبر  بيان لما رأها من فجائع هذه الوقائع تصطاد ببطل الرواية، ونراها ملتبسا بذاك الشبح الذي يحصد أرواح الناس بلا هوادة ويضع بصمة الموت فوق بيوتهم أو على أجسادهم أو في أي مكان آخر يتعلق بهم.  فنراه يتفكر عن بصمات الأشباح وإبهامهم حيث تتسلق إلى الحياة وتخنقها ويتساؤل عن ضحايا الحرب العالمية الأولى والثانية وعن الموت الجماعي فيسأل “هل للموت الجماعي بصمة واحدة أم بصمات بعدد المحروقين فيها؟”[15] ثم ينقد الشبح الذي يحصد أرواح الأطفال بسبب الجوع حيث يقول ” هل لأطفال الجوع جرم كي يعاقبوا عليه بالموت جوعا؟ أي  قلب لدى هذا الشبح؟”[16] ثم يرى البطل العجوز المهووسة يعني امرأة مهووسة بالشياطين مرة شاهدت الشيطان يقترب من دارها ولم يؤمن بها الجميع حينما قالت عن تحوله إلى شجرة. مرة اشترت قمحا من بقال وطلبت منه أن يوصلها إلى دارها بسيارته لأن الحمل كان ثقيلا عليها فأمسك يدها المرتعشة ليعبر بها الشارع المزدحم ولكنها أفلتت يدها بقوة من يده وفرت منه حتى اصطدمت شاحنة مملوءة بالحمولة وماتت وبصمة الإبهام كانت على جبينها مغمسة بدمها.

فمحمد في طوال الرواية لا يزال يتساءل عن حقيقة بصمة الإبهام في وجه العجوز،حيث يتناقل الأطفال حديثا سمعوه من آبائهم ” الشيطان انتقم من العجوز لأنها عرفت مكانه، وأشارت إلى الشجرة التي اختبأ فيها. كل ليلة يظهر ويلتف بالظلمة.”[17]. صارت المقاهي والاسواق تشتغل بحديث الشيطان. فخلال زيارة البطل مقهى “عبّود” علم أنه ظهر الشيطان في إحدى حظائر الأبقار  حتى جن البقر بمنظره الهائل وجنّ كل من أكل لحمه والجشعون باعوها لجزّارين بأسعار  زهيدة. وأعدمت وزارة الصحة مئات الأبقار. والناس قد تركوا الدواجن واللحوم حينما عطس الشيطان فأصيب الديك بانفلاونزا الطيور بسبب عطسه وانتشر الخبر بجنون البقر وانفلاونزا الطيور في الإعلام العالمي المرئي والمسموع والصحف.

ثم نرى البطل يركب قطارا متجها إلى مدينة من مدن “حاموت” ،ثم يختار عربة عادية للسفر الباقي  لكي يرى الناس وأحاديثهم وشرودهم وهو يحب الزحام دائما. فتعارف مع شاب يتكئ عليه أبوه المريض قاصدا طبيبا مختصا بأمراض القلب وأدخل أباه المستشفى التخصصي لإجراء الفحوصات اللازمة. ثم ذهب مع هذا الشاب إلى مطعم لتناول الغداء وطلب الشاب كبابا مشويا مع البطاطس المقلية والآخر طلب الخبز  بدون البطاطس. فلما أكل الشاب الخبز  فاضطر الدخول إلى الحمام بمغص مفاجئ وغاب، وعند عودته رأي مصفرا..! بل لم يلبث أن يسقط ميّتا..ّ!! يقول البطل عن هذا السياق “هذه المرة الثانية التي يضعني الشبح بالمحك مباشرة أمام الموت.. لم يكن يومي المحتوم، بل يوم  هذا الشاب الذي جاء باحثا عن حياة لأبيه، وبادله الموت بحياته”[18]  وسبب موته هو  إبهام ذاك الشبح المجهول، حيث يحدث البطل “وفي آخر قبضة لي عليه شاهدت إبهاما على قمةالباب”[19]. ثم يتذكر البطل عن عشيقته” سعاد” التي كانت جارته حيث زوجها أهلها  لرجل غنيّ فأقسم هو أن لا يتزوج غيرها وأقسمت لو رُزقتْ بولد  ستسمّيه ” محمد” لكي تسمع اسمه كل ثانية وتردده بصوتها الشجي ويتذكر الأيام الجميلة معها بذكريات حلوة حتى انهالت عليه قبلتها تحت ظل الشجرة المسكونة الآن بالشبح كما يدّعي الناس.

