النقد الجغرافي في الأدب: إشكالية المصطلح والإطار النظري

Vol. No. 1, Issue No. 4 - October-December 2021, ISSN: 2582-9254

0
661

النقد الجغرافي في الأدب: إشكالية المصطلح والإطار النظري

بقلم

محمد عمران
 باحث في الدكتوراه بمركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند.

————————————-

ملخص البحث:

النقد الجغرافي في الدراسات الأدبية والثقافية يتمثل في نوع من البحث المرتبط بدراسة الفضاء الجغرافي ويعالج النصوص الأدبية بالمقاربة الجغرافية. تهدف المقالة إلى مناقشة ثلاثة محاور رئيسة، وهي تحليل الإطار النظري للنقد الجغرافي وإشكالية المصطلح ووظيفة الناقد الجغرافي فيه. وتتم معالجة هذه الأسئلة في ضوء أعمال الناقد الأمريكي روبورت .تي. تالى (Robert T. Tally) والناقد الفرنسي برتراند ويستفال (Brantrand Westphal) وفرانكو موريتي (Franco Moretti). ونختم المقال بنتائج تركّز وبشدّة على دراسة الأدب من رؤى متعددة بعد مناقشة أهمية الموضوع وحاله الفعلي في الأدب العربي.

الكلمات المفتاحية: النقد الجغرافي، كرونوتوبيا، الأدب العربي، الفضاء

 المقدمة:

في بلدان الغرب، التي باتت معترفة بها في التفوق العلمي، مرت دراسة الفضاء (الزمان والمكان) بعصر التجريب في كل ميادين الفكر والفن. منذ مدة غير قصيرة، تماشت دراسة الفضاء في الأدب الإنجليزي مع التوسع العلمي في مجالات علمية أخرى.

حازت دراسة الفضاء على الكثير من النقاش العلمي في بلدان الغرب، ويمكن القول أنها تمثل قضية العصر من غير منازع. يمكن مثلا النظر إلى حجم التغطية العلمية والأدبية التي تحظى بها حملة دراسة  الفضاء بحلول المنتصف من القرن العشرين. قامت أعمال باختين وغوستان باشلار وميشيل فوكو وبرتراند ويستفال وفرانكو موريتي وربورت تالي من بين آخرين بارزين بالتمهيد لهذه النظرية النقدية المرتبطة بدراسة الفضاء في دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية. ونظرا إلى هذا الحجم، وصف الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (1926-1984) عصره بعصر الفضاء (Epoch of Space) في محاضرة قد كان ألقاها عام 1967م[1]. أما حضور الفضاء في الدراسات الأدبية فبات بمثابة حملة لدعوة الباحثين إلى دراسة الأدب من متعددة الوجهات والرؤى. ذلك لأن المادة الأدبية لا تعبر عن القوة الإبداعية فحسب، بل مع كل ذلك، تعبر عن الخيال المديني وتكشف عن تحولات مادية وغير مادية جسيمة في المدن. غدت مقاربات الفضاء المديني في الدراسات الأدبية عدسةً متعددة التخصصات لفهم التفاعل الاجتماعي والثقافة المادية بمعنى أوسع مما أدى إلى تطور هائل في إطار علمي ونظري بعد النهضة في الأدب العالمي. تغيرت تصورات المدن في الأدب العربي والإنجليزي على حد سواء مع تغير تضاريس الحياة الاجتماعية والسياسية. وأدى تحولُ الفضاء من المجال العامة إلى المجال الخاصة والصناعي دورا بارزا في تطوير تمثلات الفضاء المديني أو الحضري في روايات القرن العشرين.

إن تركيز النقاش على “الفضاء” يعني أن نبحث في الأدب عن مواضع الاتصال مع مجالات متعددة أخرى مثل الاقتصاديات والجغرافيا وعلم الاجتماع، وهو ما يمكننا من رؤية الأدب رؤية جديدة تتعدى الجوانب الأدبية واللغوية. وفي كتابه “الإنتاج للفضاء” (1974)، يقوم هنري لوفيفر (1901-1991) بتحليل الفضاء من خلال ربطه بالاقتصاد وجغرافيا في ضوء الأفكار الماركسية، وعنده كل مجتمع يُنتج الفضاءَ لنفسه، والفضاء الاجتماعي (Social Space)  متكون من ثلاثة أشياء: الفضاء المادي والفضاء الفكري والفضاء الاجتماعي، وعادة ما يدور الأدب بين هذه الفضاءات الثلاثة وتتجول شخصيات الرواية بينها من هنا وهناك. ومن ناحية الاقتصاديات، باتت الرأسمالية كقوة مهيمنة على الفضاء الاجتماعي تمتلك الكثير من الفضاءات الاجتماعية، كفضاء الحدائق والأسواق والمراكز الحضرية والمدينية وغيرها، وأصبح الإنسان يعيش في المجتمع الاقتصادي الرأسمالي الحديث. ولكل فضاء من هذه الأشكال دوي يسمع في الأدب لأنه إنتاج الاجتماع، فهنا نجد الأدب ينعطف إلى طرقات متعددة من المجالات الأخرى للعلوم الاجتماعية.

