تحولات القراءة الرقمية في النقد العربي المعاصر(من الخطية إلى اللاخطية )

Vol. No. 1, Issue No. 4 - October-December 2021, ISSN: 2582-9254

0
1474

تحولات القراءة الرقمية في النقد العربي المعاصر(من الخطية إلى اللاخطية )

بقلم

أ/ بلبركي فطيمة-  د/ السعيد ضيف الله
المركز الجامعي الشهيد سي الحواس بريكة ، الجزائر

ملخص البحث:

أدى التمظهر الجديد للأدب عبر مختلف الوسائط الرقمية والتكنولوجية إلى إحداث تحولات كبرى مست جوهر العملية الإبداعية سواء على مستوى الإنتاج أو التلقي، ليظهر ما يصطلح عليه اليوم بالأدب الرقمي والذي صارت عملية إنتاجه وتلقيه تخضع لطبيعة الوسيط أو الحامل الذي ينتج عبره، ولأن النقد غالبا يتعقب الإبداع  الأدبي كان لزاما على النقد العربي المعاصر مسايرة المنجز الرقمي الجديد قراءة وتأويلاً من خلال القراءة الرقمية  التي تشكل مفتاح المقاربة النقدية لنصوص الأدب الرقمي، لكن فعل القراءة في النقد العربي يعد إشكالية تثير الكثير من التساؤلات والجدل، وبهدف الوقوف على طبيعة الإشكالية ومحاولة احتواءها تأتي هذه الدراسة متوسلة تحقيق غايتها بالاستناد إلى منهجية تعتمد الوصف والتحليل في مقاربة إشكالية القراءة الرقمية التي خلصت الدراسة في نتيجتها العامة إلى اعتبارها تحولاً هاماً في مفهوم القراءة الجديدة وخطوة أولى نحو تطوير آليات الممارسة النقدية العربية في سعيها لمواكبة تحولات العصر الرقمي.

الكلمات المفتاحية : النقد العربي، القراءة الرقمية، الإشكالية، الواقع، التحولات.

تمهيد:

أدت التحولات العميقة والجذرية التي عصفت بمنجزات النظرية الأدبية التقليدية بفعل الرقمية وتقنياتها ووسائطها المتعددة إلى إحداث تغييرات هامة في جوهر العملية النقدية وبالخصوص فعل القراءة، حيث شكّلت (القراءة الرقمية) إحدى أهم المرتكزات التي تقوم عليها الكتابة النقدية المعاصرة، حتى أنها أصبحت شرطاً لازماً في جُل العمليات المرتبطة بالتأويل الأدبي، ومن هنا صارت مسألة القراءة النقدية للمنجز الأدبي الرقمي العربي تعد إشكالية منهجية لما تحمله من تناقضات ومفارقات عديدة على مستوى المناهج المستخدمة في عملية القراءة، وهو الأمر الذي جعل هذه الإشكالية تبقى محل جدل بين النقاد خاصة في ظل رفض البعض وعدم الاعتراف بشرعية المنجز الأدبي الرقمي العربي الجديد إضافة إلى رفض العملية النقدية برمتها وما صاحبها من قراءات نقدية حاولت الاقتراب من الأدب الجديد ومحاورة نصوصه، وعلى الرغم من ذلك يظل “سؤال القراءة يتجدد ويؤكد راهنيته في كل مرة تكون فيها المجتمعات على شفير تحولات جارفة أو في مواجهة تحديات حاسمة”[1].

و تكتسي (القراءة) اليوم أهمية كبيرة في الدّراسات الأدبية والنقدية، في ظل التحول الجذري الذي عرفته العملية الإبداعية؛ بانفتاحها اللاّ مشروط على التقنية والوسائط التكنولوجية، حيث غدت “القراءة جهاز معرفي وجمالي جديد قد يُظاهر الناقد على تمثل ظاهرة أدبية بعينها بأيسر السبل بحيث يمكنه أن يستعيد بجهد القارئ المحلل لدى اتخاذ موقف بعينه، أو إصدار حكم بذاته”[2].

وظهرت (القراءة الرقمية) كإشكالية جديدة إثر الانقلاب الذي أصاب أركان المنظومة الإبداعية (الكاتب، النص، القاري)، وانتقال السلطة من (الكاتب/المبدع)، إلى (القارئ/المتلقي)، ودخول الوسيط (الحاسوب) طرفاً جديداً، وهذا الانقلاب كانت له ” آثار عديدة على المؤسسة الأدبية ككل، إذ ثمة اليوم مراجعة لمفاهيم المؤلف والنص والقراءة والكتابة والملكية الفكرية، ما يُؤشر على دخول الأدب مرحلة جديدة وحده المستقبل سيحدد ملامحها النهائية، والسّبب في ذلك كون الحاسوب خلافاً لسائر الحوامل التي عرفتها الكتابة على امتداد تاريخها؛ يتجاوز كونه مجرد سند مادي إلى كونه جهاز يؤدي وظائف خمس هي: الكتابة والقراءة والتخزين والبث والاستقبال”[3].

