الرَّصف النّصي شعر أحمد مطر أنموذجاً

Vol. No. 2, Issue No.3 - July-September 2022, ISSN: 2582-9254

0
948
“الرَّصف النّصي ” شعر أحمد مطر أنموذجاً 

بقلم

            م.م. ابتهال كاظم أحمد الطائي

أستاذة جامعية – كلية التربية للبنات /جامعة الكوفة. طالبة دكتوراه – كلية الآداب -جامعة الكوفة / العراق.

——————————–

الملخص:

     ولد علم النص من رحم عدّة نظريات، إذ دعا بعض علماء اللغة إلى تجاوز الجملة والانطلاق منها إلى النصِّ؛ على أنَّ الجملة قاصرة ببنيتها الصغرى عن أن تكون أنموذجا تحليليا، أما النصُّ فيُعدُّ بنية كبرى قابلة للتحليل، بمختلف مستوياته الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والبلاغية، ابتغاء الكشف عن مقاصد النصِّ وأغراضه.

ويسعى هذا البحث للوقوف على موضوع (الرصف النصّي)، مقابلا دلالياً ونصيّا لمصطلح (السبك). ومع عناية الدرس اللغوي والنصّي الحديث بمصطلح (الرصف النصّي) فلم تُخصّص له دراسة قائمة برأسها فيما أعلم. وهذا ما حملني على دراسته، بمستواه النحوي؛ أي السبك النحوي أو ما يُعرف بـ(الاتساق النحوي)، متخذةً من بعض أشعار أحمد مطر أنموذجاً تطبيقياً للدراسة، بما يتناسب مع المساحة الزمنية المخصّصة للبحث.

المفاتيح: النص، الرّصف، شعر، أحمد مطر، الرّصف النّصي.

 المقدِّمة: يُعدُّ الرصف النصي من المفاهيم المهمة في علم لغة النص، وظهر بمصطلحات وثيقة الصلة بـ(السبك) بمستوياته النحوية، والمعجمية، والصوتية, وهو أحد المعايير النصية السبعة، فضلا عن تقابله الدلالي للمصطلحات الأخرى.

بذا اقتضت طبيعة البحث أن نُعرف (الرصف) لغةً واصطلاحاً، وما يتصلُّ به من مصطلحات، وما صيّر إليه (الاتساق النصي). ومن ثمّ دراسة عناصر (الاتساق النحوي، وهي: الإحالة، والاستبدال، والحذف، والربط “الوصل”).

وقد تنوعت مصادر البحث ومراجعه بحسب طبيعة مصطلحاته ومفاهيمه وقضاياه وتطبيقاته، التي تتصلُّ بموضوع البحث، ومن ثمَّ ختم البحث بأهمِّ النتائج التي انتهى إليها.

الرصف لغةً واصطلاحاً:

الرصف لغةً: الشدّ: ومنه رَصَفَ السهم، وضمَّ الشيء بعضه إلى بعضٍ ونظمه: ومنه رصف قدميه إذا ضمَّ إحداهما إلى الأخرى، ورصف مابين رجليه قربهما، ورُصِفَتْ أسنانه، ورَصِفَتْ أسنانه، ورَصِفَتْ تصافَّت في بنيتها وانتظمت واستوت، ورصف الحجر: بناه، فوَصَل بعضه ببعض، والرَّصف: الحجارة المتراصفة، واحدتها: رَصَفَة. وعمل رصيف وجواب رصيف: محكم رصين([1]).

أمّا الرصف اصطلاحا فهو انتقاء الوحدات اللغوية، وضم بعضها إلى الآخر، تبعا لنظام وعرف لغويٍّ معين، ولإفادة مضمون بعينه، شاملاً الوحدات المقطعية وفوق المقطعية، وممتدا على مستويات اللغة من الأصوات إلى النصوص ([2])

وسمّاه دي بوجراند بالترابط الرصفي، وقد عرّفه بأنّه: ((كلُّ إجراء غايته رصف عناصر اللغة في ترتيب نسقي مناسب، بحيث يمكن للكلام أو الكتابة أو السماع أو القراءة تتم في توالٍ زمني،.. وإدراك السياقات اللفظية المركبة من العناصر الصغرى الصوتية أو الصرفية التي تتطابق مع ما اشتملت عليه الأنظمة من الوحدات الصوتية أو الصرفية على الترتيب))([3])، وهو أقرب إلى ظاهر النص، ويرتبط بالدلالة النحوية التي تعنى بكيفية انتفاع المتلقي بالأنماط والتتابعات الشكلية في استعمال المعرفة والمعنى ونقلهما وتذكرهما([4])، والربط هو إنشاء علاقة نحوية سياقية بين معنيين، باستعمال واسطة تتمثل في المورفيمات الوظيفية، مثل حروف العطف وحروف الجر والظروف وغيرها([5]).

  أمّا النص لغةً فهو كلُّ ما أُظهر فقد نُصَّ، ونصَّ المتاع إذا جعل بعضه فوق بعض، وأصل النصِّ: أقصى الشيء وغايته([6]).

    والنص اصطلاحا: العلم الذي يبحث في سمات النصوص وأنواعها، وصور الترابط والانسجام داخلها، ويهدف إلى تحليلها في أدق صورة تمكننا من فهمها وتصنيفها، ووضع نحو خاص لها مما يسهم في إنجاح عملية التواصل التي يسعى إليها منتج النص ويشترك فيها متلقيه([7])، ويمكن أن نقول أن التعريفات التي تعرضت للنص، تكاد تجمع على أن النص وحدة لغوية تجمع بين عناصرها علاقات وروابط، الأمر الذي يجعل من النص مترابطاً منسجماً وهذا ما يسمى بالنصية([8]).

مصطلحات الرصف النصي :                                                                  

وردت مصطلحات الرصف عند تمام حسان تحت عدّة  مسميات *، هي:

  1. (السبك) هو الترابط الرصفي القائم على النحو في البنية السطحية، بمعنى التشكيل النحوي للجمل، وما يتعلق بالإحالة والحذف والربط وغيره([9]).
  2. (اتساق النظم)، وهو ما أطلقه عليه عبد القاهر الجرجاني من قبل([10])، وقد سمّى بعض الباحثين المحدثين(النظم) بـ(الرصف)، امثال عبد الواحد المنصوري في كتابه (قراءات في النظم القرآني) بأن (( مفهوم النظم ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالتأليف والترتيب والرصف والسبك))([11]).
  3. (التضام) هو تطلب إحدى الكلمتين للأخرى في الاستعمال على صورة تجعل إحداهما تستدعي الأخرى، ولا يعني به اتصال اللواصق ضم جزء كلمة إلى بقية هذه الكلمة، بمعنى الكلية لا الجزئية([12]).
  4. (التوارد)، وهو فرع من التضام، ويدلُّ على الرصف بطرائق ممكنة في رصف جملة ما، فتختلف طريقة عن الأخرى، تقديما وتأخيرا وفصلا ووصلا وهلمَّ جرا.
  5. (التلازم)، وهو أن يستلزم أحد الطرفين التحليلين النحويين طرفاً آخر، فيسمى التضام تلازما، ويتم التلازم بين حرف الجر ومجروره، والمبهم وتمييزه، وواو الحال وجملة الحال، وحرف العطف والمعطوف، والنواصب والجوازم والفعل المضارع، والجواب الذي لا يصلح شرطا والحرف الرابط وهلم جرا. أما (التنافي) وهو عندما يستلزم أحد العنصرين الآخر قد يدل عليه بمبنى وجودي على سبيل الذكر أو يدل عليه بمبنى عدمي على سبيل التقدير بسبب الاستتار أو الحذف([13]).

