الدلالة اللغوية بين الوشائج الوجدانية والعلاقات الإنسانية

Vol. No. 1, Issue No. 2 - April-June 2021, ISSN: 2582-9254

2
3706

الدلالة اللغوية بين الوشائج الوجدانية والعلاقات الإنسانية

بقلم
أ.م.د. عبد الحسين أحمد الخفاجي
 أ.م.، كلية التربية الأساسية، جامعة ديالى، العراق
أ. محاضرة. د. مديحة بلاح
أستاذة محاضرة، قسم العلوم الاجتماعية، في جامعة سكيكدة، الجزائر

————————————-

ملخص البحث:

مثّلت اللغة مصداقاً فريداً من مصاديق العلاقات الإنسانية بما تشتمل عليه دلالات ألفاظها من الأبعاد الوجدانية، ولاسيما الانفعالية التي تنثّها طبيعة العواطف الإنسانية في نياسم الروح، وأنفاق النفس، وكلّما كانت اللغة منطوقة أشرقت صورها جليةً بهيجةً تنسج وشائج الصلات الرائقة بين الناس… كل الناس. ومن أمثلة اللغة الانفعالية، في العربية الفصيحة: قول العجاج الراجز:

حتى إذا جَنَّ الظلامً واختلطْ     جاءوا بمَذْقٍ هل رأيتَ الذئب قَطْ

دار البحث على ثلاثة مباحث تسبقهما مقدمة وتتبعهما خاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات، فضلاً عن المصادر والمراجع |، وعلى النحو الآتي:

المبحث الأول: في رحاب معاني وسمات اللغة العربية .

المبحث الثاني: دور اللغة في سمو المجتمعات.

المبحث الثالث: دلالات الألفاظ وأثرها في العلاقات الانسانية.

المقدمة: إنّ التواصل الاجتماعي يستقي معينه من اللغة سواءً أكانت مكتوبة، أم منطوقة، فضلاً عن أن اللغة هي الوعاء الذي تحفظ الشعوب فيه تراثها ونتاجاتها المعرفية المتنوعة، ولولاها لضاع تاريخ الأمم.

أخذت اللغة أعلى مرتبة من مراتب التواصل بين الناس، ومن طريقها أزهرت العلاقات الاجتماعية بأفانين الوشائج، ونسائم المودة، وقضاء الحاجات التي تخدم أفراد المجتمع. واللغة العربية من اللغات التي رفدت هذه العلاقات، ووسائل الاتصال بما حفلت به من ألفاظ غطت كل جوانب الحياة، بالألفاظ البليغة التي تغدق بسحر العبارات، وعبق الدلالات.

إنّ المتتبع لتطور الدرس في الحضارة العربية يجد أنّ المعلمين وظفوا المفردات المتنوعة للغة العربية في درسهم هذا، واستطاعوا أن يقدموا أفضل المخرجات في مختلف العلوم والفنون.

المبحث الأول

في رحاب معاني وسمات اللغة العربية

يزخر سجل الإنسانية عبر تاريخها الطويل بالكثير من الاختراعات والابتكارات، لكن كل هذه الاختراعات لا تصل إلى مستوى اللغة وأثرها في تلبية الحاجات الإنسانية وتيسير التواصل والتعامل فيما بينها، أفراداً أفراداً، وجماعات جماعات. وعلى الرغم من تغير وتطور كل شيء في الحياة بما في ذلك لباس الناس وأشكالهم ووسائل عيشهم، ولم تنفك اللغة في مسايرة ذلك في تطورها ومواءمتها لهذا التغيّر والتطور، وتلك سمة من سمات أية لغة. كما ورد في الأثر: طَلِيقُ اللِّسَانِ حَدِيدُ الجَنَانِ[1]. إنّ الإشارات اللغوية تعمل على ربط وتنظيم حياة المجتمع بالنظر إلى وجود روابط بين عناصر الإشارات والعالم، إنّ الكلمات ببساطة تعني شيئاً يتجاوزها ؛ أي أنّ للكلمات دلالات[2].

اِنمازت اللغة العربية عن بقية اللغات بتأثيرها في أكثر من مئة لغة من لغات العالم، وهذا الرقم يثبت تفوّقها على اللغة الإغريقية واللاتينية، فالأوربيون حين يريدون معرفة جذر لفظة ما من لغتهم يعيدونها إلى السكسونية، أو اللاتينية أو الإغريقية، أو السنسكريتية، وأحياناً إلى العربية. أمّا العرب فإذا أرادوا معرفة جذر لفظة ما بحثوا عنها في لغتهم نفسها، أو في اللفظة ذاتها أحياناً، أو نقّبوا في احدى الأخوات الساميّة من غير أن يتعدوا نطاق أسرتهم اللغة وجزيرتهم العربية ؛ لأن لغة الأوربيين ليس لها جذر عميق في أرضها، وأكثرها مقتبس من لغات كثيرة العربية واحدة منها[3].

