دوال الجنايات في ضوء نظرية الحقـول الدلالية

Vol. No. 3, Issue No.1&2 - Jan-Jun 2023, ISSN: 2582-9254

0
25

دوال الجنايات في ضوء نظرية الحقـول الدلالية

بقلم

نعيم الحق اشفاق الله

جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية

—————————-

المقدمة:

اللغة قوام الحياة الاجتماعية، ووسيلة للتواصل فيما بين الناس والتعارف فيما بينهم على مر العصور، وهي لا تقتصر على مفردات أو كلمات بل يجب أن تكون مترابطة مع الجمل والتراكيب لتؤدي المعنى المطلوب للمخاطب؛ وقد أثمرت جهود اللغويين في العصر الحديث إلى اكتشاف عدد من النظريات اللغوية لتسهيل الوصول إلى المعنى الحقيقي للمادة اللغوية، ومن جملة تلك النظريات: نظرية الحقول الدلالية، التي سيقوم الباحث بتطبيقها على دوال الجنايات، أنواعها وصفاتها الواردة في كتاب لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح للمحدث عبدالحق الدهلوي.

أولاً: مشكلة البحث:

تكمن مشكلة البحث في أبرز التساؤلات الآتية:

  1. ما الإسهامات والجهود اللغوية التي قدَّمها الشيخ عبد الحق الدهلوي في كتابه لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح؟
  2. ما دوال الجنايات، وأنواعها وصفاتها في كتاب لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح، وما العلاقات الدلالية بين تلك الدوال؟
  3. إلى أي مدى يمكن تطبيق نظرية الحقول الدلالية على دوال الجنايات، أنواعها وصفاتها التي تتناولها هذا البحث؟

ثانيًا: أهداف البحث

يهدف هذا البحث إلى إبراز جهود الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي وجهوه اللغوية في تناول دوال الجنايات ومدى إمكانية تطبيق نظرية الحقول الدلالية على تلك الدوال وذلك من خلال دراستها وتحليلها من المعاجم العربية وكتب الفقه الحنفي.

ثالثًا: الدراسات السابقة

لم يقف الباحث على دراسة جامعة في هذا الموضوع أو يتمحور حول دوال الجنايات، أنواعها وصفاتها في ضوء نظرية الحقول الدلالية، أما الدراسات العامة فمنها:

  1. دلالات الألفاظ الإٍسلامية في الأحاديث النبوية الشريفة، حلبي، صباحبنتعمر(1420هـ).
  2. ألفاظ الأخلاق في صحيح الإمام البخاري، دراسة في ضوء نظرية الحقول الدلالية، الزامل، محمد عبد الرحمن (1421هـ).
  3. نظرية الحقول الدلالية، دراسة تطبيقية في المخصص لابن سيدة، كلنتن، هيفاء عبد الحميد (1422هـ).
  4. ألفاظ الأمراض في القاموس المحيط للفيروز ابادي، دراسة دلالية، للباحثة/ منال أبو بكر سعيد با وزير (1428).
  5. ألفاظ الحياة الاجتماعية في مؤلفات المبرد (تــــــــ 285هـ)، دراسة وصفية تحليلية في ضوء نظرية الحقول الدلالية، للباحث/عادل حسن علي أبو عاصي، (1438هـ).

رابعًا: منهج البحث

يستلزم هذا البحث استخدامالمنهج الوصفي الاستقرائي: وذلك في رصد دوال الجنايات، أنواعها وصفاتها التي وردت في كتاب اللمعات والاستعانة من نظرية الحقولالدلالية (semantic fields) كأحد مناهج دراسة المعنىوتحديد العلاقات الدلالية بين دوال الجنايات، أنواعها وصفاتها الواردة في كل حقل دلالي.

خامسًا: إجراءات البحث

واستنادًا نظرية البحث السابق قام الباحث بالإجراءات الآتية:

  • حصر دوال الجنايات، أنواعها وصفاتها الواردة في الأحاديث في كتاب اللمعات وتقسيمها على الحقول الدلالية الرئيسة والفرعية.
  • توضيح دوال الجنايات الواردة في اللمعات وذلك بالاستعانة من المعاجم العربية القديمة والحديثة وبما أنها دوال شرعية فلزم على الباحث توضيح تلك الدوال بالاستعانة من الكتب الشرعية، فكان المبسوط للسرخسي، ورد المحتار إلى الدر المختار لابن عابدين، والتعريفات الفقهية للبركتي، وغيرهامن المصادر.
  • تحليل المكونات الدلالية للوحدة المعجمية وذلك استناد إلى المفهوم الشرعي لدوال الجنايات ومن ثم تحديد العلاقات الدلالية بينها وفق المفهوم الشرعي.

سادسًا: خطة البحث:

جاء هذا البحث على مقدمة تشمل موضوع البحث، ومشكلته، وأهدافه، والدراسات السابقة، ومنهج البحث، وخطة البحث وتمهيده ثم دراسة الدوال التي تتعلق بالجنايات التي وردت في كتاب لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح، وتأتي في ختام البحث أهم النتاج والتوصيات.

التمهيد

أولاً: نبذة تاريخية حول نظرية الحقول الدلالية:

نظرية الحقول الدلالية (Semantic Fields) أو الحقول المعجمية (Lexical Fields) من أهم النظريات اللغوية لدراسة المعنى، تطورت في العصر الحديث على أيدي عدد من اللغويين المعروفين في  بلاد سويسرا وألمانيا،  من أبرزهم: إسبن  (Ispen) (1924) وجولز (Jolles) (1934) وبروزيج (Projig) (1934)، وحصلت النقلة النوعية لهذه النظرية على يد العالم الألماني جوست تراير(Trier) (1934)  الذي صب جهده على دراسة  الألفاظ الفكرية في اللغة الألمانية الوسيطة.([1]ويذكر في هذا السياق ماير  (R.Meyer)  اللغوي المعروف الذي درس ثلاثة أنماط من الحقول الدلالية، وقد عمد إلى تطوير النظرية  بملاحظته أن كل لفظ في قائمة الرتب العسكرية يتحدد معناه من موضعه ضمن مجموعة المصطلحات التي تؤلف تضامنًا دلاليًا، كما أكد على فكرة الارتباط بين الوحدات المعجمية في الحقل الدلالي الواحد ([2])، وأما اللغوي الفرنسي موتور (Matore) (1953)  فقد ركز مع أتباعه على حقول تتعرض ألفاظها للتغير والامتداح السريع، وتعكس تطورًا سياسيًا، أو اقتصاديًا، أو اجتماعيًا هامًا، ومن أشهر المجالات التي أقيمت عليها الدراسة نجد ألفاظ القرابة، الألوان، النبات، الأمراض، الأدوية، الطبخ، الأوعية، ألفاظ الحركة، الأثاث، المثل، الدين، الأساطير وغيرها ([3]).

ثانياً: مفهوم نظرية الحقول الدلالية:

لقد أورد الباحثون تعريفات متنوعة للحقل الدلالي، ومنها ما ذكره عمر، أحمد مختار:”هي مجموعة الكلمات التي ترتبط دلالتها وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها”([4])وفي السياق ذاته يقول أولمان(Ullmann)بأنه “قطاع متكامل من المادة اللغوية يعبر عن مجال معين من الخبرة”، كما عرفه جون لاينز (Lyons)بأنه “مجموعة جزئية لمفردات اللغة”([5]).

تستلزم التعريفات السابقة أن الحقل الدلالي يمثل الدائرة العامة التي تدور في فلكها معاني الكلمات المتقاربة، مثل معاني الألفاظ الدالة على الألوان، أو على القرابة، أو الأفعال الدالة على الحركة، ووفقًا لهذه النظرية فإن المعنى يتحدد من خلال الكلمات المتصلة بها دلاليًا.

ثالثًا: المبادئ العامة للنظرية:

اتفق علماء هذه النظرية على مجموعة من الأسس والأصول التي ينبغي أن تراعى في إطار هذه النظرية، ومنها ([6]):

  1. لا وحدة معجمية عضو في أكثر من حقل.
  2. لا وحدة معجمية لا تنتمي إلى حقل معين.
  3. لا يمكن إغفال السياق الذي ترد فيه الكلمة.
  4. استحالة دراسة المفردات مستقلة عن تركيبها النحوي.