وينقسم (السبك)على ثلاثة أقسام: السبك الصوتي، والسبك المعجمي، والسبك النحوي أو الاتساق النحوي الذي نحن بشأن البحث فيه.

الاتساق النصي:

وهو ما اصطلح عليه عبد القاهر الجرجاني (471هـ) بـ(اتساق النظم)؛ لسبكه الجيد واتساقه من خلال العلاقات الإبداعية في النص. أما دي بوجراند فقد رأى فيه أنّه مجموعة من العناصر والعلاقات لتنظيم النص، إذ تجعله يستقر في الذهن، كما تسهم في استرجاعه بطريقة منظمة عند الحاجة([14])؛ لأنَّ صحة السبك والتركيب والخلو من عوج النظم والتأليف وسوء الرصف شرط لكمال النظم، ووضوح الاتساق الذي عدَّ النص نصّا، بوصفه معيارا رئيسا من معايير النصية؛ لذلك نجدهم يشيدون بالشعر الجيد المسبوك([15]).

وأطلق محمد خطابي مصطلح الاتساق ـ أيضا ـ على مصطلح (السبك) عند دراسته كتاب (هاليداي ورقية حسن)([16])، وتابعه في ذلك عدد من الباحثين، في حين ترجمه آخرون، ومنهم الدكتور سعد مصلوح والدكتور تمّام حسان، إلى العربية بمعنى (السبك). واختار له بعضهم مصطلح (الترابط) أو (الترابط الشكلي). أما الدكتور أحمد عفيفي فقد ترجم الاتساق إلى السبك أو الربط أو التضام([17]).

وصُيّر الاتساق والانسجام رديفين في الوقت الذي فرق فيه كثيرون بينهما، وجعلوا كلّا منهما معيارا قائما بذاته من معايير تحقّق النصية. فإذا كان الاتساق معيارا يُعنى بظاهر النص فإنَّ الانسجام معيارٌ يرصدُ وسائل الاستمرار الدلالي فيه، أو العمل على ايجاد (الترابط المفهومي)، وهو يفرض على القارئ تجاوز المعطيات الظاهرة على سطح النص إلى البحث عن الجانب الدلالي والتداولي العائمين في عمق النص. وبهذا يتصل الاتساق بالبنية السطحية للنص ويدرس العلاقات والروابط التي تكوّن بنية النص من الداخل، فضلا عن أنّه علاقة دلالية تنتج عن علاقات صوتية معجمية ونحوية بين عنصر أو عناصر في النص، وعنصر آخر من شأنه أن يزيل الابهام عنها، بما يحقّق (الترابط الرصفي)([18]).

وبهذا فإنَّ ((الاتساق النصي يتآزر مع مجموعة من الأنظمة النصية الأخرى للوصول إلى ما يطلق عليه (كلية النص)؛ أي أنَّ النص كلٌّ لا يتجزّأ، فالرابط إذن وسيلة مهمة من وسائل الحكم بالنصية، يتمثل في السبك والحبك اللذين يمثلان العصب الأساسي لنحو النص مع مجموعة المعايير النصية الأخرى. لهذا ركز عليه علم اللغة النصي بأشكاله وملامحه موزعاً ومتنوعاً في أطر كثيرة، استمدت تلك الأطر قوتها لا من علم اللغة النصية ولا من نحو النص فقط، بل من علوم كثيرة، ومن هنا تنوعت تلك الوسائل وضربت بجذورها في علوم مثل: البلاغة والنحو والتاريخ والمنطق والثقافة العامة…))([19]).

من هنا فإنَّ الاتساق يعني تحقيق الترابط الكامل بين بداية النص وآخره، من دون الفصل بين المستويات اللغوية المختلفة، إذ لا يعرف التجزئة ولا يحدّه شيء([20]). وتأتي ملامح دراسة النص من دراسة الروابط مع التأكيد على المزج بين المستويات اللغوية المختلفة، وهو ما يدعو الى الاتساق في تلك النظرة الكلية إلى النصِّ من دون فصل بين أجزائه([21]). وهذا ما يؤكده الدكتور علي أبو المكارم بقوله: ((إنَّ الاتساق اللغوي لا يمكن أن يعزل مستوى من مستويات النشاط اللغوي عن غيره من مستويات هذا النشاط، ويستحيل أن يكون الأداء اللغوي صحيحا مع فقدان الصحة في أي مستوى من مستوياته الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية والدلالية))([22]). وبهذا فإنَّ الترابط لا يتمُّ إلا بوجود سياق مناسب، ومنه قول جون لوينز: ((إنَّ النصَّ بكليته لا بدَّ من أن ينطوي على مجموعة مميزة من الخصائص التي تؤدي الى التماسك والانسجام))([23]).

ولأَّنَّ الاتساق هو إلصاق الشيء بشيء آخر، على النحو الذي يشكلان وحدة، مثل: اتساق العائلة الموحدة وتثبيت الذرات بعضها ببعض لتعطي كلّا واحدا… وبهذا فإنَّ الاتساق ـ كما تقدمت الإشارة – هو أحد المعايير النصية السبعة التي نصَّ عليها دي بوجراند، ومن خلالها يمكن تحليل النصوص ببنيتها الكلية؛ لتصبح القوة على الالتصاق والانتظام والتناغم في النص([24])، وهذه المعايير هي([25]):

  1. السبك: وهو يترتب على إجراءات تبدو بها العناصر السطحية على صورة وقائع، يؤدي السابق منها إلى اللاحق بحيث يتحقق لها الترابط الرصفي([26]).
  2. الالتحام: وهو يتطلب من الإجراءات ما تنشط به عناصر المعرفة؛ لإيجاد الترابط المفهومي واسترجاعه ووسائله على العناصر المنطقية، كالسببية والعموم والخصوص.
  3. القصد: ويتضمن موقف منشيء النص من أنَّ صورة اللغة قُصد بها أن تكون نصّاً يتمتع بالسبك والالتحام، وأنَّ هذا النصَّ وسيلة من وسائل متابعة خطة معينة؛ للوصول إلى غاية بعينها.
  4. القبول: ويتضمن موقف مستقبل النص إزاء كون صورة ما من صور اللغة ينبغي لها أن تكون مقبولة، من حيث هي نص ذو سبك والتحام.
  5. رعاية الموقف: وتتضمن العوامل التي تجعل النص مرتبطا بموقف سائد، يمكن استرجاعه. ويأتي النصُّ في صورة عمل يمكن له أن يراقب الموقف وأن يغيره.
  6. التناص: ويتضمن العلاقات بين نصٍّ ما ونصوص أخرى مرتبطة به، وقعت في حدود تجربة سابقة سواء بوساطة أم بغير وساطة.
  7. الاعلامية وهي العامل المؤثر بالنسبة لعدم الجزم في الحكم على الوقائع النصية، أو الوقائع في عالم نصي في مقابل البدائل الممكنة.