وخلاصة القول، إن الفضاء ملتقى لمجالات عدة من العلوم الإنسانية والاجتماعية تترابط بعضها مع البعض الآخر. أما الروائي أو الشاعر فيُنتج هذا الفضاء الاجتماعي بمقاربة الجماليات وقد يذهب إلى ما وراء الفضاء الطبيعي ليُنتج فضاء متخيلا متمكنا بذلك من رؤية الأرض من منظور جمالي جديد ومختلف.

يتخذ النقاد الجغرافييون الزمان والمكان مادة أساسية لدراسة الفضاء في الأدب، ويسمى هذا العمل بـ النقد الجغرافي. فالنقد الجغرافي هو عمل التحليل الأدبي المرتبط بالنظرية الأدبية التي تجسد دراسة الفضاء الجغرافي في الأدب تحت عدة مصطلحات قد تطورت مع التطور في البحث والدراسة.

أهمية الموضوع وإشكالية البحث:

تكمن أهمية الموضوع في كونه نقدا محايدا، يركز على مقوماته الأساسية ولا يتمعن في المواصفات الشخصية أو الفردية بهدف مرتبط بالانفعاليات والمعتقدات. في بلدان الغرب التي سُجل التوسعُ السريع خلال الأربعين سنة الأخيرة إلى درجة قد وصفها تي تالي بعصر حركة الانعطاف الفضائي[2](Spatial Turn). لعل الكثيرون يوافقون على أن النقد الجغرافي نشأ في فرنسا واكتمل نضجه في الولايات المتحدة منذ مدة غير قصيرة، وبفضل جهود تي تالي، اتسع تطور المفهوم من الأدب الجغرافي إلى الخريطة الأدبية. وكان من مظاهر هذا النضج تعدد البحوث الإنجليزية وأنشطة المؤتمرات الدولية الكبرى التي دعمت على الانفجار  الملحوظ في عدد الكتب والمقالات، وتم إنشاء المجلات النقدية الجديدة، مثلا مجلة Literary Geographies و مجلة Geo Humanities و كذلك تم إطلاق سلسلة كتب جديدة، مثلا “Spatial Humanities” و“Geocriticism and Spatial Literary Studies” من مطبع جامعة إنديانا وبالجريف ماكميلان[3] على التوالي. نمت الاتجاهات الجغرافية هكذا في سنوات خمسة عشر الأخيرة على الوجه الخصوص وتطورت دراسة الفضاء أو المكان والوقت ورسم الخرائط في البحوث الأدبية.

في المقابل، “ما زال النقد العربي في أغلبه أدبيا، ولم يتجاوز تفاعله مع النقد الثقافي المستوى الإجرائي الذي يتمثل في استعارة بعض مفاهيمه وتوظيفها في سياق التحليل الاستطيقي الأدبي، بحيث لم يستطع أن يقتحم الإشكالات والمناطق الخطرة للنقد الثقافي وما بعد الكولونيالي”[4]. ولم تُبدِ البحوث الناشئة من الأدب العربي القدر نفسه من الاهتمام بهذا النوع من النقد الأدبي، ما عدا مقالات وكتب منفردة تتحدث عن المدن والفضاء الحضري أو جماليات المكان في الروايات أو الشعر، على سبيل المثال، الفضاء المديني في الأدب المصري للباحثة الأمريكية[5] وكتابة بيروت[6] ومدن العرب في رواياتهم[7]،  والمدينة في الأدب العربي[8]،  والمدينة العربية والحداثة ( 2018) وغيرها. هذه البحوث نموذج للبحث عن العلاقة بين الأدب والمدينة  والفضاء، وعلى حد كبير، قد تم إنجازها في ضمن دراسات أدبية فضائية ولو لم تستخدم  المصطلح نفسه أو مصطلح النقد الجغرافي. ففي غضون هذه الأزمة العلمية، ستكون مقالتي هدفا لإنشاء الوعي بدراسة الأدب من متعددة الرؤى والانفتاح العلمي.

من إشكالياته، أن المهتم بهذا الاتجاه يكتشف عن الجذور في الأدب الفرنسي والإنجليزي ومعظم البحوث فيه قد تم إجراؤها في بلدان الغرب، مما يجعل الباحث يواجه عدم توفر المادة في الأدب العربي. ربما لهذا السبب لم يختبر هذا الاتجاه اختبارا عميقا في دراسات عربية، وفي دراسات عربية بالهند على وجه الخصوص. على ذلك، يعترف تي تالي بأنه رغم الممارسات ذات الأهمية المتزايدة في دراسات فضائية، لم يتم تحديد الخصائص الدقيقة والطرق الخاصة والمعنى الدقيق لهذا المفهوم حتى الآن.[9] وكذلك، إن معظم الإتجاهات النقدية أو الأدبية في الأدب العربي مستمدة من الفلسفة أو الآداب الغربية-الفرنسية والإنجليزية على سبيل المثال- ويقول الدكتور شكري محمد عياد “لقد اقتبسنا من الحضارة الغربية أشياء كثيرة”[10] فلا توجد في الثقافة العربية نفس العوامل التي تؤدي إلى النهضة الثقافية الغربية، فالآداب الغربية هي التي أعطت المذاهب النقدية مدلولات واضحة، نتيجة لذلك عندما نبحث عن النقد الجغرافي في الأدب العربي نصادف بمشكلات عديدة في الفهم الدقيق لهذا النظرية وليدة النهضة.