وقد أثارت (القراءة الرقمية) جدلاً واسعاً وتساؤلات عديدة لدى النقاد العرب الذين تصدّوا لمقاربة (الأدب الرقمي)، حيث وجدوا أنفسهم أمام حوامل رقمية جديدة ومختلفة أجبرتهم على تغيير عاداتهم وأساليبهم القرائية من التقليدية إلى الرقمية.

وكانت الناقدة المغربية (فاطمة كدو) قد أثارت إشكالية (القراءة) بصفة عامة عبر طرح العديد  من التّساؤلات وذلك في مقال لها تحت عنوان (وسائط جديدة وآليات قراءة متغيرة) حيث تقول :”ما هي قدراتنا كقراء على قراءة وسائطية رقمية، ومجتمعاتنا العربية لا زالت تعاني من ضعف في القراءة الورقية، وتفتقد إلى حس قرائي متواتر (…) فما بالك بالقراءة الرقمية، سواء تعلق الأمر بقراءة الإبداعات الرقمية أم بالقراءة في محتويات الوسائط الجديدة ؟ البعض يتحدث عن أزمة قراءة طارحا إشكاليات متعددة بعضها مرتبط بالأفراد وبعضها مرتبط بالمؤسسات (…) لكننا نعتقد أن الأمر لا يتعلق بـ(أزمة قراءة) بل بـ(أزمة تفكير)”[4].

  تُدرك الناقدة أنّ إشكالية (القراءة) ليست وليدة اللحظة الراهنة، بل هي امتداد طبيعي لوهن قرائي مزمن يُلازم الثقافة العربية في جميع الميادين، وخاصة ميدان الدّراسات الأدبية والنقدية الذي ازدادت (إشكالية القراءة) تأزماً فيه بفعل ارتحال الأدب من وسيطه الورقي إلى وسائط رقمية مختلفة لكل منها طرق وأساليب قرائية مختلفة عن غيرها، وعلى الرغم من ذلك ترى الناقدة أنّ “القراءة الورقية والقراءة الرقمية لا انفصال بينهما، كل واحدة تكمل الأخرى، لهما تقنيات وآليات محددة، وهما صاريا المعرفة، وبوابة نساهم من خلالها في بناء الحضارة الانسانية”[5].

وفي إطار أشغال الندوة الدولية المعنونة بـ(الكتاب وأزمة القراءة في العالم العربي بين الورقي والرقمي) التي نظمها اتحاد كتاب المغرب عام 2015، اعتبر الباحث المغربي (إبراهيم عمري) أنّ “إشكالية القراءة وإن كانت مرتبطة بالكتابة منذ نشأتها، ثم بعد ذلك بظهور الكتاب في القرن الخامس عشر، تبدو اليوم في أمس الحاجة إلى إعادة نظر وإلى تحديد مغاير أكثر من أي وقت مضى، ويكمن السبب وراء هذه الحاجة الملحة والمستعجلة في أنّ الكتاب لم يعد ذلك السند الوحيد للقراءة، بل ظهرت إلى الوجود أسناد أخرى غير طبيعية مغايرة شرعت في منافسته، وغزو حميمية نسجها مع قرائه منذ قرون طويلة خلت”[6].

وبحسب الباحث لم يعد الكتاب الأداة القرائية الوحيدة بالنسبة للقارئ (الناقد)؛ بل أصبح يملك خيارات قرائية متعددة، فرضتها سلطة الوسائط الجديدة بعد “هجرة و ترحال لم يسبق لها مثيل للنصوص قديمها وحديثها، وللكتابة بشتى أنواعها من الورق إلى فضاءات رقمية جديدة  آخذة في النمو والتناسل بوتيرة متسارعة من الشبكة العنكبوتية إلى شاشة الحاسوب، وشاشة الأيفون، والآيباد، والكتاب الالكتروني، وصولاً إلى شاشات العرض الثلاثي الأبعاد ونظيرتها التفاعلية، مروراً بآخر صيحات الهواتف الذكية، والألواح الإلكترونية والتفاعلية والحواسيب المحمولة وغيرها آت لا ريب فيه”[7].

لاشك أن القراءة الرقمية النقدية تختلف تمام الاختلاف عن نظيرتها الورقية، وهذا الاختلاف تفرضه طبيعة النص الرقمي وتأثيره على القارئ (الناقد)، وهذا الأمر دفع الناقد المغربي (محمد مريني) إلى تأكيد استناد “عملية القراءة هنا إلى فكرة مركزية مفادها أن النص المتشعب مزود بوصلات تُسعف في تنشيط عملية القراءة، والانتقال إلى الشّذرات النصية المختلفة، التي يمكن الوصول إليها من خلال النقر على الفأرة، توالي عمليات الانتقال بين النصوص من شأنها أن تحوّل القراءة إلى متاهة؛ تجعل من المتعذر على القارئ ضبط المسار بين نقطة الانطلاق ونقطة النهاية، فهو يشعر بأنّه فقد الاتجاه ولا يعرف أين هو، بل الأسوأ من ذلك أنه قد لا يتذكر ما كان يبحث عنه”[8].