وتبعا للمعايير آنفة الذكر فقد استعمل كلٌّ من هاليداي ورقية حسن لفظة (نص) في اللسانيات؛ للدلالة على أي مقطع لغوي، مكتوباً كان أم منطوقاً، مهما كان طوله على أن يشكل كلّا موحداً، فهو وحدة دلالية لا من حيث الشكل بل من حيث المعنى. وما دام النصُّ في نظريهما لا يُعدُّ مجموعة من جمل غير مترابطة. إذن، بإمكان أيِّ شخص أن يميز بإحساسه لدى سماعه أو قراءته لمقطع من اللغة، وإن كان هذا المقطع يمثل نصّا أو مجرد جمل غير مترابطة، مع وجود عوامل موضوعية، فلابدَّ من وجود سمة في النصوص لا توجد في غيرها([27]).

 

  • الاتساق النحوي وعناصره:

ويعدُّ الاتساق النحوي المظهر الأول من مظاهر السبك في النص، ويتحقق من خلال الوسائل اللغوية التي تربط عناصر النص. وهذا ما دعا بعض الباحثين إلى أن يقصر علم النحو على دراسة الوسائل اللغوية المتحققة نصيا والعلاقات بينهما. وأوضح محمد خطابي فكرة التماسك النصّي، من خلال الإشارة إلى أدوات السبك التي تكلم عليها كلٌّ من رقية حسن وهاليداي([28])، ويمثل الاتساق النحوي أدوات لغوية ظاهرة، وهي الأجزاء السطحية التي تكوّن الوحدة الكبرى للنص، تقع على مستوى أفقي يتكون من وحدات نصية صغرى، تربط بينها علاقات نحوية من شأنها أن تخلق النص، وتسهم في وحدته الشاملة، وتجعله يتصف بالنصية([29]). وبهذا فإنَّ عناصر الاتساق النحوي المضمنة الرصف النصي تتمثل بما يأتي([30]):

  1. الإحالة
  2. الاستبدال
  3. الحذف
  4. الربط (الوصل)

أولا: الإحالة:

فصّل الباحثون في تعريف الإحالة وعدوها ((علاقة بين عنصر لغوي وآخر لغوي أو خارجي بحيث يتوقف تفسير الأول على الثاني؛ ولذا فإن فهم العناصر الإحالية التي يتضمنها نص ما يقتضي أن يبحث المخاطب في مكان آخر  داخل النص أو خارجه))([31])، وهي ظاهرة من الظواهر النحوية التي تخرج عن إطار الجملة المفردة إلى العناية بالجوانب الدلالية والتواصلية في النصوص، وأداةٌ ذات أثر فاعل في ربط أجزاء النص واتساقه([32])، والعلاقة القائمة بين الأسماء والمسميات. ومن علماء النص مَن ذكر أنَّها علاقة بين العبارات من جهة والأشياء والمواقف في العالم الخارجي الذي تشير إليه العبارات من جهة أخرى. وهذه العلاقة علاقة دلالية تخضع لقيد دلالي هو وجوب التطابق بين المحيل والآخر المحال إليه، وتحدث بوساطة قسم من الألفاظ تسمى (ألفاظ الإحالة)Anaphors” “، وهي الألفاظ التي لا تمتلك دلالة مستقلة، ولا تكتفي بذاتها من حيث التأويل، إذ لا بدَّ من العودة إلى ما تشير إليه في أجزاء أخرى من الخطاب؛ من أجل تأويلها([33])، ومن ذلك المنطلق تنقسم الإحالة على نوعين([34]):

  1. الإحالة الداخلية أو ما تعرف (بالإحالة النصية)، وتتفرع إلى: إحالة “قبلية”، وفيها يشير العنصر المحيل إلى عنصر آخر متقدم عليه، وهي الأكثر شيوعا، وإحالة “بعدية” وفيها يشير العنصر المحيل إلى عنصر آخر يلحقه، وتستعمل لإيضاح شيء مجهول أو مشكوك فيه.
  2. الإحالة الخارجية أو ما تعرف بـ(الإحالة المقامية)، وفيها يحيل عنصر في النص إلى شيء خارج النص، ولا تدخل هذه الاحالة في إطار السبك، وإنّما يُنظر إليها في إطار سياق الموقف الخاص بالنص.

 

عناصر الإحالة([35]):

  1. الإحالة بالضمائر: تقوم هذه الضمائر بوظيفة اتساقية، تتمثل بالربط بين الجمل ورصف بعضها إلى بعض، فقد أسهب العلماء بالحديث عن الضمائر وأهميتها في تحقيق تماسك النص الشكلي والدلالي؛ فهي الأصل في الربط والإحالات بها، وهي الأكثر شيوعاً، ومنها (وجودية)، مثل (أنا، أنت، نحن، هو، هم…)، وهي ضمائر المتكلمين والمخاطبين والغياب. والنوع الآخر(الملكية)، مثل (كتابي، كتابك..)، وتندرج في ضمنها ضمائر الغيبة، إفرادا وتثنية وجمعا، وكشف هذه الضمائر عن دلالة النص الكلية.
  2. الإحالة بالإشارة: لأسماء الاشارة وظيفة توضح مدى قرب المشار إليه أو بعده من موقع المتكلم، مكانا وزمانا؛ أي بمعنى أما أن تكون (ظرفية) زمان (غدا) والمكان (هنا، هناك..)، أو بحسب الحياد أو الانتفاء (هذا، هؤلاء..)، أو بحسب البعد (ذاك، تلك..)، والقرب (هذه، هذا..). وبهذا تقوم أسماء الاشارة بالربط القبلي والبعدي.
  3. الإحالة بالمقارنة: وهي موازنة بين شيئين يشتركان في سمة واحدة أو أكثر، ويمكن التمييز بين نوعين من المقارنة: مقارنة عامة ومقارنة خاصة.
  4. الإحالة بالاسم الموصول: سُميّ الاسم الموصول بـ(الموصول)؛ لأنَّه يوصل بكلام بعده هو من تمام معناه، فهو اسم ناقص الدلالة لا يتضح معناه إلا إذا وصل بصلته.

نماذج تطبيقية من المجموعة الشعرية للشاعر أحمد مطر([36])*

 

الأنموذج الأول: الإحالة بالضمائر:

” طبيعة صامتة “([37])

في مَقْلبِ القمامَة

رأيتُ جِثَّةً لها ملامِحُ الأعرابْ

تجمّعَتْ من حَوْلها ” النسورُ ” و ” الذبابْ “

وفوقَها علامَة

تقولُ: هذي جيفةٌ

كانتْ تُسمّى سابقا … كرامَه!

تمثّل الترابط النصي بالإحالة بالضمائر؛ فالشاهد (رأيت جثة) محال إليه، وملامح الإعراب تجمعت من حولها، فضمير (الهاء) في لفظتي (حولها) و(فوقها) إحالة قبلية إلى سابق، وهو نوع المُحال إليه، وقد أحيلت على لفظة (جثة)، محال إليه، ومفسر (جثة)، و(كانت)، فتاء التأنيث الساكنة هي إحالة بالضمير أيضا؛ أي وكانت بها (كرامة).