إشكالية المصطلح:

من اللافت حازت النظرية على التوسع السريع وارتفعت أعدادُ الكتب والمقالات عنها في سوق النقد الأدبي، ولم يتم تحديد المعنى الدقيق الواحد لهذه النظرية حسب اعتراف تي تالي بنفسه. من وجه الدقيق، كل من مارس هذه النظرية في دراسة الأدب، أسهم في تطويرها ولو لم يستخدم مصطلح النقد الجغرافي.

أطلق النقاد الغربيون للنقد الجغرافي مصطلحا علميا ما يسمى في الانجليزية بالدراسات الفضائية للأدب (The Spatial Literary Studies)، ثم اختصروا وأعادوا تسميته بـالنقد الجغرافي.

من بداية النقد الجغرافي من فرنسا إلى نضجه في الولايات المتحدة، شهدنا حقبةً ما تسمى بالانعطاف الفضائي (Spatial Turn). أطلق النقاد على هذا النوع من البحث مصطلحات غير واحدة مما أدى إلى إشكالية تعريف المصطلح. أستطيع أن أضع كل المصطلحات في ضمن “النقد الجغرافي” لكونه أشمل على جميع أشكال الممارسة في هذه النظرية. المسميات المتداولة في مجال الدراسات الأدبية عند الغرب هي كالآتي: الفضاء أو المكان (Space) والزمان  (Time) والتخطيط (Mapping) والجغرافيا (Geography) وأطلس (Atlas) والمدينة (City)، ورموز المدينة (City Codes) والمشهد الأرضي (Landscape) والانعطاف الفضائي أو المكاني  (Spatial turn) والفضاء الحضري (Urban Space) وتخطيط العمران (Urban Planning)  ودراسات فضائية أو مكانية  (Spatial studies)والنقد الجغرافي (Geocriticism) ورسم المدن (Encoding the Cities) ورسم الخرائط الأدبية (Literary Cartography). ليس هناك تاريخ محدد لإنشاء هذه الأشكال فيه، لكن المتأمل فيها يجد أن الفترة ما بين 1970 و 1980قد شهدت الاهتمامَ بـ “الفضاء” في العلوم الإنسانية على حد غير مسبوق. إذا أردنا استعراض جدول الترتيب الزمني لهذه المصطلحات يمكن لنا أن نضع “Spatial” أولا في إعداد القائمة حسب تداولها. أقوم بتمثيل شجرة المصطلحات في الجدول التالي للملاحظة الدقيقة.

أما في الأدب العربي فالكلمات المفتاحية المستخدمة في دراسة المكان، هي على سبيل المثال: “الأدب والبيئة” و”وصف المكان” و”جماليات المكان” و”دراسة المكان” و”علاقة الإنسان مع البئية” و”المكان في أدب… “. ربما ليست هناك فلسفة تمت الإشارة إليها كخلفية تاريخية أو فلفسية أو سياسية لنشأة نظرية الفضاء في الأدب العربي، لأجل ذلك، كل ما كتب عن دراسة المكان في الأدب العربي يشير إلى النقد البيئي أكثر من الإشارة إلى النقد الجغرافي.

 إشكاليات النظرية المكانية ومزاياها:

ما زالت هذه الدراسة تتماشى بأطراف البحوث ولم تتمكن من تشغيل الباحثين بمزاولتها بشكل أكثر وأوسع على المستوى الدولى لا سيما على المستوى العربي. باعتقادي لها سببان: السبب الأول أن الأدب العربي تعرض للتهميش في حملة الأدب العالمي، ولم يُعط قدرَ الاهتمام والتغطية مما أُعطيت بها  الآدابُ الأجنبية.[11]  والسبب الثاني  أن المنهج لدراسة الفضاء أو المكان والجغرفيا في الأدب لايزال يتقدم ويمر بمرحلة التجريب، ويعاني شيئا من الغموض في معناها الدقيق والمنهج المحدد، لأجل ذلك، دعا ويستفال في نهاية مقالته الباحثين القادمين إلى التقدم والاستمرار في استكشاف المزيد في النقد الجغرافي، لأن الاستكشاف النشط في المساحات الحقيقية والخيالية للأدب هو هدف النقد الجغرافي، وكذلك، لا بد للناقد الجغرافي من أن يقوم بالتفريق بين النقد الجغرافي والبيئي، ذلك للتقارب بينهما. على الرغم من الإشكاليات، لها مزايا كما ناقشها ويستفال والدكتور تي تالي، منها على سبيل المثال:

  • أنه لا يتفحص في الصفات الفردية من أفكار ومعتقدات وسلوكيات بهدف تحديد النقاط السلبية، ولا يتأثر بالانطباعات والأهواء الشخصية المتحيزة، بل، هو يستهدف دراسة الأدب من وجهة خارجية من الذات. هذا النقد بطبيعته نوع من دراسات متعددة الرؤى للآداب.
  • إنه يحوّل رؤيةَ الباحث من النقد المتمحور حول الكاتب أو الشاعر أو “الأنا” إلى الموقع الجغرافي في نفسه، مما يجعل النقدَ جغرافيا متمركزا.
  • إنه يمنح الناقد قدرة تساعده على الانفتاح العلمي في متعدد المجالات الاجتماعية إذ يجمع بين الجغرافيا الواقعي و السرد المتخيل.
  • إنه يدفع للباحث بقوة لدراسة الأدب من رؤية متعددة التخصصات مما يجمع النقاد الأدبيين والجغرافيين معا. وكذلك إنه دراسة الأدب التي يقوم بها الباحث باستخدام المقاربة الكمية، حيث يجمع البيانات ويحدد المواقع ويبرزها على الموقع الجغرافي إما عن طريق الخرائط إما عن طريق النص.

الإطار النظري:

النقد الجغرافي وليد أوربي خالص النسب، وُلد من رحم الحداثة والعولمة وإيديولوجيات ما بعد الكولونيالية[12]، يقول الفيلسوف الأمريكي مارشل بيرمان أن الحداثيين “تحركوا مرة واحدة بإرادة تغيير أنفسهم والعالم كله على حد سواء”[13] يعد الفضاءُ مادة أساسية ويتم عنها البحث في النقد الجغرافي باستخدام منهج علمي موضوعي جديد. تم التنظير للفضاء في الدراسات الإنسانية لا سيما في الدراسات الأدبية عندما نشر ويستفال برتراند مقالته الأساسية في هذه النظرية عام 2000 باللغة الفرنسية ثم نشر كتابه المعنون بـ النقد الجغرافي: الفضاءات الواقعية والمتخيلة عام 2007 باللغة الفرنسية، (وقام تي تالي مؤخرا بترجمة هذه الأعمال من الفرنسية إلى الإنجليزية) لأجل ذلك عُدّ برتراندُ مؤسسَ هذه النظرية حديثة الولادة[14] رغم الامتداد الزمني لدراسة الفضاء (Space) في العلوم الاجتماعية إلى المنتصف الأخير من القرن التاسع عشر، تمت عملية التنظير لها في النظرية النقدية الأدبية في القرن العشرين. نشأت هذه النظرية في فرنسا واكتمل نضجها في الولايات المتحدة.

التطور الزمني عند ويستفال:

عند ويستفال، كان أول موضوع الدراسات الجغرافية هو حوض البحر الأبيض المتوسط والمناطق المتجاورة، هكذا تطور النقد الجغرافي في البيئة الغربية أو على شكل أدق في البيئة الأوروبية. لذا يربط ويستفال دراسة الجغرافيا بدراسات ما بعد الكولونيالية وما بعد الحداثة، فخرج النقد الجغرافي من متمركز الأوروباء إلى العولمة نتيجة لتدشين مشروع الآداب العالمية. (R. Tally) من ناحية أخرى، كان الفضاء يُدرس في العلوم مثلا علوم الفيزيا منذ أوائل القرن التاسع عشر، لكن كان على الأدب أن ينتظر حتى التسعينيات ليمر ببعض تغيرات هائلة مهمة في النقد الأدبي. مر التطور لدراسة الفضاء بثلاثة مراحل مهمة:

  • نشر المقارِنُ البلجيكي هوغو ديسيرنك (1927-2020) دراسته عام 1966 المعنونة بـ حول مشكلة “الصور” و”السراب” ودراستهما في سياق الدراسات الأدبية المقارنة وصاغ المصطلح الصورة (النمطية) أو المتخيل (Imagology) لكنه، بالأساس، أشار إلى المنطقة المتخيلة للآخر، ولم تكن للفضاء والمكان في نظريته أهمية كبيرة، وجل اهتمامه في صياغة النظرية كان بدراسة الصور النمطية في المنطقة المتخيلة للآخر بدلا من دراسة الموقع الفضائي أو الجغرافي لنفسه.
  • بعد سبعينيات القرن التاسع عشر، قام الشاعر الاسكتلندي بوضع المصطلح جيوبويتك(Geopoetics) يعنى شاعرية المكان أو شاعرية الجغرافيا. على حد ما كانت نظريته تتماشى مع إيكولوجيا ومن خلالها كان الشاعر ينظر إلى إيكولوجية معينة للحياة. لأجل ذلك يعده ويستفال مرحلة ثانية في تطور النقد الجغرافي قائلا “حتى لو أصبح جيوبويتك مصطلحا شائعا، فأنا لست متأكد أنه يعطى قاعدة نظرية محددة واضحة، في كثير من الأحيان أصحاب نظريته يقدمون الأفكار المزيجة بدون إطار نظري منتظم”[15] فلا بد لنا أن ننتظر إلى المزيد من التطور .
  • انتشر الاتجاه البيئي في بداية التسعينيات في الولايات والكندا، وكان أكثر وضوحا مما سبق من محاولات لتنظير الفضاء في دراسات أدبية، وعلى حد كبير كان يتقارب مع النقد الجغرافي مع الفرق الدقيق بينهما. النقد البيئي يدعو إلى مناقشة الطقس والمناخ والنباتات والحيوانات والتربة والماء والهواء والصخور والمعادن والأودية والجبال والمواسم والصحراء والحدائق، فضلا عن جميع العلامات الموجودة في البيئة حول حياة الإنسان.

