طه هاشم الدّليمي وجهوده في التراث العربي
بقلم
أ.م.د. عبد الحسين أحمد الخفاجي
أستاذ مساعد، كلية التربية الأساسية، جامعة ديالى، العراق
————————————-
ملخص البحث:
تزخر أرض الرافدين بقامات علمية كثيرة على طول تاريخها الماضي والحاضر، قامات سجلت حضوراً مائزاً في مختلف العلوم والفنون، وحري بالباحث أن يلوي عنان مداده في التعرّض لسيرة هؤلاء الزاخرة بالنتاجات العلمية والمعرفية ؛ لرفد المجتمع والمهتمين والمعنيين بالثقافة، والمعرفة وفاءً لهم ولعطائهم الثري، وإغناءً للمكتبة وروادها.
نبع من أرض دازكية خرنابات ديالى الأستاذ الحقوقي الأديب الأريب طه هاشم الدّليمي الذي أتحف المكتبة بنتاجاته العلمية المعرفية، والتي أسهمت في رفد التراث العربي بما رشح من جهوده في اللغة والتفسير والتاريخ؛ ليكون رقماً مهماً في سلسلة الموسوعيين من أبناء العراق.
دار البحث على عدّة مباحث، وخاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات التي توصل إليها الباحث، وعلى النحو الآتي:
- المبحث الأول: تضمن أهمية التدوين والتعرض للسيرة الذاتية .
- المبحث الثاني: تضمن السيرة الذاتية للأستاذ طه هاشم الدّليمي.
- المبحث الثالث: تضمن كشفاً بالجهود اللغوية والأدبية المطبوعة والمخطوطة له، وأهم نتاجاته في المؤتمرات العلمية وأعماله الشعرية.
- المبحث الرابع: تضمن تطبيقات لجهوده في كتابيه إضاءات لغوية، ومن تاريخ بعقوبا وما حولها.
الكلمات المفتاحية: طه هاشم، التراث العربي، السيرة الذاتية، التدوين.
المبحث الأول: أهمية التدوين والتعرض للسيرة الذاتية:
يعد التدوين حفظاً للتراث، وتسجيلاً للأحداث، ومرجعاً غنياً للدارسين والباحثين، فضلاً عن كونه غديراً للحقائق، ومعيناً عذباً للحاذق المدقق. دونك القرآن الكريم وما يزخر به من الأحداث والحقائق والسير والعبر لأمم عاشت قبل قرون مضت يقول تعالى﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾([1]). بدأت المراحل الأولى للتدوين بالاعتماد على الذاكرة لما تتقنه من الحفظ والاستظهار قبل أن يكتشف الإنسان الكتابة وفنها، إذ كانت تنقل أخبار الأحداث المهمة شفاهاً، ولربما يحدد وقتها بالقياس إلى أحداث أخرى سابقة أو لاحقة، وقد تميّز الخبر قبل الإسلام بارتباطه بالرواية الشفوية، بمعنى أنّه لم يظهر بمظهر كتابي إلا في النقوش، وذلك يعود إلى قلّة التدوين وشيوع الأمية في الحياة العربية، واعتماد العرب على الذاكرة في الحفظ، حتى لم تتوفر لأيّ شعب أو أمّة ما كان لهم، وما عُرفوا به من قوّة الذاكرة. فلمّا جاء الإسلام، ارتبطت الأخبار به، وشغلت العرب عمّا كان لهم في جاهليتهم من أخبار، فصارت الأخبار في أجواء الإسلام وفلكه، لاسيّما الحديث النبوي الشريف، والسيرة النبوية الشريفة. وبسبب قِدَم الخبر على الإسلام، فقد ظلّ للخبر كيانه الخاصّ به، على طول مدّة حكم الأمويين والعباسيين، فصار ما يعرف بعلم الأخبار، وعُرف من طريقه رواة الأخبار ونقلتها بالإخباريين، حتى إنّ بعض المصنّفات المبكّرة في التدوين التاريخي أخذت عناوين ابتدأت بـالأخبار مثل: الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري (ت282ه)، وإخبار العلماء بأخبار الحكماء، لابن القفطي (ت646ه).
إنّ للسيرة الذاتية أثرا واضحا في الحياة الاجتماعية بما تضفي من ألق إنساني يجسده السلوك في طول المسيرة العمرية لتلك الشخصية، فضلاً عما يتدفّق من ثنايا تلك الشخصية من نتاج علميّ، أو أدبيّ يرفد الأمّة علماً ومعرفةً يرجع لهما الباحث والدارس، والمريد والمتذوق ليهنأ بعطر ذلك النتاج الثري.
إنّ تلك الشخصيات هي التي تخلق باستمرار آفاقاً جديدةً للحياة، ولولاهم لكانت الحياة عِبئاً ثقيلاً لا يروم الإنسان تحمّله لأيّ مدّة مهما كانت تلك المدّة قصيرة ((والشخصيات العلمية لا يتوقف دورها على التطور والإبداع فقط، وإنّما في قدرتها على خلق آفاقٍ جديدةٍ للحياة ووضع تلك الآفاق في خدمة التطور. إذ أنّ ظهور العلوم الطبيعية والإنسانية والفنون والآداب في حياتنا لم يكن نتيجة لجهود الناس الاعتياديين، بل كان بطبيعة الحال نتيجةً لجهود أُناس متميزين نطلق عليهم تسميات الشخصيات العلمية إنْ كانت إبداعاتهم في مجال العلوم، وبالشخصيات الفنية والأدبية إنْ كانت إبداعاتهم في مجال الفنون والآداب، فالشخصيات بتنوعها هي التي ترسم الطريق وبقية الناس يسيرون وراءهم، ولهذا يمكننا القول بأنّ كل شخصية تعدّ قائداً مبتدعاً في مجال تخصصها وحرفتها ومهنتها)) ([2]). دأبت الأمم الحيّة في تكريم رجالاتها، والاحتفاء بهم أحياءً وأمواتاً، وفاءً لهم وعرفاناً لأثرهم وآثارهم، وهي سنة حميدة ونهج حضاري راق بكل تأكيد. بيد أن الغالب في هذا الاحتفاء يكون من نصيب الموتى مع شديد الأسف متناسين الأحياء منهم حتى قال الشاعر:
كرّمُوه كُلَّ عـــــــَـــامْ | وَهُو فِـــي القبْرِ يَنامْ |
لَيْتهُمْ مُذْ كانَ حَياً | كرّمُـوهُ بَعْضَ عَامْ ([3]) |
حتى أنّ كثيراً من رجالات الأمّة قد رحلوا عن هذه الدنيا الفانية، وثمّة إحساس يملأ جوانحهم، ويطفح مرارة، ويفيض إحباطاً، والحزن والانكسار يجرح كبرياءهم ! . لقد غادرونا بلا وداع، وعيونهم تتطلع إلى بصيص أمل ظل يراودهم بأنّه ستحين ذات يوم لحظة من لحظات عودة الوعي لتنصفهم وهم أموات وتردّ إليهم اعتبارهم المفقود، وحينها لو قدّر لهم أنْ يُبعثوا من جديد لظلّوا يردّدون مع النابغة الجعدي:
لا ألفِينَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تنْدُبَنِي | وَفِي حَيَاتِي مَاْ زَوَّدْتنِي زَاْدَا ([4]) |
المبحث الثاني: سيرته الذاتية
قام الباحث بالطلب من الأستاذ الأديب طه هاشم الدّليمي أنْ يكتب سيرته بنفسه لإحراز الدّقة، والأمانة العلمية من ناحية، فضلا عن عدم تيسّرها في المطبوعات من ناحية أخرى، فكانت على النحو الآتي:
كان خروجي من ثلاثة سجون، أو على الأصحّ من ثلاث ظلمات([5]) في أوّل شهر رمضان من سنة 1369 للهجرة النبوية المباركة في منزل صغير في القرية المسماة (الدازكية)، فخرجت كأيّ مولود مسكين أحمل بيان ولادتي باكياً، ولا بدّ أنّ أهلي قابلوا بُكائي بفرح غامر، وصلوات عالية، ولا بدّ أنّهم تناولوا وجبة طعام جيدة على شرفي في ذلك اليوم، ولم يتركوا لي شيئاً، ثمّ انتقل أهلي وأنا صغيرٌ أيضاً إلى قرية (خرنابات)، ونزلوا في الطّرف الشرقي منها في محلّةٍ ما زالت تُعْرف بـ (السّـﭼر)، وهو تحريف عامي لـ(السِّكْر) بكسر السين وتسكين الكاف وهو السِّداد الذي يُجْعل سدّاً للّشقّ ويرد بمعنى المسنّاة أيضاً([6]). وفي هذا الطرف قضيت شطراً يسيراً من طفولتي، ثمّ انتقلنا بعد زمانٍ إلى الدار التي بنيناها في القرية نفسها في طرفها الجنوبي، وبهذه القرية أكملت دراستي الابتدائية، ولم يكن في القرية مدرسة متوسطة، فانتقلت إلى بعقوبة ودرست في مدرسة الوثبة المشيّدة سنة 1932م في الصفّ الأوّل، وهي في موضعها القديم في شمالي بعقوبة، ثمّ انتقلت إلى المتوسّطة المسمّاة (متوسّطة الزعيم) في سوق بعقوبة، ثمّ أكملت دراستي الإعدادية في إعدادية بعقوبة في المنطقة المعروفة بـ(المحطة)، وقد حبّب إليّ العربية فيها أستاذ مصري هو (جلال أبو هدية) كأنّي أراه الآن، وهو ينشدنا من شعر عنترة العبسي:
وَلَقدْ ذكَرْتُكِ وَالرّمَاْحُ نَوَاْهِلٌ مِنّي | وَبيضُ الهِنْدِ تقْطرُ مِنْ دَمِي |
فَوَدِدْتُ تَقْبِيْلَ السّيُوفِ لأَنَّـــــــهَا | لَمَعَتْ كبَــاْرِقِ ثَغْرِكِ المُتّبَسّمِ |
وكان اِنتقالنا من خرنابات إلى مدينة بعقوبة في أواخر سنة 1964م، ثم واصلت دراستي بعد الإعدادية في كلية الحقوق/ الجامعة المستنصرية على غير رغبة مني في هذه الدراسة، والغالب أنْ تجري الرياح بما لا تشتهي السّفن، وأذكر أني كنت أحمل معي كتاباً من كتب العربية في ذهابي إلى بغداد للدوام في الكلية لأقرأ فيه عند العودة بالسيارة إلى مدينة بعقوبة مستفيداً من الوقت، ومعرباً عن حبي المبكّر للعربية، وقد كان مَثلي الأعلى في ذلك الزمان العلّامة مصطفى جواد، إذْ كنت مُعجباً به، وأراه عالِماً فريداً، وأذكر وأنا صغيرٌ أني كنت أراه على شاشة التلفزيون في (الندوة الثقافية) في أمسية كلّ ثلاثاء متحدثاً في التاريخ البغدادي مُغمِضاً عينيه عند الحديث، ومسبّحاً بسبحة طويلة كانت بيده، ولم أكن أفقه شيئاً ممّا يقوله يومئذ وأذكر أنّ الناس كانوا يحبّونه، ويحبّون حديثه مع أنّ كثيراً منهم أميّون لا يعرفون كثيراً من أحاديثه. أمّا العالم الكبير الآخر الذي أثّر في نفسي وحبّب لي العلم والمعرفة، فهو السيد العلّامة عبد الكريم آل السيد علي خان المدني (طيّب الله روحه ونّور ضريحه)، وقد تشرّفت بالدراسة على يديه في علم الفقه وأصوله من سنة 1968ـــ1970م، فأخذت من علمه وأخلاقه وسيرته شيئاً كثيراً سأظل أذكره بالخير والإحسان ما حييت، وما زلت أحفظ كثيراً من شواهده الشعرية والأدبية وأقواله وتقريراته النافعة.
هذا وقد أُتيح لي أنْ أصبح موظفاً صغيراً في آخر سنة1973م في ديوان محافظة ديالى ولم تكن الوظيفة تعنيني، ولم يكن لي فيها طمع أنْ أرقى في سلالمها، ولم أكن أراها إلّا سبيلاً للعيش ومن أجل هذا لم ألبث بها طويلاً، وقد تركتها في أواخر سنة 1989م، وحصلت في هذه السنة نفسها على هوية نقابة المحامين وعملت بهذه المهنة مدة ثم تركتها في مطلع سنة 2004م، وأحببت الانصراف إلى (هوايتي) في القراءة، والبحث ذلك أَنّي لا أجد نفسي إٍلّا في هذا الميدان، وأحّس أني غريب عن العوالم الأخرى، وقد صارت القراءة، والكتابة، والبحث، والتحقيق هّماً كبيرا لي وأَجدُ فيها لذة أقوى من لذة الطعام والشراب، وربما أحسست أنني متوقف عن النمّو حين أمرّ بيوم من غير أن أحصل فيه على فائدة علمية وأجدُ صدق من قال:
فَوائِدُ العِلمِ يَحْويْهَا وَيَجْمَعُهَا | مَنْ لَمْ يَكُنْ هَمُّهُ أَنْ يَجْمَع الذَّهَبَا([7]) |
وماذا تعني الساعة والساعتان والثلاث في تحصيل العلم ؟ والعلم واسع، والعربية واسعة وقد قيل قديمــاً (العلم إذا أعطيته كلّك أعطاك بعضه) فإذا أعطيته بعضك، فما تكون العاقبة ؟.
وقد كانت بدايتي العلمية والثقافية في مطلع السبعينات، وكنت قد قرأت في سنة 1973م مقالاً للأستاذ الدكتور إبراهيم السامرائي (رحمه الله) في التعليق على معجم (المساعد) وهو معجم لغوي ألّفه الأب أنستاس ماري الكرملي، ونُشِرَ في بغداد في أول السبعينات فنشر الأستاذ إبراهيم السامرائي مقالا في مجلة المورد البغدادية في التعليق على هذا المعجم، وقد قرأت مقالته وأحببت أنْ أكتب تعقيباً على مقالة الدكتور السامرائي فكتبت وذهبت بمقالتي إلى الأستاذ عبد الحميد العلوﭼـي رئيس تحرير مجلة المورد، وناولته مقالتي وقلت له يا أستاذ أرجو نشرها في مجلتكم فجعل العلوﭼـي ينظر في المقالة وكنت واقفاً، فأمرني بالجلوس وأخذ يسألني ما تحصيلك ؟ قلت بكالوريوس قانون، فقال: وما علاقة القانون بالعربية ؟ ومن أين لك هذه المصادر التي اعتمدت عليها ؟ فأخبرته إني محب للعربية مولع بها، وهذا غاية ما في الأمر فقال لي: أذهب وعد لي بعد أسبوع فانصرفت وعدت إليه بعد أسبوع فقلت له: هل قرأت المقالة ؟ فقال: نعم وأنا معجب بما كتبت وهو شيء يستحق النشر، وسينشر في العدد القادم من المجلة إن شاء الله فشكرت له ومضيت، وقد نشرت المقالة فعلاً في العدد القادم من المجلة بعنوان (حول المساعد) وكان فرحي كبيراً، لأنّ المجلّة مهمّة ومُحَكّمَة، ويكتب فيها أعلام عراقية وعربية وأجنبية، ثمّ واصلت الكتابة في هذه المجلة، والمجلات العراقية الأخرى في موضوعات تاريخية وأدبية ولغوية، فصدرت لي مقالات في مجلة (البلاغ) و(الكتّاب) و(آفاق عربية) و(الطليعة الأدبية) و(التراث الشعبي) على أني ما زلت، وسأبقى طالب علم صغيراً ولا شكّ أنّ للعلم، والتعلّم والبحث والتنقيب لذّة لا يعرفها إلاّ من مارسها وعاناها، وهي كالحبّ والشوق اللذين لا يعرفهما إلاّ من ذاقهما، وجرّبهما وابتلي بهما، واكتوى بنارهما وما أصدق قول الشاعر:
لا يَعْرِفُ الشّوْقَ إلاّ مَنْ يُكابِدُهُ | وَلا الصَّبَاْبَةَ إلّا مَنْ يُعَاْنِيْهَا ([8]) |
وأني لأحمد الله تعالى على الدوام أنْ جعلني من عشاق العربية، ومحبيها ومتذوقيها ولست أشك في أنّ الذي ليس له حظ مِنْ هذه اللغة وعلومها غير متذوق كلام الله تعالى وكلام الفصحاء جميعاً من نثر وشعر، وأظن أنّه قد فاته خير كثير لأنّ العربية هي السبيل إلى معرفة كتاب الله تعالى وأحكام شريعته.
وفقنا الله تعالى جميعا لخدمة هذه اللغة لغة القرآن الكريم والحمد لله أولاً، وآخراً وهو المستعان في كل وقت وأوان .