الأنموذج الثاني: الإحالة بالمقارنة:

                  ” الجريمة والعقاب “([38])

مرَّةٌ، قالَ أبي:

إنَّ الـذُبابْ

لا يُعاب

إنّهُ أفضلُ مِنّا

فهو لا يقَبلُ منّا

وهو لا ينكِص جُبْنا

وهوَ إن لمْ يلق ما يأكُلُ

يَستوفِ الحسابْ

لفظة (أفضل)، وهو اسم التفضيل يقارن بين ضمير (الهاء) في إنّه الذي يعود على الذباب، ويحيل إليه الضمير (نا) الذي يعود على البشر ويربط بينهما ويفضل الأول على الثاني، ولو أنّنا حذفنا أحدهما لاختلَّ النص وبقي المتلقي بحاجة إلى سماع الآخر. وبهذا نجد الرصف يدعو إلى ترابط النص وتماسكه، فلو قلنا: (إنَّه أفضل) لسأل السائل: أفضل من أيِّ شيء؟؛ لذا عدّت المقارنة من أدوات الإحالة التي يحققها الاتساق النحوي.

الأنموذج الثالث: الإحالة بالإشارة

      ” ناقص الأوصاف “([39])

في ظاهِر الأوصاف

نُقادُ مِثلَـــها؟، نَعَمْ

نُذعِنُ مِثْلَها؟ نَعمْ

نُذبَحُ مِثْلَها؟، نَعمْ

تِلكَ طبيعَةُ الغَنَم

لكنْ … يَظَلُّ بيننَا وبينَها اختِلافْ

 (تلك) اسم الإشارة، وهو الاسم الذي يحيل على كلِّ الصفات التي قبله، ويختزلها من (نُقاد إلى نُذبح)، وهو اختزال نصِّ كامل في اسم واحد يغني عن إعادته ويزيد من تلاحم النص ورصفه المنسجم.

الأنموذج الرابع: الإحالة بالموصول

          ” شيطان الأثير “([40])                     

لُعِنَ الشعبُ الذي

يَنفي وجودَ اللهِ

إن لَمْ تُثبتِ الله بَيانات الإذاعهْ!

(الذي) اسم موصول مبهم يفسره ما قبله، وهو (الشعب)، والشعب محال إليه، و(الذي) محيل عن ذلك، فإنَّ الاسم الموصول يربط بين المحال إليه (الشعب)، وصلة الموصول (بنفي وجود الله)، وبذلك يتم الاتساق وتحقيق صفة النصية.

  • العنصر الثاني والثالث: بين الاستبدال والحذف

الاستبدال وسيلة من وسائل السبك تُوظّف في المستوى المعجمي – النحوي، أو عبارات في إطار النص؛ أي (( تعويض عنصر في النص بعنصر آخر))([41]). وأشار محمد خطابي إلى أنَّ ثمّة فرقا بين الإحالة والاستبدال هو أنَّ العلاقة بين عنصري الإحالة ـ المحيل والمحال إليه ـ هي علاقة تطابق، والعلاقة بين عنصري الاستبدال ـ المستبدِل والمستبدَل ـ علاقة تقابل، تقتضي إعادة التحديد والاستبعاد، مثال ذلك:

فأسي غير حادة جدا

يجب أن احصل على واحدة أكثر حدة

ويتجلى التقابل فيهما بين الوصفين (غير حادة، أكثر حدّة) فالوصفان مختلفان، ومن هذا الاختلاف ينتج التقابل، ممّا أدى إلى إعادة التحديد؛ أي تحديد الفأس الحادة الذي ترتب عليه الاستبعاد، أي استبعاد وصف وإحلال وصف آخر محله، مع ملاحظة أنَّ الشيء المستبدل ـ الفأس الحادة ـ في الجملة الثانية، يرتبط بعلاقة التقابل مع المستبدل منه ـ الفأس غير الحادة ـ في الجملة الأولى. وفي ضوء ما تقدّم، تبيّن أنَّ العلاقة الاستبدالية لا تقوم على التطابق، وإنّما على التقابل والاختلاف([42]). وكما في الآية القرآنية ((فِئَةٌ تُقاتلُ في سَبيلِ اللهِ وأُخرى كافِرةٌ))([43]) فقد استبدلت لفظة (أخرى) بلفظة (فئة)؛ فالاستبدال علاقة من علاقات الاتساق النصي، وهو اتساق لا يختلف عن الحذف إلى حدٍّ ما، إذ يترك الاستبدال أثرا، بينما علاقة الحذف لا تخّلف أثرا؛ لذا يوصف الحذف بأنّه (استبدال صفري). ولهذا فإنَّ المستبدل يبقى مؤشرا يسترشد به القارئ للبحث عن العنصر المفترض، بينما الأمر على خلاف هذا في الحذف، إذ لا يحلُّ محلَّ المحذوف أيُّ شيء، ومن ثمَّ يجد القارئ في الجملة الثانية فراغا بنيويا يهتدي إلى ملئه، اعتمادا على ما ورد في الجملة الأولى أو النص السابق، وهذا ما يميّز الحذف من الاستبدال([44]). ويستلزم الاستبدال مقابلة للفظ بوجود لفظ آخر، بينما الحذف لا يحلُّ محلّه شيء؛ لذا يوصف بالاستبدال الصفري.

أما الحذف فقد عرّفه الجرجاني بأنّه ((باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنَّك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الافادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن))([45]). ومن المؤكد أنَّ الجرجاني يقصد الحذف غير الناقص عن أداء المعنى، وهو يمكن بيانة موطنه في النص بقرينة ما، وإلّا فهو يؤثر سلبا. ويعدُّ النص حينها كلاما مبهما؛ لأنَّ انعدام قرينة الحذف تؤدي إلى اللبس. وقد وضع ابن هشام شروطاً للحذف تبعها المحدثون وفصلوا القول فيها وزادوا عليها، ومنها: ضرورة وجود دليل يدلُّ على المحذوف، وأن لا يؤدي الحذف إلى اللبس…([46]). وعرّفه المحدثون بأنَّه ((استبعاد العبارات السطحية التي يمكن لمحتواها المفهومي أن يقوم في الذهن أو أن يوسع أو أن يعدّل بواسطة العبارات الناقصة))([47]).

  • أنواع الحذف:
  • حذف المفرد:

     يشمل حذف الاسم المفرد، والفعل الذي لا يلحقه حذف الفاعل([48])، ومثاله في شعر أحمد مطر:

                          ” قيصرية “

حاملا حريّةً في يدكَ اليمنى

وفي اليسرى … وصية

فإذا عشتَ … تموت

حسبَ قانــونِ السكوت

المحذوف (حاملا) و(يدك)، و(حاملا في يدك اليسرى وصية)، والإشارة إلى فهم المحذوف واضح، وهو (حاملا) و(اليد) في البيت الأول، وقد أسهم هذا الحذف في تحقيق الاتساق، وأفضى إلى تحقيق استمرارية النص وإحاطته بإطار المعنى الكلي الواحد، فضلا عن ذلك فإنَّ وظيفة الحذف في تحقيق الإيجاز أو الاقتصاد وعدم تكرار اللفظ تظهر واضحة. وهذا ممّا يجعل النص خاليا من الثقل والترهل.

