قصيدة: المعلقة الثامنة
بقلم
أ. موضي علي رحال
كاتبة وشاعرة وروائية – الكويت
————————————-
المعلقة الثامنة
الزم مكانك .. إن علمت مكاني
فأنا العزيزة والسما عنواني
وأنا القوية غير أن أصابعي
باتت تنوء بوزرها قمصاني
طفقت تقد وليس غير أظافري
جزعت وقام يردها شرياني
وأنا العنيدة غير أن مشاعري
بحر يضيق بموجه شطآني
فالزم مكانك لست شيئاً يشترى
عقلي صديقي، مبدأي ميزاني
ما غادر الشعراء صدري لم تكن
مطروحة في سوقكم أثماني
بلّغ كبيرك أن مهر قصيدتي
ألا تمدَّ على بلاط الجاني
من (داحس) الغبراء حتى عصرنا
ما أتحفوا بالشعر غير بياني
من (طرفة) البكري حتى (عَمْرهم)
و(زهيرهم) و(النابغة الذبياني)
عطفاً على العبسيِّ باق هاهنا
و(الحارث الحلزي) و(العدواني)
من (أوسهم) لـ (عبيدهم) حتى تمرَّ
على (الرهين)وبعده (الحمداني)
حتى (الأطيلس) و(السليك) تصلعكوا
بقصيدتي وتصيدوا أوزاني
ما غادروني كلهم في خافقي
بمشاعري وجوارحي ولساني
وقفوا على أطلال قلبي موقفاً
عجزوا وأخرس قولهم كتماني
علموا بأن النار في أزمانهم
ما قورنت في أوجها بدخاني
و تساءلوا عن أي غدر مرَّ بي
حتى تداعت داخلي أركاني
وتأملوا وإذا القصائد ديمة
وتلفتوا وإذا السحاب معانِ
علموا بأن الشعر أسند رأسه
بين الضلوع .وليس مثل حناني
نادى المنادي: أن نحط رحالنا
فهنا جزيل الشعر ليس يعاني
وهنا نوحد بالقصائد صوتنا
فالصيد وفر..والقطوف دوانِ
نصبوا الخيام على ضفاف مشاعري
وبكوا على الأطلال من وجداني
سكبوا من الأشعار كل جرارهم
فيضاً، يخالط سيله غدراني
ما كان هذا البوح غير عطائهم
وثمارهم نبتت على أغصاني
فاعلم بأني لا أخط قصائدي
هي من تخط جنونها ببناني
فالزم مكانك إن كل مشاعري
موتى فسبحان الذي أحياني
والزم مكانك إن علمت مكانتي
وأربا بنفسك إن علمت كياني