إنَّ اهتمام أوائل العـرب باللغة العربية يكاد يكون معتقـداً راسخاً يحظى بالقداسة، (( وقد كان الناس قديماً يجتنبون اللحن فيما يكتبونه أو يقرؤونه اجتنابهم بعض الذنوب ))[4]، لاسيما بعد بزوغ فجر الإسلام الذي أفاض على اللغة العربية قداسة أخرى لها طعم خاص ومميز، فضلاً عن أثر القرآن الكريم، وقراءته وإقرائه وتفسيره، فنشأت مدارس للدرس والتدريس، أشهرهــــــا مدارس النحو في البصرة والكوفة.

ويرى الباحثان أنّ للغة العربية جسداً بنيوياً يكشف عن معنى، وأن هذا الجسد مؤتلف من مستويات لغوية، وإن كل مستوى من تلك المستويات يفضي إلى معنى خاص به، فالمستوى الصوتي الذي ينبئ عن الدلالة الصوتية، والمستوى الصرفي الذي تتشكل فيه الدلالة الصرفية، والمستوى المعجمي الذي تتشكل في الدلالة المعجمية وأخيراً المستوى التركيبي الذي يستشرف منه الدلالة التركيبية. وبترابط هذه المستويات جنباً إلى جنب يغدو الناتج جسداً ذا معنىً بنيوي.

واللغة العربية اليوم،هي من أعظم اللغات السامية الباقية، بكثرة من يتكلم ويكتب بها، وبكثرة ما أُلّف ودوّن بها، وهي تستعمل اليوم قلماً اشتق من قلمٍ سامٍ شمالي، وكان لها في الماضي قلم قديم كان مستعملاً عند العرب من أيام ما قبل الميلاد إلى ظهور الإسلام، مات بسبب اتخاذ الإسلام القلم الجزم قلماً للوحي، دوّن به القرآن الكريم، فصار بذلك القلم الشرعي الرسمي، وأمات بذلك الأقلام الجاهلية الأخرى المشتقة من القلم (المسند).ونجد في المعاجم اللغوية مئات الألوف من الألفاظ المعبرة عن معان، وقد قـدّر بعض العلمــاء عدد ألفاظ العربية بنحـو من  ( 12305052) لفظاً، ويعود سبب غناها في الألفاظ إلى كثرة وجود المترادفات فيها، التي هي من بقايا لغات قبائل، وإلى خاصية جذور الكلم فيها في توليد الألفاظ الجديدة بتحريك هذه الجذور[5].

إنّ بعض الحروف التي تدخل في درج الألفاظ في اللغة العربية تحدث أثراً في دلالتها ما تعجز عنه كل اللغات الأخرى، فلو تتبعنا قوله تعالى”وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ[6] سنجد لفظة يصطرخون التي أضيف إليها حرف الطاء الذي أعطاها دلالات أخرى تتناسب مع مقاصد الآية القرآنية التي تريد لنا أن نتصور حال الذين يحشرون في النار بسبب ما اقترفوه من ظلم لأنفسهم وللناس، وأنّ حالهم هذا لا يمكن أن يشابه من يسلط عليه العذاب من قبل أي مخلوق مهما علت قدراته في التعذيب وإيقاع الألم لمحدوديته وفقره إزاء القاهر الجبار عزّ وجلّ، فلم يقل يصرخون بل أضاف حرف الطاء ليعطي دلالة الهلع والخوف والألم والحركة العنيفة في كل الاتجاهات هرباً وتخلصاً مما يجري عليهم.

لقد جمع العرب بين الواقعية الحسية، والمثالية المعنوية في لغاتهم.ومثاليتهم ليست خيالية، بل هي امتداد للواقعية، وتسام بها، ولذا لم تتنافيا. وإذا كان التجريد دليل ارتقاء العقل، فإنّا نجد العربية عبّرت عن الماديات بالمعنويات، كقوله تعالى: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ[7]، وقوله تعالى: كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ ءَاتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شيئاوَفَجَّرْنَاخِلَالَهُمَانَهَرًا.[8]، وقوله: وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ[9]. كما لوحظت الرابطة القوية بين ألفاظها، وأبحاثها بالمعاني مترابطة الألفاظ: فالمرء والمرأة مشتق من المروءة التي يعشقها العرب[10].