رابعًا: معايير لتحديد الكلمات الأساسية والهامشية:

مما لا شك أن الكلمات لا تكون في مستوى واحد، فمنها الدلالة المركزية وأخرى الهامشية، فجعلت هذه المقابلة الدارسين في صعوبة التفريق والتمييز بينهما على مستوى الحقل الواحد، مما دفعهم لوضع معايير لإبراز الفرق بينهما، من أهمها معيار برلين (Berlin) وكاي (Kay) ويقوم على المبادئ الآتية ([7]):

  1. الكلمة الأساسية تكون ذات لكسيم واحد (Mono Lexime)، أي: وحدة معجمية واحدة.
  2. الكلمة الأساسية لا يتقيد مجال استخدامها بنوع محدد أو ضيق من الأشياء.
  3. الكلمة الأساسية تكون ذات تميز وبروز بالنسبة لغيرها من استعمال ابن اللغة.
  4. الكلمة الأساسية لا يمكن التنبؤ بمعناها من معنى أجزائها، بخلاف كلمات مثل: (Green وBlue) وبرمائي.
  5. لا يكون معنى الكلمة الأساسية متضمنًا في كلمة أخرى ما عدا الكلمة الرئيسة التي تغطي مجموعة من المفردات، مثال الكلمة الأساسية: زجاجة، كوب، ….. التي لا تتضمنها كلمة أخرى سوى الكلمة الرئيسة (وعاء) ومثال الكلمة الهامشية كلمة (قرمزي) التي تشير إلى نوع من اللون الأحمر.
  6. الكلمات الأجنبية الحديثة الاقتراض من الأغلب ألا تكون أساسية.
  7. الكلمات المشكوك فيها تعامل في التوزيع معاملة الكلمات الأساسية.

وهناك معيار آخر قام به باتغ مونتاغ (battigMangeue) وهو يعتمد على أساس استقرائي إحصائي؛ بحيث يكلف عدد من الأشخاص بكتابة أكبر عدد من الكلمات الواقعة تحت صنف معين في وقت زمني محدد، ثم يقدم لهذا الصنف الثاني والثالث والرابع، وهكذا………….. وبعد ترتيب تلك الكلمات على حسب نسبة ترددها، تصبح المفردات الأكثر تردد أكثر بروزًا، وتعد كلمة أساسية، والكلمات التي ترددت مرة واحدة تعد هامشية.

خامسًا: العلاقة داخل الحقل الدلالي:

نظرية الحقول الدلالية قائمة على إبراز العلاقة بين المفردة والمفردات الأخرى المنتمية إلى الحقل نفسه، فقد اهتم أصحاب هذه الدراسات ببيان العلاقات وأنواعها داخل الحقل الدلالي، وقرروا أنها لا تخرج عن الأنواع الآتية:

1. علاقة الترادف (Synonymy)
2. علاقة الاشتمال أو التضمن (Hyponymy)
3. علاقة الجزء بالكل (Part-whole Relation)
4. علاقة التضاد (Antonym)
5. علاقة التنافر (Incompatibility)

سادسًا: أنواع الحقول الدلالية:

هناك أكثر من توزيع للحقول الدلالية، ويرجع هذا التعدد إلى وجهة نظر العلماء في هذا المجال، ومن تلك التقسيمات:

  1. حقول دلالية عامة: تمثل الحقول الرئيسة، مثل: خلق الإنسان، الحيوان، والنبات……………الخ.
  2. حقول دلالية جزئية: ومن أمثلتها: أعضاء الإنسان، وصفاته، وعلاقاته.
  3. حقول دلالية فرعية: يراد بها الحقول التي تتفرع عن الحقول الجزئية([8]).

ويذهب لغويون آخرون إلى أن الحقول الدلالية تنقسم إلى ثلاثة أقسام أخرى بحسب مادتها اللغوية، وهي:

  1. الحقول المحسوسة المتصلة: يمثّلها نظام الألوان في اللغات، فمجموعة الألوان امتداد متصل يمكن تقسيمه بطرائق مختلفة، وتختلف اللغات في هذه التقسيم.
  2. الحقول المحسوسة ذات العناصر المنفصلة: يمثلها نظام العلاقات الأسرية، فهو مكون من عناصر تنفصل واقعاً في العالم غير اللغوي، وهذه الحقول كسابقها يمكن أن تصنف بطرائق متنوعة بمعايير مختلفة، فالأب، والأم، والأخ، والأخت والابن يمكن التعرف عليهم بالحواس وبالعقل معاً، فالعقل يمكن أن يتصور معنى الأبوة ومعنى البنوة حتى لو لم يرهم قبل.
  3. الحقول التجريدية: يمثلها ألفاظ الخصائص الفكرية، وهذا النوع من الحقول يعدّ أهم من الحقلين المحسوسين نظراً للأهمية الأساسية للغة في تشكيل التصورات التجريدية([9]). 

سابعًا: الحقول الدلالية في التراث العربي:

لقد فطن اللغويون العرب القدماء منذ القرن الثاني الهجري إلى فكرة الحقول الدلالية وسبقوا بها الأوربيين بعدة قرون ــــ وإن لم يطلقوا عليها المصطلح نفسه ـــ وذلك من خلال تصنيفهم لمجموعة من الرسائل الدلالية المتنوعة التي اقتصرت على مجال دلالي واحدكرسائل خلق الإنسان، ورسائل الخيل، والإبل والغنم، والوحوش، والطير، والحشرات، والنبات، والشجر، والمطر ([10]). لكن تلك النتاجات لا تخلو من بعض المآخذ والعيوب، كما يقول عمر، أحمد مختار:إن العرب إذا كانوا قد بدأوا التفكير في هذا النوع من المعاجم في وقت مبكر جدا لا يتجاوز القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)،أي قبل تفكير الأوربيين بعدة قرون، ؟؟فقد كان أظهر ما عاب العمل العربي ما يأتي: (مع ماكان لهم أول قدم في هذا الجانب إلا أنه يعاب عليهم)

  • عدم اتباع منهج معين في جمع الكلمات.
  • عدم المنطقية في تصنيف الموضوعات وتبويبها.
  • عدم الاهتمام ببيان العلاقات بين الكلمات داخل الموضوع الواحد، وذكر أوجه الخلاف والشبه بينهما.

قصورها الواضح في حصر المفردات حتى بالنسبة للمعاجم المتأخرة منها([11]).

نماذج دوال الجنايات الواردة في كتاب لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح

تعد الجنايات من أهم المسائل الفقهية التي تناولها الفقهاء والمحدثون ضمن فقه المعاملات لسد أبوابها حتى تستقيم أمور الناس وتسير الحياة الإنسانية على مجراها السوي، وهي تتنوع في الحياة الإنسانية، فقد تكون لها علاقة بالأمور المالية، فتعرف بالجنايات المالية، وقدتأتي إلى الحياة الإنسانية، فتعرف بالجنايات على النفس البشري ومنها الجنايات اللفظية، والجنايات بإزهاق الأرواح أو الجروح، وبموجب ما سبق سيقسم هذا البحث على خمسة حقول.

فالجنايات: جمع جناية،تطلق على كل فعل محرم يقع على النفس أو المال، فيقال: “جنى فلان جنايةً، أي: جر جريرةً على نفسه، أو على قومه” ([12]وفصّل فيه ابن منطور حيث يقول:” جنى الذنب عليه جناية: جرَّه، الجناية: الذنب والجرم وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه العقاب أو القصاص في الدنيا والآخرة”([13])وهذا ما ذهب إليه الدهلوي حيث يقول “الجناية مصدر جنى يجني، يقال: جنى الذنبَ عليه يجنيه جنايةً: جرَّه إليه، وجنى الثمرةَ: اجتناها” ([14]).