معظم هذه المقاربات عالجت بعض الأسئلة حول الفضاء، لكن لا يوجد هناك من عالج المنعطف الفضائي بشكل مباشر، الذي حدده المنظّرون من أمثال ميشيل فوكو وأدوارد سوجا وهنرى لوفيفر وفرانكو موريتي في النقد الأدبي الغربي.

التطور الزمني عند تي تالي:

  • في عام 1967 أعلن الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (1926-1984) “عصر الفضاء (Epoch of Space لأنه كان يلاحظ كثرة مزاولة الفضاء في الدراسات الإنسانية والاجتماعية جنبا بجنب دراسات علمية أخرى بعد منتصف القرن التاسع عشر.[16] بدأت النقاشات حول الزمان والمكان والخرائط وتخطيط العمران في إطار دراسات ما بعد الحداثة بشكل أكثر بين النقاد، وشهدت حقبة الحداثة “انعطافا” (Turn) في النظرية الاجتماعية وكذلك في دراسات ثقافية أدبية.  وتُذكر حقبة الانعطاف هذه بـ “الانعطاف الفضائي” (Spatial Turn) نظرا إلى التوسع السريع في عدد الكتب والبحوث التي تم إجراؤها في دراسات الفضاء (الزمان والمكان) منذ الأربعين سنة الأخيرة، وتمتد فترة الانعطاف الفضائي إلى 1967 بكتابات فوكو.
  • في عام 1998 ألّف الأستاذ الفرنسي -إيطالي الجنسية- فرانكو موريتي (المولد، 1950م) كتابه “أطلس الرواية الأوربية” ودشّن توجيها جديدا في تطور الدراسات الفضائية للأدب حيث دعا إلى إدماج الخرائط الجغرافية في دراسات المواقع في الروايات. جمَعَ الجغرافيا مع الأدب وكَرَس منهجا جديدا لم يكن له عهد بالأدب من قبل، وطبّقه في عمله في أطلس الرواية الأوربية، فهكذا، مهّد لمزاولة الخريطة الجغرافية في دراسات النصوص الأدبية. هو يقول:

“إن المكان والجغرافيا ليس مجرد إطار ومحتوي وليس مجرد صندوق يحدث في إطاره التاريخ الثقافي، ولكنهما قوة نشطة تعد منطلقا للعمل الأدبي يمهد له ويمارس دوره في تشكليله ويرسم أعماقه ويربط بين الجغرافيا والأدب بشكل ضمني ثم يرسم أبعاده وحدوده كخريطة دقيقة تجعل رؤيتنا له تسمح بتحديد بعض العلاقات ذات الدلالة.” (ترجمة د. علي عبد الرؤوف، 2017)[17]

منح فرانكو النقد الجغرافي انعطافا جديدا بإدراج الخرائط الجغرافية في تحديد مواقع أحداث الروايات الإنجليزية. واستعمل موريتي كلمة كارتوغرافي مرة واحدة في أطلسه وزاول استخدام آلات الكورتوغرافيا في تحديد المواقع الجغرافية للرواية الأوربية. وأسس منهجا تطبيقيا لتوظيف الخرائط ودمج الرسوم في البحث الأدبي، لكن ظل عمل التنظير للفضاء ينتظر.

  • في أوائل التسعينيات، استخدم تي تالي مصطلح “النقد الجغرافي” للإشارة إلى التركيز الأكثر دقة على المكان والزمان والخرائط في الدراسات الأدبية. قرأ العديد ممن كتبوا في الموضوع نفسه من قبله، حتى لما نشر برتراند كتابه يُنَظِّر فيه للفضاء في دراسات أدبية، اتصل به تي تالي واجتمعا كلاهما على الترجمة من الفرنسية إلى اللغة الإنجليزية. ثم انتشر الوعي بهذا النوع من دراسة الأدب بين الأوساط الأدبية في الأدب الإنجليزي، وجاءت الكثير من البحوث في حيز الوجود، وتأسست سلسلة الكتب والمجلات العلمية التي تختص بهذه الدراسة والمطابع مثل مطبع جامعة إنديانا (سبق الذكر في باب أهمية الموضوع)، وساهم هذا التقدم في الدراسة والبحث في تطوير النظرية، وأصبح النقد الجغرافي موضوعا أدبيا مهما. لكن مازال الوعي بدراسة الخرائط والجغرافيا في الأدب (الروايات والقصص والشعر) محدودا بين حدود الغرب، وما زال النقد الجغرافي كنوع غريب لدينا ولم يُسمع له صدى في الأدب العربي حتى الآن بقدر الاهتمام به في الأدب الغربي.
  • في عام 2003 أصدر تي تالي كتابه (Spatiality) ثم نشر أعمالا مترجمة لبرتراند عام 2007 ثم حرّر مجموعة من المقالات بصدد الفضاء والمكان والزمان والتخطيط في الرواية الإنجليزية عام 2011، وهكذا حرّك هذا الاتجاهَ نحو النمو والتقدم إلى درجة لم يبلغ إليها من قبل.
  • حصل أهمُ انعطاف في تطور النقد الجغرافي لما عرّف تي تالي الخريطةَ الأدبية (Literary Cartography) في أعماله بمضمار هذه الدراسات. وهو يتماثل مع الجغرافيا الأدبي عند فرانكو إلى حد كبير. فهكذا يمكن لي أن أقول، يُعد النقدُ الجغرافي والجغرافيا الأدبية والخريطة الأدبية من أهم المقومات في دراسات فضائية للأدب.  يمكن ملاحظتها في الصورة المرفقة.

