الأسطورة في إبداع الأنثى؛ سيف المقاومة والبحث عن الحرية:
دراسة في قصة “عينا خضر” لسناء شعلان
بقلم
أ. وناسه كحيلي
جامعة عنابة، الجزائر
————————————-
تعد سنــاء شعـلان من الوجوه النسوية البارزة التي وظفت الأسطــورة في الكثير من كتاباتها وإخراج البغض منها إلى الساحة الأدبية، إذ عمدت إلى الاستفادة منها كليا وجزئيا بمختلف عناصرها؛ الحدث الأسطـوري، المكـان الأسطـوري، الشخصية الأسطورية، الموجودات الأسطورية، الكائنات الأسطورية، والرمز الأسطوري،محاولـة بذلك محاربة الفساد والسلطة المستبدة، وخصوصا السلطة الذكوريــة التي لا تـرى في المرأة إلا جسـدا بلا روح أو قطعة من أثاث يمتلكها الرجل، كما سعت إلى إيجاد الحلول التي تخرج بها وبنات جنسها من الوأد الحديث من جهة، ومساندة القضايا العادلة ومحاربة الاستعمار من جهة أخرى.
لقد بات توظيف التراث عادة تبنّاها الكثير من المبدعين المعاصرين لا سيما توظيف الأسطورة بنوعيها الأسطورة المقدسة، والأسطورة الأدبية. لكن ما يظهر جليا من خلال الدراسات النقدية، هو حظ الأسطورة من الكتابة الذكورية التي طالت العديد من الأجناس الأدبية، مثل الرواية، والمسرح، والشعر، والقصة، في حين نجد حظّها من الكتابة النسوية لا يتجاوز عدد أصابع اليد، والذي وجد منها محصور أغلبه في جنسي الرواية والشعر! ؟.
وهنا يلح السؤال في طرح نفسه بقوة، إلى ما ردّ هذا التضاؤل في توظيف الأسطورة عند المبدعـات رغم اقتحامهن عالم الكتابة بقوة وبجرأة لا نظير لها ؟. أهي قلة الدراسات النقدية لما يسمى بالكتابة النسويـة وبالتالي احتمال وجود إبداعات مدفونة ضمن ركام الأعمال المغطاة بغبار الإهمال ؟،أم أن المبدعـة لا تملك الكفاءة والقدرة الإبداعية والتخيلية للإبحار في عالم الأساطير وتطويعها للتدليل على ما يخالجها نحو عالمها كأنثى ونحو راهنها كما هو الشأن بالنسبة إلى المبدع ؟.
أثبتت الدراسات القليلة حول توظيف الأسطورة في الكتابات النسوية أن الأسطورة الأكثر سريانا ورواجا بين الكاتبات في معظم كتاباتهن شعرا كانت أم رواية هي الأسطورة الأدبية الأنثوية شهـرزاد، كونها المثل الأعلى للذكاء الأنثوي، ولم تكن الكاتبة الأردنية سناء شعلان بمنأى عن هؤلاء الكاتبات، وإنّما تجـاوزت توظيف شهرزاد إلى أساطير أخرى في الكثير من نصوصها مثل روايتها السقوط في الشمس،وكذلك مجموعاتها القصصية التي تحوي قصصا تعج بالأساطير مثل: الأساطير الفرعونية ( عروس النيل )، أساطير الرؤيا (زرقاء اليمامة ) أساطير الطوفان (العملاق عوج بن عناق)، الأسطورة الأنثوية شهرزاد (المارد)، أساطير البحث عن الخلود (عينا خضر)، أسطورة التحول (أطلنطا)، الأساطيـر اليونانية الهوميرية (أودسيوس مرة أخرى)…،والكثير من الأساطير التي تعمل فيها الكاتبة على تعرية الواقع العربي وما يعانيه المواطن العربي من حرمان؛ حرمانه من الحب، من ذاته، من هويته، ومن أبسط حقوقه كإنسان.
بواعث التوظيف الأسطوري عند سناء شعلان :
إضافة إلى المؤثرات العربية، السياسية، والاجتماعية، والثقافية، وقعت الأسطورة من قلب المبدعة سناء شعلان موقعا كبيرا ؛ إذ دأبت على قراءتها منذ الطفولة واعتبرت نفسها الوحيدة القيّمة عليها، فطاردت من هم دونها معرفة بها لتحكي لهم أساطيرها، وكيف لا وقد أصبحت شهرزادا في عالمها ؟ نهلت من الكثير من الكتب وبالتحديد قرأت أكثر من ألفي كتاب، وقد ساعدتهـا في ذلك معلمتها بأن جعلتها القيّمة على مكتبة المدرسة رغم حداثة سنها، فقرأت لماركيز، وفيكتور هيغو، وارنست هيمنغواي، وحنا مينا، وتوفيق الحكيم، وجمال الغيطاني، وغسان كنفاني، وغادة السمان، وجرجي زيدان، وعبد الرحمان منيف، كما قرأت كل أعمال نجيب محفوظ الذي توجت ثمرة حبها للأساطير ببحث علمي درست فيه الأسطورة في رواياته، مما دفعها إلى الإطلاع على الكثير من الكتب المتعلقة بالأسطورة، وتقديمها لكتاب نقدي بعنوان *الأسطورة في روايات نجيب محفوظ*، كما كان للكاتبة كتاب نقدي سابق بعنـوان*السرد الغرائبي والعجائبي في القصة الأردنية*، وهو مازاد من سعة الإطلاع لديها وتمكنها من الأسطورة1.