  • حذف الجملة:

     يجري الحذف في الجملة مثلما يجري في المفرد، ومنه حذف جواب الشرط أو القسم، الذي يؤتى به لأغراض بلاغية، منها الاختصار، ومنها تفخيم المحذوف وتعظيمه، فجاء به ليذهب مقدرة كل مذهب؛ لأنَّ السامع مع أقصى تخيّله يذهب خاطره إلى ما ضرب من العظمة والمهابة، ولو صرح بالجواب لوقف الذهن عند المصرح به، فلا يكون له ذلك الوقع، ومن ثمَّ لا يُحسن تقدير الجواب مخصوصا إلا بعد العلم بالسياق([49])، ومثال ذلك:

      ” حيثيات الاستقالة “([50])

لا ترتكِب قصيدة عنيفة

لا ترتكب قصيدة عنيفة

طَبْطب على أعجازها طبطبة خفيفة

إن شِئت أن

تنشرَ أشعارَكَ في الصحيفه!

حتى إذا ما باعنا الخليفة؟!

(ما باعنا) … كافية

لا تذكُر الخليفة

حتى إذا أطلق من ورائنا كلابه؟

                    البيتان الأخيران فيهما سؤال، الشاعر يسأل (إذا ما باعنا الخليفة؟)، والمحذوف تقديره: حتى إذا ما باعنا الخليفة؟، تنشر أشعاري في الصحيفة، وهو المحذوف. وفي الجملتين الاستفهاميتين التقدير واحد، بحيث إذا فعل وأطلق كلابه علينا ستنشر أشعاري، فالمقطوعة قائمة على الحوار حول (ظلم الخليفة) وهو البؤرة، ونرى أنَّ مرجعية الحذف في هذا المثال (قبلية) يبينها السياق، وقد جاء الحذف ليغني عن إعادة ذكر جملة تقديرها (تنشر اشعاري)، وبتقدير المحذوف بأدلة مقالية، يحدث التكرار، ومن ثمَّ يتحقق الربط بين الجمل ويكتمل الرصف في بناء النصِّ وملء الفجوات.

 

  • حذف أكثر من جملة:

     يمكن أن يحدث الحذف في الجملة أكثر من مرة، وكما تقدّم، فإنَّ في الكلام قابلية على حذف المفرد أو الجملة، حين يكون بإمكان المتلقي أن يدرك المعنى بدلالة القرائن اللغوية والحالية والعقلية على المحذوف، ويمكن أن نوضح ذلك من خلال “حيثيات الاستقبال”، إذ يقول الشاعر:

طاعتُنا أمرَ وليِّ أمرنا

ليستْ زِنى

بل سمِّها… انبطاحةٌ شريفة!

نعم، صدقت …

القصيدة قائمة على الحوار، وفي قوله: (نعم صدقت) محذوف، والتقدير: (نعم صدقت، طاعتنا أمرنا ليست زنى بل هي انبطاحة شريفة والكذب قذر)، حذف عناصر الجمل الاستفهامية عند الإجابة عنها بأكثر الأنماط التي يتحقق فيها الحذف بأنواعه؛ وذلك تبعا للمفترض مقدما في الجمل الاستفهامية.

إنَّ مرجعية هذه الجمل داخلية يدلُّ عليها مجموع الجمل الاستفهامية في النصِّ السابق للجواب، وقد استغنى عن تكرارها في جملة الخبر؛ لأنّها أصبحت معلومات ثانوية بالنسبة للمعنى أو التفسير الأعلى، فضلا عن ذلك فإنَّها لا يمكن نسيانها بشكل مفاجئ، فالمتلقي يدرك أنَّ هنالك حذفا في الجواب؛ لتوافر العناصر اللغوية التي ترشده إلى تقديره، فإذا ذكرت الإجابة كاملة ظهرت المرجعية وظهر التكرار أيضا، وكذلك ظهر التماسك على مستوى أكثر من جملة، وظهرت أهمية الدليل المذكور، فعبر هذا الدليل  يتمكن القارئ من ملء الفراغ الممثل للحذف.

العنصر الرابع والأخير: الربط (الوصل)

يطلق عليه الترابط الموضعي الشرطي للنص، وهو يشير إلى العلاقات التي هي مجموعة من الجمل المتتابعة أفقيا والمترابطة الأجزاء والموحدة الموضوع والغرض تشكل نصّا، وهذا النوع يعتمد على ترابط السببية المعروفة بين الأحداث التي يدلُّ عليها النص، فإذا تخللت هذه الجمل روابط تجمعها، وتبيّن علاقة كلٍّ منها بالأخرى؛ لتسهم بعد ذلك في بناء النص، فتكون بمنزلة المادة التي تتماسك وترصف بها لبنات البناء([51]).

والربط مصطلح له ما يناسبه في الدرس اللغوي العربي القديم، وهو العطف في الدرس النحوي أو الوصل في الدرس البلاغي، إلّا أنَّ باحثي لسانيات النص أدخلوه تحت مسمى الربط([52]). ويرى سيبويه أنَّ وظيفة العطف هي إشراك الجمل بعضها ببعض، ووصل المعطوف بالمعطوف عليه([53])، وإذا كان الكلام قد وضع للفائدة فإنَّ ((الفائدة لا تجنى من الكلمة الواحدة، وإنما تجنى من الجمل ومدارج الكلام؛ فلذلك كانت حال الوصل عندهم أشرف وأقوم وأعدل من حال الوقف))([54])، وأنواع الربط تتمثل بالآتي:

أولا ـ الربط الإضافي:

ويكون بالربط بين الكلمات أو الجمل، فتضيف الكلمة أو الجملة اللاحقة التي سبقتها عنصرا إخباريا جديدا، وتعبّرُ عنه الأدوات: (الواو، أو، أم). وتندرج في ضمن هذا النوع من الربط علاقات أخرى، كالتمثيل الدلالي المتحقق بالربط بين الجمل بوساطة تعبيرات معينة، نحو:) مثل، ونحو، كذلك، أيضا، فضلا عن ذلك…)، ولحرفي (الواو) و(الفاء) حضور ـ أيضا ـ في أشعار أحمد مطر، كقوله:

                       ” إبتهال “([55])

كُلُّ مَنْ نهواهُ ماتْ

كُلُّ مَنْ نهواهُ ماتْ

رَبِّ ساعِدنا بإحدى المعجزاتْ

وأمِتْ احساسَنا يوما

لكي نَقدِرَ أن نَهوى الولاة!

ربِّ ساعدنا بإحدى … وأمت إحساسنا يوما لكي نقدر أن…، حرف العطف (الواو) ربط بين أجزاء النص، وإذا ما حذفناه لتهلهل النص وتشتّت معناه؛ فقد أضافت كلُّ جملة إلى سابقتها معنى إخبارياً جديداً، وأنبأت بأنَّ جمل النص يؤدي بعضها إلى بعض، ويتوقف فهم إحداهما على الأخرى، فابتهال الشاعر إلى ربِّه بأن يُميت الإحساس معجزة من المعجزات؛ لذا توجب ربط الجزء الأول (المساعدة بمعجزة) بالجزء الثاني (نوع هذه المعجزة). وفي الجملة الأولى يبتهل بطلب (المعجزة) وفي الثانية يحدّد نوع (المعجزة) موت الإحساس، فالاتساق النحوي من خلال الربط كان عاملاً مهما لرصف النص وسبكه.