إنّ التنوع أو التعدّد أو الاختلاف في أساليب العربية[11] إنّما كان يجري على نمط أصيل من اللغة ذاتها، ويدور في فلكٍ منها نفسِها، ويتحرك في داخل إطارٍ يمسكه أن يُفْلِتَ أو ينحرف. وهو دليل على أنّها حقّاً اللغةُ الواحدة. وهو حين يدلّ على وحدتها إنّما يدلّ أيضاً على أصالتها، وتماسك شخصيتها، وعلى قدرتها على البقاء وعلى الحياة المستمرة، وذلك من خلال قدرتها على النموّ السليم النابع من ذاتها، المحكوم بأصولها وقواعدها. والشأن في الألفاظ المستجدّة التي يستحدثها العصر للوفاء بحاجاته هو الشأن نفسه في الأساليب، فإنّ لاستحداثها أصولاً وقواعد من القياس، والذوق اللغوي والإلْف في السمع، وما يتّصل بكل ذلك من مثل القدرة على الشيوع والإفهام، مع الحاجة الحقيقية إلى هذا الاستحداث[12]. ولغتنا العربية ما من شكّ هي أبرز ملامح ثقافتنا العربية، وهي أكثر اللغات الإنسانية ارتباطاً بالهوية، وهي اللغة الوحيدة التي صمدت سبعة عشر قرناً، وظلّت سجلاً أميناً لحضارة أمّتها في ازدهارها وانتكاسها، وشاهداً على إبداع أبنائها [13].

المبحث الثاني

دور اللغة في سمو المجتمعات

يعدّ ظهور اللغة والكتابة فارقاً في التاريخ الانساني، إذ لا تعدّ فقط أداةً للتواصل بقدر ما هي تعبير عن الوجود الرمزي ذي الطابع الثقافي للإنسان، ولعلّ أهم سمة للغة هي التطور والتغير كدليل واضح أنّ الثقافة هي إضافات مستمرة تتغير مع تغير المفاهيم الإنسانية في الوجود الانساني بالموازاة مع الالفاظ اللغوية المستجدة والمستحدثة.

اللغة هي أكثر السمات والخصائص دلالة على تطور الإنسانية المستمر، إذ يشكل اكتشاف اللغة والكتابة مرجعاً مهماً في تاريخ الإنسانية، فقد انقسم التاريخ على قسمين حسب ظهور اللغة هما: العصور المظلمة وفجر التاريخ. فالعصور المظلمة لم تكن لها آثار تدل على مبلغ حضارة هؤلاء الأقوام فلا يستطيع التاريخ أن يدرك أكثر من وجودهم على بقاع معينة من الارض، أما عصر فجر التاريخ وهو العصر الذي ولد فيه التاريخ بعد أن كان الانسان يتزلف لقوى الطبيعة والآلهة بدأ أخيراً يدرك قواه وقدرته في السيطرة على الطبيعة، (( ومن هذا العصر يبدأ علم اللغات ببحثه، والتنقيب عن آثاره، والموازنة بينها ؛ لينير في بحثه، وليقف على العلم والتاريخ الصحيحين من منابعهما الأصلية، وليزيد في رفاهية الحياة بما يضيف إليها من الحقائق العلمية، والتاريخية التي تساعد الانسان فيما يصبو إليه من كمالٍ، ثم عصر المدنية بعد ذلك، وهو عصر الممالك القديمة ذوات الحضارات المختلفة، ثم عصر الانسانية العام، ولما تصل إليه الانسانية بعد ))[14]، إذ إنّ اكتشاف اللغة والكتابة يمثل فارقاً في مراحل التحضر عند المجتمعات، ويرى بعضهم أنّ المجتمعات تخضع لقوانين النشوء والارتقاء بما فيها أساليب التواصل المختلفة، فقد عرفت الإنسانية في مطلع فجر التاريخ مناظرات حول وظيفة اللغة (( كمناظرات سقراط التي دونها أفلاطون في كتابه كراتيليس مروراّ بالمسائل اللغوية التي استمرت في الأدبيات اللغوية في الغرب )) [15].

إنّ العصور الحديثة تتميز بعدة سمات حضارية وثقافية للغات، فلما جاء عالم اللغة المشهور دي سوسير الذي اعتقد بأن اللغة ذات طابع بنائي أيّن، وقد   (( نفى أن يكون التغير اللغوي محكوماً بالقوانين، وأصر على أنّ التطور اللغوي يمكن ملاحظته فقط بعد حدوثه )) [16]. (( وهذه هي السمة التطورية للغة وما ينجر عنها من تغيرات اجتماعية ثقافية تعرفها المجتمعات بالموازاة مع عميلة التحضر والمدنية، في حين يبرز ابن جني في معرض حديثه عن انتقال لغة العربي الفصيح بتجاورهم وتزاورهم يجرون مجرى الجماعة في دار واحدة فبعضهم يلاحظ صاحبه ويراعي أمر لغته كما يراعي ذلك من مهم أمره ))[17]، فاهتمام العربي باللغة وعدم اللحن فيها من أهم مميزاته كونها جزء من هويته وأصالته  فكانت العرب قديما لا تهنيء إلا بنبوغ فارس، أو نتاج فرس، فاللغة واتقانها كان شرفاً وأي شرف للقبيلة وذيوع صيتها آنذاك بمعية الشجاعة والذود عن الحمى.