إنّ خصوصية النص الرقمي المتمرد على ضوابط القراءة الخطيّة لها تأثير كبير في تحديد وجهة القارئ  (الناقد) وطريقته في القراءة، وهي الفكرة التي انطلق منها الناقد الجزائري (عمر زرفاوي) الذي يؤكّد ” أنّ خصوصية بناء النص المترابط تفترض خصوصية القراءة أيضاً، فالقراءة لا تتم بشكل خطي انطلاقاً من نقطة البدء، وانتقالاً من صفحة إلى أخرى وصولاً إلى النهاية، فالنص المترابط نص لا مركز فيه تنطلق منه وجهة نظر القارئ في رؤيته للنص”[9].

  كما أكّد الناقد المغربي (محمد أسليم) من جهته في مقال له بعنوان (الرقمية وتحولات الكتابة والقراءة) على موقعه الخاص أنه” مع النص التشعبي تم الطّيُ النهائي لظاهرة ما يُسمى بالخطّية التي تقتضي قراءة النص من أول صفحة إلى آخرها؛ بسبب إكراه الحامل الورقي المادي، لفائدة قراءات متعددة المداخل ومتشعبة المسارات، حيث يمكن للحكاية الواحدة أن تتناسل داخلياً، بما يجعل القارئين الاثنين لا يجدان نفسيهما في مكان واحد وحكاية واحدة بعد انصراف وقت معين”[10].

ونفس الفكرة طرحها الناقد الجزائري (عبد القادر فهيم شيباني) الذي كانت رؤيته لإشكالية (القراءة) رؤية بعيدة المدى، حيث يعتقد جازماً أنْ “يظل مُشكل تدهور المقروئية واحداً من المشكلات المستقبلية، وفي وقت أضحت فيه جُل الإحصاءات والدراسات تجمع على مدى أثر المقروء الرقمي في تعطيل عرف القراءة الورقية، وتحويل النزوع القرائي نحو مزايا الهندسة النصية الرقمية، التي تنحو نحو إجمال التمثلات الكتابية وفق مبدأ التفاعل مع المستظهرات البصرية للشاشة”[11].

إن النصوص الرقمية الجديدة  هي نصوص يتم إنتاجها عبر وسائط رقمية عديدة وذلك اعتمادا على تقنية النص المترابط hypertext، وعليه فإن عملية القراءة النقدية والتي صارت تسمى (القراءة الرقمية) أخذت أبعاداً أخرى وخرجت عن النسق الخطي المعروف لدى النقاد وصارت عملية تقنية بحتة وبحاجة إلى إعادة نظر، لكون هذه التقنية غير متاحة لجميع النقاد العرب الذين هم بحاجة إلى إعادة تأهيل برمجي ومعلوماتي واندماج تقني في عالم الرقمية وتمكن من استخدام الوسائط الرقمية في عمليات القراءة النقدية لهذا النوع الجديد من الأدب؛ ومن هذا المنطلق فالنقاد وخاصة الذين انخرطوا في مجال محاورة المنجز الأدبي الرقمي وتبنوا معطيات العصر الرقمي مطالبون بإضفاء الشرعية على قراءاتهم النقدية والعمل على بناء نظرية نقدية رقمية عربية وتأسيس نقد موازي قادر على رصد تحولات العملية الأدبية في ارتباطها بالرقمية وتقنياتها ووسائطها المتعددة، والبحث عن آليات وأدوات إجرائية جديدة تتلاءم وطبيعة النصوص الرقمية الجديدة، وتستند إلى برامج تقنية ومعلوماتية ولكن “قبل اعتماد أدوات البحث القائمة على البرامج  المعلوماتية يجدر بنا المراهنة على  تفاصيل فعل القراءة البسيط، والأولي المرتبط باستكشافات قارئ النص “[12].

وقد كانت أغلب النقاشات النقدية حول إشكالية (القراءة) تتجه إلى عقد مقارنات بين القراءة الورقية والقراءة الرقمية، والإقرار بحتمية انزياح القراءة عن سير الخطية إلى متاهات اللاّخطية، هذه الأخيرة التي “تعد من خواص الوسيط المترابط، وهي تُعزى إلى شبكية الوحدات المعلومية بين عقد وروابط، وحول هذه الخصيصة تأتي أوجه المقارنة في الغالب بين الوسيط المترابط والنص المطبوع”[13].