والدراسة التالية تبين بوضوح توظيف الأسطورة عند المبدعة سناء شعـلان التي طرقـت الكثير من المواضيع : السياسية، الاجتماعية، والثقافية…، وقد اخترنا من بين قصصها القصة الأكثر شهرة وهي أسطورة البحث عن الخلود (عينا خضر) من المجموعة القصصية الهروب إلى آخر الدنيا، أين سنقف وقفة علمية عند تجليات هذه الأسطورة ومحاولة قراءة تفاعلها الرمزي مع قضاياها الشخصية وقضايا الوطن والأمة رغبة منها رصد الواقع المعيش للإنسان العربي وعلاقاته المختلفة، علاقته بمن يحب، بالمجتمع، بالوطن، وبالأمة العربيـة ككل آخذة بذلك نصب عينيها جميع شرائح وطبقات المجتمع كمادة دسمة لمعالجـة مختلف القضايا حتى تلك التي إن حظيت بميزة ما، فهي التهميش .
عينا خضر… البحث عن الحرية واستمرار المقاومـة:
تروي لنا الكاتبة من خلال “قصة عينا خضر”2 حكاية شاب وشابـة من فلسطين تحابا منذ الطفولة وتـوج حبهما بالزواج. وازدادت سعادتهما بعد أن أثمر زواجهما بحمل الزوجة.لكن بعـد ذلك يتم إلقاء القبض على الخضر ويدخل السجن، وتغتصب أرضه، ثم يقتل من أجل الحصول على قرنيتي عينيه اللتين توافقان قرنيتي مستوطن يهودي قريب لأحد الأعيان. تعلم الزوجة سبب مقتل زوجها، وتصمم على استعادة عينيه ليستريح في التراب، فتعمل على رصد حركات المستوطن بعد أن تستعلم عنه باشتراء ذمة مجنـد إسرائيلي باع واجبه مقابل المال (وبلكنتـه العبرية اللعينة، باح لي المجند الإسرائيلي بكل شيء)3، وتتحـين الفرصـة لتقترب من المستوطن وتدس أصابعهـا في عينيه بعد أن جهزتهما لذلك ( أظافري الطويلة التي حرصت على حدتـها وطولها من أجل هذا اليوم)4.وتقتلع عينيه، فتتسارع إليها رصاصات اليهود لتغدو جثـة هامدة غانمة تحضن يداهـا عيني خضر ( وفي الكف يا لهفي !!ترتاح عينا خضر)5.
الدراسة النقدية الأسطورية :
لدراسة القصة دراسة نقدية أسطورية وجب علينا التوقف عند ثلاثية المنهج النقدي الأسطوري المتمثلة في التجلي، المطاوعة، والإشعاع لرصد جماليات توظيف الأسطورة عند المبدعة في قصتها المعنـونة بعيني خضر وذلك من خلال :
التجلي:
1-العنـوان :
أعطت الكاتبة قصتها عنوانا مكونا من جملة اسمية ذات كلمتين (عينا) و(خضر)، وهما كلمتان تحملان من الدلالات الكثير؛ فكلمة عينا :كلمة (اسم ) مثنى مفرده عين، والتي تحتمل هي الأخرى معان كثيرة فهي تـدل على البصر، وهو ما تم توظيفه على مستوى السطح، كما تعني عين الماء التي تدل على الخصب والحياة وتعني الحر والخالص النفيس، أما مجيئها مثنى فهو دليل الحياة كذلك، إذ لا تقوم الحياة إلا على وجود الاثنـين ومنها ثنائية التضاد( السالب والموجب )؛ إذ لا يمكنها القيام على قطب واحد، فمن دواع قيامها واستمرارها وجود الأنثى مع الذكر،والخير مع الشر، والنور مع الظلمة، والحب مع الكره والحرية مع العبودية …وإن دلت اللفظة سطحيا على النور والظلام فهي تدل عمقا على الحرية والعبودية، على اغتصاب الحق واسترجاعه وعلى الموت والحياة، وهو ما حملته الكاتبة في خطابها تحت غطاء اغتصاب عيني خضر، واسترجاعها من قبل الزوجة . أما كلمـة خضر فهي اسم كذلك يحمل هو الآخر الكثير من الدلالات مثل الخصـب، الحيـاة الخير،الجنة الأرض …،وهو لون محبب لدى العرب تتفاءل به، ويحمل من الناحية الدينية علاقة بقصة ذي القرنين والخضر عليهما السلام، والذين ترافقا للبحث عن عين الحياة، وما يملـكه هذا الأخير من علم وحكمة، وقد ربطت المبدعة الكلمتين بعضهما ببعض لتحصل على عنوان يحمل شحنات دلالية قوية من خلال توافـق دلالته التركيبية مع دلالة كل كلمة على حدى، ومع موضوع الأسطورة الأصل 6.ويمكن توضيــح ذلك كما يلي:
الأسطورة الأصل النص الأدبي
رحلة ذي القرنين +الخضر للبحث عن عين الحياة عينــا خضـر عيـن + خضــر
نــور+حيـــاة + ماء……… حصب+حياة
البحث عن الحرية والاستمرارية البحث عن الخلود لعبادة الله الخلود = الحياة = استمرارية الحرية
|
2-البنــاء الفنــي :
إن المطلع والقارئ لقصة عينا خضر يتجه بفكرة مباشرة بعد قراءة العنوان إلى قصة الخضـر عليه السلام، ولاسيما كلمة الخضر،الاسم المرتبط بالحكمة والعلم، وهو الرجل الذي لقيه موسى وفتاة وعرضا عليه مرافقته وأنزل تعالى قوله فيه في سورة الكهف :«فوجدوا عبدا من عبادنا أتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنـا علما»7 أما عند قراءة النص قراءة متأنية، فأول ما يواجهنا هو العبارة الاستهلالية التــي تحيل إلى أسطورة ذي القرنين والخضر مباشرة (آه من عيني خضر8)، ثم تتكرر الجملة على طول النص (عيني خضر) كلازمـة بنت الكاتبة عليها نصها، ثم إن اقتباس الاسم الأسطوري (الخضر) وحده كان كافٍ للدلالة على الأسطورة .
يلاحظ كذلك أنه يمكن تقسيم النص الأدبي إلى مراحل النص الأصل إذ يحمل الجـزء الأول منه قصة الملك ذي القرنين وحياته العادية- إن أمكن القول- فهو ملك له سعة من الملك، متصل بعالم السماء وفجأة بعـد أن يسمع من الملاك روفائيل أن الملائكة تسبح الله وتعبده حق عبادته، إذ أن هناك من لا يرفع رأسه من السجود وهناك من لا يقوم من الركوع،وهناك من لا تجف عينيه من الدموع، وهم على ذلك لا يوفون الله حقه، فبكى ذو القرنين لذلك، وبالتالي يحدث الاضطراب عند هذه المرحلة، بعدها يقرر ذو القرنين أن يعبد هو الآخـر الله حق عبادته، فيبحث عن الوسيلة الفضلى لذلك بسؤال روفائيل الذي يمده بالإجابة وهي مرحلة البحث عن الحل ثم يجهز ذو القرنين العدة والعتاد من جيش وخيل ويرحل باحثا عـن عين الحياة مع الخضر. يصل الخضر إلي العين، فيغتسل منها ويشرب، فيما يرجع ذو القرنين زاهدا في الدنيا راغبا عنها بعد أن يحصد مغزى رحلته المتمثل في أن النفس البشرية لا تشبع ولا تهنأ إلى أن توارى التراب، ولا يملأ عيني ابن آدم إلا التراب .
وكان النص شديد القرب من النص الأصلي في تقسيمه، فهو يبدأ بحالة الاستقرار التي كان يعيشهـا الزوجان، يعتنيان بأرضهما وما عليها من أشجار، فجأة يحدث الاضطراب ؛ يقبض على الخضر ويقتاد إلي السجن ثم يقتل. تسمع الزوجة بأنه دفن دون عينين(وهمس الجميع بحسرة مطحـونة :خضر بلا عينين)9 تصمـم الزوجة على معرفة سر اختفائهما، فتسأل، وتحصل على الجواب من مجند إسرائيلي؛ على أن زوجها قـد نزعت عيناه لمعالجة عيني يهودي قريب للجنرال وذلك بعد أن تدفـع الزوجة كل ما تمـلك لمعرفة السـر (بحثت عن سر اختفاء عينيك …دفعت كل ما أملك لمعرفة سـر اختفائهما، دفعت القلادة الذهبية التـي دفعتـها مهرا إلي) 10. ثم تعد هي الأخرى العدة لتحقيق هدفها، فتعمل على إ طالـة أظافرها لليوم المنشود، فتراقب بحـذر المستوطن الهدف، وبعد مدة تتمكن منه وتقتلع العينين لتنتهي القصة بوفاتها هي كذلك لكن بعد أن تفوز بغنيمتهـا ويمكن تبيان ذلك في الجدول التالي :
النـــــص الأصلـــــي | النـــــــص الأدبـــــــــــــي |
1-العنوان: ذو القرنين، والخضر، والبحث عن عين الحياة . | 1-العنوان: عينا خضر |
2-مرحلة الاستقرار:عيش ذوالقرنين في استقرار وسعة من الملك | 2-مرحلة الاستقرار:عيش الزوجين في ارضهما في استقرار+بعض الملك (الارض+الزيتون) |
3-حدوث الاظطراب: سماع قصـــة الملائكـــــة من روفائل وعبادتهم لله. | 3- حدوث الاضطراب: اعتقال الخضر وقتله ودفنه دون عينين . |