ثم يشك البطل في ذاته قائلا ” هل أنا محمد ذاته وهذا ظله يلاحقني أم أنا الاحق ظلي وأتبعه؟”.[20] ويتساءل لأجوبة شافية لأنه يعيش وحيدا في داره مع قطط صغيرة يتيمة حيث يتحاور مع الشبح أو  مع من يقبض الأرواح معترفا بيوم يقبض عليه “كن عادلا  لمرة واحدة وبين لي بأمانة  وشرف، شرف الرجال  لا الأشباح”[21]. والناس في حاموت  خائفون  وينتظرون الموت”ينام الناس في “حاموت” منتظرين أجلهم في أية لحظة ،،تتحقق أحلام الجشع ولا تتحقق أحلام الفقراء،،ربما الجشعون أوفر  حظا من الفقراء،،ربما هي حكمة كونية،، لتصبح “حاموت”مهبط الظالمين والمستنفعين، والقتلة”[22].

ثم يتحوّل مسار هذه الرواية، حينما يدرك البطل بحقيقة ذاك الشبح الذي طالما كان يطارده. فأخيرا تهيّأ أمامه بهيئة رجل قوي شديد البأس هادئ وقور . يشك البطل في تسميته بالشبح  أم المحجوب “بتُّ أسمع خطواتك أيها  المحجوب، لا أدري هل أسميك الشبح، أم المحجوب؟ اختر أنت اسمك إن كنت تسمعني..بل تسمعني وتراني، لذا  اخترتني..”[23]. ويتحاور معه البطل ويفهم أن اسمه “عزيز”.يستفسر منه البطل عمن يدفعه إلى هذا العمل أي حسب قوله “لتجني حصادا بشريا وأنت تخلق لنا الحروب والأسباب لتقضي علينا وتزرع بيننا الخصام”.  ويسأله عن فعلاته” ألم ينبض قلبك يوما بالأخلاق الفاضلة والحب؟ يا أخي أي قلب أنت؟ ما مقياس الخير والشجاعةعندك ؟وما الطاعة؟”[24] فيجيبه عزيز “أنا عبد سيدي “جليل” وأشار بإبهامه “فالإبهام إشارة لموت”[25].