إذ يرى الباحثان المكانة التي تلعبها اللغة كحقل دلالي، فاللهجة أو اللكنة واللسان يعبر بشكل واضح عن أمرين: الأصل الجغرافي والانتماء الثقافي والاجتماعي، والذي يشمل ثلاثة أبعاد وهي: الهوية المجالية، والهوية الاجتماعية والثقافية، فالحقل الدلالي الاجتماعي، المجالي والثقافي تتشابك في ما بينها لتصنع أبعاد شخصية الانسان، ومنه اللغة المعبرة عن هذا التشابك الذي يتواصل بها في الحقول الدلالية كنتاج معقد ومميز للوجود الانساني، كما في قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚإِنَّفِيذَلِكَلَآيَاتٍلِّلْعَالِمِينَ[18]، فاختلاف ألسنة الناس، وألوانهم سنة كونية تختلف باختلاف أجناسهم، وانتماءاتهم العرقية والجغرافية ؛ لأن للفعل التواصلي وممارساته، ومنها دلالات الألفاظ اللغوية في المجتمعات الحديثة تعبيراً واضحاً عن رموز وممارسات ثقافية محضة، وبالتالي هو حقل دلالي مميز يفهمه أصحاب اللغة، والثقافة والعرق الواحد على بقعة من الأرض، وهو ما يسمى بـالسمات الأنثربولوجية البنيوية structural Anthropologyالمشتركة التي تصنع بذلك أفعالاً تواصلية مشتركة الفهم بين أفراد هذه الجماعات العرقية. يناقش فارو ساتي (( التنوع والتوافق في استعمال اللغة، وحرية الفرد وتوافقه مع الجماعة، والتزامه بضوابط الاستعمال المألوف للغة )) [19]، التوافق على اللغة  في دلالات ألفاظها يؤمن لنا تواصلاً ناجحاً وبالتالي علاقات متجانسة ودائمة ؛ لأنّ الوجود الإنساني يعاني حالة ستاتيكا مؤقتة، وديناميكا بعد دخول متغيرات ومستجدات على الوجود الإنساني انطلاقاً من تغير مفاهيمه التي يترجمها بإدخال ألفاظ، وعبارات ذات دلالة تتماشى مع المعايير والقيم المستحدثة في حياة المجتمع، وتدخل في ما بعد في قواميسهم كما وقد يتخلى عنها في حقب تاريخية لاحقة لتصبح تاريخا يدرس في علم اللغات القديمة.

              أكدت الأدبيات الأوربية كمدرسة بورت رويال أنّ (( وظيفة الكلام تنحصر في توصيل الأفكار ))[20]، لكن التواصل مع تطور المجتمعات هو الآخر يحمل ألواناً من الأدب والثقافة والفن، ويحمل طابعاً رمزياً، فرمزية الرواية، والمسرح مثلاً قد تمثل حقبة معينة من خلال تحليلنا لرواية ما التي تصوّر، وتجسّد فترة من الفترات، وعلى غرار هذا التطور الحضاري اشتقت المدارس الأدبية في الأدب، والمذاهب الدينية في مختلف الديانات، والمدارس الفكرية على اختلاف أنواعها ومشاربها، والفضل في ذلك لظهور اللغة ودلالات ألفاظها، فباكتشاف المنهج العلمي على يد فرنسيس بيكون بشقيه التجريبي والاستقرائي، والرياضي الاستنباطي المعتمد على العقل يد رينيه ديكارت. وما يعرف بعصر النهضة أو عصر التنوير وهي حقبة الثورة العلمية التي ميّزت تلك الحقبة التاريخية ممّا انعكس بالضرورة على اللغة واستعمالاتها وهي لغة العلم التي ظهرت بمعية ظهور المنهج العلمي، والنصوص الأدبية من تراث وفكر اجتماعي للحضارات الشرقية من حضارة بلاد الرافدين والحضارة الفرعونية والإغريقية والرومانية…الخ وما تركته من زخم في النصوص وما خلفته من فلسفة التاريخ كان في ما بعد موضوعا للعلوم الإنسانية تستند عليه تمحصه وتبوبه باستعمال أدوات المنهج العلمي، فإن هذه الثورة العلمية قد أفرزت مصطلحات علمية ومفردات ما يسمى بالحداثة والفكر الحداثي الذي جاء عقب القطيعة الأبستمولوجية، لكل مجال وفرع من العلوم المفردات والمصطلحات والمفاهيم الخاصة به، لأن الأدبيات التاريخية التي وصلت إلينا من الكتابة والتدوين وظهور اللغات المختلفة القديمة منها والجديدة والتي اندثرت عبر التاريخ هي موضوع العلم، الذي تمت دراسته من قبل مجتمعات عصر ما بعد ظهور اللغة والتدوين اللذان سمح لنا بإدراك الفوارق الحضارية بينها.