اتفق كلاهما على الامتداد الزمني لدراسة الفضاء إلى المنتصف الأخير من القرن العشرين. ونضج النقد الجغرافي مؤخرا في التسعينيات من القرن العشرين ثم تطور حتى تم اعتبارها عام 2007 بأنها نظرية أدبية نقدية.

 الفرق الأساسي بين النقد الجغرافي والبيئي:

 النقد الجغرافي متمركز على اكتشاف المدلولات الجغرافية (ويسميها ويستفال بـ referents) فحسب، لا يهتم الناقدَ الجغرافي  بالكاتب ولا علاقتُه بالبيئة،  ومايهمه هو المواقع الجغرافية التي فيها يتم إعداد السرديات الأدبية. من هنا يتميز النقد الفضائي من البيئي. تعرّف جو موران النقد البيئي بأنه “مبحث يجمع بين النقد الأدبي والنقد الثقافي والجغرافيا والعلوم الطبيعية ويقوم على فكرة مفادها أن العلاقة بين الثقافة  الإنسانية والعلوم الطبيعية هي علاقة وثيقة لا تنفصم عراها”.[18] وهذا النقد يهدف كل تغيرات البيئة من المواسم إلى الجبل والحدائق والجبال والطبيعة والجمال الطبيعي وغيرها مع دراسة علاقة الأدب مع البيئة والتأثيرات المتبادلة.

وظيفة النقد الجغرافي:

يناقش الناقد الجغرافي الأدب من وجهة جغرافية، كما يركز الناقد النسوي على سؤال عن وضع الجنس والمرأة في الأدب وتمثلاتها، فلكل ناقد وجهة نظرية فيها يدرس الأدب، إن الناقد الجغرافي يناقش الصور المتعددة عن مدينة أو مكان في الأدب، ويحدد بين الفضاء المتخيل والواقعي ثم يرسم الخريطة الأدبية. النقد الجغرافي يشدد على أن الأدب يتفاعل مع العالم الجغرافي، وكذلك، يساعد على اكتشاف كيف تكون جميعُ طرقِ التفاعل مع العالم أدبيةً إلى حد ما. أحاول تحليل وظيفة الناقد الجغرافي في نقاط مهمة تالية:

  • على عكس جميع المقاربات الأدبية لدراسة الفضاء (الزمان والمكان)-مثل الصورة (النمطية) أو المتخيل (Imagology) وجيوبويتك والنقد البيئي، يشدد النقد الجغرافي على مركزية الأرض ويضع الجغرافيا في مركز النقاش. على سبيل المثال، بدلا من تركيز الاهتمام على نجيب محفوظ، الذي كتب رواية “أولاد حارتنا” وأعدّ الأحداث في القاهرة، فإن الناقد الجغرافي يسعى إلى البحث في القاهرة واكتشافها، وكذلك، الناقد يسعى إلى اكتشاف بغداد والبحث فيها بدلا من تركيز السعي على أحمد السعداوي وعلاقته بالمدينة. ومن ثَمَّ فالمدلول المكاني هو أساس التحليل بدلا من الكاتب نفسه أو روايته أو قصته. والناقد ينتقل من التمركز حول شخصية الكاتب إلى تمركز المكان. وهذا التنقل يعتبره ويتسفال بـ Referentiality [19]
  • طالما يختار الباحثُ المقاربةَ متمركزة الجغرافيا، هو حرٌ في استخدام أي منهج يقوده إلى دراسة المكان برؤية جديدة.[20](Westphal)
  • يناقش الناقدُ الفضاءَ في الأدب في إطار النقد الجغرافي. الفضاء هو مجال للإعداد وتحييز الأحداث والشخصيات والأشياء في السرديات الأدبية، ويشكل عالما متخيلا مع المجالات الأخرى مثل القصة والشخصية والوقت والإيديولوجية. (Ronen).
  • ويناقش الفضاءَ المتخيل للسرد والفضاء الواقعي وكيفية ترابطهما وتداخلهما وتمثيلهما فضاء جديدا (Westphal).
  • إنه ينظر إلى كل الكتابات الأدبية كخريطة جغرافية ويفحص عليها الفضاء المتخيل والواقعي. برتاند ويستفال يحاجج أن الفضاء أكثر أهمية من الوقت والجغرافيا في السرديات. (تي تالي)
  • إنه يرى الفضاء من صور متعددة، على سبيل المثال، الفضاء في الرواية العراقية ما بعد 2003 يعرض فضاء مخيفا وتبدو مدينة بغداد محطة الحرب المتواصلة يغادرها سكانها، وكذلك برزت مدينة لندن في روايات إنجليزية كمدينة حضرية بعد الثورة الصناعية وكذلك برزت القاهرة مدينة تتحضر متماشية مع التطور الحضري في المدن. وكل هذه العمليات تتمركز حول الأرض والجغرافيا والمكان مما يشكلها دراسات فضائية للأدب.
  • إنه لا يحكم على الأدب ولا يحاكم الكاتبَ ولا النصَ خلال مزاولة النقد الجغرافي بل يخرج عن محيط الذات ويناقش النصوص من الخارج تحت تأثيرات كرونوتوب.
  • كما يرى تالي أن الكاتب هو رسام الخريطة بالفعل، فلا يخرج الأدب من الخريطة بل إنه يرسم خريطة فضائية فيها يتم إعداد الرواية أو القصة وشخصياتها وأحداثها وإيديولوجياتها. فمهمة الناقد الجغرافي هي تحديد الفضاء والفرق بين الفضاء المتخيل والواقعي ورسم خريطة أدبية ومناقشة أحداثها على الخريطة.
  • بؤرة النقد الجغرافي: البؤرة نقطة تتلاقى أو تتفرق عندها الرؤى أو الوجهات. يعنى نرى شيئا ما من ثلاثة وجهات. عند ويستفال، يدرس الناقد الجغرافي “المكان” من ثلاثة رؤية: الرؤية الذاتية أو الداخلية والرؤية الخارجية والرؤية المتجانسة. ويسميه ويستفال بـ متعددة البؤرة (Multifocalization). البؤرة الذاتية أو الداخلية توجد بشكل عام في الأدب المحلي، بينما ذلك، البؤرة الخارجية توجد في أدب الرحلة أو الدليل السياحي أو مذكرات السياحين والمتجولين. ينظر الزائر إلى المدينة برؤية خارجية هو ليس فرد أصلي لهذه المدينة، هذا ما يسميه المنظّر ويستفال بـ Exogenous كبؤرة خارجية لملاحظة المكان وفضاءه.[21]