تكاد تتفق المعاجم العربية على أن دلالة الجناية تدور حول الجرم والذنب والمعصية التي توجب العقاب سواء في الدنيا أو الآخرة، وأما في سياق المفهوم الشرعي فيراد منها: “اسم لفعل محرم حل بمال أو نفس، وخص الفقهاءُ الغصب، والسرقة بماحل بمال، أو الجناية بما حل بنفس أو أطراف” أما الغنيمي فيخصصها بالنفس وأطرافها فقط فيقول: “التعدي الواقع في النفس والأطراف”([15]و بهذا المفهوم جاءت هذه الدالة قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا لا يجني جان على نفسه ولا يجني جان على ولده، ولا مولود على والده “([16])

بالنظر إلى التفسيرات اللغوية للدلالة الشرعية يتضح أن الجناية تطلق على كل فعل محرم يحل بمال أو نفس؛ وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد مكوناتها الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
الجناية فعل محرم يحل على + المال + أو النفس

 

أولاً: حقل دوال الجنايات المالية

1- الخيـــــانة

الخيانة لها مفهوم واسع، ودلالات متنوعة، فتحدد حسب ما تنسب لها من الكلمات، مثلاً، الخيانة الزوجية، الخيانة العلمية، الخيانة الإدارية، وإذا أسند إليها المال فإنه يراد منها التصرفات غير الشرعية في الأمور المالية، أما المعنى المعجمي للخيانة فيدور حول النقص الغدر، وعدم تأدية الأمانة، فيقال: خانه يخونه، خونًا، وذلك نقصان الوفاء، ويقال تَخَوَّنَنِي فلان حقي: أي تنقصني” ([17]) ، كما ذكر الفيومي فيقال: ” خان الرجل الأمانة يخونها خونًا وخيانة: يتعدى بنفسه، وخان العهد وفيه فهو خائن، وخائنة مبالغة، فرقوا بين الخائن والسابق والغاصب بأن الخائن هو الذي خان ما جُعل عليه أمينًا، السارق من أخذ خفية من موضع كان ممنوعا من الوصول إليه، وربما قيل كل سارق خائن دون عكس، والغاصب من أخذ جهارًا متعمدًا على قوته”([18]) ، وجاء في المعجم الوسيط:” خَان الشَّيء خونا وخيانة ومخانة نَقصه يقال خان الحق وخان العهد وفيه والأمانة: لم يؤدها أو بعضها وفلانًا غدر به”([19])

تكاد تتفق المعاجم العربية على أن المفهوم المعجمي للخيانة تتمحور حول  النقص، والتعدي، وعدم تأدية الأمانة بصفة عامة، لكن خصصت دلالتها الشرعية حين إسناد الأمور المالية إليها في سياق الجنايات؛ ليراد منها عدم إداء الأمانة المالية إلى صاحبها، وبهذا لا يخرج المفهوم الشرعي عن المعنى اللغوي، وقد جاءت هذه الدالة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “آية المنافق ثلاث، وزاد مسلم: إن صام وصلى وزعم أنه مسلم، ثم اتفقا: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان” ([20]).

وخلاصة ما سبق أن دلالة الخيانة في سياق الجنايات المالية تتوافق مع ما ذكرته المعاجم العربية المتمثل بعدم أداء الأمانة إلى صاحبها على الوجه الشرعي؛ وعليه يمكن تحديد مكوناتها الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
الخيانة عدم أداء + حق المؤتمن

 

2: السرقة

السرقة: تكاد تتفق المعاجم العربية على أن السرقة تطلق على أخذ ممتلكات الآخر خفية دون إذن صاحبها، فيقول ابن فارس: السرقة: تدل على أخذ شيء في خفاء وستر”([21] وبه يقول ابن منطور: “السارق عند العرب من جاء مستترا إلى حرز فأخذ منه ما ليس له”([22]وجاء في المعجم الوسيط:” سرق منه مالًا وسرقه مالًا سرقا وسرقة أَخذ مَاله خفية فهو سارق”([23])

وقد اكتسب التعريف الشرعي دلالته من المعاني المعجمية مع إضافة بعض الشروط، فيعرف بـ” أخذ مال الغير على سبيل الخفية نصابًا محرزًا للتمول غير متسارع إليه الفساد من غير تأويل أو شبهة” ([24])  وبهذا المفهوم الشرعي جاءت هذ الدالة قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده”([25])

 واستناداً إلى ما سبق من التعريفات يتضح أن السرقة تطلق على أخذ مال الغير على وجه الخفية، بحيث يكونا نصاباً محرزا للتمول من غير شبه ولا تأويل، وعلى ضوء هذا يمكن تحديد مكوناتها الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
سرقة أخذ مال غيره خفية + يكون نصاباً محرزاً للتمول +من غير شبه ولا تأويل

3: الغصب

الغصب: يطلق على أخذ مال الغير على وجه القوة، فيقول الخليل الفراهيدي:” الغَصْبُ: أخذ الشيء ظلماً وقهراً” ([26]ونص الرازي: “الغصب: أخذ الشيء ظلمًا” ([27]وجاء في المعجم: غصب الشَّيء غصبا أَخذه قهرا وظلما وَيُقَال غصبه مَاله وغصب مِنْهُ مَاله” ([28])

تتفق المعاجم العربية على أن الغصب يدل على  أخذ أموال الآخرين على وجه الظلم والقهر، وهذا ما يتوافق المفهوم الشرعي حيث يعرفه الغنيمي:”أخذ مال متقوم محترم بغير إذن المالك على وجه يزيل يده” ([29]) ، وبهذا المفهوم ا لشرعي جاءت هذه  الدالة في حديث روي عن أمية بن صفوان عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم استعار منه أدرعه يوم حنين فقال أغصبًا يا محمد؟ قال “بل عارية مضمونة”([30])

بالنظر إلى ما سبق من المعاني المعجمية والشرعية يتضح أن معنى الغصب الشرعي يتوافق المعنى المعجمي ليدل على أخذ أمول الغير على وجه القوة والجبر؛ وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
الغصب أخذ مال الغير + على وجه القوة

 

4: النهب

النهب: يطلق على أخذ أموال الآخرين على وجه القوة، فيقول الفراهيدي :النهب هو الغَنيمةُ، والانتهابُ: أخذُه  من شاء” ([31]ونص ابن فارس أن النهب  “يدل على توزع شيء في اختلاس لا عن مساواة، ومنه انتهاب المال وغيره”([32])  وبعبارة أخرى ” الانتهاب هو الغلبة على المال والقهر “([33])

نلحظ مما سبق أن المعاجم العربية تتنوع في إيراد معنى النهب، إلا أنه يدور حول الجناية المالية، وأما في سياق الدلالة الشرعية يتوافق بما جاء به الفيومي فيعرف بـ: “أخذ مال من بلد أو قرية قَهْراً”([34])،  وبهذا المفهوم الشرعي وردت هذه الدالة في حديث روي عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليس على المنتهب قطع ومن انتهب نهبة مشهورة فليس منا” ([35])

نستخلص مما سبق أن النهب وإن اختلفت معانيه في المعاجم العربية إلا أنها تدور حول الجناية على أموال الناس، وقد خصصت دلالته الشرعية ليراد منه أخذ أموال البلاد أو القرية على وجه القوة، وعليه يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
النهب أخذ مال البلد أو القرية + على وجه القوة

جدول نقاط الالتقاء الدلالي  لدوال الجنايات المالية

المكونات الدلالية الدوال
الخيانة السرقة الغصب النهب
أخذ مال غيره  (جماعة ــ بلد، قرية) + + +
أخذ مال غيره (فرد) + + + +
على وجه الخفية + +
على وجه القوة + +
بلوغ النصاب ومحرز للتمول +
بدون شبه ولا تأويل +
عدم إداء حق المؤتمن على الوجه الشرعي +

العلاقة الدلالية بين دوال الجنايات المالية:

يظهر من الجدول السابق الذي تضمن الالتقاء الدلالي لأنواع الجناية المالية أن جميع الدوال تشترك في مكونات الجناية على المال، وعليه ستكون العلاقة الدلالية بين الجناية وأنواعها المالي: علاقة الاشتمال، حيث تشتمل الجناية على تلك الدوال.

كما يظهر أن الدوال المذكورة وإن اجتمعت في كونها جناية مالية إلا أنها تختلف مع بعضها البعض في بعض مكوناتها؛ وعليه ستكون العلاقة فيما بينها: علاقة تنافر.

ثانيًا:حقل دوال الجنايات اللفظية

1- التهديد

التهديد: يطلق في سياق الجنايات اللفظية على إثارة الرعب في الإنسان ودفعه للعمل بما لا يرضيه، ويرد معناه في المعاجم العربية بالكسر، والتخويف، والتوعد بالعقوبة، فيقول ابن فارس أن الهد: يدل على كسر وهضم، وهدم، وهددته هدًا: هدمته”([36])  وذكر ابن منظور أن:” التَّهَدُّدُ والتهديد والتهداد: من الوعيد والتخويف”([37])   وجاء في معجم اللغة العربية المعاصرة: “هدَّد فلانًا: تهدّده؛ خوَّفه وتوعَّده بالعقوبة”([38]) .