4-البحث عن الوسيلة المثلي لعبادة الله | 4-بحث الزوجة عن سر اختفاء عيني خضر |
5-المسؤول :روفائيل الملاك
|
5-المسؤول :يهودي مجند |
6-إعداد العدة للبحث عن عين الحياة( تجهيـــــز الخيل +الجيش+العلماء). | 6-إعداد العدة (بيع القلادة +الملك+إطالــة الأظافر +ترصد اليهودي). |
7- وصول الخضر إلى عين الحياة وظفره وزهد الملك بعد رجوعه (ودع الدنيا بزهده). | 7- وصول الزوجة إلى هدفها وظفرها بعيني زوجها وموتها بعد ذلك .(ودعت الدنيا بموتها). |
من خلال الجدول يمكن التماس الشخصيات الأدبية التي تلتقي وشخصيات الأسطورة بناء في حين تختلف عنها موقعا ومقاما، وهي شخصية (الخضر، الزوجة، والمجند الإسرائيلي )التي تقابلها في النص الأصلي (ذو القرنين، الخضر وروفائيل )،فبينما كانت الشخصيات الأصلية ذات مقـام رفيع، ومكانة عاليـة (ملك +عالم +ملاك) لم تعدوا الشخصيات الأدبية أن تكون من العامة، وما ذلك إلا محاولة من المبدعة الغوص في حياة المواطن العربي وأغوار قضاياه مهما كان شكله أو طبقته، وكشف الواقع بعيدا عـن ذوي المقامـات والعظماء من الشخوص، وهي الميـزة التي يتميز بها الجنس القصصي عـن غيره من الأجنـاس (الاهتمام بالطبقة العامة )،أما الأحداث فيمكن القول بأنّها متشابهة إلى حد كبير عند تقسيم القصة إلى أجزائهـا التي ذكرت سابقا : استقرار اضطراب أسئلة ، تعقبها الأجوبة، التصميم على تحقيق الهــدف، فالوصول إلي الغاية المنشودة .
رغم التشابه الموجود في البناء الفني للقصتين، إلا أن هناك بعض الاختلاف كذلك فيما يحدث للشخصيات إذ ينطلق كل من ذي القرنين والخضر معا، ليعودا معا بظفر الثاني وزهد الأول ورغبته عن الدنيا، أما القصة الأدبية، فتبدأ الرحلة بالزوجين ليموت الطرف الأول في بداية المرحلة ويكون حافزا للطرف الثاني (الزوجة) في إتمام المرحلة الثانية، وفيها يتحقق الهدف وتظفر الزوجة بعيني زوجها الخضر، ثم موتها هي الأخرى. فبينما دفع ذوالقرنين روحه وضميره دون جسده ثمنا للوصول إلى إجابة شافية، وهي النتيجة التي خلص إليها في الأخير، دفعت الزوجة حياتها ثمنا لاسترداد عيني زوجها، وقد خلصت الكاتبة بذلك إلى النتيجة نفسها، فلما كانت العبرة التي خلص إليها ذوالقرنين تكمن في كون الإنسان لا يشبع وأنه لن ينعتق من عبودية نفسه وتكالبه وراء الدنيا إلا بعد أن يوارى التراب، كذلك لم تهنأ الزوجة إلا بعد أن عانقت أنفاسها وجسدها التراب ولم يرتح الخضر إلا بعد أن وارت عيناه التراب، وهو دليل الخلاص من العبودية الذي سيلتزم دفع الغالـي من الثمن والتضحية ؛فإما الحرية وإما الموت. وهذا إشارة من الكاتبة إلى الحالة السياسية والاجتماعية والدينـية التي يعيشها المواطن العربي داخل فلسطين من ظلم ونهب واغتصاب للحقوق، وقد وفقت الكاتبة في المقابلة بين الحياة في النص الأصلي والنص الأدبي، فبينما كانت الحياة في النص الأول تكمن في عبادة الله حق عبادته وذلك بالانعتاق من عبودية شهوات الدنيا وملذاتها، كانت في النص الثاني تساوي الحرية بالانعتاق من عبودية المستعمر المغتصب .
ويظهر المكان في الأسطورة مفتوحا (اتصال بين عالم الأرض والسماء) والرحلة بين مطلع الشمس ومغربها، وذلك لتدل على الإنسان في كل بقعة من بقاع الكون وأنه معني بعبادة الله، أما في النص الأدبي فهو محدود في (القدس) ليدل على المواطن الفلسطيني، وقد تأسطر بأن جعلته الكاتبة يضم أحداثا شبيهة بأحداث الأسطورة، ثم إن القدس مكان مؤسطر بذاته لما توالى وتعاقب عليها من حروب دينية وقصص وأساطير.
