فدوي طوقان: شخصيتها وأعمالها

Vol. No. 1, Issue No. 1 - January-March 2021, ISSN: 2582-9254

0
1173

فدوي طوقان: شخصيتها وأعمالها

د. ظفير الدين الندوي
باحث هندي، متحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند

——————————————————

ملخص البحث:

برز كثير من الأدباء والشعراء في العصر الحديث الذين لعبوا دورا مرموقا في تطوير اللغة العربية وآدابها في فترة صعبة من تاريخ البلدان العربية اقتصاديا، وسياسيا، وتعليميا، واجتماعيا، ولم يتخلفوا عن أداء دورهم المطلوب في الوقت المطلوب، وقاوموا الوضع والواقع المرير مقاومة عنيفة، ورفعوا أصواتهم ضد الاستعمار والاحتلال والمجتمع الذى كانت تحكمه التقاليد والعادات القديمة في إنتاجاتهم الأدبية شعرا كان أو نثرا، واتخذوا من اللغة وسيلة للتعبير عن انفعالاتهم الجياشة وأحاسيسهم الفياضة، فنجد هناك من الطبقات الرائدة من فحول شعراء العصر الحديث، والتي تشمل البارودي، وشوقي ، وحافظ ، ومطران الذين رفعوا راية الشّعر ضد الظلم الأجنبي والكبت الاجتماعي والفوضى الداخلية والظروف القاسية التي سادت المجتمع المصري، والتي كانت في سائر العالم العربي الذي يعاني من الوضع  نفسه آنذاك فامتدت هذه السلسلة من بلد إلى بلد، فنهض الشعراء والأدباء في أوطانهم المعنية؛ لأن يقوموا بإيقاظ شعبهم من السبات، فسأهم الجميع في عرض القضية العربية بوجه عام، وقضايا بلادهم المعنية بوجه خاص أمام الرأي العام  باتخاذ اللغة العربية وسيلة لغرضهم المنشود، وعن هذا الطريق نهضت هذه اللغة مرة ثانية بعد ركود أهلها لفترات طويلة، ومازالت هذه المسيرة الأدبية تجري بنفس السرعة إلى عصرنا هذا، وفي هذا المجال لم تخلفت المرأة عن الرجل؛ بل هي سارت معه  جنبا إلى جنب مثلا عائشة التيمورية، وزينب فواز، ونازك الملائكة، وسلمى الخضراء الجيوسي، ووفاء وجدي، وعزيزة هارون وما إليهن من الشاعرات العربية اللواتي لهن صيت ذائع في الأوساط الأدبية العربية.

وكانت الشاعرة الأديبة فدوى طوقان واحدة منهن، والتي قامت بدور فعال في ترويج اللغة العربية، وساهمت في الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي عن طريق كتاباتها الشعرية والنثرية حتى بذلت قصارى جهودها في هذا المجال. 

الكلمات المفتاحية: فدوى طوقان. الأدب العربي الحديث. القضية الفلسطينية. التجربة الأنثوية.

الأديبة فدوى طوقان:

كانت فدوى شاعرة وأديبة عملت على تجسيد العواطف في شعرها، ومارست فيه التجارب الأنثوية في الحب، والثورة، والاحتجاج على تقاليد المجتمع الإنساني الرديئة، فضلا عن الكبت والقهر الإسرائيلي، فقد كانت هذه الشاعرة منتمية إلى الطبقة الأولى من الشعراء الفلسطينيين، وعدّت من طليعة شعراء الشعر الحر الذين طوروا هذا الفن الجديد في الشعر العربي الحديث.

ولقد استخدمت فدوى طوقان الشعر الحر وإن كان لها تجارب كثيرة في الشعر العمودي، لكننا نجدها بعد نكبة 1948م قد نظمت   بالشعر الحر لتعبر بسهولة عما في قلبها من الغضب على الاحتلال الإسرائيلي، والشعور بالظلم، والتمييز الاجتماعي وإلخ …. من مظاهر الظلم، وكانت قضية فلسطين في شعر فدوى طوقان عنصرا مهيمنا وغالبا، وكان شعر المقاومة عندها بشكل رئيس لا يكتمل وجهها الشعري بدونه، وإنها تتميز عن الآخرين بأنها عالجت قضايا المرأة بجدية أكثر من غيرها؛ لأنها جربت بنفسها هذه القضايا المؤلمة، وعاشت في مجتمع مناوئ للإنسانية، فحملت فدوى طوقان رسالة الشعر النسوي في طياتها الأدبية عبر الأجيال.