تكاد تتفق المعاجم العربية أن معنى التهديد يدور حول الكسر، والتخويف، والوعيد، وهو ما أريد به في سياق الجنايات اللفظية، وبهذا المفهوم جاءت هذه الدالة في صيغة الفعل الماضي وذلك في حديث روي عن جابر قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بذات الرقاع قال: كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجأة رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلق بشجرة، فأخذ سيف نبي الله صلى الله عليه وسلم فَاخْتَرَطَهُ فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتخافني؟ قال: “لا” فقال: فن يمنعك منى؟ قال ” الله يمنعني منك” قال: فتهدد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغمد السيف وعلقه …………………………..الخ”([39])

نستخلص مما سبق أن الدلالة الشرعية تتوافق بما أوردته بعض المعاجم العربية من معان: وهو تخويف الناس بالألفاظ على العمل بما لا يرضيه؛ وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
التهديد تخويف الناس بالألفاظ + للعمل بما لا يرضيه

2- السَّبّ

السب: هو التكلم في أعراض الإنسان يما يعيبه، إهانته لفظياً، وأصله القطع  كما يقول الأزدي:” أصل السب الْقطع ثمَّ صَار السب شتما لِأَن السب خرق الأعراض” ([40])،  ونص عليه ابن منطور: “السَّبُّ: الشَّتْم”([41]ويقول  عمر، احمد مختار: ” سبه يعني: شتمه وعابه، أهانه بكلام جارح”([42]).

نلحظ مما سبق أن السب قد انتقل من معناه الأصلي (القطع) إلى الجناية اللفظية المتمثلة بالوقوع في أعراض الناس، وأهانتهم لفظياً، و جاء تعريفه في الموسوعة الفقهية الكويتية: “وهو مشافهة الغير بما يكره، وإن لم يكن فيه حد، كيا أحمق، و يا ظالم” ([43]وبهذا المفهوم الشرعي جاءت هذه الدالة في حديث روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” من الكبائر شتم الرجل والديه” قالو: يا رسو الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال” نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه” ([44])

بالنظر إلى التعريفات السابقة يتضح أن السب انتقل مجازا من معناه الأصلي إلى مشافهة الغير بما يكره من الألفاظ؛ وعلى ضوء ما سبق يمكن تحديد المكونات الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
السب الوقوع في أعراض الناس + بكلام مكروه

3- الشتم

الشتم: يطلق الشتم على الكلام الجارح القبيح، وهو مأخوذ من الشتامة بمعنى القبح، يقول الخليل الفراهيدي:” شَتَمَ فلان فلاناً شتماً. وأسدٌ شَتِيمٌ وحمارٌ شَتِيمٌ، أي: كريهُ الوجه”([45]ونص عليه ابن فارس أن الشتم: يَدُلُّ عَلَى كراهة وبغضة”([46])  وجاء في معجم اللغة العربية المعاصرة أن الشتم يعني: سِباب، كلام مُهين، وشتَم جارَه: سبَّه، عابه، وصفه بما فيه نقصٌ وازدراء”([47]) .

تكاد تتفق المعاجم العربية أن  المعنى المعجمي للشتم يدور حول القبح والكراهية، والنقص والازدراء، وأما في سياق الدلالة الشرعية فيراد منه:”وصفُ الغير بما فيه نقصٌ أو ازدراء” ([48]وبهذا المفهوم جاءت هذه الدالة في حديث روي عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تُخْلِفَنِيهِ فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته وشتمته لعنته، جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة” ([49])

واستناداً إلى التعريفات السابقة نستخلص أن أصل الشتم هو القبح والكراهية، ومن هنا اكتسب الدلالة الشرعية ليقصد منه وصف الغير بكلام يكره؛ وعليه يمكن تحديد المكونات الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
الشتم وصف الغير + كلام فيه نقص وازدراء

 

4- القذف

القذف: يطلق على نسبة الزنا إلى شخص، ويرد معناه في المعاجم العربية بالرمي والطرح، فيقول الخليل الفراهيدي إن القدف يعني: “الرمي بالسهم والحصى والكلام ([50]) ،ونص ابن فارس أن القذف: ” يدل على الرمي والطرح: يقال: قذف الشي يقذفه قذفًا، إذا رمي به، وجاء في المعجم الوسيط: بالحجر وبالشيء قذفا: رمى به”([51])  وبه يقول صاحب المعجم الوسيط:” بِالْحجرِ وبالشيء قذفا رمى به بقوة، ويقال أيضًا: قذفه وقذف البحر بما فيه: رمى به من صدي وغيره، وفلان بقوله تكلم من غير تدبر ولا تأمل وبالشيء على فلان رماه به”([52]) .

نلحظ من التفسيرات اللغوية أن المعاجم العربية تكاد تتفق على أن القذف يعني لغة الرمي عامة، وأما في سياق المفهوم الشرعي فيراد منه:” نسبة المحصَن إلى الزنا صريحًا أو دلالةً” ([53]) . وبهذا المفهوم الشرعي جاءت هذه الدالة في حديث روي عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن” قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات”([54])

نستخلص مما سبق أن القذف خصصت دلالته من الرمي العام، إلى رمي المحصن بالزنا، وبناء عليه يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
القذف رمي المحصن من المرأة والرجل+ بالزنا

5- اللعن

اللعن: يطلق على الدعاء على الإنسان ليبعده الله من رحمته،  ويرد معناه في المعاجم العربية بالطرد والإبعاد فيقول الفراهيدي:” اللعن: التعذيب” ([55])  ونص ابن فارس أن اللعن:” يدل على إبعاد وإطراد، ولعن الله الشيطان: أبعد عن الخير والجنة” ([56]وجاء في المعجم الوسيط:” لَعنه الله لعنا طرده وأبعده من الْخَيْر فَهُوَ مَلْعُون” ([57]) .

بالنظر إلى التفسيرات اللغوية السابقة نلحظ أن المعنى المعجمي للعن يدور حول الإبعاد والطرد والتعذيب، وأما المفهوم الشرعي فإنه يتوافق  مع بعض المعاني المعجمية حيث عرفه البركتي: “هو إبعاد العبد لسخطه ومن الإنسان الدعاءُ بسخطه” ([58])  إذ يريد  اللاعن حين لعنه الشخص الآخر أن يطرده الله ويبعده عن رحمته، وبهذا المفهوم وردت دالة اللعن في كتاب اللمعات في عدد من الأحاديث ومنها ما روي عن عوف بن مالك الأشجعي عن رسول الله صلى الله عليه سلم قال: ” خيار أئمتكم الذي يحبونهم، ويحبونكم، وَتُصَلُّونَ عليهم ويصلون عليكم، وشراء أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنوهم ويلعنوكم”([59])

خلاصة ما سبق أن اللعن في سياق الجنايات اللفظية خصصت دلالته من المعنى العام إلى الدعاء على الآخر أن يبعده الله من رحمته؛ وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد مكوناته على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
اللعن الدعاء على الإنسان +بطرده من رحمة الله

جدول الالتقاء الدلالي لدوال الجنايات اللفظية على النفس

المكونات الدلالية الدوال
التهديد السب الشتم القذف اللعن
تخويف الناس بالألفاظ +
للعمل بما لا يرضي +
الوقوع في اعراض الناس + + +
بكلام مكروه + + + + +
رمي بالزنا +
الدعاء على الإنسان +

العلاقة الدلالية:

يظهر من الجدول السابق الذي تضمن الالتقاء الدلالي أن الجنايات اللفظية تشمل الدوال المذكورة أعلاه، وعليه ستكون العلاقة بين الجنايات اللفظية وأنواعها علاقة الاشتمال.

كما نلحظ أن الدوال المذكورة وإن اجتمعت في الجناية اللفظية إلا أنها تختلف مع بعضها البعض وعليه ستكون علاقتها: علاقة التنافر.

ثالثًا: دوال الجنايات الجنسية:

1- الزنا

الزنا: يطلق على الجناية الجنسية مع امرأة من دون نكاح شرعي، ويرد معناه في المعاجم العربية بفعل  الفاحشة والفجور والبغاء، فيقول ابن منظور: زنى الرجل يزني زنىً، مقصور، وزناءً ممدود، ومنه المرأة تزاني مزاناة وزناء: أَي تُباغِي ([60])  ونص الفيروزآبادي:” زَنَى يَزْنِي زِنًى وزِناءً، بكسرهما: فَجَرَ.”([61])   ويقال: زنى الشَّخصُ بالمرأة: فجر في علاقة الجنس وأتى المرأة من غير عقد شرعيّ” ([62]) .

