الطابع العلمي في فكر سلامة موسى
محمد شفيق عالم
باحث في الدكتوراه بمركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند
————————————————————
ملخص البحث:
سلامة موسى أحد من كبار الكتاب و من رواد عصر النهضة الحديثة، اشتهر بمواقفه التقدمية وآرائه الجريئة عن الحضارة والثقافة والدين والسياسة. وقام بنقل المعارف وترجمة الأفكار الجديدة إلى العربية باستخدام لغة علمية سهلة وواضحة يقتصد فيها على ضرورات المعنى. ولعب دوراً أساسياً في تقديم الأفكار والنظريات الحديثة إلى الشباب بأسلوب شيق وقدم ملخص المعارف الفكرية والعلمية لعامة القراء. وقد عالج نظرية التطور، وطرق أبواب علم النفس، وتحدث عن المذاهب الفلسفية، وتناول الاتجاهات الاقتصادية، وكتب في علوم الأحياء وفي تاريخ الفنون، وما من كشف علمي جديد إلا سبق سلامة موسى إلى التعريف به، وشرحه بأبسط عبارة لكي يتعرف عليه القاري العادي. واتخذ في كل كتاباته أسلوبه الميسر مخاطباً لرجل الشارع ولرجل العلم والأدب على حد سواء. هذا البحث يهدف إلى تسليط الضوء على الطابع العلمي في أسلوبه وفكره.
الكلمات المفتاحية: الثقافة العلمية، اللغة العربية، نظرية التطور، الشعب المصري، الاختراعات الجديدة.
التمهيد: يعد سلامة موسى كاتبا نهضويا بارعا وصحفيا بارزا من جيل التنويريين المصريين، الذين عاشوا في النصف الأول من القرن العشرين، بكل أحداثه الهائلة، والمؤثرة في مسارات حياتهم وتشكلاتهم الفكرية، وبما فيها الانبعاثات الفكرية والعلمية والثقافية، والإبداعات والاختراعات في مجالات الفكر والسياسة والمعرفة. ويعتبره الكثيرون من رواد الثقافة والفكر بما قدمه من رؤى وأفكار التي شملت الكثير من ميادين الفكر والثقافة والمعرفة في عصر النهضة الحديثة، حيث تميز عن معاصريه بكونه كاتبًا شعبيا ومثقفًا موسوعيًا. اتخذ مواقف تقدمية وتناول فى مقالاته ومؤلفاته الكثير من الموضوعات المستجدة وناقش العديد من القضايا والأفكار حول الحضارة والنهضة واللغة والأدب. والقضايا التي أثارها سلامة موسى منذ أوائل القرن العشرين وخاض في سبيل تحقيقها شتى المعارك، كالدعوة إلى التقدم الحضاري، والعدالة الاجتماعية، وإقامة مجتمع الحرية والديمقراطية والرخاء، والعمل على سيادة التفكير العلميّ والخروج من عالم الخرافة إلى عالم العقلانية والتحرر الفكري، لا يزال أكثرها مطروحاً الآن، وبعضها مطروح ربما بإلحاح أشد مما كان عليه الحال في زمن سلامة موسى نفسه. ومنهجه في معالجة كل هذه القضايا كان علميا وعصريا، سعيا في تقريب الثقافة العلمية من مواطنيه.
حياته ونشأته الفكرية:
ولد سلامة موسى[1] عام ١٨٨٧م بإحدى قرى الزقازيق لأبوين قبطيين، حيث كان والده يعمل موظفًا بمديرية الشرقية. وكان أصغر إخوته، نشأ في عائلة ميسورة الحال تمتلك أراضي زراعية. وتوفي والده بعد عامين من ولادته لكن هذه الثروة التي تركها والده، ساعدته على أن يتلقى تعليمه متدرجًا بين الشرقية والقاهرة ثم أوروبا بعد ذلك. وكان قد سافر إلى فرنسا قبل عامين من سفر طه حسين إلى باريس و مكث هناك ثلاث سنوات.
سافر سلامة موسى إلى فرنسا سنة 1906 وهو في التاسعة عشرة من عمره. وظلّ فيها ثلاث سنوات قبل الانتقال إلى انجلترا لدراسة الحقوق إلا أنّه انصرف إلى المطالعة الحرة وكان لانضمامه إلى جمعية العقليين والجمعيّة الفابية أثر في كتاباته الأولى، إذ أتاح له هذا الانضمام فرصة التعرف على داروين وبرنارد شو وويلز ونيتشه. ولم يتوقف تأثر سلامة موسى بالفكر الغربي عند هذا الحدّ إذ اطلع على آثار ماركس وفرويد وسارتر وكان لها أيضا مكان في تكوينه. مثلما تأثّر أيضا بتجربة غاندي التحررية واهتمّ بفكره وتجلى ذلك في كتابه المنشور سنة 1934م تحت عنوان “غاندي والحركة الهندية”.