أما الزمن فتبدأ الكاتبة نصها باستراحة تصف فيها عيني خضر والعلاقة التي بينه وبين الزوجة ومن ثمة تقفز إلى المشهد أين يدور بينهما حوار حول زواجهما، بعدها تلجأ الكاتبة إلى خلاصة تسرد فيهـا كيف تزوجا وعاشا سعيدين في البداية .ويستمر زمن الأحداث في التطور خطيا مابين استراحة وأخرى إلى أن تصل الكاتبة إلى السرد الاستذكاري في الحديث عن كيفية اختفاء عيني خضر . وبينما يبدو الزمن في النص الأصلي أسطوري إلى حد ما؛ إذ طلـب ذو القرنين من جنوده التعسكر وانتظاره اثنتي عشر سنة قرب أرض الله المظلمة، وإن لم يعد بعدها عادوا من حيث أتوا، تأرجح الزمن في القصة الأدبية بين الانفتاح والانغلاق، إذ تبدأ القصة بزمن مفتوح عندما تقول الزوجة (تلك الأشواق التي ولدت منذ أن كنا طفلين)11، فقد يحدد الزمن بين الطفولة والكبر لكن السؤال هنا متى بدأت هذه الطفولة ؟ ليس هناك تاريخ محدد لها، وهي السمة التي تعطي للزمن انفتاحا على الماضـي، ثم يأخذ الزمن انفتاحا آخر لكنه هذه المرة في الحاضر(في كل ليلة أتعبد في محراب عينيه)12 فرغم انحصار الوقت في الليل، لكن عملت كلمة (كل )على فتح وقت هذه الليالي التي لا نعلم مبدأها من منتهاها .
بعدها يتجه الزمن نحو الانغلاق في قولها : (كانت ليلة دافئة في حضنك، لا بل ليلة باردة برحيلك)13، إذ حصرت عملية اقتياد الخضر إلى السجن في الليل، ثم تقول:( في اليوم الثاني جاء الجنود وجرفوا الأرض)14، (بعد شهر قالوا أنك مت)15…( سلموا جسدك ليلا لأبيك….)16. ولعل تراوح الزمن بين الانفتاح والانغلاق والماضي والحاضر إنما هو محاولة من الكاتبة إجلاء حقيقة المواطن الفلسطيني وبلده، ماضيه وحاضره المملوء بالجراح، وما كان استعمال كلمة الليل التي تتكرر في النص بكثرة إلا إشارة منها إلى جبن الاحتلال اليهودي لفلسطين تحت غطاء الأسبقية في الحق، فكان كل ما يتم ويحدث، إنما يتم في غموض وإبهام دون وضوح السبب الحقيقي، وذلك طبعا خوفا من الثورة وخوفا من انكشاف الحقائق، وبعد ذلك يتواصل الزمن في الانغلاق أكثر في قولها: (حيث استولى المستوطنون على بيت سيدي علي قبل سنوات ) 17،وكذلك في : (طوال أسابيع ناجتني عينا خضر)18…وهو دليل قوي على حالة الحصار التي يعيشها المواطن الفلسطيني وتأزم قضيته في الوقت الراهن.
3-الاقتباس والتناص:
لقد تجاوزت الكاتبة توظيف الاسم الأسطوري الذي ينتمي إلى الأسطورة الأساس أسطورة “الخضر مع ذي القرنين “- إلى توظيف مكونات أسطورية أخرى ونصوص أدبية يمكن توضيحها كما يلي :
1-استحضرت الكاتبة بعض الإشارات من النصوص الأدبية الشعرية والمتمثلة في :
*قصيدة أنشودة المطر لبدر شاكر السياب :
“عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ” .
*قصيدة المجد للضفائر الطويلة لنزار قباني :
“عيناها طيران أخضران “.
في قولها (تينك العينين …وتشرقان مثل نخيل أخضر )19. أين التقى ثلاثتهم في تشبيه العين بالنخيل الأخضر.
*قصيدة البئر المهجورة ليوسف الخال :
“لنا التراب بيت، رحم، وكفن ” وتلتقي بقول الكاتبة :” عينا خضر… تدعواني إلى …وإلى إطعامهما لدود الأرض التي يعشقها “20.
3-ضمنت المبدعة نصها بعض الأسماء والخلفيات الأسطورية :
أ-الفنيق الطائر الأسطوري الذي ينبعث من رماده والذي يرمز إلى الانبعاث والميلاد من جديد، وقد وظفته المبدعة إشارة منها إلى استمرار المقاومة الفلسطينية، لأن في قتل الخضر ميلاد لألف خضر آخر، إن إطعام جسد الخضر ودمه الأرض الفلسطينية إنما هو بعث لحب المقاومة، ومنبت لملايين السيوف، وبعث حب الجهاد في الأجيال اللاحقة، وقد دل عليه أكثر اسم ابن الخضر (عودة ) الذي سيرضع حب استرجاع حق أبيه وشعبه، فاسم عودة هو إشارة لعودة الخضر ومقاومته من خلال ابنه وسيوف أخرى .