فهي أبرز شاعرات فلسطين في القرن العشرين، وولادة الشاعرة الأديبة فدوى طوقان تتزامن مع انتهاء الحرب العالمية الثانية[1] التى أسفرت عن انهيار الحكومة العثمانية، وزحف الجيوش الحلفاء على المنطقة العربية، وسقوط مدينة القدس بيد الاحتلال الإنكليزي، وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين والأردن، فكانت ولادتها في أسرة مثقفة غنية، وفي الوقت ذاته، كانت الأسرة متمسكة ومحافظة على التقاليد، ولها مكانة كبيرة في المجتمع الفلسطيني، وتلقت فدوى دراستها حتى المرحلة الابتدائية في المدرسة الفاطمية، ثم تركت دراستها بسبب اعتراض أهلها؛ لأن عائلتها كانت تعدّ مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرا غير مقبول، فثقفت ذاتيا، وأخذت من أخيها الشاعر الكبير الوطني إبراهيم طوقان دراسة الشعر والأدب، وهوالذي نمى مواهبها، وعلّمها كتابة الشعر ثم شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية.

واصلت النكبات في حياتها مرة بعد مرة[2]، حيث توفي والدها ثم توفي أخوها المعلم إبراهيم الذي انتشلها من بئر نفسها الموحشة المكتنفة بالظلام، وأعقب ذلك احتلال فلسطين بعد نكبة 1948، فتلك الأحداث المتواصلة تركت أثرها الواضح في نفسية فدوى طوقان. كما يتضح لنا من قصائدها في ديوانها الأول “وحدي مع الأيام”. وفي نفس الوقت، دفع ذلك فدوى طوقان إلى المشاركة في الحياة السياسية خلال الخمسينات.

فرحلت فدوى طوقان إلى لندن في الستينات، وأقامت هناك سنتين، وفتحت هذه الإقامة أبوابا جديدة لها، إذ وفرت لها فرصة للتفاعل مع الحضارة الأوروبية الحديثة، وبعد نكسة 1967م خرجت شاعرتنا من وحدتها، وعزلتها لتشارك في الحياة العامة، فبدأت تحضر المؤتمرات، واللقاءات، والندوات التي كان يعقده الشعراء الفلسطينيون البارزون من أمثال محمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد.

ودعت فدوى طوقان الدنيا في السادسة والثمانين من عمرها في مساء السبت الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2003، والتي قضتها مناضلة بكلماتها، وأشعارها لحل قضية فلسطين[3]، وكتبت على قبرها قصيدتها المشهورة:

كفاني أموت عليها وأدفن فيها

وتحت ثراها أذوب وأفنى

وأبعث عشبا على أرضها

وأبعث زهرة………..[4]

إنها لعبت دورا فعالا في إثراء اللغة العربية في العصر الحديث، وتركت أثرا عميقا في الأوساط الأدبية، وأبدعت السيرة الذاتية بعد طه حسين، وساهمت في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بإنتاجاتها الأدبية الشعرية والنثرية.

أعمالها الأدبية:

ولها إنتاج أدبي شعرا ونثرا في شكل كبير، وأصدرت الشاعرة فدوى ثمانية دواوين شعرية تم نشرها أثناء حياتها وعلى مدى خمسين عاما على التوالي:

وحدي مع الأيام، دار النشر للجامعيين، القاهرة1952.

وجدتها، دار الآداب، بيروت1975.

أعطنا حبا، دار الآداب، بيروت،1960.

أمام الباب المغلق، دار الآداب، بيروت،1967

الليل والفرسان، دار الآداب، بيروت، 1969.

على قمة الدنيا وحيدا، دار الآداب، بيروت، 1973.

تموز والشيئ الآخر، دار الشروق، عمان، 1989.

اللحن الأخير، دار الشروق، عمان، 2000.

أخذت بإصدار مجموعاتها الشعرية عشية 1952، وأولها “وحدي مع الأيام” الذي هيمن عليه الشعور بالعزلة والكآبة العميقة التي واجهتها بعد وفاة أخيها إبراهيم طوقان، وديوانها الثانى”وجدتها” كان مختلفا تماما لديوانها الأول انعكس فيه انبساطها بالحب والحرية، كماامتاز هذا الديوان بغلبة شعر التفعيلة الذي أصبح شكلا سائدا في شعرها منذ ذلك الحين؛ لأنها كانت متزامنة مع التجديد الذي طرأ على القصيدة العربية العمودية.

وبعد فقدانها للحب، كتبت الشاعرة ديوانها الثالث “أعطنا حبا”، وحثهاعلى ذلك الرحلة المكملة لحلمها البعيد، وهذه الرحلة كانت إلى إنجلترا لدراسة الأدب الإنجليزي عام 1962 لمدة عامين، ثم عادت من غربتها إلى الوطن، وبعد سنوات قليلة، واجهت هزيمة حرب حزيران 1968، فتأثرت بالعمل النضالي السياسي الفلسطيني، وهوما عزز تواصلها مع المجتمع، وتحولت بقصائدها إلى الهم العام بعد همها الخاص بوفاة شقيقها نمر في حادث سقوط طائرة، فرثته بقصيدة “أمام الباب المغلق” التى صارت عنوانا لديوان آخر لها.