   ثانيا: الربط الزمني

يجسّد هذا النوع من الوصل علاقة بين جملتين أو جمل متتابعة زمنياً، وأكثر أدوات العطف تعبيرا عن هذه العلاقة: (الفاء، ثم)، فضلا عن تعبيرات أخرى لا تندرج في ضمن أدوات العطف، مثل: (وبعد ذلك، على نحوٍ تال، قبل هذا، سابقا، مبكرا، حالا، في الوقت ذاته)([56])، فـ(الفاء) مثلا تفيد الترتيب والتعقيب بين المتعاطفين، ومعنى ذلك أنَّ المعطوف بها يكون لاحقا لما قبلها، ووقوعه بعده يكون بمدة قريبة. وهذان المعنيان يدلّان على أنَّ الفاء أداة من أدوات هذا النوع من الربط([57]).

ثالثا: الربط الاستدراكي أو العكس

أدوات هذا النوع تربط بين شيئين لهما المكانة نفسها، ولكنّهما يبدوان غير متسقين معا في عالم النص، كأن يكونا سببا ونتيجة غير متوقعة، فالجمع بينهما من دون فصلهما بإحدى أدواته يكون غير محتمل، وأدواته العاطفة هي: (لكن، بل)، ومن انماطه الأخرى: (بيد أنَّ، غير أنّ، وإمّا، خلاف ذلك، على العكس: في المقابل)([58]).

رابعا: الربط بأدوات الشرط والقسم

تستعمل أدوات الشرط للربط بين جملتين متعاقبتين، تسمى الأولى جملة الشرط، وتسمى الثانية جواب الشرط، ولا يكتمل معنى الأولى إلا بذكر الأخرى أو تقديرها، والجواب يتحقّق بتحقّق الشرط وينعدم بانعدامه؛ لأنَّ وجوده معلق بوجود الشرط، فالعلاقة بينهما قائمة على معنى الاستلزام، كقولنا: إن يقم زيدٌ يقعد عمرو، فأصل الكلام: يقوم زيد يقعد عمرو، وفيه (يقوم زيد) ليس متصلا بـ(يقعد عمرو)، ولا منه في شيء، فلما دخلت (إن) ربطت الجملتين ببعضهما، وتتضح هذه العلاقة بأدوات نحوية منها: (إن، إذ ما، أينما، أنّى، مهما، إذا، لو، لولا…)([59]). ويصدق مثل هذا القول على أدوات القسم، فهي تعقد علاقة تلازمية بين جملتي القسم؛ وتترك في المقسم به حاجة إلى المقسم عليه، ((فالقسم إنشاء يرمي إلى تحصيل الخطاب، وهو لا يستقيم بنفسه، لا تركيبا ولا معنويا، فهو يفتقر إلى كلام بعده يكمله))([60])، وهو جوابه كالشرط وجزاؤه، فهما وإن كانا جملتين فإنّهما لمّا أكدت إحداهما بالأخرى صارتا بمنزلة الجملة الواحدة المركبة، ومثال ذلك الأنموذج الآتي من شعر أحمد مطر:

                      ” مشاجب “([61])

 أرَجُ النائمِ … جيفةٌ

وبحُبِّنا:

رَوثُ البهائمِ … بُرتُقال!

فاذا الزُّكامُ أحَبَّنا

قُمنا لنرتَجِلَ العُطاسَ

ونَنثُرَ العدوى

وننتخِــبَ السُّعال

ملكَ الجمال!

وإذا سَها جَحْشٌ

فأصبحَ كادرا في حِزبِنا

قُدنا به الدنيا

وسمّينا الرفيق: (أبا زِمال)!

وإذا ادّعى الفيلُ الرشاقةَ

وادعى وَصلاً بنا

هاجت حميّتُنا

فأطلقنا الرصاصَ على الغزال!

أداة الشرط (إذا) تربط بين جملة الشرط وجوابه وتكرارها في القصيدة زاد من اتساقها، (فإذا الزكام أحبنا)، جوابها جملة (قمنا لنرتجل) والجمل التي عُطفت عليها، (وإذا ادعى الفيل الرشاقة)، جوابها: (هاجت حميتنا فأطلقنا الرصاص على الغزال)، تستعمل أدوات الشرط للربط بين جملتين متعاقبتين، تسمى الأولى جملة الشرط، وتسمى الثانية جواب الشرط، ولا يكتمل معنى الأولى إلا بذكر الأخرى أو تقديرها، والجواب يتحقّق بتحقّق الشرط، وينعدم بانعدامه؛ لأنَّ وجوده رهنٌ بوجود الشرط، وبذكر الجواب أو تقديره تتم فائدة الكلام. ويحصل الربط وتقوى الصلة بين الجملتين أوالجمل الداخلة في حيّز الأداة، وقد تتكرّر هذه الأدوات في نصٍّ ما، فتشكل عناقيد للربط كما في هذه الأشعار، فتوحّد النص وتحكم اتساقه الرصفي، فإذا كان افتتاح كلِّ جزء من القصيدة بـ(إذا) افتتاحا مشوقا؛ لأنَّه ظرف يستدعي متعلقا، ولأنّه شرط يسمح بذكر جواب يترقبه السامع ليتمكن من نفسه عند سماعه، فإنَّ هذا التشوق يزداد بالإطناب الناتج عن تكرار (إذا) في بداية كلِّ جزء.

والغرض ممّا تقدم معرفة حدود الجملة الأصلية في مستوى النصِّ؛ لكي نرصد طريقة الربط بينها وبين مثيلاتها من الجمل الأصلية.

الخاتمة

أما النتائج التي انتهى إليها البحث فيمكن إجمالها على النحو الآتي:

  1. النصُّ وحدة لغوية كبرى وممثلا شرعيا، وبمحاولة تطبيق الروابط والأدوات الأخرى لمعالجة النصوص كاملة، تجاوز حدود الجملة في التحليل اللغوي؛ وصولاً للبنية الكلية للنصِّ مراعين حسن الرصف وحسن التأليف وجودته.
  2. يُعدُّ الرصف النصي من المفاهيم المهمة في علم لغة النص، وظهر بمصطلحات وثيقة الصلة بـ(السبك) بمستوياته النحوية، والمعجمية، والصوتية، وهو أحد المعايير النصية السبعة، فضلا عن المصطلحات الأخرى، مثل: التضام، والترادف، والتلازم…، وغيرها.
  3. تقارب نظرية (النظم) من الرصف النصي أو ما يعرف بـ(الاتساق النحوي)؛ لأنَّ صحّة السبك والتركيب، والخلو من عوج النظم والتأليف وسوء الرصف، شرط لاكتمال النظم، ووضوح الاتساق الذي عدَّ النصَّ نصّا، بوصفه معياراً رئيساً من معايير النصية؛ لذلك نجدهم يشيدون بالشعر الجيّد المسبوك.
  4. كانت أدوات الاتساق النحوي أو ما يعرف بـ(السبك النحوي) ووسائله أهم وأكثر سيطرة من أدوات الاتساق الأخرى؛ ولكثرتها وضحت عند (الإحالة، والحذف، والاستبدال، والربط)، وتطبيقها من خلال نماذج من المجموعة الشعرية للشاعر أحمد مطر الذي انماز شعره بالتكثيف الرمزي.
  5. وصفت الإحالة بأنّها من أهم العلاقات التي تربط العناصر اللغوية بعضها ببعض، وتعمل على تماسكها في تعليق الكلم بعضه ببعض، فضلا عن الربط والحذف والاستبدال، وقد كان دورها مهماً وواضحاً في خلق السمة النصية (الرصف والتماسك)، بالتمثيل والشرح والبرهان؛ لإزالة اللبس والإبهام عن كثير من السياقات.
  6. يُعدُّ الاستبدال علاقة من علاقات الاتساق النصّي، وهو اتساق لا يختلف عن الحذف إلى حدٍّ ما. ويترك الاستبدال أثرا بالتقابل، بينما علاقة الحذف لا تخلّف أثرا؛ لذا يوصف الحذف بأنّه (استبدال صفري).
  7. وجد الرصف في النظرية السياقية والاتساق النحوي، فضلاً عن الاتساق المعجمي والصوتي، إلّا أنَّ الاتساق النحوي كان أكثر قربا ووضوحا للرصف؛ لأنّها تمسُّ التركيب النحوي وعلاقة الكلم بعضه ببعض.