المبحث الثالث: الجهود اللغوية والأدبية المطبوعة والمخطوطة ونتاجاته في المؤتمرات العلمية وأعماله الشعرية
تناول الباحث في هذا المبحث الجهود اللغوية والأدبية المطبوعة والمخطوطة، ونتاجاته في المؤتمرات العلمية وأعماله الشعرية وعلى النحو الآتي:
أولاً: المطبوعات
1. شرح دعاء الصباح لأمير المؤمنين علي (ع) | بابل/2008 | |
2. نظرات في سورة يوسف | بابل/2009 | |
3. إشارات لغوية | بابل /2010 | |
4. إضاءات لغوية | المطبعة المركزية ــ جامعة ديالى2013 | |
5. من تاريخ بعقوبا وما حولها | المطبعة المركزية ــ جامعة ديالى2014 | |
6. شهب لغوية ساطعة / مقالات أ. صبحي البصام | المطبعة المركزية ــ جامعة ديالى2017 | |
7. ألفاظ في عاميتنا العراقية | المطبعة المركزية ــ جامعة ديالى2018 | |
8. من هوامش د. مصطفى جواد اللغوية | المطبعة المركزية ــ جامعة ديالى2018 | |
ثانياً: المقالات المنشورة في المجلات
1. المقامات وأثرها في تراثنا العربي | التراث الشعبي1975 | |
2. المكدّون في التراث العربي | التراث الشعبي1975 | |
3. الملابس الرجالية في العصر العباسي | التراث الشعبي1975 | |
4. الكتابة على الجدران | التراث الشعبي1976 | |
5. الطيّب عند العرب | التراث الشعبي1980 | |
6. حول المساعد | المورد 1973 | |
7. حول المساعد أيضاً | المورد 1976 | |
8. الطراز الأول للسيد ابن معصوم المدني | المورد 1981 | |
9. نسبة المؤرخ العراقي ابن الدُّبيثي | المورد 2005 | |
10. العنوان عند المؤلفين الأولين | الثقافة اليمنية 1997 | |
11. شهرَبان وموضعها القديم | اليرموك ديالى 2000 | |
12. مع شاهد نحوي | اليرموك ديالى 2001 | |
13. العقد النفيس في تاريخ ابن إدريس | اليرموك ديالى 2001 | |
14. قبّة الست زبيدة | ديالى 1998 | |
15. بعضٌ بين الأستاذ وتلميذه | ديالى 1999 | |
16. بغداد في رحلة ابن جبير | آفاق عربية 2001 | |
17. باجسرا وموضعها القديم وأعلامها | سومر 2011 | |
18. بعقوبا نص ياقوت الحموي والتعليق عليه | ألق 2000 | |
19. مع شاهد نحوي | اليرموك ديالى2001 | |
ثالثاً: دراسات مخطوطة
1. من أساليب الكريم | كتاب |
2. العودة إلى ينبوع القرآن | كتاب |
3. بغداد في رحلتين | كتاب |
4. ثبوت الخبر وتجدّده عند الجرجاني | بحث |
5. من مشاهد ديالى ومزاراتها | بحث |
6. القرية ودلالتها اللغوية في القرآن الكريم | بحث |
7. لسان الحال في تراثنا العربي | بحث |
8. الدلالة النحوية لـ(كان) في قوله تعالى ] فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً [([9]) |
بحث |
رابعاً: مقالات مدفوعة للنشر
- زيادات صاحب مراصد الاطلاع على ياقوت الحموي، مجلة المورد صالح للنشر.
- اللام في تحقيقات اللغويين (تعقيب على مقال الدكتور محمد ضاري حمادي) مجلة المورد.
- قصر التاج ببغداد، مجلة الذخائر البيروتية.
- إلفاء الفصيحة عند المتأخرين، مجلة الذخائر البيروتية.
خامساً: نتاجاته في المؤتمرات العلمية وأعماله الشعرية
سجل الأستاذ طه هاشم الدّليمي حضوراً فاعلاً في المؤتمرات العلمية الدولية والمحلية، من طريق ما ترشّح من أنامله تارةً في بحث منفرد، وتارة أخرى بالاشتراك مع بعض الأساتذة من جامعة ديالى، فضلاً عن الأعمال الشعرية التي نظّمها في سنين حياته الحافلة بالنتاج الماتع المتنوع. وقد قام الباحث بعرض هذه النتاجات على النحو الآتي:
- بحوث المؤتمرات العلمية
- من تاريخ نهر جلولاء القديم، كلية التربية الأساسية / جامعة ديالى 1997م.
- لفظة (أمام) في تحقيقات اللغويين المتأخرين، مؤتمر جامعة الكوفة 2000م.
- إضافة الجمع إلى المثنى، مؤتمر جامعة البصرة 2001م.
- تذكير الفاعل وتأنيثه، مؤتمر جامعة البصرة 2002م.
- من أسلوب نهج البلاغة، جامعة الكوفة 2010م . بحث مشترك مع أ. د محمد علي غناوي.
- من فن التنفير من الدنيا في نهج البلاغة، العتبة العلوية في النجف الأشرف 2012م. بحث مشترك مع الباحث.
- لام الشرط في التعبير القرآني، كلية العلوم الإسلامية جامعة ديالى 2013م.
- أعمال شعرية حديثة:
نهار للورد نهار للرحيل ديوان شعر حديث لمّ ينشرْ بعد، وقد نشرت قصائد منه في عدة صحف ومجلات منها:
- الصحف العراقية: صحيفة الجمهورية، وصحيفة القادسية.
- المجلات: مجلة الطليعة الأدبية، ومجلة أَلق التي أصدرها إتحاد أدباء وكتاب ديالى 1999ـــ2002م .
المبحث الرابع: تطبيقات لجهوده في كتابه “إضاءات لغوية”
إنّ المتتبع لما تناوله الأستاذ طه هاشم الدّليمي في مؤلفاته المتنوعة يلحظ جهوده فيما يتناوله من تحليل دقيق لما تناوله أساطين العلماء في اللغة وكثيراً ما يناقش آراء هؤلاء العلماء، ويبتدأ مداخلاته ومناقشاته بكلمة أقول، كما هو ديدن العلماء المتقدمين، فضلاً عما ترشّح من أنامله المبدعة في البلدانيات في أكثر من مقال هنا، ومقال هناك . ويجد القارئ لكتاب “إضاءات لغوية” الكثير من الجهود اللغوية، وبعض التطبيقات للجهود النحوية التي بذلها الدّليمي . اِرتأى الباحث أنْ يعرض بعض هذه التطبيقات على النحو الآتي:
أستاذة: جاء في الأغاني ج 22، ص206 في أخبار عبيدة الطنبورية ((لا والله لا تقدمت عبيدة وهي الأساتذة…)) وجاء في معجم الأدباء ج10، ص22 في ترجمة حفصة الركوني ((شاعرة أديبة… أستاذة)) .
قال الأستاذ طه هاشم: الأستاذ في اللغة كلمة أعجمية ومعناها الماهر بالشيء وإنما حُكِم بأنها أعجمية لأنّ السين والذال المعجمة لا يجتمعان في كلمة عربية، وهمزة الأستاذ مضمومة كما قال الفيّومي في مصباحه المنير في (الأستاذ)، والأستاذة بزيادة تاء التأنيث لا بأس بها ــ كما يظهرــ وهي توافق تأنيث لفظ (الدكتور) الأعجمية فهم يقولون اليوم: دكتور ودكتورة ([10]).
بالة: في لسان العرب: والبال جمع بالة وهي عصا فيها زج تكون مع صيادي أهل البصرة يقولون: قد أمكنك الصيد فألق البالة وفي حديث المغيرة أنّه كره ضرب البالة وهي بالتخفيف حديدة يصاد بها السمك …، وفي النهاية في غريب الحديث لإبن الأثير ج1، ص164، البالة بتخفيف الباء حديدة يصاد بها السمك، وفي معجم البلدان لياقوت الحموي في (فالة) قال: ورأيت بالعراق خشبة في رأسها حديدة ذات ثلاث شعب كالأصابع إلا أنها أطول يصطاد بها الدرّاج يقال لها (فالة)، و(بالة) وأظنها غير عربية.
قال الأستاذ طه هاشم: يفهم من كلام ياقوت أنها (بالة)، و(فالة) فهي بالباء، والفاء، ويظهر أن البالة أقدم من الفالة؛ لورودها قبلها في كتب اللغة والحديث، ولعلّها كانت أوّل أمرها تشبه الرمح، ثمّ صنعوا لها عدّة شعب كما هي عليه الآن، ويفهم أيضاً من كلام ياقوت أنّها كانت لصيد الدرّاج. ومازالت اللفظة معروفة في الجنوب العراقي بلفظ (فالة) وهي عندهم آلة لصيد السمك معروفة مشهورة ([11]).
بستان: في المصباح المنير: البستان فعلان هو الجنة قال أبو زكريا الفرّاء: عربي، وقال بعضهم رومي معرب والجمع البساتين، وقال في (الفردوس) البستان يذكّر ويؤنّث. قال الزجاج: هو من الأودية ما ينبت ضروباً من النبت، وقال ابن الأنباري: الفردوس بستان فيه كروم قال الفرّاء: هو عربي اشتقاقه من الفردسة، وهي السعة وقيل منقول إلى العربية وأصله رومي.