ثم بينت في شعرها تضحيات الفلسطينييين ونضالاتهم، وأصدرت ديوانيها “الليل والفرسان” و”على قمة الدنيا وحيدا”، وعبرت فيهما عن امتنانها لشهداء فلسطين وصمود أسراها من الرجال والنساء، ثم نقلت مأساة مدينتها ونكبة أهلها وحزنها على شهدائها حتى أصبحت شاعرة الحرية والتحرير. وأما بقية أشعارها فقد جمع الدكتور يوسف بكار ثلاثين نصا من شعر طفولتها في كتابه “الرحلة المنسية” بعنوان “فدوى طوقان وطفولتها الإبداعية”، ونشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت عام 2001، وهناك قصائد أخرى لم تنشرها فدوى طوقان، وقد جمعها الأستاذ المتوكل طه في كتابه[5].

وبعد ذلك، تم جمع جميع دواوينه في ديوان واحد باسم “الأعمال الشعرية الكاملة”، وهي آثارها الضخمة التي أسهمت بها إسهاما كبيرا في إثراء الأدب العربي الحديث.

ولها أعمال نثرية أيضا ومنها: “أخي إبراهيم” صدر عن المكتبة العصرية في يافا عام 1946، وأعيد نشره غير مرة. تحدثت فيه المبدعة فدوى عن أخيها الشاعر إبراهيم طوقان الذي ترك لمسات في حياتها لا تنسى، وكذلك كتبت سيرتها الذاتية في جزئين، والأول منهما تحت عنوان “رحلة جبلية-رحلة صعبة” صدر عن دار الشروق في عام 1985، وترجم إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية واليابانية والعبرية، وأما الجزء الثاني فهو بعنوان “الرحلة الأصعب” صدر عن دارالشروق في عام 1993، وترجم إلى الفرنسية، وأبدعت الأديبة فيهما إبداعا مميزا[6].

رحلة صعبة-رحلة جبلية:

برعت فدوى في النثر أيضا كما أبدعت فى الشعر، حتى تركت آثارها النثرية في شكل السير الذاتية والغيرية كما ذكرنا سابقا، ونشرت عدة مقالات في الصحف والمجلات إضافة إلى الرسائل التى كانت تتبادلها مع الآخرين لا سيما مع شقيقها إبراهيم طوقان، ومن أهم المجلات والجرائد التي نشرت فيها هي مجلة “الأمالي” ببيروت التي كان يصدرها الدكتور عمر فروخ، ومجلة “الرسالة ” بالقاهرة                 وجريدة “فلسطين”، وجريدة “مرآة الشرق”، ومجلة” الثقافة” ومجلة” الجديد”….. وغيرها الكثير من المجلات والصحف التى نشرت فيها إنتاجاتها الأدبية.

وصف الدكتور إحسان عباس سيرة فدوى بأنها” أبدع ما كتب في  السيرة  الحديثة”.[7]  وأوضح الدكتور يوسف البكار أن رجاء النقّاش قال:”….فدوى في هذه  المذكرات قدمت شيئا جديدا، هو التعبير بصدق وصراحة عن هموم المرأة العربية، فالمرأة العربية لم تكتب عن هذه  الهموم  إلا بالرمز والتلميح والإشارة، وجاءت فدوى تبوح بكل شيئ في أسلوب بالغ الجمال والعذوبة…وفي صدق وشجاعة، جعلت من مذكراتها في آخر الأمر عملا أدبيا رفيعا، ووثيقة اجتماعية من الدرجة الأولى”.[8]                        

وأحاطت فدوى طوقان في هذا الجزء بحياتها منذ الطفولة المبكرة حتى وفاة أخيها نمر عام 1963، وبعد عودتها من إنجلترا إلى الوطن أنها أضافت في نهاية الكتاب فصلا مستقلا باسم “صفحات من مفكرة” 1966-1967. أحدثت فدوى في فن السيرة شيئا جديدا، حاول فيه عدد من المؤلفين قبلها- وكان معظمهم من الرجال- وكلهم عالجوا موضوعات كنواحى الضعف الإنسانية، والسلوكيات الشاذة المميزة بين الجنسين، وبكلمة أخرى كانت السيرة الذاتية قبل فدوى تتناول في الغالب القضايا التى تتعلق بنضالاتهم بحيث يشكلون قدوة لقارئيهم فعلا، هكذا يتجلى جرجى زيدان وطه حسين وأحمد أمين وميخائيل نعيمة وغيرهم في سيرهم الذاتية، فيمكن القول إن هؤلاء الكتاب نصبوا مبنى واضح المعالم للسيرة  الذاتية، وفي هذا السياق كانت فدوى طوقان مختلفة تماما، إنها خطت خطوة متحدية المحاذير التى يأخذ بها حتى الرجال في المجتمع العربى المحافظ، وقدعرفنا سابقا أن فدوى كانت إمرأة منحدرة من عائلة محافظة ومنسوبة إلى مدينة ذات تقاليد عريقة، وهى تنتمى كذلك إلى مجتمع يخوض غمار تحرر وطني واجتماعي وسياسي واقتصادي منذ مطلع القرن العشرين فقد أثقلتها الهموم العامة.