تكاد تتفق المعاجم العربية أن المعنى المعجمي للزنا يدور حول الفجور، والفحش والبغاء، وأما سياق المفهوم الشرعي  فإنه يراد منه: ” وطء الرجل المرأة في القبل في غير الملك وشبهته”([63]) وبهذا المفهوم جاءت هذه الدالة في حديث روي عن ابن عباس: أن رجلا من بني بكر بن ليث أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأقر أنه زنى بامرأة أربع مرات، فجلده مائة، وكان بكرًا، ثم سأله البينة على المرأة فقالت: كذب والله يا رسول الله فَجُلِدَ حَدَّ الفرية”([64])

واستناداً إلى التعريفات السابقة نستخلص أن الزنا من الجنايات الجنسية ويراد منه وطء الرجل المرأة في القبل؛ وعليه يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
الزنا وطء الرجل + في قبل المرأة +من دون نكاح شرعي

2- الفاحشة:

الفاحشة: تطلق على كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي قولا أو فعلا، وينفر عنه الطبع السليم، وأما في سياق الجنايات الجنسية فإنها تعني ممارسة الزنا و اللواط، ومنه قوله تعالى: ]إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة[سورة النور 19، يقول الخليل الفراهيدي: الفحش معروف، والفحشاء: اسم للفاحشة، وأفحش في القول والعمل وكل أمر لم يوافق الحق فهو فاحشة”([65])،   ونص ابن فارس أن كلمة الفحش” تدل على القبح في شيء وشناعة، من ذل الفحش والفحشاء والفاحشة، ويقولون: كل شي جاوز قدره فهو فاحش، ولا يكون ذلك إلا فيما يُتَكَرَّهُ”.([66]وجاء في معجم اللغة العربية المعاصرة: فحُشَ القولُ أو الفعلُ: فحَش، اشتدَّ قُبْحُه، الفاحشة : الزنا، اللواط”([67]) .

تكاد تتفق المعاجم العربية أن الفحش إذا أطلق يراد منه جميع الأقوال والأفعال القبيحة والشنيعة وأما في سياق الجنايات الجنسية فقد خصصت دلالته ليراد به  الزنا واللواط، فجاءت هذه الدالة حاملة معنى الزنا في  قوله تعالى: ]وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ[سورة النساء 15، وبهذا المفهوم الشرعي جاءت هذه الدالة في حديث روي عن علي رضى الله عنه قال: حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل يذنب ذنبًا ثم يقول فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية )وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذكرُوا الله فاستغفروا لذنوبهم(“سورة آل عمران 135.

وخلاصة ما سبق أن الفاحشة لها دلالات عامة في المعاجم العربية لكن في سياق الجنايات الجنسية خصصت على ممارسة الجنس في القبل أو الدبر؛ وعليه يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
الفحش ممارسة الجنس + في القبل أو الدبر

3- اللواط

اللواط: يطلق على الشذوذ الجنسي، ويتمثل بممارسة الجنس في دبر الرجل أو المرأة، ويرد معناه في المعاجم العربية باللصوق والإلصاق، يقول ابن فارس بأنه “مشتق من لَوَطَ وهي لكمة تدل على اللصوق،  يقال: لاط الشيء بقلبي: إذا لصق” ([68]) وذكر الفيروز آبادي: لاطَ: عمل عمل قومه (فعل قوم لوط عليه السلام)([69])  وجاء في المعجم الوسيط: ” لَاطَ الشي بالشيء لوطا لصق به: يقال لاط الشي بقلبي لصق به، وأ؛ببته وهو ألوط بقلبي وفلان لواطًا: عمل عمل قوم لوط” ([70]) .

نلحظ من التفسيرات اللغوية أن المعنى المعجمي للواط يدول حول الإلصاق واللصق، وفعل الشذوذ الجنسي من فعل قوم لوط عليه السلام، وفي سياق الجنايات الجنسية  يراد منه ممارسة الرذيلة في دبر الرجل أو المرأة ويعرفه البركتي:” اللِّواطة: هي الإتيان في الدبر ووطؤه”([71])  وبعبارة أخرى: إيلاج ذكر في دبر ذكر أو أنثى”([72])

واستناداً إلى التعريفات السابقة يتضح أن اللواط انتقلت دلالته مجازًا من الإلصاق العام، إلى إلصاق الرجل ذكره في دبر الرجل أو المرأة، وعليه يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
اللواط إيلاج الذكر +  في دبر ذكر أو أنثى

جدول الالتقاء الدلالي لدوال الجنايات الجنسية:

المكونات الدلالية الدوال
الزنا الفحش اللواط
ممارسة الجنس + + +
في القبل + +
في  الدبر + +
بدون نكاح شرعي +

 

العلاقة الدلالية:

يظهر من الجدول السابق الذي تضمن الالتقاء الدلالي بين أنوع الجنايات الجنسية أن جميع الدوال تشترك في مكونات الجناية الجنسية؛ وعليه ستكون العلاقة بين الجناية الجنسية وأنواعها على الاشتمال.

كما يتضح أن أنوع الجنايات الجنسية تختلف صورها، وعليه يمكن القول إن العلاقة بينها: علاقة التنافر.

رابعًا: دوال الجناية على النفس البشرية

1- القتـــل

القتل: يطلق على إزهاق الروح عن الجسم، والقضاء على الحياة بشتى الوسائل، يقول الخليل الفراهيدي: “القتْلُ معروف، يقال: قَتَلَه إذا أماته بضرب أو جرح  أو علة ” ([73]) ونص ابن فارس أن القتل: يدل على الإذلال والإماتة” ([74]) وجاء في المعجم الوسيط ” قتله :أي أماته”([75])

تتفق المعاجم العربية أن معنى القتل يتمحور حول إزاحة الروح عن الجسد والإماتة، وهو يتوافق مع ما ذكره الفقهاء في تعريف القتل شرعًا، حيث يعرفه الباتري “القتل فعل من العبار تزول به الحياة” ([76])  وبهذا المفهوم وردت هذه الدالة في حديث روي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مسك الرجل الرَّجُلَ،  وقتله الآخر، يُقتل الذي قتل ويحبس الذي أمسك” ([77]).

  نستخلص مما سبق أن الدلالة الشرعية تتوافق مع ما أوردته المعاجم العربية من معان، وهو الإماتة وإزهاق الروح من الجسم من الناس وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد مكوناته الدلالي على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
القتل إزهاق أرواح الناس + بفعل الناس

2- قتل العمد:

قتل العمد: يطلق هذا المركب الدلالي على إزاحة الروح بالسلاح مع القصد فيعرفه الباتري: “العمد ما تعمد ضربه بسلاح أو ما أجري مجرى السلاح، كالمحدد من الخشب، وليطة القصب، والمروة المحددة والنار” ([78]) .

وبهذا المفهوم جاءت هذه الدالة في عدد من الأحاديث النبوية ومنها ما روي عَنْ أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركًا أو من يقتل مؤمنًا متعمدًا” ([79])

وخلاصة ما سبق أن قتل العمد يطلق على إزاحة الروح من الجسم قصداً بالسلاح، وبناء على ذلك يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
قتل العمد إزهاق الروح عن الجسم + قصداً+ بالسلاح

3- قتل شبه العمد

قتل شبه العمد: يطلق هذا المركب الدلالي على إزاحة الروح عن الجسم بضرب لا يقصد به القتل، فيعرفه السرخسي  أن قتل شبه العمد” هو ما تعمدت ضربه بالعصا، أو السوط، أو الحجر، أو اليد، فإن في هذا الفعل معنيين: العمد باعتبار قد الفاعل إلى الضرب، معنى الخطأ باعتبار انعدام القصد من إلى القتل، لأن الآلة التي استعملها آلة الضرب للتأديب دون القتل” ([80]).

وقد جاءت هذه الدالة في حديث روي

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله وسلم قال: ” عقل شبه العمد مغلط مثل عقل العمد ولا يقتل صاحبه” ([81]).