كان لسلامة موسى نشاط فكري وثقافي واسع. وكان قلم سلامة موسى أشبه بالمحراث الذي يشق الأذهان ويحفرها ويهيئها للزرع الجديد. وكانت أفكاره، على حد تعبير كامل الشناوي، أشبه بمطرقة، تقرع الرؤوس لتنبهها وتثير اهتمامها، وتنقلها من الخيال إلى الواقع، ومن الوهم إلى العلم، ومن الخرافة إلى الحقيقة[2].
منهجه العلمي:
ينتمي سلامة موسى إلى تيار حداثي يكاد يركز اجتهاده على تغيير البنية الفكرية والثقافية وتجديدها أساسًا للتحديث الشامل، وهذا التيار في معظمه عصري، يرتبط بالمفاهيم والقيم الأساسية للحضارة العصرية. وهو لا يدعو إلى حضارة أخرى متميزة، شأن التيار الديني والقومي. وإنّما يدعو إلى الامتزاج في هذه الحضارة العصرية، مع مراعاة خصائصنا الذاتية والقومية سبيلاً لتنمية هذه الذاتية والارتفاع بها إلى مستوى العصر. وقد بدأ هذا التيار الفكري مع بداية القرن العشرين متمثلاً في الجهود التنويرية الكبيرة التي قام بها العمالقة من أمثال شبلي شميل وفرح أنطون وإسماعيل مظهر ويعقوب صروف وغيرهم. وسوف نتناول فكر سلامة موسى أنموذجاً لهذا التيار الحداثي. وسيقتصر حديثنا على الطابع العلمي لفكر سلامة موسى.
آمن سلامة موسى بقيمة العلم، فهو يقول في كتابه التثقيف الذاتي: “متى استطعنا أن ندرك أنّ كثيراً من الارتباط الذهني، في الحضارة والسياسة والدين والاقتصاد وغيرها، إنّما يعود إلى أنّنا لا نعالج هذه الموضوعات بالطريقة العلمية، بل نتركها بما تراكم عليها من تقاليد وعادات تحول دون تطورنا ورقينا، عرفنا قيمة العلم”[3].
لذلك أنفق سلامة موسى عمره كلّه في تقريب الثقافة العلمية من مواطنيه وإيضاح أوجه الإفادة منها والانتفاع بها للشعب المصري والبلاد العربية عامة. وكانت الصحافة واحترافها وسيلته المثلى التي استطاع من خلالها التأثير في محيطه، وحافظ على الطابع العلمي التثقيفي لجريدته الشهرية “المجلة الجديدة”. وقد قام الدكتور مجدي عبد الحافظ في كتابه “سلامة موسى بين النهضة والتطور” بإحصاء محتويات المجلدين الأول والثاني من من المجلة الجديدة ولاحظ أنّ “الثقافة العلمية” تحتل المركز الأول، إذ بلغ عدد المقالات المتعلقة بالثقافة العلمية 70 من أصل 366، بنسبة مئوية 20.8%، وقد زادت مقالات الثقافة العلمية في الأجزاء التالية للمجلة أكثر منها[4].
في ضوء ما تقدم يمكن القول إنّ أبسط الطرق لمعرفة الاتجاه العام لفكر أي كاتب أو مفكر هو النظر إلى عناوين مؤلفاته، وعلى ذلك فإنّ إلقاء نظرة عابرة إلى عناوين أهم المؤلفات التي أنتجها سلامة موسى، تكشف عن غلبة الطابع العلمي لفكره، فمن أبرز مؤلفاته: الاشتراكية وأحلام الفلاسفة وحرية الفكر وأبطالها في التاريخ والعقل الباطن ومكنونات النفس ونظرية التطور وأصل الإنسان وما هي النهضة والشخصية الناجعة والتثقيف الذاتي وتربية سلامة موسى ومحاولات سيكولوجية وهؤلاء علموني وكتاب الثورات و دراسات سيكولوجية والإنسان قمة التطور.