خاتمة البحث:

              تقع المسوؤلية على عاتق أبناء الأدب العربي أن يزاولوا ويجربوا النظريات الأدبية الحديثة والمعاصرة في نصوص أدبهم، لا بنية منافسة، بل، بنية التطوير والإبداع في الآداب العربية، ذلك لأن الأدب العربي واجه عملية التهميش في دراسات الآداب العالمية. إذ يحاجج أستاذ جامعة شيكاغو ياروسلاف والباحث محمد صالح عمري بأنه نادرا ما تتم دراسة الأدب العربي لذاته أو بذاته في معظم الجامعات الغربية وهو هدف للمرور والتقاطع بين التخصصات فقط، ومن جهة أخرى هو تعرض للمأزق السياسي في الغرب[22]. فلا بد من تنشيط الفكرة البحثية الأدبية التي تتجهز لدراسة الأدب من رؤى جديدة وتختبر الإتجاهات الجغرافية والاجتماعية الجديدة في النقد. وأنا حاولت، قدر استطاعتي في هذه المقالة، التركيز على تعريف النقد الجغرافي في سياق الأدب العربي..

الهوامش:

[1] Tally, T. Robert, Spatiality (London; Routledge, 2013) P. 11.

[2] الدكتور ربورت تي تالي هو أستاذ فيلسوف أمريكي اشتهر باختصاصه في النقد الجغرافي وله أعمال بارزة تشار إليها في البحوث من أهمها كتابه Spatiality الذي سبقت الإشارة إليه. وهو من ترجم أعمال المفكر الأروبي برتراند إلى اللغة الإنجليزية ويرجع الفضل إليه في مزاولة هذا النوع من النقد الأدبي في المجال الأمريكي للأدب.

[3] palgrave macmillan

[4] بوعزة, محمد: ما زال النقد العربي في أغلبه أدبيا نور الدين علوش، ديوان العرب, 3 تشرين الأول أكتوبر2012

[5]  Naaman, Mara. (2011). Uraban Space in contemporary Egyptian literature. Palgrave Macmillan. New York

[6] Aghacy, S. (2015). Writing Beirut: Mappings of the City in the Modern Arabic Novel. Edinburgh: Edinburgh University Press. Retrieved from http://www.jstor.org/stable/10.3366/j.ctt14brxj3

[7] عبد الرؤوف، علي. مدن العرب في رواياتهم. ط، الأولى. يناير 2017. القاهرة

[8]  Hermes, N., & Head, G. (2018). The city in Arabic literature: Classical and modern perspectives. Edinburgh University Press. Humanities Library Access number; FL/PJ 7517 .C58 2018, Universidad Autonoma De Madrid. Retrieved from https://bun.uam.es/primo-explore/search?vid=34UAM_VU1&lang=es_ES

[9] Robert T. Jally. Spatiality (London and New York: Routledge, 2003)

[10] عياد، شكري محمد، (1993) المذاهب الأدبية والنقدية عند العرب والغربيين، عالم المعرفة، الكويت، صفحة 136

[11]  راجع إلى مقالة محمد صالح عمري المعنونة بـ الملاحظات على المرور بين النظرية والأدب العربي. تتوفر المقالة على معرف الغرض الرقمي (DOI) 10.1017/S0020743811000961

 –وراجع إلى كتاب “الشعر العربي والاستشراق” لـ Yaroslav Stankevych المتوفر على رابط https://www.academia.edu/14693817/Arabic_Poetry_and_Orientalism

[12] Tally, Robert T. Geocritical Explorations: Space, Place and Mapping in Literary and Cultural Studies. Ed. Robert T. Tally. 1. (US: Palgrave Macmillan, 2011) P. 18.

