إسهامات المدارس الدينية في تطوير اللغة العربية والدراسات الإسلامية في سريلانكا: جامعة الفلاح العربية بمدينة كاتانكودي أنموذجاً

Vol. No. 1, Issue No. 4 - October-December 2021, ISSN: 2582-9254

0
1129

إسهامات المدارس الدينية في تطوير اللغة العربية والدراسات الإسلامية

 في سريلانكا جامعة الفلاح العربية بمدينة كاتانكودي أنموذجاً

بقلم

ميرا محي الدين بن حسن ظافر
باحث في الدكتوراه، قسم اللغة العربية، كلية جمال محمد، جامعة باراتيداسان، الهند، وأستاذ في كلية ميرافوداي الهداية في سريلانكا

ملخص البحث

لما احتاج المجتمع السريلانكي إلى إنشاء المدارس الدينية، ظهرت كثير من المدارس العربية في سريلانكا على وفق المناهج الدعوية. فكل جماعة أو حركة إسلامية تعمل في حقل الدعوة، سعت لإنشاء معهد ديني مستقلّ لها، يتمثل بأفكارها ومناهجها واعتقاداتها ومذاهبها الفقهية. ولكن كانت أهداف هذه المدارس، إعلاء كلمة الله وإقامة دينه الحنيف في هذه الأرض. فسعت لتحقيق هذه الأهداف القيمة بتدريس اللغة العربية والفنون التي نشأت بها من العلوم النقلية والعقلية. ومن مقدمة هذه المدارس العربية، جامعة الفلاح العربية التي تقع في مدينة كاتانكودي بشرق سريلانكا. هذه الجامعة كوّنت علماء وحفظة القرآن الكريم. ولهم دور مهم في حماية الإسلام عن الجاهلية الحديثة التي عمّت المجتمع الإسلامي في هذه الدولة. هذه الدراسة تسعى إبراز تاريخ انتشار اللغة العربية في سريلانكا والأسباب الدافعة إلى اشتغال المسلمين بتعلَّّمها وتعليمها والتعرف على جامعة الفلاح العربية بكاتانكودي من حيث نشأتها وأهدافها وعلماءها ومساهماتها للمجتمع وتوصيف مساهمات جامعة الفلاح العربية لنهضة اللغة العربية بين الأهالي غير الناطقين بها. استخدم الباحث المنهج الوصفي والمنهج التحليلي لإنجاز هذه الدراسة والوصول إلى النتائج المطلوبة كما قام بالاستقراء وبالطريقة المكتبية لجمع المعلومات الأكاديمية والثقافية وأخذ المقابلة أداة لجمع المعلومات. قد توصلت الدراسة إلى أن جامعة الفلاح العربية كانت منارة علمية تحمل رسالة قيمة ومسؤولية مهمة أمام شعب هذه الدولة في المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية. ولها يد طولى في توجيه المجتمع إلى التعايش والسلام وأن اللغة العربية قد انتشرت بهذه الجامعة في أرجاء سريلانكا ونشأ أجيال كثيرة في حرمها كما تعزز هذه الجامعة وحدة المسلمين وترابطهم وتعمل جسراً يعلق أطراف المجتمعات في هذه الدولة. وتسببت لنشأة عديدة من المدارس الدينية.

الكلمات المفتاحية:   جامعة الفلاح، اللغة العربية، سريلانكا، إسهامات، الدراسات الإسلامية.

 المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: “فإن اللغة وسيلة رئيسة من الوسائل التي يقوم بها الإنسان لعملية تبادل الآراء والأفكار ويظهر بها مشاعره واحتياجاته اليومية في الحياة. فإذن اللغة العربية هي الوسيلة التي تربط المجتمع الإسلامي من العرب والعجم في آفاق المعمورة تحت شعار واحد وعقيدة واحدة. فاللغة العربية بين اللغات، تتميز بعدد من المزايا والفضائل إذ أنها لم تكن لغة للتواصل البشري فقط، بل لها دور مهمّ للتواصل الإلهي هو الآخر. لقد منّ الله لهذه اللغة وأهلها من متعلميها ومعلميها ومن ساعد على نشرها بنعمٍ عديدة لا يعرفها إلا من نالها وفي التحدث بها والدراسة عن آدابها لذّة فائقة ليس لسواها لا يعرفها إلا من تلذّذ بها. فاللغة العربية لا تنتسب إلى العرب ومن ولاها ولكنها لغة من أسلم لله وجهه في هذه الأرض.”[1]