              إن الحداثة وقيمها الجديدة وظهور الوسائل المختلفة من مسرح، وفنون، وآداب وصولا إلى التلفزيون، والأقمار الصناعية، وانتهاءً بالشبكة العنكبوتية، جعل المحدثون يتساءلون عن اللغة أين ؟، ويؤكد أصحاب الفكر الحداثي أمثال بارت فوكو، ودريدا أنّ اللغة تلعب دوراً مركزياً لا يقل أهمية عن الدور الذي تلعبه في الأنثروبولوجيا عند ليفي ستراوس لذلك (( فالطبيعة المؤسسة للغة، وقدرتها اللامتناهية على الخلق، واللغة ليست شيئاً نجلبه معنا عند الولادة، بل هي مؤسسة ندخل في عالمها بشكل تدريجي باعتبارها أهم عنصر من تنشئتنا الاجتماعية على الاطلاق )) [21]. وبالتالي اللغة لا شخصية وتتجاوزنا بوصفنا أفراداً، وهي سابقة لوجود الأفراد على اعتبارها دلالات مشتركة بين الناطقين بها.

المبحث الثالث

دلالات الألفاظ وأثرها في العلاقات الانسانية

هناك صلة وثيقة بين دلالات الألفاظ والظواهر الاجتماعية، والتأثّر والتأثير يكون متبادلاً فيما بينها، وفي بعض الأحيان لا يمكن لنا من فهم الظواهر الاجتماعية بعيداً عن دلالات الألفاظ اللغوية التي تسهم في رسمها وتجسيدها سواء أكان على مستوى العقائد، أم السلوك الناتج عن منظومة القيم التي يتبناها المجتمع ؛ لأنَّ (( الإنسان لا يستخدم اللغة، للتعبير عن شيء فحسب، بل للتعبير عن نفسه أيضاً ))[22]. وعلى ذلك، فإنّ اللغة لا يصح أن تدرس على أنّها أداة عقلية فحسب ؛ لأنّ الإنسان كما يتكلم ليصوغ أفكاره، فإنّه يتكلم ليؤثر في غيره من الناس، وليعبر عن إحساسه وشعوره وعواطفه، فهو يعبر باللغة عن نفسه كما يعبر عن آرائه. بل إنّه يمكن القول بأنّ التعبير عن أية فكرة، لا يخلو مطلقاً من لون عاطفي، إلاّ إذا استثنينا التفكير العلمي، أو اللغة العلمية، التي يجب أن تكون معبّرة عن الفكرة المحضة، والحقيقة المجردة، الخالية من الانفعالات النفسية[23].

إنّ اللغة بما تمتلكه بألفاظها ومعانيها، مما يسمى في علم النفس بالإحساس العام المشترك المتولد عما تورثه اللغة من عمليات (الاستبطان) تمكن الطبيب والمريض، والمعلم والمتعلّم، والعالم والمبدع، والشاعر والكاتب والراوي والمفكر من القدرات في التعرّف على الآخر ومشاركته بإحساسه وإدراكه. واللغة المشتركة تمكن الطبيب من فهم مريضه وعلاجه، والمعلم من فهم المتعلّم وتعليمه وتربيته، وإدراك مشكلته، وتقدير ظروفه، وتحديد فهمه والتعرّف إلى حاجاته، وتحديد مستواه وفهم شخصيته، فاللغة نافذة الشخصية، ومرآة العقل (تكلم حتى أراك) أو هي الشخصية بكل مواصفاتها[24]. على هذا الأساس، نرى الأفراد، والجماعات، في أي مجتمع يلتزمون بأشكال الدلالات، وأساليب التعبير للجماعة التي ينتمون إليها، ويحرصون على إتقان الأداء، وتجويده، وهم يؤدون حقوق الدلالات في المواقف المتباينة، والمشاهد المتداخلة [25].