هذه المؤلفات وغيرها تكشف عن الحرص الشديد من جانب سلامة موسى على نشر الثقافة العلمية. ولكي نستطيع استيعاب الطابع العلمي لفكر سلامة موسى والذي ساد معظم كتاباته طوال خمسين سنة، يجب علينا قبل كل شيء أن نشير إلى العصر الذي عاش فيه، وندرس الأحداث العلمية التي شهدها، وتأثر بها، فهذه الأحداث تكشف لنا عن مصادر فكره.
عاش سلامة موسى في النصف الأول من القرن العشرين، وهو قرن كثرت فيه الكشوف العلمية والاختراعات، فظهرت النسبية الخاصة والعامة “لأينشتين” وميكانيك الكم “لبلانك”. أما في المجال السياسي، فقد طغت الدعوة إلى الحرية والاشتراكية والديمقراطية والتحرر والبعث القومي. ولكن أبرز الأحداث التي وقعت في النصف الأول من القرن العشرين هو نشوب الحربين العالميتين الأولى والثانية. وعلى الرغم من الطابع السياسي والعسكري البارز لهذين الحدثين فإنّ سلامة موسى يفسرهما بطريقة خاصة تنم عن عمق إيمانه بالعلم وأهميته وتأثيره البالغ، إذ يقول في كتابه “هؤلاء علموني” تحت عنوان “المؤلفون يغيرون الدنيا”.
“عندما نتأمل ونتعمق الأسباب والبواعث لهذه الحروب نجد أنّها كانت ثمرة أو نتيجة لابتكارات علمية قام بها مفكرون اخترعوا الآلات أو ابتكروا الأساليب أو ألّفوا الكتب لإعلان نظريات جديدة”[5]. ثم يستطرد قائلاً:
“إذا تأملنا هاتين الحربين الكبريين الأخيرتين، فإنّنا نسمع فيهما عن رجال السياسة ورجال الحرب. ولكن هؤلاء الرجال قد باشروا هاتين الحربين فقط ولم يكونوا السبب في إثارتهما، لأنّ السبب يرجع إلى الآلة البخارية التي أخرجها رجل مفكر هو “جيمس واط” في عام 1776م، وذلك أن هذه الآلة قد عممت الإنتاج الكبير في المصنوعات فاحتاج هذا الإنتاج الكبير إلى الحرب والاستعمار، وما زلنا نحن في حرب واستعمار بسبب هذه الآلة التي أحدثت مزاحمة دموية بين جميع الأمم الصناعية. والمعنى والدلالة هنا أن السياسي والعسكري قد سار كلاهما في أثر المفكر المخترع الذى انبعث التفكير بقوات اجتماعية أخرى”[6].
ولا ننسى أنّه في مجال العلوم الطبيعية أيضاً ظهرت كشوف هائلة بالنسبة إلى الإنسان، وكشوف أخرى تبحث عن أصله وارتقائه وتقدمه. وظلت هذه الأفكار الجديدة تشغل أوربا، وكثر حولها الجدل والنقاش بين العلماء والمفكرين والفلاسفة. هذه الأحداث التي شهدها سلامة موسى – علمية كانت أو سياسية – والتي أثرت فيه تأثيراً بالغاً لم يشهدها في صعيد مصر، ولم يتعرف عليها في أي بلد عربي، إذ إنّ مصر في ذلك الوقت، بل الشرق كله، كان يعيش في حالة تخلف، لقد شهد سلامة موسى كل هذه الأحداث العلمية في الغرب أثناء مكثه هناك، فأحب ثقافته وحضارته ورقيه، وأبغض الغرب المستعمر الغاصب المتجني على الحريات. ولقد وجد في الغرب الإنسان القادر المنتصر الذي يؤمن بالعلم والتطور والاختراع. وتطلع إلى الإنسان الشرقي فوجده يرسف في أغلال الجهل والفقر والمرض غارقاً في أجواء الخرافات والتقاليد والتعاويذ.
ولكي يزلزل سلامة موسى هذه الخرافات والعقائد في عقول الشرقيين، لجأ إلى “نظرية التطور” فهو يؤكد في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه “نظرية التطور وأصل الإنسان “حيث يقول: “إنّ المستوعب لهذه النظرية – إذا كانت قد استحالت في نفسه مزاجاً ومذهباً – يشعر بتحرره من أغلال التقاليد، ويستطيع لذلك أن ينظر النظرة البكر لشؤون هذا العالم. وهو يسمو على الاختلافات الدينية التي مزقت أوربا في القرون الماضية ولا تزال تمزق أقطاراً عديدة في آسيا وأفريقيا من الشرق”[7].