والقراءة الرقمية تفرض على الناقد/القارئ التقيد بقواعد وإكراهات وسائطها التي تدعم القراءة اللاّخطية، وتضمن سيرورتها داخل فضاء افتراضي يُسهل عليه اختيار توجهاته القرائية، والانتقال بين الوحدات النصية المختلفة (نص، صورة، موسيقى،…) بواسطة مجموعة من الروابط، ومن هذا المنطلق ربط الناقد (عبد القادر فهيم شيباني) تحقيق القراءة اللاّخطية بالتزام الناقد أو القارئ سلسلة من الضوابط التقنية يتم عبرها “فتح وإغلاق الصفحة، فتح النوافذ، الاختزال الأيقوني، الاحتفاظ بأكثر من نص، التقدم والرجوع…)، تمكنه من خيارات متعددة لتفعيل القراءة (الفهرس المتدحرج، الضغط والضغط المضاعف، المصعد القرائي…)، وتقرير مصيرها (تفعيل الروابط النصية)، والملفت في الدعامة المعلوماتية أنها تصل تطبيقات سيرورة القراءة بالنظام الافتراضي لتمثلات الشاشة، بما يرهن ملموسيتها على صعيد التحقق المادي خلافاً لتطبيقات سيرورة القراءة في النص الورقي (قلب الصفحة، طي الصفحة أو تعليمها، نظام الترقيم، الغلاف…)[14].

واعتبر الناقد (سعيد يقطين) أنّ أصل إشكالية (القراءة الرقمية) يعود بالدرجة الأولى إلى طبيعة الحامل أو الوسيط، لأنّ عملية (القراءة) من الحاسوب تختلف عن نظيرتها من الكتاب، إضافة إلى التباين الواضح بين أجهزة الحواسب المنتجة للنصوص وغيرها المستخدمة في عملية القراءة يقول:  “إنّ اختلاف أجيال الحواسيب ومميزات بعضها عن بعض، يدفع بالضرورة في اتجاه تطابق الجهازين ليحصل التلاقي الملائم، هذا التطابق لا يُطرح مع الكتاب المطبوع، فنحن نقرأ الكتاب نفسه (وإن اختلفت الطبعات)، قد تكون لكل منا نسخته الخاصة من الكتاب لكن النص واحد، أما مع الحاسوب فاختلاف الأجهزة وتباين مواصفاتها يجعل مثلاً بعض النصوص غير قابلة للتجلي إذا لم تكن هذه الأجهزة متوفرة على ما يدعم الإمكانات التي استخدمت بها تلك النصوص”[15].

كما أكد ذات الناقد أنه إذا كانت عملية القراءة الورقية تستدعي التمكن من معرفة القراءة والكتابة وقواعد اللغة فإن القراءة الرقمية تتطلب معرفة بأبجديات الحاسوب الضرورية من جهة، وطرق انبناء وتركيب النص المترابط من جهة أخرى، والمقصود بأبجديات الحاسوب – حسب الناقد- مختلف العمليات الأساسية لتشغيل الحاسوب والعمل عليه والتمكن من أدق تفاصيله، أما طرق انبناء النص فإن معرفة القارئ بجميع المراحل التي مر بها النص الرقمي في عملية إنتاجه ضرورية كذلك لعملية القراءة “لذلك فإن الوقوف على كيفية إنجاز النص المترابط ضروري لتحديد عملية القراءة، لأنه يضعنا أمام طريقتين مختلفتين ينتهجهما المتعامل مع النص المترابط؛ وكل طريقة تحدد لنا نوع (القارئ) وطبيعة (القراءة) ووظيفتها”[16].

لاشك في أنّ للقراءة الرقمية مغرياتها الكثيرة من المؤثرات السمعية والبصرية وتعدد الروابط وديناميكية النصوص والأيقونات، ومرونة الصفحات الإلكترونية… وغيرها، التي تشكل صعوبة لكل النقاد الذين اعتادوا القراءة من الكتاب المطبوع، لكن ينبغي الاعتراف بأنّ “الأدب الرقمي هو أدب المستقبل، أدب جيل الأندرويد، والهواتف الذكية والألواح الرقمية، وتواجده لا يلغي تواجد الكتاب ولا القراءة الورقية فهما معا يتعايشان جنبا إلى جنب دون أن تنفي خصوصية أخرى، لكن ينبغي الإشارة أن القراءة حتى قبل الأدب الرقمي كانت تعرف عزوفا شديدا من طرف القراء لارتفاع ثمن الكتاب ومحدودية توزيعه أو سوء طباعته نظرا لارتفاع ثمن تكلفة الورق… وقد يحل النشر الالكتروني أزمة القراءة لأنه سيسهم في توفير الكتاب، حتى المحظور أو المغمور الذي لم يلاق حقه من الإشهار والتسويق وبدون ثمن”[17].

هكذا كانت رؤية الناقدة (لبيبة خمار) لإشكالية (القراءة الرقمية) – وهي إشكالية بالرغم من إثارتها لكثير من الجدل والتساؤلات- لم تجد إجابات حاسمة من قبل النقاد العرب كون (الأدب الرقمي) لا زال يفتقد للأرضية الصلبة التي يمكن للناقد الوقوف عليها بثبات وممارسة قراءاته بثقته المعهودة مع الأدب الورقي، حيث تباينت مواقف النقاد بخصوص (إشكالية القراءة) وانقسمت آراؤهم بين متحمس للقراءة الرقمية وداعم لها باعتبارها الأنسب لفك شفرات النصوص الرقمية، وبين مؤيد متحفظ بفعل تأثيرها السلبي، وآخر يدعو إلى الموازنة بينها وبين القراءة الورقية، ولكن في العموم هناك شبه إجماع من طرفهم على ضرورة الانخراط في العصر الرقمي وتبني معطياته في سبيل النهوض بالإبداع الأدبي العربي.