إنّ كلّ كلمة من كلمات اللغة لها دلالة معجمية ـ اجتماعية تستقل عمّا يمكن أن توحيه أصوات هذه الكلمة، أو صيغتها من دلالات زائدة على تلك الدلالة الأساسية، التي يطلق عليها الاجتماعية، فكلما ذكرنا الدلالة المعجمية، لا نعني بها سوى الدلالة الاجتماعية [26]. واللغة العربية لغة غنية بالألفاظ التي يمكن أن توظف اجتماعياً، ولاسيما في المؤسسات الرسمية كالمؤسسات التعليمية، في مناهجها الدراسية، وأساليب وطرائق التعليم والتعلّم لديها، سواءً أكان ذلك في قاعات الدرس، أم في التعليم عن بعد من طريق المنصات التعليمية في البرامج الإلكترونية المتنوعة. وباتت اليوم ألفاظ العربية الاجتماعية من أفضل السبل الناجعة في تفعيل هذا النوع من التعليم في ظل جائحة كورونا، وتعلّل نسبة كبيرة من الطلبة الذين يتغيبون عن الدرس، ويقلون من المشاركة في الواجبات البيتية، والتقارير العلمية التي يكلفون بها بضعف ((الإنترنت)) وما يتصل بذلك. فكم من توتر بددته لفظة (آسف)، وكم من بشاشة ويسر أثمرته عبارة (من لطفك)، أو (من فضلك)، أو (تهلّل وجهه)، وكم من موافقة حُصدت سنابلها بعبارة (إن راق لك…)، أو (حبذا لو…)، وكيف تنث البهجة والسرور ألفاظ من قبيل (ليتك)، و(رويدك)، و(طيّبه)، و(ريّاه)، و(آنسه).

يقدّم الباحثان مسرداً من الألفاظ ذات الدلالة الاجتماعية من كتاب جواهر الألفاظ لأبي الفرج قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي (ت337ه) وعلى النحو الآتي:

ت الباب الألفاظ مناسبة اللفظ
1. أوضحت الأمر فسّرته، وبيّنته، وأظهرته، وشرحته، ولخصته، وكشفته، وأوضحته، وأعلنته ([27]). في مقدمة الدرس
2. أظهر ما في نفسه ظهر علاؤه، وأشرقت بهجته، وأنارت غرّته، وحسنت آثاره ([28]). في التعزيز الإيجابي للطلبة المتفاعلين.
3. المدح كأنّه وشىٌ منشور، وروض ممطور، ودرٌّ منثور، كغرة الأحباب، كزهرة الرياض، مديح بهج، عطر أرج، أذكى من العنبر، والمسك الأذفر، كمسكة معنبرة، وحلّة محبّرة، ألذ من العسل المصفى، أحسن من نفيس الجواهر، وعظمت مفاخره، وعلت مبانيه، وسمت معانيه ([29]).  

 

 

في التعزيز الإيجابي للطلبة المتفاعلين.

4. في التقصير، والتواني قصّر، وفرّط، وغفل عنه، وسها، ولها عنه، وهفا، وأضاعه، وأهمله، وتركه، وتهاون، وتراخى، وبطأ، وتباطأ، وتأخر، وتمهل، وتلعثم ([30]). في التعزيز السلبي للطلبة المهملين.
5. في إمكان الأمر، وسهولته هو سهل المجنَب، قريب المتناول، سهل المقاد، حسن الانقياد، سهل الارتياد  ليّن المأخذ. ويقال: هو ممكن  سلس، وطائع، رائع ([31]). في الواجبات البيتية، والتقارير العلمية.
6. أمارة الشيء وترقبه علاماته لامعة، وأماراته ساطعة، وآياته صادعة، ودلائله ناصعة، وشواهده ساجعة، ومناهجه شارعة، وآياته طالعة، ومنائره يافعة، ويقال: بوارقه تلوح وتلمع، ومخائله تبوح وتسطع، ودلائله تصيح وتصدع، وآياه تفصح وتلمع ([32]). في وصف الموضوعات، أو الجواب المائز.
7. في الجدارة والاستحقاق حقٌ عليك أن تفعل ذاك، وأنت حقيق به، وما أحجاه بذاك، وما أحراه ([33]). عند التكليف بالواجبات
8. في المباراة، والمدافعة عن الشيء ويقال: هو يباري الرّياح، ويجاري البطاح، ويحاجي الكتاب، ويناغي السحاب، ويفاخر الأجواد، ويسامي الأطواد، ويسابق النهاية ([34]). عند مدح المتفوقين.
9. الصرامة، واللسن، وقوة الحجة يفصح الكلام وينقحه، ويدبر القول ويهذبه، ويزيّن الخطاب ويزخرفه، ويزوّق اللفظ ويزبرقه، وينقي المنطق وينمّقه، ويوشّي المقال وينمنمه، ورجل نقِل: حاضر الجواب، وثقِف: حاضر الذهن، ولقِف: يتلقّف الجواب ([35]). عند مدح المتفوقين.
10. العقل والحصافة هو ذو عقل، وحِجى ونهى، وحصافة ورزانة، وهو عاقل لبيب([36]). عند مدح المتفوقين.
11. سوء المغبة،ونكال العقبى هذا أمر لا تؤمن عواقبه، وحوالبه،وعواطفه، وخوالفه، وروادفه، ولواحقه، ورواجعه، وخواتمه، ومصائره، وعقباه ([37]). التنبيه على كل ما لا يتوافق وسمات المتعلمين
12. الجهل والغباء ويقال: كان ذلك من غباوته، وغرارته، وغمارته، وسفاهته، وجهالته، وغفلته، وغبن عقله، وفائل رأيه ([38]). تقريع المهملين والمتخلفين عن أقرانهم من المتعلمين.