يقول الأستاذ طه هاشم: لم يذكر الفرّاء في كتابه (المذكر والمؤنث)الذي حقّقه الأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب (البستان)، ولا (الفردوس)، وقد جاء في معاني القرآن للفرّاء في تفسير قوله تعالى ﴿ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ ([12]) قال الكلبي: هو البستان بلغة الروم قال الفرّاء: وهو عربي أيضاً العرب تسّمي البستان الفردوس، وقد ذكر الفرّاء البستان في تفسيره قوله تعالى ] فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ [([13])، فقال: وإنما يقال حديقة لكل بستان عليه حائط فما لم يكن عليه حائط لم يقل له: حديقة، ولم يذكر الجوهري البستان وقال في (الفردوس): الفردوس البستان وقال الفرّاء هو عربي والفردوس حديقة في الجنة وفي القاموس المحيط: البستان الحديقة وفي شفاء الغليل البستان معرب (بوستان). وقيل معناه آخذ الرائحة، وقيل مجمع الرائحة وهو الحديقة، ويطلق على الأشجار. ورد في شعر الأعشى بمعنى النخل فقط أما أبو منصور الجواليقي، فقد قال في المعرب أنه فارسي معرب جاء في شعر الأعشى، وهو قوله:
يَهِبُ الجلّة الجَراجِرَ كالبُسـْ | تانِ تَحْنُوْ لِدَرْدَقِ أَطْفَاْلٍ |
قال: قوله… كالبستان أي كالنخل ونصّ على أنّه لم يحك أحد من الثقات كلمة عن العرب مبنية من باء وسين وتاء. والظاهر أنّ في كلام الفيّومي في البستان (قال الفرّاء عربي) اِضطراباً ولعل الفرّاء عنى أنّ الفردوس عربي([14]).
تال: في (المغرب) للمُطْرّزي ورد ذكر (التال) قال: التال ما تقطع من الأمّهات أو يقطع من الأرض من صغار النخل فتغرس الواحدة (تالة) ومنه: غصب تالة فأنبتها وقوله: التالة للأشجار كالبذر للخارج منه يعني أنّ الأشجار تحصل من التالة ؛ لأنّها تغرس فتعظم فتصير نخلاً كما أنَّ الزرع يحصل من البذر.
قال الأستاذ طه هاشم: التالة بمعنى (فسيل النخلة) لفظة معروفة متداولة في الكلام الشعبي العراقي، والظاهر أنّ أصلها غير عربي، ويدلّ على هذا أنّ الجوهري لم يذكرها في الصحاح، وجاء ذكرها في (تول) في اللسان قال: التال صغار النخل وفسيله الواحدة تالة. انتهى، وما زالت لفظة التالة بمعنى الفسيل معروفة متداولة في الريف العراقي([15]).
تغريد: جاء في خريدة القصر وجريدة العصر ج4 مج 2ص 555 في شعر الأمير نجم الدولة أبي العباس أحمد بن أبي الفتوح:
أَنْسَاْهُ لا وَاللهُ أَوْ يَنْسَى إِذَاْ | رَكبَ الغُصُوْنُ الأَوْرَقَ الْتّغْرِيْدَا |
قال المحقّق العلامة الأثري (رحمه الله) في الهامش: الأورق ما كان لونه إلى الرماد، وهو هذا الحمام، والغرّيد الكثير التغريد، وهو من (ب) والأصل (التغريدا) أقسَم أنّه لا ينسى ولده الذي فقده وبكاه حتى عميَ، ثمّ أكّد امتناع نسيانه له، وناطه بتبدّل نواميس الله في الخليقة وألمح إلى هذا بركوب الغصون الطير على عكس العادة، وهو ممتنع ومحال فكذلك نسيانه لولده ممتنع ومحال .
قال الأستاذ طه هاشم: يظهر لي أن البيت على هذا الوجه:
أَنْسَاْهُ لا وَاللهُ أَوْ يَنْسَى إِذَاْ | رَكبَ الغُصُوْنَ الأَوْرَقُ الْغِرّيْدَاْ |
وكلمة (التغريد) في الأصل كما ذكر المحقق العلاّمة، ومراد الشاعر هو أنّه لا ينسى فقيده إلاّ أنْ ينسى الأورقُ التغريد إذا ركب الغصون وصار عليها وهذا معقول ومقبول ولمّا كان من المحال أن ينسى الأورقُ التغريد إذا صار على الغصون، فكذلك هذا الشاعر محال أن ينسى ولده وتكون على هذه عبارةـ إذا ركب الغصون ـ جملة اعتراضية وما ذهب إليه المحقق العلاّمة من أنّ المعنى ركوب الغصن الطير على عكس العادة غريب وغير قريب كما يبدو ([16]).
ويرى الباحث أنّ ما ذهب إليه الأستاذ طه هاشم الدّليمي هو الأقرب من الناحية اللغوية الدلالية، إذ جعل الدلالة هي المرجع في التوصّل لما قصده الشاعر في قوله، وأمّا ما ذهب إليه المحقّق العلامة الأثري (رحمه الله) ففيه تكلّف من ناحية، وعوّل على مُحَال مخالف لطبيعة الأشياء .
ثمان: في الطبعة القديمة من معجم الأدباء ج 5، ص31، في (سنة ثمان عشرة وأربعمائة) بفتح نون(ثمان)، وفي ج5، ص42 منه (مات سنة ثمان وأربعمائة) بفتح نون ثمان أيضاً.
قال الأستاذ طه هاشم: ورد في كتاب ((المدخل الى تقويم اللسان)) لابن هشام اللخمي بتحقيق الأستاذ الدكتور المحقّق حاتم الضامن (رحمه الله) المنشور في مجلّة المورد العدد (2) من السنة1982 في ص71 (وثماني نسوة) وفيه لغتان: ثماني نسوة بالياء في ثماني وهي أفصح، واللغة الثانية حذف الياء من (ثماني) وجعل الإعراب في النون وعليه أتى في بعض روايات الحديث (فصلّى ثمان ركعات)… وكذلك ثماني عشر يقال بحذف الياء وإثباتها.
وجاء في (جزء فيه تعاليق من النحو واللغة وأبيات معان) عن السيرافي دراسة وتحقيق محمد عبد المطّلب البكاء ود. مي فاضل الجبوري المنشور في مجلة المورد العدد (2) من السنة 2001 ص79 (تكتب ثمان خلون بغير الياء فإذا أضيفت إلى الليالي كتبت لثماني ليال خلون)، وبناء على ما تقدّم يكون نصب (ثمان) في الكلام الوارد في معجم الأدباء غير صحيح، وحقّها في العبارتين الكسر وأوضح كلام على (ثمانية) واستعمالاتها هو كلام الفيّومي في (ثمن) من المصباح المنير([17]).
جرز: في كتاب الأغاني، ج 11، ص211 . وردت هذه العبارة (فضربه بجرز)، وجاء في هامش الصفحة: الجرز عمود من حديد.
قال الأستاذ طه هاشم: جاء في الصحاح (جرز): والجرز (بضم الجيم وتسكين الراء) عمود من حديد وقد جمعت على (جرزة) كما في أساس البلاغة قال في (جرز) أيضاً: وضربه بالجرز وخرجوا بأيديهم الجرزة.
وفي المصباح المنير: الجرزة القبضة من ألقت ونحوه، أو الحزمة جرز مثل غرفة، أو غرف.
وقال أيضاً ولعلّ هذا الجرز الذي يضرب به هو (الجراز) في العامية العراقية بالجيم المثقلة المكسورة ([18]).
حزب: في اللسان: الحزب جماعة الناس والجمع أحزاب وحزب الرجل أصحابه وجنده الذين على رأيه … وكلّ قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم فهم أحزاب وإنْ لم يلق بعضهم بعضا.. والحزب والطائفة.
قال الأستاذ طه هاشم: ورد الوصف التابع للحزب في القرآن الكريم جمعاً في مواضع:
قال تعالى﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾([19]).
قال تعالى﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾([20]).
قال تعالى﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾([21]).
قال تعالى﴿أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾([22]).
وعاد الضمير على الحزب مجموعاً في قوله تعالى ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ ([23])، ويرد في لغتنا العصرية وصف الحزب بالمفرد فيقال (الحزب الحاكم)، و (الحزب المعارض)، وهذا من حمل الحزب على معنى الجمع ولذا وصف بالجمع ([24]).
خوات: جاء في كتاب الديارات للشابشتي ذكر(دير الخوات) وأنّه تسكنه نساء مترهّبات متبتّلات فيه، وجاء في هامش المحقق الأستاذ كوركيس عواد ((الخوات تحريف الأخوات جمع الأخت ويراد بها الراهبة))، وفي معجم البلدان ((دير الخوات جمع أخت بعكبرا، وأكثر أهله نساء))، وقد ضبط الأستاذ أحمد زكي باشا اللفظة بضم الخاء وفتحها.
قال الأستاذ طه هاشم: في كلام المحقّق دلالة على أنّ الأخت التي يراد بها الراهبة لفظة قديمة وأظن أنّ الأمر محل نظر وليس قطعياً، ولعلّ إطلاق الأخوات على هذا الدير لكون أكثر أهله نساء كما ذكر ياقوت الحموي والظاهر، أنّ الخوات استعملت على سبيل التخفيف ومثل هذا التخفيف موجود إلى الآن في الكلام العراقي يقولون هؤلاء أُخُوتي بضم الهمزة والخاء وهذه خواتي بفتح الخاء ([25]).