فقد قام المجتمع المسلم في جزيرة سريلانكا بتعلّم اللغة العربية لكونها لغة مصدر الإسلام ولغة التواصل العالمي ولغة تورث الفرص الاقتصادية على الصعيد الوطني والصعيد الدولي. واهتمت شتى الجهات فيها من الجامعات والمدارس الدينية والحكومية بتدريسها لأبناء الدولة. من أبرز هذه الجهات جامعة الفلاح العربية التي تقع في مدينة كاتانكودي بشرق سريلانكا. هذه الدراسة تبحث مساهمات الجامعة لتطوير اللغة العربية وآدابها وفنونها.

مشكلة البحث:

اللغة العربية هي لغة العرب. أما ظهورها وتطورها في بلاد غير عربية أمرٌ مستحيلٌ وكذا أن سريلانكا دولة غير عربية وإنها تهتم اهتماماً كبيراً بتدريس اللغات السنغالية والتاميلية والإنجليزية فيبدو سؤال كيف يمكن نشأة اللغة العربية فيها والقيام بالأعمال التدريسية على وفق المناهج والقواعد التعليمية واتباع الأساليب الحديثة في تدريسها؟ وكذا، حينما كانت اللغة العربية لغة دينية له اهتمام كبير في نشر دين الإسلام كيف تكون له أهمية في مواجهة التحديات الحديثة في العالم الحديث والفائدة في تعلمها. وفضلا عن ذلك، يبدو أن هناك مشاكل كثيرة في تدريس اللغة العربية عموماً. فبين هذه الأسئلة هذه الدراسة تسعى إلى تقديم الإجابات المناسبة إذ تبحث في مساهمات جامعة الفلاح العربية على أنها نموذج هذه الدراسة لتطوير هذه اللغة المباركة.

أهداف البحث:

تسعى هذه الدراسة لتحقيق الأهداف التالية:

  1. إبراز تاريخ انتشار اللغة العربية في سريلانكا والأسباب الدافعة إلى اشتغال المسلمين بتعلمها وتعليمها.
  2. التعرف على جامعة الفلاح العربية بكاتانكودي من حيث نشأتها وأهدافها وعلمائها ومساهماتها للمجتمع.
  3. توصيف مساهمات جامعة الفلاح العربية لنهضة اللغة العربية لغير الناطقين بها.

منهج البحث:

إن طبيعة هذا البحث يقتضي من الباحث أن يستخدم المنهج الوصفي والمنهج التحليلي لإنجاز هذه الدراسة وللوصول إلى النتائج المطلوبة كما يقوم بالاستقراء وبالطريقة المكتبية لجمع المعلومات الأكاديمية والثقافية كما استخدم الباحث المقابلة أداة لجمع المعلومات.

محور البحث: النتائج والمناقشة

قد وصلت اللغة العربية إلى سريلانكا حينما تعلق التجار العرب بها للأغراض التجارية منذ العهد القديم. كان لهؤلاء التجار دور مهم في تطوير اقتصاد الدولة ونشر اللغة العربية. فمن ثمّ، نالت العربية مكانة رفيعة بين أبناء الدولة ولا تزال تدرس في شتى المجالات إذ اعتنت الحكومات في هذه الدولة بنشرها بالرخصة الرسمية والدعم التمويلي والعلاقة الدبلوماسية مع الدول العربية وغير ذلك.[2]

يتضح أن رؤساء المجتمع الإسلامي وعلماءها وعامتها ساهموا في نشأة هذه اللغة وتطويرها ونشرها إلى أرجاء الدولة. ولكن مساهمة العلماء أكثر على أنهم ذووا المسؤولية المباشرة لها. “اهتم علماء سريلانكا في الماضي والحاضر باهتمام كبير على نشر اللغة العربية وفنونها، كما يهتمون بسائر شؤون المسلمين، بالرغم من كون أصول جزيرة سريلانكا بوذية عجمية، غير أن البعض من العلماء استطاعوا من جعل اللغة العربية وعاءً لشعورهم وفنونهم وفلسفتهم وعقائدهم وثقافاتهم، وقد جسدوا كل هذه الفنون من خلال إنشاء القصائد العربية”[3]

فمع هذا التناسق الاجتماعي، قد أثر العديد من الأسباب في نهضة اللغة العربية ومن أهمها:

  • الأسباب الدينية : “إن الإسلام قد جعل العربية لغة دينية تستخدم في أداء فريضته كالصلاة والحج وبدونها لا تتم تلك الفريضة، لأن الإسلام يأمر المسلمين بوحدة الأمة وتضامنها عن طريق اللغة العربية. وكل المسلمين في العالم يؤدون صلواتهم الخمس وسائر الصلوات المسنونة بقراءة سورة الفاتحة وغيرها من السور والآيات الكريمة والأدعية الواردة المسنونة التي هي باللغة العربية.”[4]

“اهتمّ الطلاب المسلمون بتعلم اللغة العربية … وقد ساعد على استمرارها الثابت أن تصدق المسلمون أموالهم لإدارة هذه المدارس للفوز في الآخرة وضحى مدرسوها حياتهم في خدمتها دون الاهتمام بأغراض حياتهم الدنوية ورأها المسلمون خدمة دينية واجتماعية واتجه الطلاب إليها لما أعجبوا بالمكانة الرفيعة والتقدير الجزيل في المجتمع للعلماء الخريجين فيها.”[5]  وكانت أيضاً حاجة المجتمع الإسلامي إلى العلماء العارفين باللغة العربية لتوجيههم إلى التعاليم الدينية. يتضح أن المسلمين كانوا يعتقدون أن تعلم اللغة العربية وتعليمها والاهتمام بها عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. ولذلك، اعتنوا بها اعتناء ضخماً إذ يرجون بها الأجر من الله تعالى.

  • الأسباب السياسية: من المعقول، أن ملوك سريلانكا كانوا يقومون بالصلات مع الدول العربية منذ القديم. وأرسلوا الرسائل والرسل والهدايا أيضا وفي بعض الأحيان، وجدوا النصرة والمساعدة منهم لمحاربة أعدائهم. فكانت هذه الصلات السياسية، أدّت إلى نشأة اللغة العربية ونهضتها في هذه الدولة. وكانت تستمرّ هذه الأوضاع في اليوم إذ تعتني حكومة سريلانكا بتطوير هذه اللغة القيمة لكي تُقوِّي العلاقات السياسية مع الدول العربية والحصول على مساعداتهم على الأعمال التطورية.
  • الأسباب الاقتصادية: إن موقع سريلانكا يميزها من سائر دول جنوب آسيا لأنها كان مركزا مهما للتجارة الدولية وكان أيضا معبر التجار والسفن. فهذا الوضع، أثر في اقتصاد الدولة لأن التجار العرب أحبوا هذه الدولة أكثر فواصلوا مع الشعب والحكام فهذه المواصلة ساعدت على نشأة اللغة العربية ونهضتها. “في القرن الثامن وفيما بعده، جاء عدد كبير من العرب إلى سريلانكا واستقرّوا فيها. ولكن لم تنقطع علاقاتهم مع الدول التي عاشوا فيها قبل. وقد مثلت سريلانكا مركزا كبيرا للتجارة ودولةً أتاحت الفرص لشراء اللؤلؤ والأحجار الكريمة والعطور وبيعها وجذبت المسافرين في البحر”[6]

وفي هذه الأيام أيضا، تتواصل هذه العلاقات الاقتصادية لأن صرف العملات الأجنبية،  لاسيما فرص الوظائفية في دول الخليج العربي تساهم في التنمية الاقتصادية لهذه الدولة. “فضلا عن هذه القطاعات الاقتصادية،  يساهم التوظيف في الخارج بشكل كبير في العملات الأجنبية: 90٪ من السريلانكيين المغتربين يقيمون في الشرق الأوسط”[7]

العمال الذين أرادوا العمل في دول الخليج سعوا أن يتعلموا اللغة العربية لكي يجدوا عملا رفيعا هناك. “وأما الذين يريدون أن يعملوا في البلاد العربية فأولئك هم راغبون في تعلم اللغة العربية قبل سفرهم، وهم يظنون بأن من عرف قليلا من العربية مثل أسماء الأسابيع والشهور والأغراض المتطلبة للحياة اليومية التي توجد في الأسواق والدكاكين وغيرها من الأسماء والأغراض التي يشتريها الناس يوميا حيث يستخدمونها في كلامهم، فلعله يحسن المعاملة مع الآخرين بغير تحير وتردد، حيث يحاول أن يتكلم بالعربية أو يفهم الآخرون”[8] فشعوراً بهذه المهمة يقوم مكتب سريلانكا للعمالة الأجنبية (SLBFE) بدورات تدريبية قبل ذهاب العمال إلى الدول العربية حيث يستعدون للكلام باللغة العربية ويفهمون بالأشياء.