 

الخاتمة:

تبقى اللغة، أية لغة عماد وسائل الاتصال بين الناس… كل الناس، وهي من أفضل الوسائل التي يمكن توظيفها في تنمية الموارد والمهارات، وتحقيق الأهداف، ولاسيما في المؤسسات التعليمية التي تعتمد اللغة في تحقيق برامجها التنموية البشرية والفكرية، وترسيخ القيم والمبادئ، وحفظ الهوية التاريخية لها، وإدامة وجودها بين الأمم الأخرى.

أثبتت اللغة العربية أنها من اللغات الحية التي واكبت الطور، وطوعت نفسها للتواصل التكنولوجي في مختلف الاتجاهات، ولاسيما في التعليم والتعلّم، وأنّها من الروافد التي تسهم في بناء المجتمع ورقيه بما تتضمنه من ألفاظ متنوعة غطّت كل الجوانب، وأشار الباحثان إلى ما لهذه المفردات من مدخلية في بناء العلاقات الاجتماعية داخل المؤسسات التعليمية من طريق الدرس والتدريس، وتمكين الكوادر التعليمية من رفد العملية التعليمية بالمفردات التي تسهم في جعل الدرس درساً علمياً يفوح بسمو العلاقات الإنسانية، وأثر هذه العلاقات في تحقيق الأهداف التربوية التعليمية.

يوصي الباحثان بضرورة استقاء الكادر التدريسي للمفردات التي تجعل الدرس حافلاً بأسمى العلاقات ما بين المعلم والمتعلم والمتعلمين فيما بينهم، وتحبب العربية لطلبة العلم بما تحفل به من مفردات صالحة لكل الأزمان، فضلاً عن ترسيخ الفصاحة والحفاظ على اللغة من تمدد العامية إلى الدرس، ولا سيما الأكاديمي منه.

الهوامش:

[1]محمد عبده.نهج البلاغة، ص 262.

[2]غباري،الدكتور ثائر أحمدوالدكتور أبو شعيرة،خالد محمد.علم النفس اللغوي،، ص 25.

[3]ينظر:التونجي،د. محمد.جماليات اللغة العربية، ص34.

[4]ابن فارس.الصاحبي، (ت395ه)، ص 35.

[5]علي،دكتور جواد.المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج8، ص 411.

[6]سورة الفاطر، الآية الكريمة: 37

[7]سورة الحاقة، الآية الكلريمة: 11

[8] سورة الكهف، الآية الكريمة: 33

[9] سورة الحاقة، الآية الكريمة: 6

[10]محمد شاهين،دكتور توفيق.عوامل تنمية اللغة العربية، ص 6.

[11]المصدر السابق.

[12]المصدر السابق.

[13]الطحلاوي، جودة محمود.تاريخ اللغات السامية،ص 11.

[14]روي هاريس و تولبت جي تيلر،ترجمةالكلابي، أحمد شاكر.أعلام الفكر اللغوي: التقليد الغربي من سقراط إلى سوسير،ص5.

[15]روي هاريس و تولبت جي تيلر،ترجمةالكلابي، أحمد شاكر.أعلام الفكر اللغوي: التقليد الغربي من سقراط إلى سوسير، ص27.

[16]المعتوق،أحمد محمد.الحصيلة اللغوية أهميتها ــ مصادرها ــ وسائل تنميتها،ص 72.

[17]المصدر نفسه، ص 72.

[18]سورة الروم، الآية الكريمة: 22

[19]روي هاريس و تولبت جي تيلر،ترجمةالكلابي، أحمد شاكر.أعلام الفكر اللغوي: التقليد الغربي من سقراط إلى سوسير،ص 6.