[13] Berman, Marshal. All that is solid melts into Air: The Experience of Modernity (Canada: Penguin, 1988), p. 13.

[14] Tally, Robert T. Geocritical Explorations. P. 2.

[15]   المصدر نفسه، ص. 12.

[16] Jr., Robert T. Jally. Spatiality (London and New York: Routledge, 2003) p. 11.

[17]  Moretti, Franco. Atlas of the European Novol 1800-1900 (UK: Verso, 1998) p. 15.

[18] موران, جو. “العلم والمكان والطبيعة في النقد البيئي.” مجلة الفصول، 387.

[19] Westphal, Bertrand. Geocriticism Real and Fictional Spaces (New York: Palgrave Macmillan, 2011) p. 112-113.

[20] المصدر نفسه

[21] المصدر نفسه ص 128

[22] في هذا الموضوع يرجى مراجعة Omri, Mohammad Saleh. “Notes on the Traffic between Theory and Arabic Literature.” International Journal of Middle East Studies 43.4 (2011): 731-733.

قائمة المصادر والمراجع:

  1. أبو الفضل، محمد: أهمية النقد البيئي في الدراسات النقدية (المؤتمر الدولي. المجلس الدولي للغة العربية, عام غير مذكور)
  2. أمين، أحمد: النقد الأدبي(مؤسسة هنداوي، 2012م.)
  3. ايجلتون، تيري: النقد والأيديلوجيا، ترجمة: فخري صالح (عمان: المؤسسة العربية للدار والنشر، 1992م.)
  4. بدوي، طبانة: التيارات المعاصرة في النقد الأدبي (رياض: دار المريخ للنشر، الطبعة الثانية، 1983م.)
  5. الجبوري، أحمد: قصى، جاسم: المكان في روايات تحسين الكريماني. (جامعة آل بيت العراق: رسالة الدكتوراة، 2016م.)
  6. جهاد، إسماعيل: التحليل الجغرافي للأدب (الاسكندرية: دار ليليت، الطبعة الأولى، 2014م.)
  7. حسن، طه: فصول في الأدب والنقد (مؤسسة هنداوي، 2012م.)
  8. فريح، سعاد: النقد الأدبي ومصادره (جامعة أم القرى، 20009م.)
  9. محرز, سامية. “خارطة الرواية: فرانكو موريتي وإعادة الرسم التاريخي الأدبي.” مجلة ألف 34 (2014).
  10. هلال، محمد غنيمي: النقد الأدبي الحديث (القاهرة: نهضة مصر للطباعة والتوزيع، 1997م.)
  11. Barrows, A: Time, Literature, and Cartography after the Spatial Turn: The Chronometric Imaginary (Palgrave Macmillan: Geocriticism and Spatial Literary Studies, 1st ed. 2016.)
  12. Blanchot, M., & Smock, A: The Space of Literature: A Translation of “L’Espace littéraire” (University of Nebraska Press: First Edition, 1983)
  13. Heiney, D. Illiers and Combray: A Study in Literary Geography, Twentieth Century Literature, 1(1, 17–26, 1955). https://doi.org/10.2307/441025
  14. Hones, S. Literary geography. International Encyclopedia of Geography, (1–6, 2017) https://doi.org/10.1002/9781118786352
  15. Naaman, M: Urban Space in Contemporary Egyptian Literature: Portraits of Cairo (Palgrave Macmillan: Literatures and Cultures of the Islamic World, 2011)
  16. Peraldo, E: Literature and Geography: The Writing of Space throughout History (Cambridge Scholars Publishing, 2016)
  17. Piatti, B., Bär, H. R., Reuschel, A.-K., Hurni, L., & Cartwright, W.: Mapping Literature: Towards a Geography of Fiction. Cartography and Art, (1–16, 2009) https://doi.org/10.1007/978-3-540-68569-2_15
  18. Shapiro, M. J: Literary Geography and Sovereign Violence: Resisting Tocqueville’s Family Romance (University Of Minnesota Press: First edition, 2001)
  19. Shi, L., & Zhu, Q.: Urban Space and Representation in Literary Study. Open Journal of Social Sciences, 06(09, 223–229, 2018) https://doi.org/10.4236/jss.2018.69015
  20. Tally Jr., R.: Literary Cartographies: Spatiality, Representation, and Narrative (Palgrave Macmillan: Geocriticism and Spatial Literary Studies, 1st ed. 2014).
  21. Tally, R. T. Melville, Mapping and Globalization: Literary Cartography in the American Baroque Writer (Continuum Literary Studies,1st ed. 2009)
  22. Tally, R. T.: The Routledge Handbook of Literature and Space (US: Taylor & Francis, 2017)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .  *****. . . . . . . . . . . . . . . . . . .

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here