نستخلص مما سبق أن قتل شبه العمد يطلق على إزهاق الروح بما لا يقتل غالباً مع القصد بالضرب، وبناء عليه يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
قتل شبه العمد إزهاق الروح عن الجسم  + بما لا يقتل غالبا + مع القصد

 

4- قتل الخطأ

قتل الخطأ: يطلق على هذا النوع من القتل على الإماتة التي تقع من إنسان من دون قصد، وقد عرفه الحنفية على نوعين: خطأ في القصد، وهو أن يرمى شخصًا يظنه صيدًا، فإذا هو آدمي، أو يظنه حربيًا فإذا هو مسلم، وخطأ في الفعل، وهو أن يرمي غرضًا فيصيب آدميا، وموجب ذلك الكفارة، والدية على العاقلة”([82]

ومفاد هذا النوع من القتل ما جاء عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا إن دية الخطأ شبة العمد ما كان بالسوط والعصا مئة من الإبل: منها أربعون في بطونها أولادها” ([83]).

نستخلص مما سبق أن قتل الخطأ يطلق على عملية يتم بها إزهاق الروح بدون قصد، وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
قتل الخطأ إزهاق الروح عن الجسم + بدون القصد

 

جدول الالتقاء الدلالي لدوال الجنايات على النفس (إزهاق الروح)

المكونات الدلالية الدوال
قتل قتل العمد قتل شبه العمل قتل الخطأ
إزهاق أرواح الناس + + + +
فعل الناس + + + +
بالقصد + + +
بالسلاح + +
بما لا يقتل غالباً + +
من دون القصد + +

العلاقة الدلالية:

يظهر من الجدول السابق الذي تضمن الالتقاء الدلالي بين أنوع الجنايات على النفس (إزهاق الروح) أنها تشتمل على هذه الدول، وعليه ستكون العلاقة بين الجناية على النفس (إزهاق الروح) وأنواعها: علاقة الاشتمال.

كما يتضح أن أنوع الجناية على النفس (إزهاق الروح) تختلف صورها، وعليه يمكن القول إن العلاقة بينها: علاقة التنافر.

خامسًا: دوال الجنايات على ما دون النفس (الجروح)

1- الجائفة

الْجَائِفَةُ: تطلق على الجرح الذي يصل إلى الجوف، يقول ابن فارس” “طعنة جائفة: إذا وصلت إلى الجوف”([84])  كما يقول الرازي: “الجائفة: الطَّعْنَةُ التي تبلغ الجوف، والتي تخالط الجوف، والتي تَنْفُذُ أيضًا”([85])  ويقال : جافه ،جوفا أصَاب جَوْفه وَالصَّيْد أَدخل السهْم فِي جَوْفه وَلم يظْهر من الْجَانِب الآخر وَيُقَال جَاف فلَانا بطعنة وجافت الطعنة فلَانا فَهِيَ جَائِفَة”([86])

نلحظ مما سبق من التفسيرات اللغوية أن الجائفة مشتقة من الجوف بمعنى البطن، وفي سياق الجنايات يقصد منها، الجرح الذي يبلغ جوف البطن، فيقول ابن عابدين: ” الْجَائِفَةُ: هِيَ التي تصل إلى البطن من الصدر أو الظهر أو البطن”([87]). غير أن الدهلوي يرى أن الجائفة هي “طعنة تبلغ الجوفَ، أي: جوفَ الرأس أو جوفَ البطن”([88]).و ذلك في شرح الحديث الذي وردت فيه هذه الدالة عن أ[ي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه عن جده: أن رسول الل صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن وكان في كتابه: ” أن من اعتبط مؤمنًا قتلًا، فإنه قود يده إلا أن يرضى أولياء المقتول وفيه: أن الرجل يقتل بالمرأة وفيه : في النفس الدية مئة من الإبل وعلى أهل الذهب ألف دينار، وفي الأنف إذا أوعب جدعه الدية مئة من الإبل، وفي الأسنان الدية، والشفتين الدية، والبيضتين الدية، وفي الذكر الدية، وفي الصلب الدية وفي العينين الدية، وفي الرجل الواحدة نصف الدية، وَفِي الْمَأْمُومَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي الجَائفَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وفي المنقلة خمس عشرة من الإبل، وفي كل أصبع من أصابع اليد والرجل عشر من الإبل وفي السن خمس من الإبل”([89])

نستخلص مما سبق أن المفهوم الشرعي يوافق المعنى المعجمي ليراد منه الجرح الذي يصل إلى جوف البطن، وبناء عليه يمكن تحديد مكوناته الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
الجائفة جرح + يصل إلى بطن الجوف + من الصدر أو الظهر أو البطن

 

2- المأمومة:

الْمَأْمُومَةُ: تطلق على الشجة التي تبلغ أم الرأس، يقول ابن فارس: ” كل شيء يضم إليه ما سواه مما يليه، فإن العرب تسمى ذلك الشيء أمًا، ومن ذلك أم الرأس وهو الدماغ، تقول: أممت فلانًا بالسيف والعصا أمًا: إذا ضربته ضربة تصل إلى الدماغ، والأميم: المأموم، وهي الحجارة التي تُشْدَخُ بها الرؤوس ، والشجة الآمة: التي تبلغ أم الدماغ وهو المأمومة أيضًا””([90]) وجاءت في تهذيب اللغة “شجة بلغت أم الرَّأْس” ([91]) وبه يقول الدهلوي رحمه الله: الشَّجَّة التي تصلُ إلى أمِّ الدماغ، وهو جِلدة فوق الدماغ ” ([92])

نلحظ من التفسيرات اللغوية السابقة أن معنى المأمومة في المعاجم العربية يدور حول الشجة التي تبلغ أم الرأس، وهو مفهوم يتوافق مع الدلالة الشرعية حيث يعرفها الملا علي القارئ: ” الشجة: التي تصل إلى جلدة فوق الدماغ تسمى أم الدماغ”([93]) ، وبهذا المفهوم جاءت هذه الدالة في حديث سبق ذكره في دالة الجائفة وفيها : وَفِي الْمَأْمُومَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ……. “([94])

نستخلص مما سبق أن المفهوم الشرعي يتوافق بما أوردته المعاجم العربية من معان؛ وعلى ضوء ذلك تكون المكونات الدلالية للمأمومة على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
المأمومة الجرح الموصل + إلى أم الدماغ – جلدة فوق الدماغ

3- المنقلة

المنقلة: تطلق على الجرح الذي ينقل العظم حتى يخرج منه فَرَاشُ العظام وهو مأخوذ من النقل الذي يدل على التحويل، فيقول ابن فارس: النقل يدل على تحويل شيء من مكان إلى مكان، والمنقلة من الشجاج: التي ينقل منها فراش العظام” ([95]) وافقه ابن منظور إلا أنه يقول عن ” المنقلة: بكسر القاف من الشجاج التي تنقل العظم أن تسكره حَتَّى يَخْرُج”([96]وجاء في المعجم الوسيط:الشَّجَّة الَّتِي تخرج مِنْهَا كسر الْعِظَام”([97])

نلحظ مما سبق أن المنقلة في سياق الجنايات انتقلت من معنى التحول إلى “أَنْ يقْتصِرَ على نقل العظم وتحويله من غير وصوله إلى الجلدة التي بين العظم والدماغ”([98]). وبهذا المفهوم جاءت هذه الدالة في حديث ذكرناه آنفًا في دالة الجائفة   وفيها : وَفِي الْمُنَقَّلَةِ خَمسَ عَشَرَةَ مِنَ الإِبِلِ، ………………”([99])  وشرحها الدهلوي ناقلا عن القاموس المحيط” (المنقلة): الشجة التي تَنْقَّل منها فَرَاشُ العظام، وهي قشور تكون على العظم دون اللحم” ([100])

وخلاصة ما سبق أن المنقلة خصصت دلالتها في سياق الجنايات لتدل على الجرح والشجة التي تنقل منها فراش العظم، وبناء على ذلك يمكن تحديد مكوناتها الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
المنقلة جرح +  الذي ينقل منها فراش العظام

 

4- الْمُوضِحَةُ

الْمُوضِحَةُ: مأخوذ من الْوُضُوحِ ويرد في المعاجم العربية للدلالة على “بياض الصُّبْحِ وبياض البَرَصِ، وبياضُ الغُرّة والتّحجيل في القوائم ونحوه، والمُوضِحة: الشّجّةُ التي تَصِلُ إلى العظام. وبه شجّات أَوْضَحَتْ عن العظام، أي: بدَتْ عنها”([101]ويقول ابن فارس” يَدُلُّ عَلَى ظُهُورِ الشَّيْءِ وَبُرُوزِهِ. وَوَضَحَ الشَّيْءُ: أَبَانَ، وَ فِي الشِّجَاجِ الْمُوضِحَةُ، وَهِيَ تُبْدِي وَضَحَ الْعَظْمِ.” ([102]). وجاء في المعجم الوسيط :” الضَّوْء وَبَيَاض الصُّبْح وَالْقَمَر وَالْبَيَاض من كل شَيْء ومنها الواضحة: الشَّجَّة تبدي وضح الْعِظَام”([103]) .