الهوامش:

 ([1]) أنظر: ابن منظور, محمد بن مكرم منظور الافريقي المصري , لسان العرب، 9/ 119.

([2])  الهيتي, أ.م.د. خليل محمد سعيد, زينب عادل كعيد خلف العاني, الرصف وعلم لغة النص، 100.

([3])  روبرت دي بوجراند، ترجمة: د. تمام حسان، النص والخطاب والاجراء, 126.

([4])  م. ن: 103

([5])   د. يوسف سليمان عليان، النحو العربي بين نحو الجملة ونحو النص (مثل من كتاب سيبويه),195.

([6])  لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (395هـ)، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، معجم مقاييس اللغة 5/ 356.

([7])  أ.د. عبد العظيم فتحي خليل، مباحث حول نحو النص اللغة العربية, 3.

([8] ) د. حيدر جبار عيدان, الجملة العربية في الخطبة الفدكية للسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) مقاربةٌ في لسانيات النص, 47.

([9])  علي محمود طاهر أبو عبيد نحو النص في أسريات أبي فراس الحمداني، إشراف سعيد محمد شواهنة، 47. وينظر: روبرت دي بوجراند, النص والخطاب والاجراء، 103. و د.حيدر جبار عيدان, الجملة العربية في الخطبة الفدكية للسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) مقاربةٌ في لسانيات النص, 49.

* منه ماهو مترجم ومنه ما هو مؤلف للدكتور تمّام حسان.

([10])  أ. نعيمة سعدية، جامعة بسكرة, الاتساق النصي في التراث العربي، 22.

([11] ) د. عبد الواحد زيارة اسكندر المنصوري, قراءات في النظم القرآني, 15.

([12])  أنظر: أ.د. تمام حسان, اللغة العربية مبناها ومعناها، 94. الهيتي, أ.م.د خليل محمد سعيد, والرصف وعلم لغة النص، 98. وينظر: د. أحمد محمد قدور, مبادئ اللسانيات 292.

([13]) ينظر: أ.د. تمام حسان, اللغة العربية مبناها ومعناها،217،216، و الهيتي, أ.م.د. خليل محمد سعيد, الرصف وعلم لغة النص, 99.

([14]) ينظر: أ. نعيمة سعدية, الاتساق النصي في التراث العربي، 22.

([15]) أنظر: المصدر نفسه: 20

([16]) ينظر: د. محمد خطابي, لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب، 6ـ11.

([17]) ينظر: النص والخطاب والاجراء: روبرت دي بوجراند: 103، و ينظر: نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي، د. أحمد عفيفي، 90 .

([18]) ينظر: الشيخ مصطفى العدوي، محمد غرناوي, دور الروابط في اتساق وانسجام الحديث القدسي، دراسة تطبيقية في صحيح الاحاديث القدسية، 68. و ظ: لسانيات النص مدخل الى انسجام الخطاب: 15.

([19])  أ.د. أحمد عفيفي, الإحالة في نحو النص، 5.

([20])  د. أحمد عفيفي, نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي, 96.

([21]) ينظر: د. أحمد عفيفي, نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي, 95.

([22]) د. علي أبو المكارم, الظواهر اللغوية في التراث النحوي (الظواهر التركيبية)، 325.

([23])  د. أحمد عفيفي, نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي, 98.

([24]) ينظر: أ. نعيمة سعدية, الاتساق النصي في التراث العربي، 7،6.

([25])  روبرت دي بوجراند, النص والخطاب والاجراء, 103ـ105

([26]) المصدر نفسه: 103

([27]) ينظر: شريفة بلجوت, طبيعة النص وعلاقته بسياق المقام من منظور هاليداي ورقية حسن، 119- 121.

([28]) عبد الخالق فرحان شاهين, أصول المعايير النصية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب، 46.

([29]) ينظر: د. سعيد حسن البحيري, علم لغة النص والمفاهيم والاتجاهات، 119

([30]) ينظر: د. محمد خطابي, لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب, 16- 24

([31]) د. محمد يونس علي, قضايا في اللغة واللسانيات وتحليل الخطاب، 58.

([32]) ينظر: الفقي, د. صبحي إبراهيم, علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق، دراسة تطبيقية على السور المكية، 17.

([33]) ينظر: د. محمد خطابي, لسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطاب، 17، و ينظر: د. حسام أحمد فرج, نظرية علم النص، رؤية منهجية في بناء النص النثري، ت: د. سليمان العطار، ود. محمود فهمي حجازي، 83.

([34]) د. حسام أحمد فرج, نظرية علم النص, 84

([35]) أ. عبد الحميد بوترعة, الإحالة النصية وأثرها في تحقيق تماسك النص القرآني، دراسة تطبيقية على بعض الشواهد القرآنية، 4. و ينظر: د. محمد خطابي, لسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطاب، 91،18، و ينظر: روبرت دي بوجراند, النص والخطاب والإجراء، 33،32، و ينظر: د. محمد محمد يونس علي, قضايا في اللغة واللسانيات وتحليل الخطاب,  81-86

([36]) *أحمد مطر شاعر عراقي، ولد عام 1954م في قرية التنّومة، إحدى نواحي شط العرب في البصرة. وبدأ يكتب الشعر في سن الرابعة عشرة، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشف له خفايا الصراع بين السلطة والشعب؛ فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة وإلقاء قصائده حينذاك، وكان يلقبونه بملك الشعراء، إذ يقولون: إن كان أحمد شوقي أمير الشعراء فأحمد مطر هو ملكهم. أنظر: أحمد مطر، أبو علي الكردي, المجموعة الشعرية، 5.

([37])  أحمد مطر، أبو علي الكردي, المجموعة الشعرية, 12

([38])  المصدر نفسه : 330

([39]) أحمد مطر، أبو علي الكردي, المجموعة الشعرية, 235

([40]) أحمد مطر، أبو علي الكردي, المجموعة الشعرية, 121

([41]) د. محمد خطابي, لسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطاب, 19

([42]) أصول المعايير النصية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب:48،47

([43]) آل عمران: 13

([44]) ينظر: أصول المعايير النصية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب:48،47، و ينظر: د. محمد خطابي, لسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطاب, 21

([45]) عبد القاهر الجرجاني, دلائل الاعجاز، علق عليه: محمود محمد شاكر، 2004م.