لا يزال البطل يشك هل عزيز عدو للبشر أم رفيق بهم ولماذا يستأنس بالأرواح بهذه الوحشية. فمرة دخل عليه العزيز وطرق الباب كعادته وسأل عن وجبة العشاء ثم تناولا الطعام كعادتهما. ثم قال عما يدري به “صديقي “محمد” أنت لا تعلم ما يعلمه الأشباح، ولا تدرك فعلتهم لأن الواحد منكم في حاموت محدود البصر والعقل”[26]. وخلال ذلك، ذهب البطل إلى دار أخته، بعد الأسبوع عاد إلى بيته مهزوما بالفقد ولا تزال صورة وجه أخته ترافقه وصارت الحياة في مدينة حاموت كئيبة جدا حيث يقول “الحياة في “حاموت”أصبحت حبلا منصوبا لرقابنا، وزعاف أفاع..إذا كان لنا عدو، ف”حاموت” هي عدونا الأكبر.. عدو يدعونا إلى هدم المبادئ وتسلط القوى على الضعيف، الغني  على الفقير، المخادع على الصادق، اللعنة على التسامح”[27]. وبات شبح الجريمة يخيم على الجميع وصار الحديث عن الشبح الأصلي مجرد كلمة تقال في المناسبات العادية. ثم جاء عزيز في هدوء ليلة مقمرة حيث طلب الماء البارد وخلال تحدثه استفهم منه البطل عن ساعات ضعفه وقوته وألمه وفرحه وتمرده على سيده ليعرفه جيدا. ثم أخبر بأنه سيقوم بالقضاء على من يسكنون الحاموت لأنهم أفسدوا الحياة وجماليتها ولم يظهر كيفية قضائه عليهم واسترسل في حديثه ” العالم يدعوني إلى أخذهم لحياتهم الأبدية، ولا فرق عندي بين هذا وذاك إلا بطريقة الوصول،،أنا جندي كما هو المحارب في المعركة ، بمعنى أنني عبد مأمور، ولكثرة حديث الناس عني وذمهم لي وخوفهم الشديد من حضوري، فكرت بخلق طريقة تجعلهم ينسوني ساعة المعركة، ولا يذكرون اسمي على ألسنتهم..شفقة بهم وبخوفهم مني”[28]. في هذه المرة قد قرب البطل بعزيز  أكثر من السابق حيث حاور معه وفهم الأشياء المرتبطة به عند سيده الجليل. وغاب قائلا لن أغيب حيث جعله يتوغل في عزلته.

وصارت الأشباح موضوعات مهمة في مدينة حاموت حتى مثقفوها صاروا يؤمنون بها كأنّها من المسلمات المقدسة، ومع هذا كثرت الشبهات والشكوك حولها وأثارت الجدال في حقيققها ونعت كثيرون بأنهم هم الشياطين. مرة أخرى جاء العزيز عند البطل وحكى حكاية مؤلمة حيث قبض أرواح خمسة أطفال خلال ذهابهم إلى المدرسة، ثم يسافر مع عزيز  ويتعلم منه كيف يتخاصم الشابان الشقيقان حيث فهم أن في كل انسان شره وخيره وفليختر خيره ويفضله على شره. وقد توطدت الصداقة الغريبة بين محمد وعزيز حتى صارا محبوبين لا يفارق الواحد الآخر، وفي بعض الأحيان يصيبه الجنون إن تأخر ولو قليلا ودرس منه أمورا كانت غائبة عنه ولا تصدقها مخيلته. ثم تحدث عزيز عن حقد الناس وخيانتهم وصيرورة الفاسد سيدا والمعتوه إماما والحاقد مرشدا والقاتل ورعا والشاذ رئيسا ويصور حالات الأسياد قائلا “أسيادكم الحاليون، وهم الأعداء الأشد خطرا من الناس العاديين.. فقد زرعت في نفوسكم الأحقاد والضغائن حتى كبر وعظم الشيطان في دواخلهم.. وجاء دور شيطانهم ليأخذ حقه”[29]. عندما شعر محمد بملل بمجاورته طويلا عزم على أن يسافر معه ليرى من تطهرتْ روحه من الحقد وصفا قلبه وعمله من الآثام والأوزار.

ثم تعارف على شخص، جسده نحيف وأضاف عنه عزيز “إن حريته من أجل المتألمين على الأرض، كان يقتسم الخبز ويقتطف الثمر مع صحبته، يشد بأسهم بخمر روحه ويسقيها إليهم إن اعتراهم ضعف.. يقابل أهل الضمائر الضالة بالحب والتسامح، وشر الأفكار الشريرة بالحب،، قلبه النبيل لا يلحق الإهانة حتى بعدو..”[30]. ثم تكلم عن العشاق ويقدّس العشق الطاهر النقي وينقد ما يجري في المجتمع، حينما عشقت شابة بشاب غير ابن عمها. وكانت الشابة جميلة وعيناها كأنهما رغيفان لكل فرد في حاموت ولم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها. ابن عمها شج رأسها إلى نصفين حتى غرقت بدمائها بعد رجم الآخرين بالأحجار الثقيلة. وكان ذنبها أنها عشقت بشاب دون ابن عمها.