نلحظ مما سبق أن الموضحة جاءت من الوضوح لتدل على  الضوء والبياض و في سياق الجنايات يراد بها ” الشجة التي توضح العظم أن تبينه”([104]). وبهذا المفهوم جاءت هذه الدالة في حديث ذكر في دالة الجائفة وفيها: وَفِي الْمُنَقَّلَةِ خَمسَ عَشَرَةَ مِنَ الإِبِلِ……………..([105])  وشرحها الدهلوي ناقلا عن القاموس المحيط” (المنقلة): الشجة التي تَنْقَّل منها فَرَاشُ العظام، وهي قشور تكون على العظم دون اللحم” ([106]) وشرحه الدهلوي رحمه الله :” الشجة التي تبدي وَضَحَ العظم، أي: بياضه” ([107])

واستناداً إلى التعريفات السابقة يتضح أن الموضحة خصصت دلالتها في سياق الجنايات؛ ليراد منها الجرح الذي توضح اللحم، وبناء على ذلك يمكن تحديد مكوناتها الدلالية على النحو الآتي:

الدالة المكونات الدلالية
الموضحة جرح + يوضح العظم واللحم

جدول الالتقاء الدلالي لدوال الجنايات على ما دون النفس (الجروح)

المكونات الدلالية الدوال
الجائفة المأمومة المنقلة الموضحة
جرح موصل إلى + + + +
جوف البطن +
ام الدماغ/جلدة فوق الدماع +
ينقل منه فراش العظام +
يوضح العظم واللحم +

العلاقة الدلالية:

يظهر من الجدول السابق الذي تضمن الالتقاء الدلالي بين الجنايات على دون النفس(الجروح) أن جميع الدوال تأتي تحت هذه المظلة؛ عليه ستكون العلاقة الدلالية بين الجنايات ما دون النفس (الجروح) وأنواعها: علاقة الاشتمال.

كما يتضح أن أنواع الجنايات ما دون النفس(جروح) تختلف صورها، وعليه يمكن القول إن العلاقة بين أنواعها: علاقة التنافر.

النتائج والتوصيات:

فيما مضى من الصفحات حاولت استعراض نظرية الحقول الدلالية: نشأتها، مفهومها، ومبادئها العلمية، وأهميتها في تحليل المعنى اللغوي، ومن ثم تطبيق هذه النظرية على مجموعة من دوال الجنايات الواردة في الأحاديث النبوية في كتاب لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح، وقد وصلت إلى أهم النتائج التالية:

  • يعد الشيخ عبد الحق بن سيف الدين المحدث الدهلوي من كبار علماء الهند، والذي عكف على دراسته من علماء الهند والحجاز وقد فاق أقرانه.
  • بذل الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي رحمه الله جهوده في خدمة اللغة العربية بكتبه المتنوعة ومنها لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح، إلا أن الباحث لاحظ أنه قلما يبدئ رأيه في خلاف المسائل اللغوية، كما يأتي ببعض التفسيرات اللغوية من المعاجم الفارسية والأردية.
  • معطيات علم الدلالة لها دور كبير وأهمية قصوى في فهم النصوص الشرعية وخاصة دوال الأحاديث النبوية.
  • نظرية الحقول الدلالية من النظريات التي تعود بذورها إلى علماء اللغة العربية وإن كانت غير معروفة بهذا المسمى.
  • تسهم نظرية الحقول الدلالية بشكل بارز في إبراز المعنى الدقيق والمفهوم الحقيقي للكلمة وذلك من خلال وجوده مع الحقل اللغوي.
  • تتسم دوال الجنايات الواردة في البحث بالتطور الدلالي من باب تخصيص الدلالة وانتقال الدلالة بالمجاز.
  • أغلب دوال الجنايات تكتسب دلالتها الشرعية من المعاني المعجمية مع تخصيص الدلالة أو انتقالها من الحقيقة إلى المجاز.
  • العلاقة الدلالية لدوال الجنايات تتراوح بين الاشتمال والتضمن، كما يظهر مع دالة الجناية والدوال المتصلة بها.
  • يؤكد هذا البحث أنه بإمكان الباحث دراسة كافة دوال الأحاديث النبوية سواء أكانت لها علاقة بالعبادات أو بالمعاملات الشرعية أو ألفاظ العقائد وغيرها.

يوصي هذا البحث بإجراء معاجم دوال الأحاديث النبوية على غرار المعاجم اللغوية بحيث تكون مبوبة على المسائل الفقهية مع الأخذ بالحسبان على دراستها على وفق مذهب من المذاهب الأربعة المشهورة وذلك لاتسامها بالمسائل الفقهية.

كما يوصي هذه البحث بتناول دوال الأحاديث النبوية ودراستها وفق المعطيات الدلالية المتنوعة؛ لأن دوال الحديث النبوية لم تنل العناية الكافية مثل ألفاظ القرآن الكريم.

وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل جهود القائمين عليها، ويبارك في أعمالهم العلمية والعملية وأن يجعلها خالصة لوجه الكريم. 

المراجع والمصادر:

  1. ابن عابدين، محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز، رد المحتار على الدر المختار، دار الفكر، الطبعة الثانية، 1412هـ.
  2. ابن فارس، أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا الرازي القزويني، معجم مقاييس اللغة، تحـيق: هارون عبد السلام، دار الجبل، 1399هـ
  3. ابن منظور، جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم، لسان العرب، تحقيق: حيدر، أحمد عامر، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية،2009م.
  4. أبو زيد، نواري سعودي، محاضرات في علم الدلالة، عالم الكتب الحديث، الطبعة الأولى، 2022م.
  5. الأزدي، أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، جمهرة اللغة، تحقيق: بعلبكي، رمزي منير، دار العلم للملايين، الطبعة الأولى، 1987.
  6. الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد الهروي، تهذيب اللغة، تحقيق: مرعب، محمد عوض، دار أحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، 2001م.
  7. الباتري، محمد بن محمد بن محمود، العناية على شرح الهداية، دار الفكر، د.ط.
  8. البركتي، محمد عميم الإحسان المجددي، التعريفات الفقهية، دار الكتب العلمية ــ باكستان، الطبعة الأولى، 1424هـ.
  9. حسام الدين، كريم زكي، التعبير الاصطلاحي : دراسة في تأصيل المصطلح ومفهومه ومجالاته الدلالية وانماطه التركيبية، مكتبة الانجلو بمصر، الطبعة الأولى،1985م.
  10. حيدر، فريد عوض، علم الدلالة دراسة نظرية وتطبيقية، مكتبة الآداب بالقاهرة، الطبعة الأولى، 2005م.
  11. الدهلوي، عبد الحق بن سيف الدين، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح، تحـقيق: الندوي، تقي الدين، دار النوادر، الطبعة الأولى 1438هـ.
  12. الرازي، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي، مختار الصحاح، تحقيق: محمد، يوسف الشيخ، المكتبة العصرية ــ الدار النموذجية، الطبعة الخامسة، 1420هـ
  13. السرخسي، محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة، المبسوط، دار المعرفة، د.ط.، 1414هـ.
  • عزوز، أحمد، أصول تراثية في نظرية الحقول الدلالية، اتحاد كتب العرب، الطبعة الأولى، 2002م.
  1. عمر، أحمد مختار، علم الدلالة، دار عالم الكتب، ط5، 1998م.
  2. عمر، أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1429.
  3. الغنيمي، عبد الغني بن طالب بن حمادة بن إبراهيم، اللباب في شرح الكتاب، تحقيق: عبدالحميد، محمد محي الدين، دار الكتاب العربي د.ط.
  4. الفراهيدي، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد، كتاب العين، تحـقيق: المخزومي، مهدي، والسامرائي، إبراهيم، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الأولى 1408ه.
  5. الفيروز آبادي، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، تحقيق: مكتب تحقيق التراث بإشراف، العرقسُوسي، محمد نعيم، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثامنة، 1426هـ.
  6. الفيومي، أحمد بن محمد بن علي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، المكتبة العلمية ــ بيروت، د. ط.
  • مخايل، مشال عازار، اهتمامات علم الدلالة في النظرية والتطبيق، المؤسسة الحديثة للكتاب، الطبعة الأولى، 2012م.
  1. مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط، دارالدعوة، د. ط.
  2. الملا الهروي، علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن نور الدين، مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1422ه.
  3. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ــ الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية، دار السلاسل، و مطابع دار الصفوة، طبع الوزارة، د. ط. من (1404هـ ــــــــ 1427هـ)

……………….. ***** ……………….