ومع هذه الأسباب المهمة،  هناك يوجد بعض الأسباب الاجتماعية والتعليمية والتدريسية والتواصلية. ولكن الباحث يكتفي مع هذا القدر لأن لا تطول الدراسة وليفتح الباب للباحثين الآخرين في هذا الموضوع.

تلبيةً لاحتياجات المجتمع الإسلامي الدينية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، سافر كثير من الشباب المسلمين إلى الدول الخارجية من الهند وباكستان ومصر وسائر الدول العربية والإسلامية في طلب العلم الشرعي وتعلم اللغة العربية. “لم تبدأ المدارس العربية في سريلانكا قبل 150 سنة. وكانت الأوضاع في تعلم العلم الشرعي تعتمد على قصد الهند وباكستان والدول العربية. وكانت هناك الضغوط الاقتصادية والشدائد السفرية وإمكانيات الإقامة والمشكلات في تلقي التأشيرة مُعاناةً”[9] ففي هذه الأحوال الضيقة، تنبه المجتمع الإسلامي في إنشاء المدارس العربية. “كانت نشأة المدارس العربية الإسلامية في سريلانكا تتماشى مع طبيعة ظهور المدارس العربية الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي منذ العصر النبوي، والحقيقة أن نواة المدارس العربية الإسلامية بدأت بالحلقات التي عقدت في المساجد لغرض تعليم كتاب الله الكريم، فالعلوم التي تدرس بالمدارس العربية امتداد لتلك الخدمة التي تتصل مع العناية بكتاب الله الكريم.”[10]

قد أدت هذه المدارس العربية دوراً مهمّاً في نشر اللغة العربية وفنونها وآدابها في أرجاء سريلانكا. “لا يسع أن يخبر جميعُ الإنجازات التي أنجزتها المدارس العربية التي في هذه الدولة من بداية نشأتها إلى اليوم لأنها أنجزت عدة من الإنجازات المحمودة والفعّالة في أرض سريلانكا”[11] إذ قامت بصحوة إسلامية في حقبة أقلّ من ألف سنة وأدّت إلى رجوع المسلمين من الحياة المادية إلى المعنوية وولّدت جيلاً كبيراً من العلماء والدعاة. “أن هذه المدارس – بما هيئ لها من أسباب – أصبحت شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها. وهذا الأكل هو ما تخرجها تلك المدارس كل عام من علماء محقوا بنور علمهم ظلمات الجهل في مجالات شتى: فهم المدرسون في المدارس، والخطباء بالمساجد، وأئمة الناس في الصلاة، ومديرو المدارس، ومدرسو المدارس الحكومية. وهكذا كلما يممت وجهك وجدت هؤلاء العلماء … أمامك يعملون بكل جد ودأب.”[12]

ومن مقدمة هذه المدارس العربية، جامعة الفلاح العربية التي تقع في مدينة كاتانكودي بشرق سريلانكا.  مدينة كاتانكودي  مدينة كريمة، سكانها ينشطون في الأمور الدينية أكثر عن سائر المدن والقرى إذ هم الذين سابقون في إنشاء المدارس الدينية والجهات الاجتماعية والخيرية. وقد اعتنى أهاليها بضعفاء المسلمين من الأيتام والكبار والمساكين إذ أنشؤوا دار الأيتام ودار المعوقين ودار الشيوخ وصندوق الزكاة وغيرها. فهذه الجهات قد أدت دوراً مهمّاً في تنمية المجتمع وترفيه سكانها. “كاتانكودي هي بلدة بالقرب من مدينة باتيكالو على الساحل الشرقي لسريلانكا. وهي واحدة من المدن التي يهيمن عليها المسلمون في سريلانكا. يقال إن كاتانكودي هي المدينة الأكثر كثافة سكانية في سريلانكا إذ يوجد بها ما يقرب من 50000 نسمة ومعظم أهاليها يمارسون في المجال التجاري والصناعات ومصائد الأسماك. وقد لقيت هذه المدينة في تاريخها مذبحةً ضخمة إذ أن الإرهابيين النُمُور قتلوا أكثر من 147 رجل وصبي مسلم في 3 أغسطس 1990.  وقاموا بإطلاق النار على المصلين الأبرياء الذين  أدّوا صلاة العشاء وارتكبوا هذه الجريمة وهم يسجدون في المساجد. أما بالنسبة إلى التعليم الشرعي في كاتانكودي ففيها مدارس دينية للبنين والبنات فهذه المدارس تجري منتظمةً وغير منتظمة. وكذا فيها معهد مستقلّ لتدريس تجويد القرآن الكريم ومدرسة نموذجية لطلاب المدارس الحكومية التي يشرف عليه مركز الإرشاد الإسلامي كما يقود علماء كاتانكودي بالتنسيق مع أشرافها، هيئة خاصّة تهتمّ بتطوير التعاليم القرآنية للصغار وهذه الهيئة تقوم بالاختبار السنوي وتوزع الشهادات للفائزين. من مزايا مدينة كاتانكودي، أن أهاليها سابقون في النشاطات الدينية والخيرية إذ كان لهم فضل كريم في إحياء الدين الإسلامي.