لقد كشفت فيها عن الجانب الاجتماعي للعائلة الكبيرة الذي كان يسيطر فيه مجتمع الرجال تبعا للعادات والتقاليد والأعراف السائدة آنذاك، والتى شكلت لها في حياتها ثنائية الخضوع والتمرد، وظلت عالقة في ذهنها حتى نضجت وأصبحت كبيرة.

وتطرقت فدوى في هذا الجزء إلى المرأة، وعالجت وضعها من خلال شخصيتها وطفولتها، وناقشت الحرية للمرأة، وكتبت عن تغيير النسق الاجتماعي القديم؛ وبذلك تكون من أوائل الذين حملوا لواء مناصرة المرأة وإن سبقها بعض الرواد إلى ذالك.

ثم انتقلت إلى الحديث عن نكبة فلسطين، وما أصاب الشعب الفلسطيني من ويلات التشرد، والقتل واللجوء، وما كان له من أثر على شخصيتها، وفي نهاية الكتاب أفردت الشاعرة الحديث عن رحلتها إلى إنكلترا، وما اكتسبته من معارف وثقافة من خلال دراستها اللغة الإنكليزية، واطلاعها على الحضارة الأوروبية.

كل سيرة ذاتية هي تفسير الذات، وأسلوبها يقوم بوظيفة مزدوجة في ترسيخ العلاقة بين المؤلف وماضيه، ونجد فيها الكشف عن المؤلف لقرائه، فهكذا قررت فدوى أن تعرض حياتها الماضية لمن يعرفها ولمن لا يعرفها من القراء؛ لأنها ترى في حياتها قدوة، يمكن أن يستفيد منها القارئون لا سيماالقارئات ويستهدو بها في حياتهم كما تقول في بداية هذه الرحلة: “إن البذرة لا  ترى النور قبل أن تشق في الأرض طريقا صعبا، وقصتي هى قصة كفاح البذرة مع الأرض الصخرية الصلبة، إنها قصة الكفاح مع العطش والصخر، فلعل في هذه القصة إضافة خيط من الشعاع أمام السائرين في الدروب الصعبة”[9].

وفي الإبداع تشبه سيرتها سيرة طه حسين، ونجد فيها صراحة وصدقا ومميزات أدب الاعتراف مثل الأدب الغربي، ولم تتهيب فدوى في سيرتها من كشف دواخل بيتها المظلمة وممارسته الرجعية، ونقدت ذاتها وعائلتها ومجتمعها، وكشفت عن كل العيوب على الملأ، ونكلت بها شر تنكيل، وهكذا نجد في”الأيام” لطه حسين.         

الرحلة الأصعب:

في عام 1993، بعد ثمانى سنوات على صدور”رحلة صعبة”، أصدرت فدوى الجزء الثاني من سيرتها الذاتية باسم “الرحلة الأصعب”، وإذا كانت الكاتبة ركزت على الجوانب الذاتية في الجزء الأول من سيرتها، فقد جاء تركيزها في هذا الجزء على قضايا أمتها، وشعبها، ووطنها المحتل، فتحولت فيه من قضاياها الذاتية إلى قضايا مجتمعها، ونجد فيه المفارقة بين فدوى طوقان المنعزلة وفدوى طوقان المتفجرة داخل ساحة النضال.

يحتوى هذا الكتاب على 203 صفحات، مع مقدمة الدكتور هاشم ياغى، وأغلب الظن أن فدوى يوم أصدرت “رحلة صعبة” لم تكن نوت مواصلة سرد سيرتها بعد، ولم تظهر في”رحلة صعبة” ما يبشر بصدور الجزء الثانى، ولكن الوضع الذى ظهر عشية حرب 1967، جعلها مضطرة أن تواصل هذه  السلسلة، وأن تكتب سيرتها المزدوجة المتعلقة بالقضايا الشعبية الوطنية، فحرب 1967 كانت فاتحة كتابها الثانى، ثم إن عنوان الجزء الثاني “الرحلة الأصعب” يقوم على حوار عنوان الجزء الأول يعنى أنها أرادت أن رحلة حياتها الذاتية كانت صعبة ولكن رحلة شعبها، ووطنها أصعب من رحلتها الذاتية، هذا ما يتبادر إلى الذهن عند قراءة “الرحلة الأصعب”، ولا أظنها قصدت أنها أصعب الرحلات مطلقا، ففدوى الأديبة قد استطاعت أن تخالف قيودا اجتماعية قاسية في كتابها السابق، كما استطاعت في كتابها الثاني أن تقتحم مخططات جهنمية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية يخططها عدو شرس لابتلاع حضارة كاملة لشعب فدوى[10].