صحيح أنّ سلامة موسى لم يكن أول من كتب في نظرية التطور وأصل الأنواع، إذ سبقه إلى ذلك “شبلي شميل”، لكن سلامة موسى كان أول من كتب عن “داروين” و”لامارك” كلاماً مفهوماً ليست فيه فقاهة العلماء، كلاماً يفهمه طلاب المدرسة والجامعة، بل وحتى القارئ العادي، ولم تكن بساطته في العلم فقط، بل بساطة في التعبير هي ثمرة التفكير الواضح المرتب والبيان الدقيق. أما اللغة التي كان يعبر بها عن علمه وفكره، فكانت لا تقل جدة عما كان يقدمه من علم وفكر، فعباراته قُدّت على قدّ المعنى. إنّ حب سلامة موسى لداروين، وتحيزه لنظرية التطور منذ نشأته الثقافية، قد تركا أثرهما في أسلوب الكتابة عنده، فالأسلوب يدل على الاتجاه الفكري للكاتب، وها هو يقول: “أنا أوثر أسلوب داروين، أسلوب المنطق الصارم، والحذر والاعتدال على أي أسلوب آخر يوصف بأنّه أدبي. وكثيرا ما وصفني الكُتاب الآخرون في مصر بأني لستُ أديبا، لأنهم لايجدون عندي تلك الزخارف والتزاويق المألوفة عند غيري من الكُتاب. ومع ذلك فإني لا أنكر سحر الأسلوب العاطفي، ولكني إذا كنت ألتذ السحر أحيانا وأستمتع بما فيه من مهارة فإني أوثر عليه أسلوب التعقل والوجدان”[8].
كما يقول واصفاً كتاباته بأن “ليس فيها أقل عناية بالصناعات البديعية أو البيانية” بل هي مكتوبة بما اعتقد سلامة موسى “أنّه سيكون أسلوب المستقبل وهو الأسلوب التلغرافي حيث لا تزيد الألفاظ على المعاني”[9].
دينه الجديد: أخذت نظرية التطور عند سلامة موسى مكاناً دينياً، فنظر إليها بوصفها دينه الجديد، حيث لم تكن بالنسبة إليه نظرية علمية فحسب، بل كانت في تصوره فكرة كفاحية، استطاعت أن تتصدى للجمود والعقائد والتقاليد الموروثة، إذ يؤكد قائلاً: “عندما أستبطن إحساسي الديني أجد أنّ بؤرة هذا الإحساس هو التطور”[10].
وهذا الإحساس الديني عند سلامة موسى هو فهم وممارسة، ولذلك يقول: “إنّي أفهم أنّنا وجميع الأحياء أسرة واحدة بما في ذلك النبات، وأنّ الخلية الأولى التي نبض بها طين السواحل قبل 700 مليون سنة هي عنصرنا الأول. وأنّنا مازلنا ننبض ونتغير في تجارب لا تنقطع. وأنّ سنتنا هي لذلك سنة التغير، وجريمتنا هي لذلك جريمة الجمود، ونحن حين نجمد إنما نكفر بسنة الكون مادة وحياة”[11].
هذا هو السبب الذي دفع سلامة موسى إلى تأليف كتاب “نظرية التطور وأصل الإنسان”، ليكافح الغيبيات الشائعة عند الجمهور، ونشره مقالات في جريدة “البلاغ” قبل طبعه كتاباً كي يصل إلى أكبر عدد من القراء. ولهذا أيضاً كان يسعى إلى إيجاد حركة علمية شعبية في مصر، فأنشأ عام 1930م مع فؤاد صروف وآخرين “المجمع المصري للثقافة العلمية” بغية نشر الثقافة العلمية بين الناس.
ولنستمع إليه يقول: “نحتاج إلى ثقافة علمية تعم الشعب حتى يترك غيبياته وينزل على قوانين المادة في الزراعة، والصحة، والصناعة، حتى تعمه العقلانية العلمية، فيحل مشكلات الزواج والطلاق، والعائلة، والجريمة، والتربية والسياسة، بأساليب العلم، وليس وفقاً وخضوعاً للتقاليد والعقائد”[12].
ويستطرد قائلاً: “وهذه النزعة العلمية في الشعب هي التي تحفز على التخصص العلمي، وعلى مكافأة العلميين، والاستماع لهم في نصائحهم وتوصياتهم بشأن الارتقاء المادي لبلادنا”[13].