ب-الأسطورة الأنثوية شهرزاد : في قولها :”وكما أهدى حبه لأرضه التي كان يحدثني كل ليلة عن حبه لها “.21 وهو شبيه بحكي شهر زاد في الليالي (تمركز الحديث في الليل ) ..
ج-أسطورة جلجامش : يتلقي النص هنا مع أسطورة البحث عن الخلود (جلجامش ) وذلك من خـلال بحث الزوجة عن عيني زوجها لترد إليه راحة البال كما بحث جلجامش عن زهرة الخلود ليرد الحياة لأنكيدو.
أما الخلفيات الممكن استخرجها من النص فهي:
الخلفية التاريخية والسياسية والدينية :
المتمثلة في الصراع القائم بين اليهود والعرب منذ القدم، وكره كل منهما للآخر وكل ما يرتبط به ونلمـح ذلك من خلال : (وبلكنتة العبرية اللعينة …)22.كما يحمل النص الإشارة إلى طبع الإنسان اليهودي والمتمثل في الغدر والخيانة (باح لي المجند الإسرائيلي ) 23.بكل شيء، وهي إشارة إما إلى الطبع والسلوك اليهودي كما سبق الذكر، أو إشارة إلى استيقاظ بعض الضمائر اليهودية التي ترفض يهوديتها لما نشب من خـلاف داخل الطوائف اليهودية نفسها ” إذ أوردت وكالات الأنباء في شهر أبريل 1997 خبرين:
الأول مفاده أن السلطات الإسرائيلية تتوقع أن تشهد مدينة القدس اضطرابات وعمليات إلقاء حجارة، لكن ليس من الجانب الفلسطيني وإنما من الجانب اليهودي المتدين. أما الخبر الثاني، فهو طرد يهودي أثيوبي من عيادة طبية بدعوى العنصرية، وهو ما أثار حفيظة الكثير من السود24.
ومنه قد يحتمل أن هذا المجند الإسرائيلي قد أخبر الزوجة بالسر رفضا منه لانتمائه اليهودي، لكنه غطى رفضه بقبول المال المقدم من الزوجة مقابل البوح بالسر .
ب: المطـاوعـــة :
تمكنت الكاتبة من تطويع مختلف العناصر الأسطورية الموظفة في نصها الإبداعي انطلاقا من اعتمادها على :
1- التشابه : الذي يتضح أكثر في البناء الفني أين تشابهت الأحداث الفنية مع الأحداث في القصة الأصلية فكل حكاية من الحكايتين تبدأ بالاستقرار ثم حدوث الاضطراب، فالأسئلة، فالاستعداد، وأخيرا تحقيق الهدف، ويظهر التشابه كذلك من خلال تشابه الشخصيات الرئيسية فنجد التقابل بين كل مـن ذي القرنين، الخضر، وروفائيل في الأسطورة، والزوج (الخضر)، والزوجة والمجند الإسرائيلي في النص .
هذا في ما يخص الأحداث العامة وشبهها بأحداث الأسطورة الأساس، أما التشابه الآخر فقد تم على مستوى الأحداث الداخلية الجزئية، فنجد الخضر وزوجته شبيهين بشهرزاد وشهريار في قصة الليالي؛ أين يتم الحديث عن الأرض كل ليلة .
كما نجد التشابه كذلك في دور الزوجة ببحثها عن بعث الحياة (ارتياح البال والهدوء) في زوجها بعد أن وارى التراب باسترجاع عينيه والبحث عنهما وذلك كثير الشبه بمحاولة جلجامش إيجاد زهرة الخلود لإرجاع الحياة لأنكيدو، وقد تم إحداث التشابه الآخر بين ولادة الطفل (عودة )وإعادة عينا خضر للتراب وبين بعث حب المقاومة والقتال من خلال طائر الفنيق وانبعاثـه من رماده إشارة إلى انبعاث الخضر ( انبعاث المقاومة من خلال موته في أناس آخرين ومنهم الابن عودة ).
2-التشويه والتغيير : يظهر التشويه والتغيير من خلال الحصول على قصة ثانية هي قصة الشاب الفلسطيني “الخضر ” وزوجته وما مرا به من ظلم من طرف اليهود في الأرض الفلسطينية في القدس، أين يحلم الزوج بأرض محررة، لكنه يقتل وتسعى الزوجة لمعرفة سر اختفاء عينيه التي كانت سبب قتله، ولعل أول تغيير يكمن في موقع الشخصيات، فبينما كانت شخصيات القصة الأصل من أسمى الطبقات كانت شخصيات القصة الفنية من الطبقة العادية، ولا سيما شخصية الملاك التي تقابلها شخصية اليهودي (المجند).