دشني: في تكملة تاريخ الطبري لمحمد بن عبد الملك الهمذاني في حوادث سنة (323ھ) بتحقيق الشيخ محمد أبو الفضل إبراهيم (رحمه الله ) ورد قول الهمذاني ((فلأشقن بطنك بهذا الدشنى العريضة))، وعلّق الشيخ قائلاً: الدشنى لعلّه من أنواع السلاح ونقل من تجارب الأمم، لمسكويه، ص317 عبارة ((فهذا دشنى ترى انبساطه وحده)).
قال الأستاذ طه هاشم: لم ترد الدشنى مضبوطة في الكلامين وتفسيرها بالسلاح أملاه السياق كما يظهر([26]).
ذلالة: في رسائل الجاحظ (فصل في صدر كتابة في الوكلاء) المنشور في مجلّة المورد في المجلّد السابع في العدد (4) في السنة 1978 ص215 قال: (فهل رأيتم أحداً اتّخذ صَدّاقة، أو، ذلالة، أو قاربا…). وقد علّق الدكتور يحيى الجبوري على لفظة (ذلالة) قائلاً لم أقف عليها ولعلّها من وسائل النقل النهري .
قال الأستاذ طه هاشم: الذلالة هنا تحريف (الزلالة) بالزاي التي يرد ذكرها كثيراً في أخبار العصر العبّاسي خاصةً، وهي من وسائل النقل النهري كما قال الدكتور الجبوري، وفي هذه الرسائل أيضاً في الصفحة نفسها ورد قول الجاحظ ((وهل عرف فلّاحوهم الثمار المطعمة وغراس النخل على الكردوت المسطرة))، ولم يتصدّ الأستاذ المحقق لشرح معنى (الثمار المطعمة)، ولا (الكردوت المسطرة) ([27]).
ربّان: في أساس البلاغة في (ربب) قال: وقعد على ربّان السفينة وهو سكّانها: ذنبها والعيش بربّانة: بحداثته.
قال الأستاذ طه هاشم: جاء في لسان العرب(ربن) منه: وربّان السفينة الذي يجريها ويجمع ربّابين قال أبو منصور: وأظنّه دخيلاً. وفي القاموس المحيط في (رب): والربّان بالضم رئيس الملاحين كالربّاني. ويظهر أنّ استعمال الربّان بمعنى سكّان السفينة وذنبها شيء انفرد بذكره الزمخشري.
وجاء في (رهج) من القاموس جمع الربّان على (ربابنة) قال: الراهنامج كتاب الطريق، والكتاب تسلك به الربابنة البحر ويهتدون به في معرفة المراسي وغيرها ([28]).
زنقة: في الصحاح للجواهري في (زنق) قال: الزّنقة (بتحريك الزّاي والنون والقاف) السّكة الضيّقة. وجاء في لسان العرب مثل هذا.
قال الأستاذ طه هاشم: يرد في لغة إخواننا الليبيين لفظ ( زنكة ) بفتح الزاي وتسكين النون وفتح الكاف ويظهر أنهم يريدون بها المعنى الذي عناه اللغويون المتقدّمون وهذا ممّا له أصل فصيح في العامية الليبية كما يظهر ([29]).
سبحة: في لسان العرب (سبح): السّبحة الخرزات التي يَعُدُّ المسبّح بها تسبيحه وهي كلمة مولّدة. وفي المصباح المنير (سبح): السبّحة خرزات منظومة قال الفارابي، وتبعه الجوهري: والسّبحة التي يسبّح بها وهو يقتضي كونها عربية وقال الأزهري: كلمة مولّدة وجمعها سبح مثل غرفة وغرف.
قال الأستاذ طه هاشم: الكلمة ما زالت متداولة معروفة عند العراقيين وتلفظ بكسر السين في الإفراد، والجمع ([30]).
شباشي: في كتاب الفخري في الآداب السلطانية، ص234، في أخبار الدولة السلجوقية وردت هذه العبارة ((ونشأ جدهم سلجوق … فقرّبه ملك الترك واختص به ولقبّه شباشي، ومعناه في لغتهم قائد الجيش)).
قال الأستاذ طه هاشم: يظهر من الكلام المتقدم أن لفظة (شباشي) هذه تحرّفت في العصور المتأخرة إلى (صوباشي)، وأظنّها تفيد المعنى نفسه الذي ذكره صاحب الفخري ([31]).
صندل: جاء في المصباح المنير(ص د ل) الصّندل فنعل شجر معروف، والصّندلة كلمة أعجمية، وهي شبه الخف، ويكون في نعله مسامير، وتصرّف الناس فيه فقالوا: تصندل إذا لبس الصّندلة، كما قالوا: تمسّك إذا لبس المسك والجمع الصّنادل .
قال الأستاذ طه هاشم: لم ترد (الصّندلة) في الّلسان، ولا في القاموس المحيط، ولا في شفاء الغليل على كثرة عناية صاحب الشفاء بالألفاظ غير العربية، وقد نقل صاحب حواشي القاموس عبارة الفيّومي في المصباح، وجاء فيها: كما قالوا تمشّك بالشين إذا لبس التمشّك. ولم يذكر الفيّومي (التمشّك)، وإنما ذكر (المسك)، فقال في (مسك) من مصباحه: والمسك بفتحتين أسورة من ذبل، أو عاج ([32]).
طاروقي: في كتاب الأغاني ج16، ص153 في أخبار الحسين بن علي عليهما السلام ((ثم جاء بكساء طاروقي فبسطوه ثم حملوها ..)) . قال الشارح: طاروقي كذا في جميع الأصول ولم نعثر على شرحه في المعاجم العربية .
قال الأستاذ طه هاشم: الصحيح أنّه (طاروني بالنون، ويدلّ على هذا ما ورد في لسان العرب: الطرن والطاروني ضرب من الخزّ وقال الّليث: الطرن الخزّ والطاروني ضرب منه، وفي أساس البلاغة (طرن): عليه خزّ طاروني وهو ضرب منه . وقول الزمخشري (منه) يفيد أنّ الضمير في (منه) راجع إلى الخزّ وعلى ما تقدّم يكون الطاروقي بالقاف الوارد في الأغاني تصحيفاً لـ ( الطاروني) الذي ذكره أهل اللغة ([33]).
ظلّ: في المجاز العربي القديم (ظلّ الّليل)، وقال الجواهري في (ظلّ) من صحاحه: والظّلال ما أظلّك من سحاب ونحوه وظلّ الّليل سواده يقال:
قَدْ أَعْسَفَ النَّاْزِحُ المَجْهُوْلُ معْسَفَهُ | في ظِلّ أَخْضَر يَدْعُو هَاْمَهُ البُوْمُ |
وهو استعارة؛ لأنَّ الظّل في الحقيقة إنّما هو ضوء شعاع الشّمس دون الشعاع، فإذا لم يكن ضوء فهو ظُلمة وليس بظلّ.
قال الأستاذ طه هاشم: وقد وقع في كلام المتأخرين في الدّعاء بطول العمر(أدام الله ظلّه): أي أبقاه حيّا ؛ لأنّ الظّل يلازم الحيّ فكأنّهم قالوا أدام الله حياته وهو بهذا المعنى كما يظهر من الاستعمالات الجّديدة الجّميلة في لغتنا العربية الكريمة ([34]).
عين صافية: في لسان العرب في (عين) منه ((يقال جاء بالأمر من عين صافية أي من فصّه وحقيقته)).
قال الأستاذ طه هاشم: ظاهر هذا إنّه تعبير مجازي والعجيب أنّ الزمخشري لم يذكره في (عين) من أساس البلاغة، ونحن نجد مثل هذا التعبير في كلامنا الشعبي العراقي السائر اليوم للواقف على أمرٍ وقوفاً تاماً (فلانٌ شارب الحكاية من عين صافية) أي من مصدر لا ريب في صحته وصدقه ([35]).
فالح: في كتاب مع المصادر في اللغة والأدب، ج2، ص211 للدكتور إبراهيم السامرائي (رحمه الله) أورد المؤلف قول ابن المقفّع في الأدب الصغير ((فالسّيد الفالح والمرجو من لم يخصم)). قال الدكتور السامرائي معلّقاً على لفظة (الفالح) في الكلام المتقدّم (( لقد أخلّ المعجم القديم بالفالح اسم فاعل من فلح ذلك أنّ في المعجم أفلح الرباعي ليس غيره أفجائز أنْ نذهب إلى خطأ القول بالفالح وقد استعمله ابن المقفّع بحجّة أنّ المعجم لم يشر إليه ؟ ولا بدّ لي أنْ أتوجه إلى أصحابنا الغيارى على العربية، والساعين إلى سلامتها فأقول لهم أنّ الطريق إلى معرفة الصحيح، والخطأ في الأبنية والأساليب رهين بالنّظر في كتاب الله العزيز والحديث الشريف وسائر المواد الأخرى ممّا اشتملت عليه كتب اللغة والأدب والتاريخ وإن الاقتصار على المعجمات الّلغوية لا يحقّق هذا الغرض اليسير)) .