ثم تحدثت فيه عن اللقاءات التي جرت مع الصحفيين والكتاب الصهاينة إضافة إلى اللقاءات مع عدد من الغربيين مثل: هربرت ماركوز الفيلسوف الأمريكي وزوجته، وتبادل الرسائل بينهم، وكذلك بينت في هذا الجزء معاناة الشعب الفلسطيني وعذابات الناس على جسر العبور إلى الأردن حتى قرضت قصيدتها “آهات أمام شباك التصاريح” التى أثارت ضجة كبيرة بين الصحف الصهيونية حتى أطلقت النعوت عليها مثل “شاعرة في القرن العشرين من آكلة لحوم البشر”.

وختمت الكتاب بفصل معنون بـ” أسماء و مواقف”، فذكرت من بينهم ناجى العلى، ومحمود درويش، ومحاولة اغتيالهما، كما ذكرت صراع باسمة حلاوة مع الموت، ومعاناة الكتاب والأدباء والشعراء في ظل الاحتلال.

فخلاصة القول إن هذه السيرة الذاتية ذخيرة من ذخائر التاريخ وأدب المقاومة، وهذه تحفة رائعة عرضتها  الكاتبة بأسلوب قصصي رفيع، وصورت حياة أمة أروع تصوير، ولقد أرادت فدوى من عرض مذكراتها لتكون”شعاعا يتسلح به السائرون على الدروب الصعبة لتحقيق أهدافهم  مستعينين بالصبر والكفاح حتى   النهاية”[11]، وأنقل هنا ما قالته عن كتابة سيرتها: “فلعل في هذه القصة إضافة خيط من الشعاع ينعكس أمام السائرين في الدروب الصعبة…”،[12] ووصف الشاعر سميح القاسم هذه السيرة بقوله: “منذ أيام   الراحل العظيم طه حسين، لم تبلغ سيرة ذاتية ما بلغته سيرة فدوى طوقان من جرأة في الطرح وأصالة في التعبير، وإشراقة في العبارة…”.[13]                       

موضوعات كتابتها الرئيسة:

تدور كتاباتها النثرية والشعرية حول الموضوعات الثلاثة التالية بشكل عام:

أ – حزن الشاعرة لأموات أحبائها، ولا سيما فقدانها أخيها إبراهيم طوقان: فقد كان إبراهيم معلمها الأول الذي شجعها على الدراسة الذاتية، وأخرجها مما كانت تعانيه من عدم تقييم المجتمع لإبداعاتها، ومواهبها ويظهر أثر موت أخيها إبراهيم جليا عندما نراها تهدي أغلب دواوينها إلى “روح أخي إبراهيم”، ويظهر ذاك الأثر أيضا من خلال كتابها “أخي إبراهيم” الذي صدر عام 1946 إضافة إلى القصائد العديدة التي رثته فيها خاصة في ديوانها الأول” وحدي مع الأيام”.

ب – القضية الفلسطينية: فقد تأثرت فدوى طوقان باحتلال فلسطين بعد نكبة 1948، وازداد تأثرها بعد احتلال مدينتها نابلس خلال حرب 1967، فذاقت طعم الاحتلال، وطعم الظلم والقهر وانعدام الحرية. يقول عنها عبد الحكيم الوائلي: ” كانت قضية فلسطين تصبغ شعرها بلون أحمر قان، ففلسطين كانت دائما وجدانا داميا في أعماق شاعرتنا، فيأتي لذلك شعرها الوطني صادقا متماسكا أصيلا لا مكان فيه للتعسف والافتعال”.[14]                       

ج – التجربة الأنثوية: لقد مثلت فدوى طوقان في قصائدها الفتاة التي تعيش في مجتمع جائر، لأنها منعت من إكمال تعليمها، ومن إبراز مواهبها الأدبية، ومن المشاركة في الحياة العامة للشعراء والمثقفين، ومنعت من الزواج بشخص من خارج عائلتها، فكل ذلك ترك أثره الواضح في شعر فدوى طوقان من دون شك، وجعلها تدعوا في كثير من قصائدها إلى تحرير المرأة وإعطائها حقوقها واحترام مواهبها مما جعلها محط احترام وتقدير لغيرها من الأديبات اللاتي شاركنها نفس الفكر، فتقول عنها وداد السكاكيني: “لقد حملت فدوى طوقان رسالة الشعر النسوي في جيلنا المعاصر يمكنها من ذلك تضلعها في الفصحى وتمرسها بالبيان وهي لا تردد شعرا مصنوعا تفوح منه رائحة الترجمة والاقتباس وإن لها لأمدا بعيدا هي منطلقة نحوه وقد انشق أمامها الطري” .[15]                       