ثم يتحول البطل إلى حاموته وصديقه الأثير “عزيز” ويفكر عن الحرب والغضب المتواجدين فيها بدلا عن الأمن والسعادة ويسترجع الذكريات الجميلة حين كانت “حاموت” ملاذا وحضنا لطفولته ويعيد أيامه المدرسية وأقلامه وحصصه الإملائية وعلما بلاديا مرفوعا عاليا كل خميس.  وبعد ذلك جاء إليه عزيز  ينهمر في الأكل من المطبخ خلافا لعادته لأنه كان حاضرا على ضفة النهر الذي أغرق الطفلين من قبل. وبعد هذا يطلب البطل أن يأخذه إلى جليل وباقي صحبته ولكن الوقت ليس مناسبا وتأجل تلك الفكرة إلى وقت لاحق.

ثم يقول عزيز عن جليل هو أصحابه حين اشتدت رغبة محمد لرؤيتهم وأخبره لا يستطيع أن يرى سواه لأنه ظهر  بصورة الرجل عنده ليعرّفه الأشياء المهمة  وليرتقي من الأمور العادية إلى السمو الأعلى ثم تحول كلامه إلى صديقه “أشرف” الذي سينفث نفخته الكبرى. ثم قال عن تسمية الانسان والملائكة أو الأشباح “أسماؤنا تختلف عنكم.. وأنتم تدنسون الأسماء بأفعالكم ، تختارون أطهر الأسماء اقترانا بمن سمي بها، لكنكم الأبعد من الوصول إلى أصحابها…لذا لن يسود سلام في حاموت ولن تبقى.”[31] ثم قاله ليغمض عينيه ليريه حلما عظيما. ورأى البطل في حلمه ما لا يراه في حياته حيث تظهر أمامه صور جديدة كلما يضغط عزيز بأصابعه، ثم يسمع نداء رهيبا من جليل ” من بقي يا “عزيز”؟ فأجاب” لا أحد سيدي سوى عبدك المطيع، وأخي “مكي، وجابر، وأشرف” ثم قبض روح جابر حين كان يصلي وهو في السجود. وصار مكي بين يديه مثل سمكة ترفرف خارج الماء وأشرف تنفس نفسه الأخير وغرغرته بين أصابعه كأنها مروحة متجردة من الهواء. وبقي عزيز وجليل وكان محمد مختفيا في الشجرة وملتصقا بها.

خلال ذلك، أخذت البطل إغفاءة وصحا على عطش شديد فشرب جرعتي ماء وأصابه السعال بقوة حيث أنقذه عزيز من عدم التنفس وجعله على شكل طبيعي. منذ تلك الليلة لم يفارقه ضيق النفس والسعال والآلام المبرحة في صدره. ثم أدخله في المستشفى وطلب منه الطبيبُ بعض الفحوصات وحدّدَ للممرضة نوعَ التحاليل بعد فحصه ثم اتصل به الطبيب عبر الهاتف بعد أسبوع قائلا “محمد، لا بد من إخضاعك للعلاجات الكيمائية” لأنه أصيب بالسرطان ولم يكن معه عزيز آنذاك. وصار فريسة العزلة حيث يراقب دخول عزيز الذي ذهب لاجتماع صغير مع رفاقه. طفق البطل يحصي الساعات كلما يتعرض لعلاج كيمائي وأصبح خائفا حين وقف أمام المرآة من شكله الجديد “نتف شعر هنا وهناك” حتى بات لايعرفه لأنه مصاب بهزال شديد. ويرى  أن “السرطان أحن قلبا على المريض منهم على الوطن، وأقل فتكا منهم..لم يهبطوا علينا من السماء، بل جاءوا من عالم داعر ليعيثوافسادا، سقط الناس كالأسماك في شباك سمومهم”[32].