وقدمت الناقدة العديد من القراءات النقدية لنصوص عربية وغربية رقمية ومنها تجربتها في قراءة القصيصات المترابطة للكاتب المغربي (اسماعيل البويحياوي) والتي تأتي حسب تصورها “نتيجة قراءة نقدية واعية في الأدب الرقمي للوقوف عند خصوصياته ودواعيه الإبداعية ومميزاته الجمالية، فالمخاض النقدي الذي كان يعرفه المغرب حول الوليد الجديد دفعت بالمبدع انطلاقاً مما راكمه قراءات نقدية وتجارب إبداعية للتعبير ليس بشكل موجز جداً، وإنما في قالب روائي مترابط يتغذى على الداخل في إبراز أي نتوء، وهو يوقف الحكي ويرسله، يوفره ويشعبه، يدنيه من القارئ ويبعده من خلال المتاهة المبنية كجدران ميتافيزيقية تفصله وتصله بالعقد والميتاسردي”[18].

وما يلاحظ أنّ النقاد العرب الذين آثروا الولوج إلى عالم القراءة الرقمية في كثير من دراساتهم -سواء كانت مقالات أو أبحاث- لم يتخلوا عن هوسهم بالنقد الأدبي الورقي ومناهجه وأدواته، حيث راحوا “يقاربون الأدب الرقمي بمفاهيم النقد الروائي، أو بمكونات القصة القصيرة أو في ضوء مناهج نقدية تأويلية خارجية (المنهج النفسي، المنهج الاجتماعي)، أو يتسلحون بأدوات الشكلانية الروسية، أو بتقنيات النقد الجديد كما لدى آلان روب غرييه، وجان ريكاردو، وميشيل بورتو، انطلاقا من آليات البنوية السردية كما عند رولان بارت، فيليب هامون، جوليا كريستيفا، وكلود بريموند، وجيرار جينيت”[19].

وقدّمت الناقدة (لبيبة خمار) طرحها لمقاربة (الأدب الرقمي) ونصوصه الجديدة، وهو طرح  يحمل كثيراً من الاشتراطات في مسألة المنهج المناسب حيث رأت “أنه لا مناص من استدعاء البنيوية النصية والاشتغال بأدواتها للتمكّن من وصف الأدب الرقمي، وبناء معرفة بمكوناته، فما أحوجنا الآن أكثر من أي وقت مضى لإعادة الاهتمام بالبنية والعلاقة لنؤسّس معرفة بهذا النص الجديد ونقبض على طرائق تبنينه ومختلف تعالقاته الظاهرة والضمنية، والإمساك بالآليات التي يرتكز مؤسساً أدبيته وجمالياته المستكنهة من البنيات وطرائق تشكلها وتعالقها”[20].

ويرى الباحث (البشير ضيف الله) أنّه يتعيّن على الكتابة النقدية في ضوء تنامي الظاهرة الإبداعية الرقمية “البحث عن أدوات إجرائية جديدة، وتكييف بعض النظريات والمناهج (المرنة) مع المعطيات الحالية كنظرية التلقي التي يمكن الإفادة منها وتوظيفها بشكل يتلاءم والمرحلة الجديدة”[21]، التي تشهد إنتاج إبداعي وأدبي رقمي يصعب ترويضه، والتّقعيد لنظرياته وأطروحاته بمفاهيم ومعطيات النقد الأدبي الكلاسيكي لأنّ “المعطيات الرقمية الحالية تؤكد بوضوح تلاشي (قداسة) العملية النقدية بعد العلاقة (الحميمية) التي أصبحت تربط النص بمتلقيه حيث تم كسر الحواجز الجغرافية والفوارق المعرفية، والتخلص من (المقدّمات) البروتوكولية والقيود المنهجية التي فرضها النقد الكلاسيكي تحت دواع معرفية/ دراسية، إضافة إلى ما يشبه القطيعة الفنية التي ألقت بظلالها على النقد الأدبي الذي بات في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التعايش مع هذه التجربة الرقمية الجديدة وإرساء معالم نظرية نقدية جديدة تتأسس على التقنية بالدرجة الأولى”[22].

ولم تجد الناقدة (زهور كرام) من سبيلٍ لمسألة (المنهج) سوى اتخاذها التساؤل منهجاً في حد ذاته، واعتمدت في مقاربتها على طرح الأسئلة ومن ثمة التعمق في التحليل محاولة القبض على إجابات تقنع بها الذائقة العربية المتوجّسة من تنامي فكرة تبني الإبداع الرقمي الجديد كوليد شرعي لعلاقة الأدب بالرقمية في الممارسة الأدبية والنقدية، ولهذا تتساءل” هل يمكن أن يُضيء هذا السّؤال (سؤال تطبيق النظريات الغربية النقدية) تجربة القراءة في النصوص الرقمية العربية حتى تُطور التجربة شكل قراءتها، وتُطور مفاهيم القراءة الرقمية انطلاقاً من الممارسة العربية ؟”[23]