جامعة الفلاح العربية كوّنت حتى الآن 404 مولوي فلاحي و421 حافظ القرآن الكريم[13]. ولهم دور مهمّ في حماية الإسلام عن الجاهلية الحديثة التي عمّت المجتمع الإسلامي في هذه الدولة. يمكن أن نلخص مساهماتها لتطوير اللغة العربية وفنونها وآدابها على ما يأتي:

  1. نشر الدين الإسلامي

لما غلب نفوذ التعليم الغربي بين أيدي شعب سريلانكا، شعر المسلمون بضرورية الاهتمام بالدراسات الإسلامية. فأرسلوا أبناءهم إلى الهند وسائر الدول لكي يدرسوا فيها ثم سعوا لتأسيس المدارس الدينية لحمل رسالة الإسلام إلى أنحاء الجزيرة وحماية المسلمين عن اتباع خطوات الحضارة الغربية. فأرادوا بهذه المساعي نشر الدين الإسلامي وأفكاره وثقافته وحضارته وتوجيهاته التي قدمها للإنسانية جمعاء.

جامعة الفلاح العربية، هي منارة علمية ومركز ثقافي، حقق طموحات الأمة الإسلامية وأغراضها خلال التعليم المدرسي العربي لأن التلميذ يلتحق بها في العاشر أو الحادي عشر من عمره. هذا السن المبتكر، مرحلة الاستقبال التي يبتدأ فيها تطور الإنسان خُلقاً وسلوكياً. ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الآباء لكي يتشددوا عند أبناءهم في الصلاة التي هي أول الواجبات على المسلم. هذه التربية، تخلق الطلاب على قمة العلم والأخلاق والثقافة.

فأمكنت الجامعة أن يكوّن أجيالاً عديدة كابراً عن كابرٍ على هذه المبادئ الإسلامية من المعتقدات والعبادات والسلوكيات والأخلاق والآداب والعلوم. فالخريج فيها، كان يحمل هذا الوعي الخالص إلى المعمورة على عاتقه رائداً إسلامياً على نهج أسلاف هذه الأمة الغراء.

“أسهمت جامعة الفلاح العربية في نشر الدراسات الإسلامية إذ قام الخريجون فيها وعلماؤها بأكثر النشاطات الدعوية في أرجاء سريلانكا. فبعضهم يعملون في أعمال جماعة التبليغ إذ يخرجون بأموالهم وأرواحهم إلى القرى والمدن والأرياف. وذلك سنوياً وشهرياً وأسبوعياً إذ يخلصونها لإعلاء كلمة الله تعالى في الأرض. وكذا بعضهم يقومون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على منهج السلف الصالح رحمهم الله بتحذير الناس من الشرك بالله وقمع البدع والخرافات ويقومون بإرشاد الناس إلى اتباع السنة. وبعضهم يعتدلون في الأعمال الدعوية إذ لا يتطرفون إلى جماعة أو حركة ولكنهم يعاونون على البر والتقوى ولا يعاونون على الإثم والعدون. لأن المناهج التي اتبعها شيخ الفلاح رحمه الله وسائر الأساتذة في تربية التلاميذ مناهج فريدة وخاصة هي مناهج الصحابة والأئمة الكرام فساهمت الجامعة في نشر هذا الدين الحنيف.”[14]