ويتخيل أخيرا في سريره عن حاموت الآن وتحولها إلى أحسن الحال لئلا تكون مسرحا للصراعات الطائفية والعرقية ولا تكون مركزا للجريمة والمخدرات. وصارت صحته خطيرة تدريجية بعد كل واحد من العلاج الكيمائي وعزيز بات يتهرب من لقائه وهو لا يزال يرجو مستقبل الحاموت ” أرجوك إن مت ابقي أنت خالدة، أنا الآن بين أنياب قاهر لا يرحم، أحملك في أعماقي، رغم الريح التي تعصف بك،، وعلي الاستعداد للرحيل،،سترحل صورك معي، لا تخافي،،ستسكن صورك معي وتحميني من العقاب”[33]. لا يزال عزيز يلازم الصمت وعاد ليلا مع ثلاثة أشباح آخرين فدنا منه ومسح على يده وحيى الآخرون بإشارة وإيماءة رأس وصمت ثم يحرسونه بعد غياب عزيز وكان محمد يتذكر عنه “وكأنني ما كنت إنسانا أو كائنا حيا،إنسان تأذي ولم يؤذي أحدا قط في حياته، أحب الجيمع، وعشق “حاموت”كما عشيقة عمره، إنسان لم يتزوج، نذر  عمره لعشق أبدي، وضم قلبه إليه لئلا تشاركه أنثى فيه،، عشق حاموت استولى عليه ،، من البذرة حتى لحظة شلل الأعضاء”[34] وهو يشكر  عزيز على تخصيص رفاقه لحمايته لأنه أصبح غير قادر ليقوم من السرير ولو لقضاء حاجته وعزيز  بكى بكاء شديدا أول مرة في حياته عالما بما سيقع في حياته.

صار جسده مجرد رخام بارد حيث لا يزال يتحدث عن أشياء كعادته وتنصح ويجيد نيته أخيرا “أنت تعتقد بأنني شبح وماثل أمامك بهيئة إنسان،،لكن الاعتقاد ليس كما الحقيقة..لم تجرب الإحساس بالتناقض أمام من هم أعلى منك مرتبة وبيدهم قرارك ومصيرك..إنه لغز ..نعم الحياة مجرة لغز وليس علي حله”[35] وتراخت أجفانها ستجابة لليد الثالثة من رفاقه والتقت عيناه بعيني “عزيز” الدامعة حتى خرج من السيطرة عن كل ما يخصه. حلم أخيرا لرفع يدي عزيز مرفوعا عاليا والهواء يتخلل ملابسه البيضاء وشعره وبدنه وهمس له عزيز ليتنفس بعمق وقبل الخضوع إليه نظر إلى حاموت من بعيد فرآه مدخنة متصاعدة وتنفس مرددا في نفسه “أصبحت  عبدا،، أصبحت عبدا يا “محمد” أصبحت عبدا للقوي…أصبحت عبدا”[36].

الخاتمة:

إن وفاء عبد الرزاق تمتاز إبداعاتها بدرجة فائقة، لأنها تبدع بشكل غريب وأسلوب فريد لم يتطرق إليه أحد وتعتني بأن تصبح إنجازاتها الأدبية متميزة بحرف التجديد والتحديث والتخييل. تحاول الكاتبة عبر الرواية أن تكشف الظلم والجور الذين طغيا على “حاموت” وتصوّر البؤس والدمار وغيرهما من الأحداث الفاجعة والوقائع الأليمة التي تقع متتالية فيه. ولا شك أنها نجحت في إثبات صلة وطيدة بين الحياة والموت في واقعها الروائي حيث حققت رؤيتها المنشودة عبر حوار راوي الرواية محمد مع عزيز أي شخصية خيالية جعلتْه رمزا للموت حينما كان الراوي رمزا للحياة. إن الكاتبة قد مزجت الواقع واللاواقع والحقيقة والخيال في آن واحد حتى نالت هدفها في جعل الشخصية الفانتازية مركزا يدور حوله الحدث الروائي فوق الطبيعي. ولا غرابة في قولي،إنّ روايتها “حاموت” ليست مجرد عمل يمكن أن ننهي قراءتها بجلسة بل نحتاج إلى قراءة عميقة لنصل إلى بَجْدَة الرواية. ولها فضل آخر، أنها تُعد أفضل الروايات كما أن نصّها احتلّ مكان القنديل بحيث على ضوئه يمكننا قراءة”رقصة الجديلة والنهر” روايتها الأخرى قراءة سليمة.