وهوس الناقدة بالسّؤال كان خاتمة المقال في سعيها الدفع إلى إيجاد بدائل منهجية لمقاربة النصوص الرقمية حيث تقول:” ألا تقترح علينا هذي التركيبة النصية من النصوص الروائية والقصصية التفكير في منهج تكون له القدرة المعرفية على تدبير قراءة هذا النوع من الكتابة ؟ ألا نحتاج إلى تبني نتهج يكون على مستوى التفاعل مع التركيبة الترابطية للنص الأدبي؟”[24]

ويبدو أنّ أسئلة الناقدة المغربية (زهور كرام) حول الاستعانة بالنظريات النقدية الغربية ومناهجها المختلفة لتجاوز إشكالية (المنهج) -ولو مؤقتاً- وجدت استجابة من الناقد الجزائري (عبد القادر فهيم شيباني) الذي يقول :”هذه الأسئلة حاولنا أن نجيب عنها من خلال تقصّي جوانب هذا الموضوع في ضوء المنهج السيميائي، مُنطلقين في ذلك من منجزات السّيميائيات العامة مع التركيز بمنهجية على وضع متصورات النظرية السيميائية السردية موضع المساءلة”[25].

ولجا الناقد إلى الاستنجاد (بالمنهج السيميائي) في دراسته الموسومة بـ(سيميائيات المحكي المترابط، سردية الهندسة الترابطية، نحو نظرية للرواية الرقمية) التي استعان فيها بالنظرية السيميائية وأدواتها المنهجية والإجرائية لمقاربة البواكير الرقمية السردية العربية لرائدها المبدع الأردني (محمد سناجلة) ممثلة في روايته الرقمية (شات)، وهذا طبعاً لقناعته بأن النصوص الرقمية القائمة على نسيج متشابك من العلامات اللغوية وغير اللغوية (صورة، صوت، ألوان، موسيقى…) تقتضي مقاربتها تبني هذا المنهج.

في حين قدّم الناقد (جميل حمداوي) مشروعه النقدي الجديد  لمقاربة الأدب الرقمي، ولم يحاكي منهجاً بذاته من مناهج النقد الأدبي المعروفة كما فعل بعض النقاد، وإنّما قدّم مقاربة إجرائية جديدة تقوم على مجموعة من المستويات المستوحاة من طبيعة (الأدب الرقمي) وخصائصه ومكوناته يقول :”فقد طرحتُ منهجية جديدة تُعد هي الأولى من نوعها في الوطن العربي حسب اعتقادي من أجل مقاربة الأدب الرقمي، وقد سمّيتها (المقاربة الميديولوجية أو الوسائطية/(Midiologie التي تعتمد مجموعة من المستويات التي حصرتها فيما يلي: مستوى التّصفح أو التّوريق، المستوى الافتراضي، المستوى الشّبكي، المستوى الميزانيسي، المستوى الوسائطي، المستوى اللّوغارتمي، المستوى التقني والآلي، المستوى التّرابطي، المستوى التّفاعلي، المستوى الوظيفي”[26].

أمّا الناقد (سعيد يقطين) فقد سعى عبر دراساته وأبحاثه التّأسيس لكتابة نقدية رقمية عربية تواكب التحولات المعرفية الأدبية، وتركيزه الكبير على ثقافة (النص المترابط) الذي شكل جوهر دراساته النقدية النظرية، و”هو لا يهتم كثيراً بمسألة تحديد المنهج الأمثل للنقد الرقمي وإنمّا يُلح على قضية أساسية؛ تتمثل في الاشتغال الذي يسبق الممارسة النقدية، على نحو يكشف اعتقاده بأسبقية الإبداع على النقد”[27]، وبما أن ممارسة الكتابة الرقمية عكر صفوها العجز عن توظيف التقنيات التكنولوجية ووسائطها المتعددة؛ فإن”شكل التعامل مع هذه الممارسة يحقق تصوراً عن شكل الانخراط في هذا المتغير الحداثي العالمي، وإن كانت هناك الكثير من مُعيقات الفكر الحداثي ما تزال تُعرقل كل عمل انتقالي حقيقي نحو الحداثة باعتبارها ممارسة في الفكر والحياة واليومي في التجربة العربية”[28].

وفي المقابل نجده في دراسته الموسومة بـ(النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية) يقدم اقتراحاً لتجديد أدوات النقد الأدبي في ضوء مفهوم (Hypertext النص المترابط) وهو” اقتراح يسمح بإقامة الجسور بين الحقبة البنيوية وما تلاها من نظريات، إعادة النظر في النص بالانطلاق من التنظيم النصي باعتباره خاصية نصية لا يعدمها أي نص كيفما كان جنسه ونوعه، تجديد الكتابة الأدبية العربية بما يتلاءم وتجديد قواعد الكتابة العربية وتطوير أدوات تحليلها وقراءتها من منظور جديد يستعيد الإنجازات البلاغية العربية والنظريات الغربية”[29].