قال الأستاذ طه هاشم: نعم صرّح القرآن الكريم بأنّ أفلح رباعي في أكثر من موضع ومن ذلك قوله تعال﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ ([36])، وورد اسم الفاعل (المفلحون) في القرآن الكريم في أكثر من موضع أيضاً، وقد فات الأستاذ المحقّق الدكتور إبراهيم السّامرائي (رحمه الله) أنْ يكون الفالح في كلام ابن المقفّع المتقدّم مصحّفاً، وأنّ صوابه (الفالج) بالجيم لا بالحاء والفالج بالجيم في الّلغة هو الفائز كما هو معروف وأظنّ أنّ قول ابن المقفّع نفسه ((والمرجو من لم يخصم)) فيه دليل على أنّه أراد بالفالج الفائز لا الفالح بالحاء ومن المعلوم أنّ احتمال التحريف والتصحيف في كتب التراث العربي احتمال وارد في كثير من المصنّفات وهو أمر غير مستغرب، ولا شكّ أن الّلغة الفصحى أولى بالإتباع وقد رجعت إلى كتاب الأدب الصغير لابن المقفّع ((حاز الخير رجلان سعيد ومرجو فالسعيد الفالج ( كذا ورد بالجيم في هذه النسخة ) والمرجو من لم يخصم والفالج الصالح ما دام في قيد الحياة وتعرّض الفتن في مخاصمة الخصماء من الأهواء والأعداء)). وجاء في هامش الأستاذ المحقق أحمد زكي: ((الفالج الفائز الغالب)) وفسّر الذي لم يخصم بكسر الصاد بأنّه من لم يكن شديد الخصومة ولا يخاصم. وهكذا ارتفع الإشكال في هذا التعبير الذي أورده الدكتور السامرائي شاهداً على إخلال المعاجم العربية بـ (الفالح) بالحاء من الفعل الثلاثي ([37]).
فتّ: جاء في صحاح الجواهري في (فتّت): فتّ الشيء أي كسره.. يقال فتّ عضدي وهدّر ركني. وفي أساس البلاغة (فتت) قال (وهذا ممّا يفتّ كبدي).
قال الأستاذ طه هاشم: ومثل هذا التعبير نجده في لغتنا العامية ذلك أنّهم يقولون: (فلان فتّ قلبي)، و(فؤادي)، ولا شكّ أنّ التعبير الذي ذكره الزمخشري يبعد شيئاً ما عن التعبير الذي أورده الجوهري في صحاحه ([38]).
قصف: في أساس البلاغة في (قصف): وثوب قصيف، قليل العرض وهو سماعي من العرب وفي لسان العرب في (قصف): ثوب قصيف: لا عرض له .
قال الأستاذ طه هاشم: ما زلنا نستعمل هذا الوصف للثوب الضيّق، والطريق الضيّق، وهو لفظ متداول في الكلام العراقي العامي دون الفصيح منه ([39]).
كربلاء: في مادّة (كربل) من صحاح الجواهري: وكربلاء موضع بها قبر الحسين بن علي عليهما السلام، وفي لسان العرب في (كربل): وكربلاء . اسم موضع، وبها قبر الحسين بن علي عليهما السلام قال كثير:
فَسِبْطٌ سِبْطَ إِيْمَاْنٍ وَبِرٍّ | وَسِبْطٌ غَيّبَتُهُ كَرْبَلاءُ |
قال الأستاذ طه هاشم: قول صاحب اللسان، وصاحب الصحاح (موضع بها) من باب الحمل على المعنى، والمراد بالموضع هنا البلدة، ومن أجل هذا أنّث الضمير في (بها) ([40]).
مخيض: في فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي، ج 1، ص374، بتحقيق الأستاذ إحسان عباس في أخبار الحسين بن عبد الله المعروف بابن الجصّاص الجوهري التاجر صاحب النوادر المتوفّى سنة (315ھ ) ورد قول الكتبي (فقال أكلت اليوم مع الجواري المخيض بالبصل فآذاني) .
قال الأستاذ طه هاشم: هذا المخيض بالبصل هو الذي يعرف عند العراقيين بـ (الجاجيك) وقد يكون بالبصل والثوم، أو بالقثاء مع اللبن، وهو معدود عندهم من النقل؛ أي ما يُتنَقَّل به على الشراب المسكر، والنقل بضم النون وتسكين القاف كما ذكر أهل اللغة ([41]).
نقنق: في كتاب (ما لم ينشر من أوراق الصولي) للأستاذ المحقّق المرحوم هلال ناجي في الصفحة: 104 وردت هذه العبارة ((فشهر على جمل مصلوب على (نقنق) وتحته كرسي ويدير النقنق رجل)) . وقد فسّر الأستاذ المحقّق هلال ناجي (رحمه الله) النقنق بالظليم وهو ذكر النعام، وقال الدكتور عباس هاني الـﭼّراخ في كتابه (في نقد التحقيق) ص103، معلّقاً على لفظة (النقنق) قال: الصواب أنّها (أي النقنق) خشبة خاصة يصلب عليها، إذ ما علاقة ذكر النعام بعملية الصلب؟ .
قال الأستاذ طه هاشم: لم يذكر الأستاذ الصديق الـﭼّراخ المصدر الذي عوّل في هذه الإفادة الّلغوية وإذا كان ما رآه صحيحاً فلا بدّ أنْ تكون العبارة على هذه الصورة: فشهره على جمل مصلوباً على نقنق؛ لأنّ (مصلوباً) حال، وإذا جرّت فستكون نعتاً للجمل وهذا ليس مراداً بلا ريب على أنّه تحسن الإشارة هنا إلى أنّه ورد في لسان العرب في (نقنق): والنقنق الخشبة التي يكون عليها المصلوب وعلى هذا تكون العبارة ((فشهر على جمل مصلوباً على نقنِق))([42]).
نهض: في كتاب فوائد لغوية للشيخ محسن الأنصاري، ص125. قال: الخطأ نهض من مكانه أي ارتفع. الصواب: نهض عن مكانه .السبب: أهل اللغة يقولون: نهض إلى عدوه أي أسرع إليه ونهض إلى حاجته ونهض للأمر أي بادر إليه والحرف (عن) يحقق لنا الانفصال عن المكان الذي كان يجلس فيه.
قال الأستاذ طه هاشم: لو قال إنّ الصواب: قام من مقامه لكان أصح، وأفصح ويشهد لهذا قوله تعالى في كتابه العزيز﴿ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ﴾([43])، ولم يقل تنهض أراد قبل أن تقوم من مجلس القضاء كما صرح بذلك الفرّاء في معاني القران، ج 2، ص254([44]).
هوّ: في (هو) من معجم مقاييس اللغة لابن فارس قال في (هو): من العرب من يثقلها فيقول: هُوَّ جاء في الحاشية وشاهده قول الشاعر:
وَإِنَّ لِسَاْنِي شَهْدَة يُشْتَفى بِهَاْ | وُهَوَّ عَلَى مَنْ صَبَّهُ اللهُ عَلْقَم |
قال الأستاذ طه هاشم: ما زال هذا التشديد معروفاً متداولاً في العامّية العراقية يقولون هو قال وهم قالوا، أي هم ([45]).
وابل: من التعبيرات العصرية (أصيب فلان بوابل من الرصاص) على تشبيه الرصاص المتتابع بالمطر، والوابل في اللّغة المطر الشديد. جاء في أساس البلاغة في (وبل): ومن المجاز وبله بالسيّاط تابعها عليه كالوابل وعلى هذا فالتعبير له واقع في العربية القديمة ([46]).
حذف الصفة: ذكر النحاة من شواهد حذف الصفة قوله تعالى﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً﴾([47])، وقدّروا أنّ المراد: سفينة صالحة والدليل على ذلك أنّه قُرئ كذلك وأنّ تعييبها لا يخرجها من كونها سفينة ([48]).
قال الأستاذ طه هاشم: فاتهم أنّ في الآية حذفاً آخر للصفة في قوله تعالى ]وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ[، والمراد: ملك ظالم . ويدلّ على هذا التقدير قوله تعالى ]غَصْباً[، ولا شكّ أنّ الغاصب ظالم ([49]).
لم، وما، ولا: جاء في كتاب فصول في اللّغة والنقد للأستاذ الدكتور نعمة رحيم العزاوي (رحمه الله) في ص83، والمعاصرون لا يفرّقون بين (لم)، و(ما) فهم يحسبون أنّ (ما ذهب) مثل(لم يذهب)، والحقيقة أنّ (ما ذهب) فهو نفي غير مؤكّد، وأمّا لم يذهب فهو نفي مؤكّد (وهم يحسبون أنّ (لا يقرأ زيد) مثل (ما يقرأ زيد) في حين أنّ (لا) في الجملة الأولى تنفي الزمن الحاضر والمستقبل، و(ما) تنفي الزمن الحاضر فقط ([50]).