وهذا الارتقاء المادي كان في نظره هو أساس الارتقاء الاجتماعي والثقافي والفني. لم يطلب سلامة موسى، إذن، العلم من أجل العلم، بل كان هدفه هو تحويل العلم إلى ثقافة، وكان همه أن تكون هذه الثقافة جماهيرية. وهنا يقول في تربيته: “وهذه الثقافة العلمية هي ما أفتأ أرجو أن أجعلها أسلوبي في الحياة الشخصية والاجتماعية. ولكني لم أخطأ قط ذلك الخطأ المألوف بأن أجعل العلم غاية إذ هو وسيلة فقط. أما الغاية فيعينها الأدب والفن والفلسفة. أي كيف نعيش في مجتمعنا أصلح العيش وأروحه وأقصده وأشرفه”[14].
الخاتمة:
كتب بعض النقاد أن الكاتب الجيد هو الذي تشعر بعد أن تقرأ له بأنّ ثمة تغييراً إلى الأفضل قد طرأ على عقلك ووجدانك، وتشعر أيضاً بعد قراءته أنّك أصبحت إنساناً جديداً مختلفاً عما كنت قبل قراءته. وإذا صدق هذا المعيار على بعض المفكرين والكتّاب مرةً، فإنّه ينطبق على سلامة موسى كرات ومرات. كانت أفكاره تنبّه وتثير اهتمام الناس، وتنقلهم من الخيال إلى الواقع، ومن الوهم إلى العلم، ومن الخرافة إلى الحقيقة.
سعى سلامة موسى في كتاباته إلى نشر الثقافة العلمية والفلسفة التنويرية وكانت أفكاره جريئة وعميقة خاصة في مناهضتها للحكم الاستبدادي والاحتلال الإنجليزي وكذلك في مكافحة الغيبات والتقاليد وجميع أشكال الجمود باسم الدين. وكان يرى ضرورة تحرير الطبقات المطحونة من العبودية الأولى، وهي عبودية الوهم والخرافة، لأنها ستؤدي إلى تحرير تلك الفئات من العبودية الثانية، وهي عبودية الاستغلال الطبقي، وظلت هذه الفكرة نقطة الانطلاق في تكوين منهجه الفكري العلمي إلى آخر عمره.
الهوامش:
[1] – المعلومات مأخوذة من موقع الموسوعة الحرة عبر الانترنت”ويكيبيديا”
https://ar.wikipedia.org/wiki
[2] – حوليات سلامة موسى، كامل الشناوي، المجلد الثالث، عدد أغسطس 1995م، ص: 37
[3] – موسى، سلامة: التثقيف الذاتي، مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2012 م ص: 192
[4] – عبد الحافظ، مجدي: سلامة موسى بين النهضة والتطور، دار الشروق، القاهرة، ص: 20-21
[5] – موسى، سلامة: هؤلاء علموني، مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2012 م، ص: 12
[6] – المصدر نفسه، ص: 13
[7] – موسى، سلامة: نظرية التطور وأصل الانسان، مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2012 م، ص:9
[8] – سلامة موسى، تربية سلامة موسى، مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2012 م، ص: 81
[9] – سلامة موسى، البلاغة العصرية واللغة العربية، مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2012 م، ص: 112
[10] – موسى، سلامة: تربية سلامة موسى، ص: 83
[11] – المصدر نفسه، ص: 83
[12] – موسى، سلامة: البلاغة العصرية واللغة العربية، ص:142
[13] – المصدر نفسه، ص: 143
[14] – موسى، سلامة: تربية سلامة موسى، ص: 87
المصادر والمراجع:
1- ابو دية، أيوب: سلامة موسى من رواد الفكر العلمي العربي المعاصر، الطبعة الأولى 2006، دار ورد للطباعة والنشر، عمان.
2- عبد الحافظ، مجدي: سلامة موسى بين النهضة والتطور، دار الشروق، القاهرة، 1982م.
3- عطا صديق، رامي: المنهج التاريخي في البحوث الصحفية، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2009م.
4- موسى، سلامة: تربية سلامة موسى، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر، 2012 م.
5- موسى، سلامة: التثقيف الذاتي، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر، 2012 م.
6- موسى، سلامة: البلاغة العصرية واللغة العربية، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر،2012 م.
7- موسى، سلامة: هؤلاء علموني، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر، 2012 م.
8- موسى، سلامة: نظرية التطور وأصل الانسان، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر، 2012 م.
9- موسى، سلامة: البلاغة العصرية واللغة العربية، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر، 2012 م.