خاتمة: لقد شكلت (القراءة الرقمية) كعملية نقدية  تستهدف مقاربة النصوص الإبداعية الرقمية في النقد العربي المعاصر إشكالية عويصة أثارت ولا تزال تثير الكثير من الجدل في الساحة النقدية العربية منذ ولوج الثقافة الرقمية إلى تخومها، واعتبرها الكثير من الدارسين –أي القراءة الرقمية- مأزقاً نقدياً وانحرافاً منهجياً لم يستطع النقد العربي المعاصر التعامل مع معطياته لكون الدراسة النقدية الرقمية الجادة فيه شبه معدومة، وما تقدم من قراءات نقدية في هذا الشأن قليل جداً لا يرقى لما يطمح إليه البحث والنقد العربي المعاصر في ظل النصوص التفاعلية الترابطية المتوارية بأثواب الرقمية وعوالمها الافتراضية، ولهذا وبعد النظر في حدود إشكالية القراءة الرقمية توصلت الدراسة إلى أن :

1-إشكالية القراءة الرقمية لنصوص الأدب الرقمي في النقد العربي لا تزال تتم بمناهج وأدوات النقد الأدبي التقليدي.

2-أغلب القراءات والدراسات  التي حاولت مقاربة المنجز الرقمي العربي الجديد لا ترقى إلى مستوى نصوصه التفاعلية الترابطية ولا تخضع لطريقة إنتاجها وعرضها بل تتم بطريقة المقارنة بينها وبين النصوص الورقية.

3-ليس هناك إجماع من قبل النقاد العرب على طريقة محددة لقراءة النصوص الرقمية في غياب تام للوعي بضرورة التفكير الجاد في تأسيس نظرية نقدية رقمية عربية تراعي خصوصية النصوص الأدبية الرقمية المنتجة في كنف الثقافة العربية، وبالتالي مقاربتها وفق آليات ومناهج وأدوات من لدن تلك النصوص ذاتها .

4- لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن نقد وقراءة رقمية في الثقافة العربية بسبب الفجوة الرقمية من جهة،  وعزوف النقاد ورفضهم لمقترح وجود الأدب الرقمي من جهة أخرى.

الهوامش:

[1]  عمري إبراهيم: (سؤال القراءة في الزمن الرقمي بين تشاؤم المعرفيين وتفاؤل الأدباء)، أشغال الندوة الدولية)الكتاب وأزمة القراءة في العالم العربي بين الورقي والرقمي(، اتحاد كتاب المغرب فرع تازة،2015، ص215 http://search.mandumah.com  ، تاريخ الاطلاع :13/7/2021.

[2] مرتاض عبد الملك: في نظرية النقد، متابعة لأهم المدارس النقدية المعاصرة ورصد لنظرياتها، ( الجزائر، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، دط ،2010)، ص 65-66.

[3] أسليم محمد: (الرقمية وتحولات الكتابة والقراءة)، http://www.aslim.org/site/?p=1653، تاريخ الاطلاع 29/7/2021.

[4] كدو فاطمة: (وسائط جديدة وآليات قراءة مغايرة)، bilarabiya.net/8059.html،  تاريخ الاطلاع /15/7/2021.

[5] كدو فاطمة: (وسائط جديدة وآليات قراءة مغايرة).

[6] عمري: (سؤال القراءة في الزمن الرقمي بين تشاؤم المعرفيين وتفاؤل الأدباء)، ص215.

[7] المصدر نفسه: ص215-216.

[8] مريني محمد: النص الرقمي وإبدالات النقل المعرفي، (الشارقة ، كتاب الرافد،دائرة الثقافة والإعلام، العدد089،2015)، ص54.

[9] زرفاوي عمر: الكتابة الزرقاء ،مدخل إلى الأدب التفاعلي،  (الشارقة كتاب الرافد، دائرة الثقافة والإعلام، العدد056، 2013)، ص167.

[10] أسليم: الرقمية وتحولات الكتابة والقراءة.

[11] شيباني عبد القادر فهيم: سيميائيات المحكي المترابط، سرديات الهندسة الترابطية، نحو نظرية للرواية الرقمية،(الأردن،عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع،ط1، 2014)،ص 75.

[12]  شيباني : سيميائيات المحكي المترابط، سرديات الهندسة الترابطية، نحو نظرية للرواية الرقمية ص96.

[13]  المصدر نفسه، ص 65.

[14] المصدر نفسه، ص 76.

[15] يقطين سعيد: : النص المترابط مستقبل الثقافة العربية، نحو كتابة عربية رقمية، (المغرب، المركز الثقافي العربي،ط1، 2008)، ص 197-198.

[16]  يقطين سعيد : من النص إلى النص المترابط، مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي،( المغرب، المركز الثقافي العربي ، ط1، 2005)، ص 134.

[17] خمار لبيبة : (الأدب الرقمي،إشكالاته،راهنيته وآفاقه المستقبلية)،موقع رفيف العيون، تاريخ الاطلاع 20/8/2021 http://labiba-khemmar.narration.over-blog.com

[18]  خمار لبيبة: النص المترابط ، فن الكتابة الرقمية وآفاق التلقي، (مصر، رؤية للنشر والتوزيع، ط1، 2018)، ص 176.