قال الأستاذ طه هاشم: إنّ الفرق بين (لا)، و(ما) ذكره علي بن محمد الهروي (ت415ھ ) في كتاب الأزهية، ص159 قال: واعلم أنّ (لا) نفي للفعل المستقبل، و(ما) نفي لفعل الحال، والاستقبال جميعاً، فإذا قال القائل: هو يفعل يعني في المستقبل قالت: لا يفعل وإذا قال: هو يفعل يعني أنّه في حال الفعل قلت: ما يفعل، ولا تقول: لا يفعل. لأنّ (لا) موضوعة لنفي الفعل المستقبل لا غير انتهى.
قال الأستاذ طه هاشم: قال الله تعالى ﴿ قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ([51])، وقال تعالى ] وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ [ ([52])، فهل الدلالة على ما ذكروا في هاتين الآيتين مطابقة لما قالوا ؟ ([53]).
الإضمار: جاء في (مجمع البيان) للشيخ الطبرسي في تفسير قوله تعالى ﴿ وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾([54])، قال الأخفش: وفيه إضمار القول وتقديره: إلاّ أنْ تقول إنْ شاء الله ولما حذف (تقول) نقل إنْ شاء الله إلى لفظ الاستقبال.
قال الأستاذ طه هاشم: جاء في معاني القرآن للأخفش في تفسير الآية الكريمة المتقدّمة الذكر(أي إلاّ أنْ تقول إنْ شاء الله) فأجزأ من ذلك هذا، وكذلك إذا طال الكلام أجزأ منه شبيه بالإيماء لأنّ بعضه يدلّ على بعض انتهى. والظاهر أنّ الشيخ الطبرسي تصرّف بعبارة الأخفش وأراد أنْ يفسّرها([55]).
الإفراد والجمع: من أسرار التعبير القرآني قوله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ ([56]) .
عدل من الإفراد إلى الجمع في (ذباباً)، و(الذباب) مع أنّهم عاجزون عن خلق المفرد (الذبابة)، ولو اجتمعوا لها وإنْ تسلبهم الذبابة الواحدة شيئا على حقارته لا يقدرون على استنقاذه من هذه الذبابة، وقد ذكر الجوهري في (ذبب) من الصحاح أنّ الذباب معروف الواحدة ذبابة، وقال أبو جعفر النحاس في ج1، ص768، من معاني القرآن أنّ الذباب عند أهل اللّغة واحد وجمعه أَذِبَّة وذِبّان ولعلّ كلام النحاس يفسّر إفراد هذا اللفظ والله تعالى أعلم .
المبحث الخامس: تطبيقات لجهوده في كتابه “من تاريخ بعقوبا وما حولها”
في هذا الكتاب الرائق الذي صدر سنة 2013م قدّم معلومات تاريخية مهمة تنمّ عن بحث وتحليل ودقّة، وأمانة وعمق، وحصافة رأي شهد له بها من اطلع عليه من الأساتذة المتخصّصين في هذا الباب. يقول في بداية كتابه: إنّ تاريخ هذه المدينة محتاج إلى كثير من البحث والتحقيق، ولا يخفى أنّ ذلك محتاج إلى مصادر كثيرة، وهي فيما يتعلّق بهذه البلدة قليلة لا تكفي من أراد التوسّع في التأريخ على أني أتيح لي ــ والحمد لله ـــ أنْ أطّلع على شيء ممّا كُتب في تاريخها إلاّ أنّ هذا المكتوب محتاج إلى تهذيب وترتيب؛ لأنّ فيه كلاماً قد يستغنى عنه زد على هذا أنّ شيئاً من هذا الذي كُتب غير مستغنٍ عن الاستدراك والتذييل؛ لأنّ فيه أموراً لم تذكر وهي من الأهمّية بمكان ([57]).
ويرى الباحث أن يعرض جهود الأستاذ الدّليمي لمفردتين وردتا في كتابه، وعلى النحو الآتي: ـ
بعقوبا: قال ياقوت الحموي (بَعْقُوْبَا) بالفتح ثم السكون وضم القاف وسكون الواو والباء الموحدة، ويقال لها باعقوبا أيضاً. قرية كبيرة كالمدينة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من أعمال طريق خُراسان وهي كثيرة الأنهار والبساتين واسعة الفواكه متكاثفة النخل، وبها رطب وليمون يضرب بحسنها وجودتها المثل وهي راكبة على نهر ديالى من جانبه الغربي ([58]).
قال الأستاذ طه هاشم: تقدّم أنّ الحموي ضبط اسم بَعْقُوْبَا وقال إنها تسمى باعقوبا أيضاً على أنّه قال في (باعقوبا): قال أبو سعد قرية بأعلى النهروان وكذا. قال الخطيب قال: وظني أنّها غير بعقوبا القرية المشهورة التي على عشرة فراسخ من بغداد، فإنْ كانت تلك فلعلّه ألحق فيها الألف ونسب إليها أبو هشام الباعقوبي روى عن عبدالله بن داود الخربي، ويظهر لي أنّ باعقوبا هذه هي بعقوبا نفسها ولعلّ باعقوبا اسم آخر لها وقول الخطيب البغدادي أنّ باعقوبا بأعلى النهروان لا ينافي ما ذكرت، وقد نصّ الحموي على أنّ بعقوبا يقال لها باعقوبا أيضاً وقد تقدّم كلامه هذا على أنّه ورد اسم ثالث للمدينة هو (بايعقوبا) ([59]).
قال السيد مرتضى الزَبيدي (ت1205ه) شارح القاموس في (الجب) من شرحه (جُبّى قرية قرب بعقوبا) بفتح الموحّدة مقصورة قصبة بطريق خُراسان بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، ويقال لها (بايعقوبا) كذا في المراصد والّلب، ولم يذكره المؤلف (يعني صاحب القاموس) في محله. وذكر محقّق مراصد الاطلاع وهو الأستاذ علي محمد البجاوي أنّ بعقوبا جاءت على صورة (بايعقوبا) ولعلّ الزَبيدي وقف على هذه النسخة ونقل منها، وأشير هنا إلى أنّ الّلب الذي ذكره الزَبيدي هو كتاب (لب الألباب) للسيوطي، ولم أجد في المطبوع منه ذكراً لبايعقوبا هذه. ومن الذين ذكروا المدينة من المتقدّمين أبو سعد السمعاني (ت562ه) الذي قال في مادّة (البَعْقُوبي، من أنسابه ما هذا صورته: البَعْقُوبي بفتح الباء وسكون العين المهملة وضم القاف في آخرها باء أخرى هذه النسبة إلى بعقوبا، وهي قرية كبيرة على عشرة فراسخ من بغداد ينسب إليها جماعة. وقد نقل هذا الكلام عنه ابن الأثير (ت630ه)، وقال المؤرّخ زكي الدين المنذري (ت656ه) ((بعقوبا بلدة من سواد بغداد)). وقال في موضع آخر(… وبعقوبا بُليّدة على مسيرة يوم من بغداد) ([60]).
وهكذا يستعرض الآراء حتى يخلص إلى أنّ: معنى اسم المدينة التي نتحدث عنها الآن وهي بعقوبا مختلف فيه، وقد قيل إنّ اسمها آرامي وهو اختصار (بيعقوبا) العبرية ومعناها (بيت يعقوب) وهذا هو قول (فليشر) وذهب المستشرق(شترك) إلى أنّ اسمها آرامي أيضاً، وهذا رأي الباحث العراقي المعروف (يعقوب سركيس) والدليل على أنّ اسمها آرامي وجود (با) أو (ب) في آخرها ومعناها بالآرامية اختصار كلمة البيت، أو الدار وعلى هذا يكون معناها موضع الفاحص أو المفتّش، أو المعقّب ؛ لأنّها على طريق القوافل الذاهبة إلى المشرق([61]).
ثم يستدرك قائلاً: ونعود إلى كلام ياقوت الذي جاء فيه أنّ بعقوبا كثيرة الأنهار والبساتين …. فأقول: الحقّ أن هذه المدينة ما زالت على هذا الوصف إلى يومنا هذا، فهي كثيرة النخل واللّيمون ولست أدري لم خص الحموي رطبها بالجودة دون تمرها مع أنّ الرطب غير التمر. أمّا الليمون فهو فاكهة معروفة، والظاهر أنّ اشتهار المدينة باللّيمون أمر قديم فقد قال أبو الحسن علي بن موسى بن سعيد المغربي من أهل القرن السابع الهجري في كلامه على بغداد ((… وجهات واسط في التّفاح الواسطي والعنب الرازقي والنارنج القروي واللّيمون البعقوبي))، وقد سمّيت بعقوبا أخيراً (مدينة البرتقال) لكثرة ما فيها من هذه الفاكهة، ولو أنّها سميت مدينة النخل واللّيمون لكان ذلك ألصق بتاريخها؛ لأنّ البرتقال فاكهة حديثة لم يعرفها العرب قديماً ([62]).