[20]المصدر السابق.

[21]ستروك،جون،ترجمة محمد عصفور.البنيوية وما بعدها من ليفي ستراوس إلى دريدا، ص 17.

[22]فندريس،ترجمةالدواخلي، عبدالحميد والقصاص،الدكتور محمد.اللغة،  ص 183.

[23]عبدالتواب،الدكتور رمضان،المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي،ص 139 ـ 140.

[24]ينظر:د عبدالرحمن بو درع وآخران،اللغة وبناء الذات، ص 11.

[25]عبدالقادر عبدالجليل.المعجم الوظيفي لمقاييس الأدوات النحوية والصرفية، ص 221.

[26]أنيس، إبراهيم.دلالة الألفاظ، ص 48.

[27]ـ  قدامة بن جعفر الكاتب، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد.جواهر الألفاظ، ص 21.

[28] ـ  المصدر نفسه، ص 24.

[29] ـ المصدر نفسه، ص 46 ـ 47.

[30] ـ المصدر نفسه، ص 47.

[31]ـ قدامة بن جعفر الكاتب، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد.جواهر الألفاظ، ص 53 ـ 54.

[32]ـ المصدر نفسه، ص 106.

[33]ـ المصدر نفسه، ص 109.

[34]ـ المصدر نفسه، ص 120.

[35]ـ قدامة بن جعفر الكاتب، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد.جواهر الألفاظ، ص 233.

[36]ـ المصدر نفسه، ص 275.

[37]ـ المصدر نفسه، ص 316.

[38]ـ المصدر نفسه، ص 335.

المصادر والمراجع:

القرآن الكريم

  1. أعلام الفكر اللغوي التقليدي الغربي من سقراط إلى سوسير، روي هاريس وتوليب جي تيلر، ترجمة أحمد شاكر الكلابي، دار الكتاب الجديد المتحدة علي مولا، ليبيا، 2004م.
  2. البنيوية وما بعدها من ليفي ستراوس إلى دريدا، جون ستروك، ترجمة محمد عصفور، مجلة عالم المعرفة، العدد 206، لسنة 1996م.
  3. تاريخ اللغات السامية، جودة محمود الطحلاوي، مطبعة الطلبة، مصر، 1932م.
  4. تحقيقات في اللغة والأدب، ناصر الدين الأسد، أروقة للدراسات والنشر، عمان، 1433ه ـ 2013م.
  5. جماليات اللغة العربية، الدكتور محمد التونجي، دار الفكر العربي للطباعة والنشر، بيروت، 1997م.
  6. جواهر الألفاظ، قدامة بن جعفر الكاتب، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد، المكتبة العلمية، بيروت، د. ت.
  7. الحصيلة اللغوية أهميتها ــ مصادرها ــ وسائل تنميتها، أحمد محمد المعتوق، مجلة عالم المعرفة، العدد 212، لسنة 1996م.
  8. دلالة الألفاظ، إبراهيم أنيس، مصر، 1997م.
  9. الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها، أحمد بن فارس بن زكريا، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418هـ ـ 1997م.
  10. علــــم النفـــــس اللغـــــوي، الدكتور ثائر أحمد غبــــاري، والدكتور خالد محمد أبو شعيرة، مكتبة المجمــــع العربي للنـــشر والتوزيــــــــع، عمان، 1432ه ـ 2011م.
  11. عوامل تنمية اللغة العربية، دكتور توفيق محمد شاهين، مكتبة وهبة، القاهرة، 1400ه ـ 1980م.
  12. في علم النفس اللغوي، الدكتور السيد عبدالحميد سليمان، عالم الكتب، القاهرة، 2015م.
  13. اللغة،ﭬندريس، ترجمة عبدالحميد الدواخلي والدكتور محمد القصاص، القاهرة، 1950م.
  14. اللغة وبناء الذات، د عبدالرحمن بو درع وآخران، مجلة كتاب الأمة، العدد 101، السنة 24، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الدوحة، 2004م.
  15. المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي، الدكتور رمضان عبدالتواب، ط3، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1417ه ــ 1997م.
  16. المعجم الوظيفي لمقاييس الأدوات النحوية والصرفية، عبدالقادر عبدالجليل، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، 1426ه ـ 2006م.
  17. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دكتور جواد علي، آوند دانش للطباعة والنشر، مكتبة جرير، 1427هـ ـ 2006م.
  18. نهج البلاغة، محمد عبده، دار التعارف للمطبوعات، دمشق، 1410ه ـ 1990م.

2 COMMENTS

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here