الهوامش:

([1])أبو زيد،نواري سعودي، محاضرات في علم الدلالة، ص 183.

([2])عمر، أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص 82

([3])ينظر: مخايل، مشال عازار، اهتمامات علم الدلالة في النظرية والتطبيق، المؤسسة الحديثة للكتاب، ط1، 2012م ص 71.

([4])عمر، أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص: 79

([5]) حيدر، فريد عوض، علم الدلالة: دراسة نظرية وتطبيقية، مكتبة الآداب، القاهرة ط1 2005م ص: 174

([6]) ينظر: عمر، أحمد مختار، علم الدلالة ص: 98.

([7])مخايل، مشال عازار، اهتمامات علم الدلالة في النظرية والتطبيق، ص: 71.

([8]) حسام الدين، كريم زكي، التعبير الاصطلاحي، ص 139/167/190

([9]) عمر، أحمد مختار، علم الدلالة، ص: 107

([10]) ينظر: عزوز، أحمد، أصول تراثية في نظرية الحقول الدلالية، اتحاد كتب العرب ط1، 2002م ص: 22

([11])  عمر، أحمد مختار، علم الدلالة، ص: 110

([12])الفراهيدي، الخليل بن أحمد كتاب العين6/184.

([13])ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب14/190.

([14])الدهلوي، عبد الحق، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/322.

([15]) الغنيمي، عبدالغني بن طالب، اللباب في شرح الكتاب ./140.

([16])أخرجه مطولا ومختصرا الترمذي (١١٦٣) و (٣٠٨٧) ،والنسائيفي “الكبرى” (٩١٦٩) ،وابنماجه (١٨٥١).

([17]) ابن فارس، أحمد القزويني  مقاييس اللغة  2/231.

([18])الفيومي، أحمد بن محمد ، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير 1/184.

([19]) مصطفىى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط 1/163.

([20])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح

([21]) ابن فارس، أحمد القزويني، معجم مقاييس اللغة 3/154.

([22]) ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب 10/186.

([23]) مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط ص427

([24]) الباتري، محمد بن محمد، العناية على شرح الهداية 5/353.

([25])الدهلوي، عبدالحق، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/391.

([26]) الفراهيدي، الخليل بن أحمد ، العين 4/374.

([27]) الرازي، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر 1/227.

([28]) مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط 2/654.

([29]) الغنيمي، عبد الغني بن طالب، اللباب في شرح الكتاب 2/188.

([30])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/629.

([31]) الفراهيدي، الخليل بن أحمد ، العين 4/59.

([32]) ابن فارس، أحمد القزويني، معجم مقاييس اللغة 5/360.

([33])الفيومي، أحمد بن محمد ، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير 2/627.

([34]) البركتي، محمد عميم، التعريفات الفقهية  ص 233

([35])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح  6/394.

([36])ابن فارس، أحمد القزويني  معجم مقاييس اللغة 6/7.

([37]) ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب 3/531.

([38]) عمر، أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة 3/2332.

([39])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 3/536.

([40]) الأزدي، أبو بكر محمد بن الحسن ، جمهرة اللغة 1/69. ابن فارس، أحمد القزويني، مقاييس اللغة 3/63.

([41])ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب  1/529.

([42]) عمر، أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة 2/1021.

([43])وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بــ الكويت ، الموسوعة الفقهية الكويتية 2/133.

([44])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 8/211.

([45]) الفراهيد، الخليل بن أحمد، العين 6/246.

([46])ابن فارس، أحمد القزويني  معجم مقاييس اللغة 2/1164.

([47]) عمر، أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة 2/1164.

([48]) البركتي، محمد عميم، التعريفات الفقهية، ص 120

([49]) الدهلوي، عبدالحق، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 5/10.

([50]) الفراهيدي، الخليل بن أحمد ، العين 5/135.

([51]) ابن فارس، أحمد القزويني  معجم مقاييس اللغة، العين: 5/68.

([52]) مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط 2/721.

([53]) ابن عابدين، محمد أمين بن عمر، رد المحتار على الدر المختار 4/43.

([54]) الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح  1/298.

([55]) الفراهيدي، الخليل بن  احمد، العين 2/142.

([56])ابن فارس، أحمد القزويني  معجم مقاييس اللغة 5/252.

([57])مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط 2/829.

([58]) البركتي، محمد عميم، التعريفات الفقهية  ص 188

([59])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح  6/453.

([60]) ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب 1/441.

([61]) الفيروز آبادي، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب، القاموس المحيط ص 1292

([62]) عمر، احمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة 2/1001.

([63]) وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بــ الكويت ، الموسوعة الفقهية الكويتية 33/6.

([64]) الدهلوي، عبد الحق، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/383.

([65]) الفراهيد، الخليل بن أحمد، العين 3/96.

([66]) ابن فارس، أحمد القزويني، معجم مقاييس اللغة 4/478.

([67]) عمر، أحمد مختار، وآخرون، معجم اللغة العربية المعاصرة  3/1676.

([68])ابن فارس، أحمد القزويني  معجم مقاييس اللغة 5/221.

([69])الفيروز آبادي، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب ، القاموس المحيط، 685

([70])مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط 2/846.

([71]) البركتي، محمد عميم، التعريفات الفقهية   ص189

([72])وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بــ الكويت ، الموسوعة الفقهية الكويتية  35/339.

([73]) الفراهيدي، الخليل بن أحمد،  كتاب العين ، الأزهري، تهذيب اللغة 9/62.

([74]) ابن فارس، أحمد القزويني  معجم مقاييس اللغة 5/56.

([75]) مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط 2/715.

([76]) الباتري، محمد بن محمد، العناية شرح الهداية 10/203

([77])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/300.

([78])الباتري، محمد بن محمد، العناية شرح الهداية 10/205

([79]) الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/286.

([80])السرخسي، محمد بن أحمد ، المبسوط 25/64.

([81]) الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/317.

([82]) الباتري، محمد بن محمد، العناية شرح الهداية  10/213.

([83])الدهلوي، عبدالحق، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/306.

([84]) ابن فارس، أحمد القزويني،  مقاييس اللغة 1/495.

([85]) الزازي، زين الدين أبو عبد الله محمد، مختار الصحاحص 64

([86]) مصطفى، إبراهيم  وآخرون، المعجم الوسط 1/147.

([87])ابن عابدين، محمد أمين بن عمر، رد المحتار على الدر المختار  4/554.

([88]) الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/309.

([89]) الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/309.

([90])ابن فارس، أحمد القزويني،  معجم مقاييس اللغة 1/23.

([91])الأزهري، محمد بن أحمد الهروي، تهذيب اللغة 3/251.

([92]) الدهلوي، عبدالحق، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/308.

([93]) الملا، علي بن محمد القارئ، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 6/2284.

([94])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/309.

([95]) ابن فارس، أحمد القزويني، معجم مقاييس اللغة  5/463.

([96]) ابن منطور، محمد بن مكرم، لسان العرب 11/804.

([97]) مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط 2/949.

([98])الباتري، محمد بن محمد، العناية شرح الهداية  10/285.

([99]) الدهلوي، عبد الحق، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/309.

([100])الدهلوي، عبد الحق، لمعات التنقيح في شرحمشكاة المصابيح 6/309.

([101])الفراهيدي، الخليل بن أحمد،  كتاب العين 3/266.

([102])ابن فارس، أحمد القزويني  معجم مقاييس اللغة 6/119.

([103]) مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط 2/1039.

([104])الباتري، محمد بن محمد، العناية شرح الهداية  10/285.

([105])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/309.

([106]) الدهلوي، عبدالحق، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/309.

([107])الدهلوي، عبدالحق ، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح 6/309.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here