المصادر والمراجع:

  1. وفاء عبد الرزاق، حاموت، دار العارف، لبنان، 2014م.
  2. ماجد الغرباوي، وفاء عبد الرزاق: أفق بين التكثيف والتجريب، ط1، مؤسسة المثقف العربي، سيدني، أستراليا،2011م.
  3. د.وليد جاسم الزبيدي، فنتازيا النص في كتابات وفاء عبد الرزاق، ط1، مؤسسة المثقف العربي، سيدني، أستراليا، 2015م.
  4. د. أسماء غريب، جدلية الحاء في سرديات وفاء عبد الرزاق: رقصة الجديلة والنهر وحاموت كأنموذجين للدراسة والبحث(مقالة)، ص:12.
  5. د.عباس رشيد الدده، سعيد حميد كاظم، الفانتازيا في الرواية العراقية النسوية بعد عام 2003م: دراسة في روايتي وفاء عبد الرزاق وإيناس أثير، العدد 22، مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والانسانية، جامعة بابل، 2015م.
  6. http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=546181.0
  7. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=45829
  8. http://www.raialyoum.com/?p=356903
  9. http://www.narjesmag.com/pdf.php?id=1390
  10. http://www.almothaqaf.com/wafaa-abdulrazaq/20539.html
  11. http://www.alhakikanews.com/index.php/permalink/11455.html
  12. http://www.alnoor.se/article.asp?id=34946

……………….. ***** ……………….

الهوامش:

[1] أنظر هذا الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=546181.0

[2] المصدر السابق.

[3] وفاء عبد الرزاق، حاموت، دار العارف، لبنان، 2014م، ص:58،59

[4] د.أسماء غريب، جدلية الحاء في سرديات وفاء عبد الرزاق: رقصة الجديلة والنهر وحاموت كأنموذجين للدراسة والبحث(مقالة)، ص:12

[5] وفاء عبد الرزاق، حاموت، دار العارف، لبنان، 2014م، ص:3

[6] المصدر نفسه، ص 58

[7] المصدر نفسه، ص 1

[8] المصدر نفسه، ص47

[9] المصدر نفسه، ص 47

[10] المصدر نفسه، إهداء

[11] المصدر نفسه، إهداء

[12] المصدر نفسه، ص 1

[13] المصدر نفسه، ص 2

[14] المصدر نفسه، ص 3

[15] المصدر نفسه، ص 8

[16] المصدر نفسه، ص 8

[17] المصدر نفسه، ص 11

[18] المصدر نفسه، ص 13

[19] المصدر نفسه، ص 13

[20] المصدر نفسه، ص 15

[21] المصدر نفسه، ص 16

[22] المصدر نفسه، ص 16

[23] المصدر نفسه، ص 16

[24] المصدر نفسه، ص 21

[25] المصدر نفسه، ص 22

[26] المصدر نفسه، ص 24

[27] المصدر نفسه، ص 29

[28] المصدر نفسه، ص 31

[29] المصدر نفسه، ص 42

[30] المصدر نفسه، ص 43

[31] المصدر نفسه، ص 53

[32] المصدر نفسه، ص 62

[33] المصدر نفسه، ص 64

[34] المصدر نفسه، ص 66

[35] المصدر نفسه، ص 68

[36] المصدر نفسه، ص 69

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here