[19] حمداوي جميل: المقاربة الميديولوجية، نحو مشروع نقدي عربي جديد في دراسة الأدب الرقمي، ط1،2017، موقع الثقافة للجميع http://hamdaoui.ma/news.php?extend.250، ص83.

[20] خمار: النص المترابط، فن الكتابة الرقمية آفاق التلقي، ص25 -26.

[21] ضيف الله البشير: عن مأزق النقد ..وتلقي الأدب الرقمي،جريدة الجمهورية، تاريخ الاطلاع 17/8/2021، http://www.eldjoumhouria.dz/art.php?Art=65254 .

[22] المرجع نفسه  .

[23]  كرام زهور : الأدب الرقمي، أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية ،( الرباط (المغرب)، دار الأمان، ط1،2013)، ص 67.

[24]  المرجع نفسه.

[25] شيباني: سيميائيات المحكي المترابط ، ص2-3.

[26] حمداوي: المقاربة الميديولوجية، ص82-83.

[27] رحاحلة أحمد زهير: مسارات النقد في الأدب الرقمي بين التنظير والتطبيق، مجلة جامعة النجاح للأبحاث(العلوم الإنسانية)، 2020، المجلد 34(3)، ، ص 8.

[28] كرام : الأدب الرقمي (أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية)،ص 67.

[29] يقطين: النص المترابط مستقبل الثقافة العربي، ص 37.

قائمة المصادر والمراجع:

الكتب:

  • خمار لبيبة : النص المترابط ، فن الكتابة الرقمية وآفاق التلقي، (مصر، رؤية للنشر والتوزيع، ط1، 2018.
  • زرفاوي عمر: الكتابة الزرقاء ،مدخل إلى الأدب التفاعلي، (الشارقة كتاب الرافد، دائرة الثقافة والإعلام، العدد056، 2013).
  • شيباني عبد القادر فهيم: سيميائيات المحكي المترابط، سرديات الهندسة الترابطية، نحو نظرية للرواية الرقمية،(الأردن،عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع،ط1، 2014
  • مرتاض عبد الملك: في نظرية النقد، متابعة لأهم المدارس النقدية المعاصرة ورصد لنظرياتها،( الجزائر ، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، دط ،2010).
  • مريني محمد: النص الرقمي وإبدالات النقل المعرفي، (الشارقة ، كتاب الرافد،دائرة الثقافة والإعلام، العدد089،2015).
  • كرام زهور : الأدب الرقمي، أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية ،( الرباط (المغرب)، دار الأمان، ط1،2013).
  • يقطين سعيد: : النص المترابط مستقبل الثقافة العربية، نحو كتابة عربية رقمية، (المغرب، المركز الثقافي العربي،ط1، 2008).
  • يقطين سعيد : من النص إلى النص المترابط، مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي، (المغرب، المركز الثقافي العربي ، ط1، 2005).

المجلات والدوريات:

 رحاحلة أحمد زهير: مسارات النقد في الأدب الرقمي بين التنظير والتطبيق، مجلة جامعة النجاح للأبحاث(العلوم الإنسانية)، 2020، المجلد 34(3).

المراجع الإلكترونية :

 أسليم محمد: (الرقمية وتحولات الكتابة والقراءة)، http://www.aslim.org/site/?p=1653

  • حمداوي جميل: الأدب الرقمي بين النظرية والتطبيق (نحو المقاربة الوسائطية)، الجزء الأول ط1، 2016، موقع الثقافة للجميع http://hamdaoui.ma/news.php?extend.250
  • حمداوي جميل: المقاربة الميديولوجية، نحو مشروع نقدي عربي جديد في دراسة الأدب الرقمي، ط1،2017، موقع الثقافة للجميع http://hamdaoui.ma/news.php?extend.250
  • خمار لبيبة : (الأدب الرقمي،إشكالاته،راهنيته وآفاقه المستقبلية)،موقع رفيف العيون، تاريخ الاطلاع 20/8/2021 http://labiba-khemmar.narration.over-blog.com
  • ضيف الله البشير: عن مأزق النقد ..وتلقي الأدب الرقمي،جريدة الجمهورية، تاريخ الاطلاع 17/8/2021، http://www.eldjoumhouria.dz/art.php?Art=65254
  • عمري إبراهيم : (سؤال القراءة في الزمن الرقمي بين تشاؤم المعرفيين وتفاؤل الأدباء)،أشغال الندوة الدولية)الكتاب وأزمة القراءة في العالم العربي بين الورقي والرقمي(،اتحاد كتاب المغرب فرع تازة،2015،ص215 http://search.mandumah.com  ، .
  • كدو فاطمة: (وسائط جديدة وآليات قراءة مغايرة)، net/8059.html ،
  • كرام زهور : نحو التفكير في منهج أدبي ترابطي، جريدة القدس العربي. العدد 8506، تاريخ الاطلاع 20/8/2021  http ://www.alquds.co.uk

……………….. *****……………….

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here