([46])  طاهر سليمان حموده الحذف في الدرس اللغوي، 109.

([47])  روبرت دي بوجراند, الخطاب والاجراء، 301.

([48])  ينظر: لسانيات النص والنظرية والتطبيق: 120.

([49])  ينظر: د. فاضل صالح السامرائي, معاني النحو، 4/ 123، 124

([50])  أحمد مطر، أبو علي الكردي, المجموعة الشعرية, 118.

([51]) ينظر: د. أحمد عفيفي, نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي،128، وينظر: ابراهيم محمود خليل, في اللسانيات ونحو النص، 197.

([52]) ينظر: الفقي, د. صبحي إبراهيم, علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق، دراسة تطبيقية على السور المكية،  257- 269.

([53]) ينظر: سيبويه, أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر(180هـ), الكتاب، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، 1/ 437، 438

([54]) ابن جني, بو الفتح عثمان, الخصائص، ، تحقيق: محمد علي النجار، 2/ 331.

([55]) أحمد مطر, المجموعة الشعرية، 117.

([56]) ينظر: ، د. حسام أحمد فرج، نظرية علم النص، رؤية منهجية في بناء النص النثر, ت: د. سليمان العطار، ود. محمود فهمي حجازي، 94-96

([57]) ينظر: د. فاضل صالح السامرائي, معاني النحو، 3/232،231

([58]) ينظر: د. أحمد عفيفي, نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي، 129، و أنظر: د. محمد خطابي, لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب، 23.

([59]) د. مهدي المخزومي, في النحو العربي نقد وتوجيه، 307.

([60]) الأزهر الزناد, دروس في البلاغة العربية نحو رؤية جديدة، 142.

([61]) أحمد مطر, المجموعة الشعرية، 151.

مكتبة البحث:

  • أ. عبد الحميد بوترعة, الإحالة النصية وأثرها في تحقيق تماسك النص القرآني، دراسة تطبيقية على بعض الشواهد القرآنية، جامعة الوادي، الجزائر، د.ت.
  • أ. نعيمة سعدية،الاتساق النصّي في التراث العربي، جامعة بسكرة، الجزائر، مجلة كلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، ع5، 2009م.
  • أ.د. تمام حسان, اللغة العربية مبناها ومعناها، عالم الكتب، القاهرة، ط5، 2006م.
  • أ.د. عبد العظيم فتحي خليل, مباحث حول نحو النص اللغة العربية، جامعة الأزهر، القاهرة، د.ط، د.ت.
  • إبراهيم محمود خليل, في اللسانيات ونحو النص، دار المسيرة للطباعة، عمان، ط2، 2009م.
  • ابن جنّي, أبو الفتح عثمان, الخصائص، تحقيق: محمد علي النجار، دار المكتبة المصرية، مصر، د.ط، 1957م.
  • ابن زكريا, لأبي الحسين أحمد بن فارس (395هـ) , معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الكتب العلمية، ايران، د.ط، د.ت.
  • ابن منظور, محمد بن مكرم منظور الافريقي المصري, لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط، د.ت.
  • أبو بكر عبد القاهر الجرجاني, دلائل الاعجاز، علق عليه: محمود محمد شاكر، مكتبة الحانجي، القاهرة، ط5، 2004م.
  • أبو علي الكردي, المجموعة الشعرية أحمد مطر, دار الحرية- بيروت, ط1, 2011م.
  • الأزهر الزناد, دروس في البلاغة العربية، نحو رؤية جديدة، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 1992م.
  • د. أحمد عفيفي, نحو النص، اتجاه جديد في الدرس النحوي، مكتبة الزهراء، القاهرة، ط1، 2001م.
  • د. أحمد محمد قدوري, مبادئ اللسانيات, دار الفكر, دمشق, ط3, 2008م.
  • د. حسام أحمد فرج, نظرية علم النص، رؤية منهجية في بناء النص النثري، ت: د. سليمان العطار، ود. محمود فهمي حجازي، مكتبة الآداب، القاهرة، ط1، 2007م.
  • د. حيدر جبار عيدان,الجملة العربية في الخطبة الفدكية للسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) مقاربةٌ في لسانيات النص, مطبعة الثقلين, بغداد, ط1, 2018م.
  • د. سعيد حسن البحيري, علم لغة النص والمفاهيم والاتجاهات، الشركة المصرية العالمية للنشر، القاهرة، ط1، 1997م.
  • د. عبد الواحد زيارة اسكندر المنصوري, قراءات في النظم القرآني, دار الفيحاء, بيروت, ط1, 2014م.
  • د. علي أبو المكارم, الظواهر اللغوية في التراث النحوي، الظواهر التركيبية، المكتبة الحديثة للطباعة، القاهرة، ط1، 1968م.
  • د. فاضل صالح السامرائي, معاني النحو، دار الفكر للطباعة، عمان، ط2، 2000م.
  • د. محمد خطابي, لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 1991م.
  • د. محمد محمد يونس علي, قضايا في اللغة واللسانيات وتحليل الخطاب، دار الكتاب الجديد، بيروت، ط1، 2013م.
  • د. مهدي المخزومي, في النحو العربي، نقد وتوجيه، دار الشؤون الثقافية، بغداد، ط2، 2005م.
  • د. يوسف سليمان عليان, النحو العربي بين نحو الجملة ونحو النص (مثل من كتاب سيبويه)، المجلة الأردنية في اللغة العربية وآدابها، مج7، ع1، 2011م.
  • روبرت دي بوجراند, النص والخطاب والاجراء، ترجمة: د. تمام حسان، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 1998م.
  • سيبويه, أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر(180هـ), الكتاب ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1988م.
  • شريفة بلجوت, طبيعة النص وعلاقته بسياق المقام من منظور هاليداي ورقية حسن، جامعة بيرزي، الجزائر، د.ط، د.ت.
  • الشيخ مصطفى العدوي، محمد غرنا وي, دور الروابط في اتساق وانسجام الحديث القدسي، دراسة تطبيقية في صحيح الأحاديث القدسية، رسالة ماجستير، كلية الآداب واللغات، 2010-2011م.
  • طاهر سليمان حموده, ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي، الدار الجامعية، مصر، د.ط، 1998م.
  • عبد الخالق فرحان شاهين, أصول المعايير النصية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب، رسالة ماجستير، بإشراف: أ. د. عقيل الخاقاني، كلية الآداب ـ جامعة الكوفة، 2012م.
  • علي محمود طاهر أبو عبيد, نحو النص في أسريات أبي فراس الحمداني، إشراف: سعيد محمد شواهنة، كلية الدراسات العليا، فلسطين،2011م.
  • الفقي, د. صبحي ابراهيم, علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق، دراسة تطبيقية على السور المكية، دار قباء للطباعة، القاهرة، ط1، 2000م.
  • الهيتي, أ.م.د. خليل محمد سعيد, زينب عادل كعيد خلف العاني, الرصف وعلم لغة النص، مجلة جامعة الأنبار للغات والآداب، ع7، 2012م.

……………….. ***** ……………….

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here