فدوى طوقان عند الأدباء والمثقفين:

إن النقاد والدارسين والباحثين أطلقوا على فدوى طوقان ألقابا عديدة، فقالوا عنها: شاعرة فلسطين، وأيقونة فلسطين، وخنساء فلسطين، وسنديانة فلسطين، وشاعرة الحب والألم وشاعرة العرب، وأم الشعراء، وقالوا بأنها الجيل الثالث في نابلس، ولقبها الشاعر أخوها إبراهيم طوقان بـ”أم التمام”.

وقال شاكر النابلسي في مقدمة كتابه (فدوى طوقان تشتبك مع الشعر) “تميزت فدوى طوقان بروح إبداعية واضحة، وضعت شعرها في مقدمة الشعر النسائي الفلسطيني إن لم يكن في مقدمة الشعر النسائي العربي”.[16]                       

وقال عبد الرحمن ياغي[17]: “كان شعرها صورة حية لتطور الحياة الشعرية بعد النكبة ومن يمض في قراءته ويتدرج معه من حيث الزمان، يجد صورة وجدانية لحياة المجتمع الفلسطيني وتطورها بفعل تطور الأحداث المشتملة عليه”.[18]                     

وقال محمود درويش حينما ودع الشاعرة الكبيرة كلمة بعنوان” وداعا يا أختي الكبيرة: “كانت فدوى طوقان أختي الكبيرة، كانت تعجبني رقة شعرها التى توازى رقتها الشخصية، كانت أحد المعالم الذاتية والثقافية لفلسطين، وشعرها شعر عابر للأجيال”.[19]                        

فلذلك كانت جامعة النجاح الوطنية عقدت حفل تأبين للشاعرة بتاريخ 24-02-2014، وشاركت فيه المثقفون وممثلون عن الوزارات الرسمية والمؤسسات الشعبية والأدباء والنقاد، وكلهم قالوا عنها، وأظهروا رأيهم، فقال الشاعر الخليلي كلمات المدح لها، واعتبرها شاعرة فلسطين بشكل خاص وشاعرة الأمة العربية بشكل عام، وكان شعرها منارة من منارات تحرر المرأة العربية، وعدّها الأديب محمد على طه، رئيس اتحاد الأدباء الفلسطينيين منارة أدبية متميزة، وكان الأستاذ محمد على طه من أعز أصدقاء الشاعرة. وقال عنها السيد محمود الريماوى الصحفي الفلسطيني ورئيس التحرير لجريدة “الرأي”: إلى أن أجيالا عدة من شعراء فلسطين والأردن، قد استيقظت حساسيتهم الشعرية الأولى مع القراءة لفدوى طوقان، والتى شكلت محطة فارقة وحالة قائمة بذاتها، إذ حققت انتقالا سلسا من التقليد إلى التجديد”.[20]                        

 وقال المهندس جعفر طوقان الذي كان من عائلته:” إننا فقدنا شمعة كبيرة أنارت أمامنا طريق الأمل والحياة”، وأضاف قائلا “إن الشاعرة بالرغم من الحرمان من التعليم استطاعت أن تسير في طريقها إلى الأمام لتحقيق هدفها الشعري”،[21] وغيرهم كثير من الأدباء والمثقفين والشعراء الذين عرفوها معرفة، وما قدمته لشعبها، ووطنها وما ساهمته في إثراء العربي الحديث، واعتبروا غيابها خسارة فادحة للثقافة العربية المعاصرة.

والشاعر سميح القاسم الذي رثاها بكلمة تحت عنوان” ثروة إنسانية”، وقال فيها: “صحيح أن الموت حق، لكنه يظل مرا شديد المرارة، على الرغم من حلاوة الإيمان، حين سمعت برحيل الأخت والزميلة الصديقة الغالية فدوى طوقان، تبادر إلى ذهني قول شوقى في حافظ إبراهيم:

قد كنت أوثر أن تقول رثائي

يا منصف الموتى من الأحياء

لكن للموت مواعيد، لا نستطيع أن نتدخل فيها…”.[22]                      

وقال موشيه دايان وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك: “كل قصيدة من قصائد فدوى طوقان تصنع عشرة فدائيين”،[23]  وبناءا على هذا، قال الأستاذ الشاعر الخليلي “إن القصيدة المُشبعة بروح فدوى طوقان أقوى من همجيّة جنرالات إسرائيل وترسانتهم الوحشية وأقوى من قيود العزل والاستلاب…”[24]                       