ويظهر التشويه والتغيير في ما وقع للزوجين كذلك، فبينما عاد كل مـن ذي القرنين والخضر سالمين غانمين يحملان المغزى من رحلتهما، فقد الزوج والزوجة حياتهما في القصة الأدبية وكان ثمن حصول الزوجة على مرادها دفع حياتها ثمنا لذلك .
إضافة إلى ما سبق يمكن الحديث عن التغيير الذي أحدثته الكاتبة في استعارتها قصة الليالي، فلما كانت في القصة الأصلية شهرزاد هي الراوية وشهريار (الرجل ) هو المستمع، كان العكس في القصة الأدبية ؛ فالمحدث كل ليلة كان الخضر والمستمعة كانت الزوجة، ثم يأتي التغير في الفعل ذاته، إذ كان في قصة شهرزاد “حكي ” وهو متعلق برواية العجيب من الأمور أما في النص الأدبي فهو “حديث ” ويحمل الواقع المعيش وأحلاما مستقبلية، وإذا كانت شهرزاد تشغل شهريار عن قتلها من خلال الحكي كان الخضر يشعل حب الأرض والحرية، وحب الأحلام في قلب زوجته.
وبالتالي نجحت المبدعة في تطويع مختلف العناصر الأسطورية من خلال تقنيتي التشابه والتغيير لرسم قصة جديدة تحمل شحنات دلالية مختلفة.
ج- مستـوى الإشعـاع:
بتوظيفها للعديد من العناصر الأسطورية تمكنت المبدعة من خلق نص جديد عن طريق تطويعها لتلك العناصر انطلاقا من اعتمادها لعمليتي التشبيه والتحوير(التغيير) لتحصل في الأخير على نص جديد هو “عينا خضـر” والذي يتفق مع النص الأصلي في بنائه اتفاقا تاما، ويختلف في دور شخصياته بناء على مـا تسعى الكاتبة لإجلائه وما تشير إليه .وعليه أعطى هذا التجلي والتطويع بعض الأبعاد الدلالية التي يمكن ذكرها فيما يلي :
1- البعد الديني : ويتجلي من خلال الصراع القائم بين الفلسطنين واليهود من أجل أرض فلسطين وهي قصة معروفة في ديننا الحنيف .
2-التاريخي : ويتمثل في الصراع ذاته الذي نشب منذ القديم إلى يومنا الراهن، وقد أشارت الكاتبة إلى ذلك من خلال الاستيلاء على( بيت سيدي علي) وذكرها لبعض الأزمان على سبيل التأريخ.
3-السياسي : وهي الحرب التـي تدور بين الفلسطينيين واليهود لأجل ما سموه بأرض الميعـاد، والدعوة إلى استمرار المقاومة من أجل الحصول على الحرية .
4-البعد الأخلاقي : إذا كان الإنعتاق من شهوات الدنيا يكمن في محاربة النفس وتقوى الله حق تقاته، فالانعتـاق من عبودية البشر يكمن في القتال أو الموت.
5-البعد الاجتماعي الثقافي : وهي الحالة التي أحالت إليها الكاتبة والتي تتمثل في الحالة المعيشية للمواطن الفلسطيني الذي يعتمد بنسبة كبيرة على الأرض وما عليها من شجر وزيتون، والدليل على ذلك قول الخضر موصيا زوجته (خذي بالك من الولد والزيتون يا امرأة)25. كما تناولت الكاتبة الكثير من المصطلحات التي تدل على الأرض مثل النخيل الأخضر، الغرس، غرستنا، شجيرة، زيتون، أرض، ..وهي إشارة أيضـا إلى التعلق بالجانب الزراعي الذي يمثل الحياة.
6-البعد الفني الجمالي : ويظهر ذلك من خلال قدرة الكاتبة تطويع العناصر الأسطورية وتوظيفها في جنس القصة القصيرة وإعطاء نص فني جديد وما ينسحب على هذا الأخير من بناء أسلوبي راقي ولغة شيقة أظهرت فيها المبدعة موقفها من الراهن الفلسطيني، وما يعانيه المواطن الفلسطيني وحلمه الدائم بالعيش فـي أرض محررة تشرق على أسوارها الشمس.