نهر ديالى: ضبط ياقوت الحموي لفظة نهر ديالى فقال: دَيَالِى بفتح الدال وإمالة اللام، وقال: هو نهر بعقوبا الأعظم يجري في جنبها وهو الحدّ الفاصل بين طريق خُراسان والخالص وهو نهر تامرّا بعينه ([63]) .
قال الأستاذ طه هاشم: على هذا النهر تركب مدينة بعقوبا من جانبها الغربي وما تحت المدينة من هذا النهر كان يسمّى ديالى ويصب في دجلة ومصبّه هناك يسمّى فم ديالى، وكان فوق تامرّا سدّ يردّ الماء إلى أنهار سبعة على كلّ نهر كورة من كور بغداد وهي جلولاء. وعلى شاطئ تامرّا كانت باجسرا وبعقوبا ومدينة النهروان، وهو يصبّ في دجلة تحت بغداد بأكثر من فرسخ وكأَنّ ديالى هو اسم لآخر هذا النهر من النهروان إلى ما سَفُلَ وسمّي أيضاً الماء المالح ([64]).
الخاتمة:
بعد هذه الرحلة الممتعة في ضفاف جهود الأستاذ طه هاشم الدّليمي في التراث العربي، وما تزودّ به الباحث من نسمات لغوية ماتعة لمناقشات الدّليمي لكبار العلماء، والآراء التي عرضها بأسلوب شيّق، يفوح بألق طالب العلم والمعرفة. توصل الباحث إلى تميّز اللغة العربية بما تحويه من أساليب متنوعة للكلام الفصيح، وبلاغتها ورقيّها، لاسيما وأنّها لغة القرآن الكريم. وإمكانية مناقشة آراء المتقدّمين في فنون اللغة العربية المتنوعة التي برع فيها أعلام اللغة العربية كما جسّده الأستاذ الدّليمي في أكثر من شاهد في طيّات مباحث البحث. وعلينا الاحتفاء بالأساتذة الأحياء الذين قدّموا جهوداً متميزةً، وعدم الاقتصار على من رحل وغادر ساحة الدنيا إلى رحمة الله .
الهوامش:
[1] . سورة يوسف، الآية الكريمة: 3
[2] . ينظر: رشيد، فوزي. طه باقر ــ حياته وآثاره، ص: 12 ـ 13.
[3] . السعيد، حسن. مشاعل في العتمة ــ إضاءات عن رواد الوعي الإسلامي الحديث، ص: 6 ــ 7.
[4] . ينظر: المصدر نفسه، ص: 7.
[5] . على وفق قوله تعالى ﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ سورة الزمر: 6، وقد ذكر المفسرون: أن المراد ظلمة الرحم وظلمة المشيمة وظلمة البطن.
[6] . لسان العرب: مادة سكر.
[7] . الشعر منسوب لابن أم قاسم (ت749ه،1348م) الحسن بن قاسم بن عبد الله المرادي المصري، أبو محمد، بدر الدين، المعروف بابن أم قاسم: مفسر أديب. مولده بمصر وشهرته وإقامته بالمغرب. من كتبه (تفسير القرآن) عشر مجلدات، و(إعراب القرآن) و(شرح الشاطبية) في القراءات و(شرح ألفية ابن مالك – خ) في دمشق، الأعلام، للزركلي، ج2، ص: 211.
[8] . البيت للشاعر سامه مروان بن محمد يكنى أبا محمد وأبو الشمقمق لقب، والشمقمق الطويل. وهو مولى بني أمية من بخارية عبيد الله بن زياد وكان عظيم الأنف أهرت الشدقين منكر المنظر وكان غير الشعر على إكثاره فيه هجاء كثير من … من شعراء زمانه منهم بشار بن برد وأبو العتاهية ومروان بن أبي حفصة وأبو نواس وبكر بن النطاح وأبو حنش خضير بن قيس وهجا يحيى بن خالد البرمكي ومدح الرخجي وجماعة من، أسباب السلطان وقواده بألفاظ أكثرها ضعيف وربما ندر له البيت . معجم الشعراء، للمرزباني، ج1، ص: 99 .
[9] . سورة مريم، الآية الكريمة: 29.
[10] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 7.
[11] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 18.
[12] . سورة المؤمنون، الآية الكريمة: 11.
[13] . سورة النمل، الآية الكريمة: 60.
[14] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 21.
[15] . المصدر نفسه، ص: 24.
[16] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 31 ـ 32.
[17] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 36.
[18] . المصدر نفسه، ص: 39.
[19] . سورة المائدة، الآية الكريمة: 56.
[20] . سورة المؤمنون، الآية الكريمة: 53، وسورة الروم، الآية الكريمة: 32.
[21] . سورة المجادلة، الآية الكريمة: 19.
[22] . سورة المجادلة، الآية الكريمة: 22.
[23] . سورة فاطر، الآية الكريمة: 6.
[24] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 48.
[25] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 60.
[26] . المصدر نفسه، ص:63.
[27] . المصدر نفسه، ص: 69.
[28] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 71.
[29] . المصدر نفسه، ص: 83.
[30] . المصدر نفسه، ص: 86.
[31] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 98.
[32] . المصدر نفسه، ص: 114.
[33] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 118.
[34] . المصدر نفسه، ص: 119.
[35] . المصدر نفسه، ص: 128.
[36] . سورة المؤمنون، الآيتان الكريمتان: 1 ـ 2.
[37] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 131 ـ 132.
[38] . المصدر نفسه ص: 133.
[39] . المصدر نفسه، ص:139.
[40] . المصدر نفسه، ص: 149.
[41] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 164.
[42] . الصدر نفسه، ص: 186 .
[43] . سورة النمل، الآية الكريمة: 39 .
[44] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 188 .
[45] . المصدر نفسه، ص:190.
[46] . المصدر نفسه، ص:190.
[47] . سورة الكهف، الآية الكريمة: 79 .
[48] . مغنى اللبيب بشرح الدماميني، ج2، ص: 561، وأمالي ابن الشجري، ج 1، ص:19 . وهو رأي الجرجاني في أسرار البلاغة، ص: 315.
[49] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص:192.
[50] . المصدر نفسه، ص: 201.
[51] . سورة المائدة، الآية الكريمة: 100 .
[52] . سورة فاطر، الآية الكريمة: 12 .
[53] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 202.
[54] . سورة الكهف، الآيتان الكريمتان: 23، 24 .
[55] . الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغوية، ص: 205.
[56] . سورة الحج، الآية الكريمة: 73 .
[57] . الدّليمي، طه هاشم. من تاريخ بعقوبا وما حولها، ص: 9 .
[58] . الحموي، ياقوت. معجم البلدان، مادة بعقوبا .
[59] . الدّليمي، طه هاشم. من تاريخ بعقوبا وما حولها، ص: 11 ـ 12 .
[60] . الدّليمي، طه هاشم. من تاريخ بعقوبا وما حولها، ص: 12 .
[61] . المصدر نفسه، ص: 14 .
[62] . الدّليمي، طه هاشم. من تاريخ بعقوبا وما حولها، ص: 14 ـ 15 .
[63] . المصدر نفسه، ص: 50 .
[64] . المصدر نفسه، ص: 50 .
المصادر والمراجع:
- القرآن الكريم.
- ابن منظور، جمال الدين أبي الفضل محمد بن مكرم بن علي الإفريقي المصري (ت711ه). لسان العرب، تحقيق علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د. ت.
- الأنصاري المصري، أبو محمد عبدالله جمال الدين بن يوسف (ت761ه). مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، ط5، تحقيق الدكتور مازن المبارك، ومحمد علي حمدالله، دار الفكر، بيروت، 1979م.
- الدّليمي، طه هاشم. إضاءات لغويّة، المطبعة المركزية لجامعة ديالى، بعقوبة، 1434ه ـ 2013م .
- الدّليمي، طه هاشم. من تاريخ بعقوبا وما حولها، المطبعة المركزية لجامعة ديالى، بعقوبا، 1434ه ـ 2013م.
- رشيد، فوزي. طه باقر حياته وآثاره، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1987م .
- الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد. الأعلام، (ت1976م)، ط، دار العلم للملايين، بيروت، 1984م.
- السّعيد، حسن. مشاعل في العتمة، مؤسّسة المنتدى الثقافية، دار ومكتبة المواهب، بغداد، 1431ه ـ 2010م.
- المرزباني، أبو عبدالله محمد بن عمران(ت384ه). معجم الشعراء، تحقيق الدكتور محمود الطّحان، مكتبة المعارف، الرياض، 1985م.
- المطبعي، حميد. موسوعة المفكّرين والأدباء العراقيين، الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع، مكتبة عدنان للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، بغداد، 2035ه ـ 2014م.