ومدحتها الدكتورة أفنان دروزة بهذه الكلمات: “الإنسانة التى أضاءت بشعرها المبدع وجدان الشعب الفلسطيني، وخلدت بمذكراتها قضية شعب محتل مظلوم، وتراث أمة أصيلة، ولغة عربية خالدة، فكانت النبراس الذي أضاء درب النضال أمام كل الأجيال، والمنارة التى علمت الأجيال الشعر والأدب والكفاح”.[25]                       

وقال الشاعر زكريا محمد في مضمونه بعنوان (إعادة قراءة إنتاجها): “هي أهم شاعرة عربية، هذا حدث ليس قليل الشأن، ومن المفترض أن يعيدنا من جديد إلى قراءة آثارها، وما أنتجته الشاعرة من شعر ونثر”. وقال الأستاذ نضال حمد في مضمونه بعنوان (فدوى طوقان حمامة فلسطين البيضاء): “لقد ساهمت المبدعة فدوى طوقان بأعمالها الشعرية والأدبية في رفع شأن القضية الفلسطينية، وإيصالها للعالم بقالب شعري جميل يعبر عن حق غير قابل للتصرف وللتفريط…”                       

فهذا قليل مما قاله الأدباء والنقاد والمثقفون عن الأديبة فدوى طوقان، وغيرهم الكثير الذين قالوا عنها، ولكن ذكرت قول بعضهم بنية الاختصار، ووضعت نماذج منها يدلل على حب الشعراء والأدباء وتقديرهم للشاعرة وإسهاماتها في الأدب العربي الحديث بغض النظر عن مختلف ألوان أدبهم وثقافتهم.

وهناك نظمت أشعار كثيرة في تقدير للشاعرة وفي رثائها التي دافعت عن وطنها، وشعبها، وأرضها بشعرها طوال حياتها، وتصدت للعدو الغاصب، رحم الله شاعرتنا وأديبتنا وأسكنها فسيح جناته.

جوائزها التكريمية:

ارتحلت الشاعرة والأديبة فدوى طوقان ولكنها تركت أثرا عميقا في مجال الأدب العربي الحديث كما تركت آثارها الأدبية المرموقة التي ستثير الجيل بعد الجيل على تتبعها بالبحث والتخطي عليها. وقد نالت جوائز تكريمية عديدة ومنها:

1- جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر الأبيض المتوسط، باليرمو-إيطاليا، 1978.

2- جائزة الشعر من جمعية الشعراء، ساليرنو- إيطاليا.

3- الدُرع المَلَكية التقديرية للرائدات، وزارة التنمية الاجتماعية والإتحاد النسائي الأردني، عمان1982.

4- جائزة عرار السنوية للشعر، رابطة الكتاب الأردنيين، عمان- الأردن1983.

5- جائزة سلطان العويس، الإمارات العربية المتحدة، 1989.

6- وسام القدس، منظمة التحرير الفلسطينية، 1990.

7- جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، سالرينو- إيطاليا1992.

8- جائزة مؤسسة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري، الكويت1994.

9- جائزة كفافيس الشعرية الدولية، اليونان1996.

10- وسام الاستحقاق الثقافي، تونس1996.

11- جائزة وسام فلسطين عام 1996، وجائزة الآداب، منظمة التحرير الفلسطينية1997.

12- شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة النجاح الوطنية، نابلس1998.

13- تكريم من مؤسسة الفكر العربي القاهرة 2002.

هذا، وقد شاركت فدوى طوقان في عدد من المؤتمرات، والمهرجانات الوطنية، والسياسية، والأدبية، والشعرية في الوطن العربي ودول العالم، مثل مؤتمر السلام العالمي باستكهولم بالسويد ومؤتمر الكتاب الإفريقيين والآسويين ومؤتمرات الأدباء العرب، وفي مهرجان جِرش بالأردن، وهي نشرت العديد من المقالات الأدبية والقصائد الشعرية في الصحف والمجلات، وكانت عضوا في مجلس أمناء جامعة النجاح بنابلس، وهي التي نظمت نشيد الجامعة الرسمي.