الخلاصة:
من خلال دراسة بعض الآراء حول توظيف الأسطورة في كتابات بعض الأديبات، اتضح أن أغلبهن لجأن إلى توظيف أسطورة شهر زاد، لأنها من جنسهن، وبالتالي تحاول الكاتبات إيجاد أنفسهن في البطلـة شهرزاد التي أصبحت قدوتهن، فحاربن الرجل بالكلمة المكتوبة بدل الكلمة الشفوية، وكان الحب بكل أشكاله هو العنصر الحاضر بقوة في إبداعاتهن، والذي تأرجح بين حب الآخر وحب الوطن ، ومن خلال دراسة نماذج لسناء شعلان التي دارت قضايا مواضيعها في عوالم الحب بأنواعه، نجد خصوصية التمحور حول الذات والحديث عن الحب والوطن، لكن الكاتبة على عكس ما أشيع عن كتابـات المرأة، نجد المرأة في قصصها ضحية ومذنبة، عاشقة ومعشوقة، محبة للحرية وللوطن، فسناء لم تلق اللوم على الرجل فيما تعانيه المرأة، بل جعلته هو كذلك يعاني من الحرمان وضحية لألاعيب الأنثى فجعلته بحاجة إليها كما هي في حاجته، فرغم ذكائه وقوته وثروته يبقى بحاجة إلى الكائن الضعيف المسمى أنثى كما أنها رغم ذكائها وجمالها وتكبرها تبقى في حاجة إلى ذاك المسمى رجلا، فكل منهما في حاجة الآخر ولا تكتمل الصلة بينهما إلا بعطاء الذات الذي يستوجب الاختلاف . وقد سعت سناء شعلان إلى توظيف الأسطورة في القصة القصيرة التماسا منها لنوع جديد ومختلف عن القصة القصيرة القديمة معتمدة بذلك على التجريب . وقد تجلى هذا التوظيف فـي:
- توظيف المكان الأسطوري، الزمن الأسطوري، الشخصية الأسطورية، الكائن الأسطوري، الموجودات الأسطورية، الحدث الأسطوري والرمز الأسطوري .
- وقد تلجأ الكاتبة إلى التوظيف الكلي أو التوظيف الجزئي، وقد توظف أكثر من عنصر في قصة واحدة وقد توظف العناصر كلها في النص الواحد.
- تمكنت الكاتبة ببراعة من الفصل بين الشخصية الأسطورية في الأسطورة والشخصية الدينية في القصة الواحدة دون إحداث الخلط رغم مزجها بين الأسطوري والتاريخي والديني في النص الواحد. وقد اعتنت بجميع العناصر الأسطورية والمكونات الميثولوجية كما نجحت في إسقاطها على واقعها المعيش كأنثى من جهة، وكمواطنة عربية من جهة أخرى، إذ حاربت سراب الأفكار السوداء الذي أشعل نار الحرب بين المرأة والرجل دون داع سوى أنهما لم يقفا بعد عند المعنى الأسمى لاختلافهما، وان هذا الاختلاف هو أساس الاتحاد والداعي إليه . كما أشارت إلى فساد الأنظمة السياسية والاستبداد وفساد السلطة ونوم الضمائر عن محاربة الظلم، وأن الحل يكمن في المواجهة لا الانسحاب وفي الصراخ في وجه الظلم لا وضع الأيدي على الأفواه.
الهوامش:
1-أنظر :سناء شعلان :الأسطورة في روايات نجيب محفوظ، ص: 24، وشهادة إبداعية لسناء شعلان :مجلة الجسرة،ص: 30ومابعدها
2-سناء شعلان:الهروب إلى آخر الدنيا، عينا خضر،نادي الجسرة الثقافي والاجتماعي، قطر، الدوحة، ط 1، 2006 .
3-المصدر نفســه: 60.
4-5- المصدر نفســه:ص:61.
6- أسطورة ذي القرنين والخضر والبحث عن الحياة: :لقد أكد الدارسون أن وجود عدة أوجه لهذه الأسطورة، أشهرها أنه كان للملك ذي القرنين صلة بعالم السماء، وكان له خليل من الملائكة يسمى روفائيل يخبره أخبارها، وقد رغب ذوالقرنين في عبادة الله كما ينبغي بعـد أن سمع أن الملائكة تعبده حق عبادة وهم على ذلك غير راضين بعبادتهم، فبكى وسأل الملاك عن الوسيلة المثلى لعبادة الله، فأخبره بأنها الشرب من عين الحياة الموجودة بأرض الله المظلمة، فرحل إليها بمعية الخضر، أين لقيا في طريقهما الكثير، وعادا بعدها؛ الأول زاهدا والثاني ظافرا؛ إذ زعموا أنه شرب من ماء الحياة فخلد، فما مر بمكان خراب إلا ودبت فيه الحياة. انظر : محمد عجينة :موسوعة أساطير العرب، دار الفرابي، بيروت، لبنان، ط1، 1994، ص: 474.وعماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن كثير (ت700، 774 هـ)، دار الإمام مالك، الجزائر، ط 1، 2006،ص:313.
7-قرآن كريم :سورة الكهف، الآية :[65].
8-سناء شعلان،الهروب إلى آخر الدنيا :ص :57.
9-10- المصدر نفسه:ص :59.
11- المصدر نفسه، ص :57.
12- المصدر نفسه، ص :57.
13-14-15-16- المصدر نفسه، ص 59.
17-18- المصدر نفســه: ص: 60.
19- المصدر نفســه، ص: 57.
20- المصدر نفسه: ص: 61.
21-المصدر نفســه: 58.
22-23- المصدر نفســه، ص:60.
24-انظر: عبد الوهاب المسيري: من هو اليهود ؟!، دار الشروق، القاهرة، مصر، ط3، 2002، ص: 5.
25- سناء شعلان، الهروب إلى آخر الدنيا، ص: 59
……………….. ***** ……………….