 الخاتمة: وخاتمة مما تقدم أنّ الشاعرة فدوى طوقان شاعرة كانت تمتلك قدرة عالية في كشف التفاصيل اليومية وتجليات النوازع الانسانية ، لمّا تكون لها من رصيد أدبي ومرجعيات تاريخية، وفلسفية، وتجارب حياتية، فتجربة الكتاب السيريّة على وفق الشعر، أو ما يطلق عليه الشعر السّيري من الانواع الأدبية الحديثة الآن حتى إن هناك من الباحثين من عمل على أن يدخله في تخصص النقد الثقافي أو ما بعد الاستعمار، لأن في اكتشاف الآخر، والاحتكاك الثقافي معه يمارس دورا كبيرا في اكتشاف الذات في مرآة الآخر، وفدوى طوقان اتخذت من السيريّة وما سطرته كتاباتها الشعرية والنثرية مرجعية تاريخية، ومعرفية، وشعريّة، وجماليّة محملة بالتدفق الشاعري والعاطفي، فهي تنسب إلى تيار الادب الرومانسي الذي كان نموذج استلهمه كثيرا من الشعراء والادباء  في ذلك الوقت، فهي أيقونة التعبير الوجداني، والعاطفي وهو ما يمكن أن يتمظهر في معجمها اللغوي، وقاموس كلماتها، واستثمارها للتعابير العاطفية التي تميل إلى الأدب النسوي من حيث الحنان ، والحزن ، والخوف ، والبكاء ، والألم، والانكسار ، والإقصاء … إلخ من القاموس النسوي ، ومعجمه الاجتماعي الذي عمقه التجارب الاجتماعية، فهي كانت تعاني من احتلالين : الاحتلال الاسرائيلي، والاحتلال الجسدي وإقصائه في مجتمع الفحولة الذي حاول أن يروض تمرد وشغف هذه الشاعرة وروحها الحيّة .

الهوامش:

[1]. الطريفي، يوسف عطا: فدوى طوقان حياتها وشعرها، ص: 1.

[2] . طوقان، فدوى: رحلة جبلية -رحلة صعبة، ص: 8

[3] – طه، متوكل: قراءة المحذوف قصائد لم تنشرها فدوى طوقان، ص7.

[4] – الطريفي، يوسف عطا، فدوى طوقان حياتها وشعرها، ص32.

[5] . طه، متوكل:”قراءة المحذوف، ص:39

[6].  بكار، يوسف: الرحلة المنسية، ص:38

[7] – بكار، يوسف: الرحلة المنسية، ص:38.

[8] – طه، متوكل: قراءة المحذوف، ص: 39.

[9] . طوقان، فدوى: رحلة جبلية-رحلة صعبة، ص:99

[10] . طوقان، فدوى: الرحلة الأصعب، ص:1

[11] . دورزة، أفنان، فدوى طوقان كما عرفتها، ص:47

[12] . طوفان، فدوى، الرحلة الأصعب، ص:2

[13] . دورزة، أفنان، فدوى طوقان كما عرفتها، ص:50.

[14] . دورزة، أفنان: فدوى طوقان كما عرفتها، ص:54.

[15] . سكاكيني، وداد: سابقات العصر، ص: 30.

[16] . النابلسي، شاكر: فدوى طوقان تشتبك مع الشعر، ص:2.

[17] . كان ناقدا أدبيا، ورئيس رابطة الكتاب في فلسطين

[18] . الطريفي، يوسف عطا: فدوى طوقان حياتها وشعرها، ص: 116

[19] . المرجع نفسه، والصفحة نفسها

[20] . المرجع نفسه، والصفحة نفسها

[21] . المرجع نفسه، والصفحة نفسها

[22] . الطريفي، يوسف عطا: فدوى طوقان حياتها وشعرها، ص: 117.

[23] . المرجع نقسه، ص:78.

[24] . لمرجع نقسه، ص: 117.

[25] .المرجع نفسه، والصفحة نفسها

المراجع والمصادر:

1- طوقان، فدوى: الرحلة الأصعب، دار الشروق، الأردن، 1993م.

2- طوقان، فدوى: رحلة صعبة، دار الشروق، الأردن،1985م.

3- طوقان، فدوى: الأعمال الشعرية الكاملة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1993م

4- عمر، رمضان: سيرة فدوى طوقان وأثرها في أشعارها، مؤسسة الأسوار، عكا، فلسطين 2004م.

5- النابلسي، شاكر: فدوى تشتبك مع الشعر- دراسة نقدية لشعر الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، 1985م.

6- الطريفي، يوسف عطا: فدوى طوقان حياتها وشعرها، دار الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، 2011م.

7- دورزة، أفنان نظير: فدوى طوقان كما عرفتها، دار الشروق، الأردن، 2005م

8- بكار، يوسف: الرحلة المنسية: فدوى طوقان وطفولتها الإبداعية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2000م

9- الدردنجى، هيام: فدوى طوقان شاعرة أم بركان، دار الكرمل للنشر والتوزيع، الأردن، 1996م.

10- هانى، أبوغضيب: فدوى طوقان، دار وائل للنشر والتوزيع، الأردن، 2003م

11- سنداوى، خالد: الصورة الشعرية عند فدوى طوقان، دار المشرق للترجمة والطباعة والنشر، لبنان، 1993م.

12- نويهض، ناديا: نساء من بلادي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2000م

13- سكاكيني، وداد، سابقات العصر، منشورات الندوة الثقافية النسائية، دمشق،1986م

14- Thomas M.Ricks، Turbulent Times in Palestine: The Diaries of Khalil Totah, 186-1955, Institute of Palestine studies and Passia, 2009

 

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here