ولتحقيق هذه الأغراض، كان مدير الجامعة الأستاذ شيخ الفلاح رحمه الله ينصح التلاميذ على التمسك بالإرشادات الإسلامية في حياتهم الجامعية والاجتماعية. فيلقي المحاضرات والمواعظ في كثير من المناسبات وكذا كانت نموذجيته في العلم والعبادة والأخلاق جعلته أستاذاً ناجحاً إذ أعجب تلاميذه. “كان لا يرى مثله في عهده إذ كان مدرساً مثالياً كما كان أستاذاً كثير المطالعة وماهرًا في اللغة العربية وعارفًا بالأحكام الفقهية الدقيقة ومدرساً ناجحاً ذا شخصية وإعداد”[15] فهذا الإسهام الذي أنجزت الجامعة في المجتمع السريلانكي ساعد على نشر الإسلام على وجهه الصحيح.

  1. خدمة القرآن الكريم

بعدما تأسست جامعة الفلاح العربية في كاتانكودي، نهضت الدراسات القرآنية قراءةً وتحفيظاً. لأن العلماء الخريجين فيها قد حملوا مسؤوليتهم نحو كتاب الله العظيم إلى أرجاء سريلانكا. وقاموا بتعليمه في كل مكان حيث يعملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”[16]

ومن أهمّ الإنجازات التي قامت الجامعة بها هي تدريس القرآن الكريم. العلماء الفلاحيون قاموا بتدريسه في كاتانكودي خاصة وفي أرجاء سريلانكا عامة. ومما يجدر بالذكر، أن كاتانكودي هي بلدة نموذجية في تعليم القرآن إذ أسست فيها هيئة مستقلة بشؤون المدارس القرآنية كما كانت خدماتها من الاهتمام بتطوير المدراس وإجراء الاختبارات التقويمية السنوية وتوزيع الشهادات والجوائز والإشراف عليها. هذه الهيئة أسست بمشورة رئيس الجامعة الشهيد أحمد لبي كما ترأسها مدير الجامعة شيخ الفلاح رحمهما الله. “قد اهتمّ الشهيد بإصلاح أعمال المدارس القرآنية اهتماماً كبيراً. وتأسست هيئة تطوير المدارس القرآنية. فبها، قد نُفذ المقرر الدراسي العام لجميع المدارس وتمّ إصلاح التدريس وإجراء الاختبارات العامة لها وتعيين المشرفين عليها وإجراء الدورات والندوات. وكانت كاتانكودي أول مدينة طبقت هذا المشروع في سريلانكا.”[17]

ساهمت الجامعة في تحفيظ القرآن الكريم. الآن توجد المدارس الخاصة لتحفيظه على الوجهين المنتظم وغير المنتظم. ولكن جامعة الفلاح العربية هي التي بدأت تحفيظه في تاريخ سريلانكا. فبها، انتشر الحفاظ إلى كل مكان يقومون بهذا العمل القيم. الطلاب الحافظون في الجامعة، يرسلهم شيخ الفلاح حفظه الله إلى المساجد المهمة في الدولة لكي يصلوا بالناس صلاة التراويح في شهر رمضان الكريم. “كان شيخ الفلاح رحمه الله يعتني بإعداد الطلاب الحفاظ لكي يؤمّوا صلاة التراويح في أماكين مختلفة إذ يقرّر على إرسال من وإلى أي مسجد.”[18]

وكذا يقوم الفلاحيون بإدارة المدارس لتحفيظ القرآن الكريم إذ شاع صيت الجامعة بهم في الدولة بأسرها. وكذا شارك كثير من حفاظ الجامعة في عدة من المسابقات التي جرت في الدول العربية والإسلامية في العالم. فتقديراً لخدمة الجامعة لكتاب الله تعالى، كانت لجنة مسابقة القرآن الكريم التي عقدت في مكة المكرمة تدعو حافظَينِ من الجامعة كل سنة مع المسابقين من دول العالم. “وجمّ كبير قد شاركوا في مسابقة القرآن الكريم بمكة المكرمة كل سنة إذ أعطت هيئة إجراءها مقعدين خاصّين للجامعة بين مقاعد الدول. وكذا في بعض الدول مثل ليبيا وغيرها.”[19]

الطلاب الجدد من مختلف القرى الذين يلتحقون بالجامعة كل سنة، يقرؤون القرآن الكريم. بل، لا يرتلونه ترتيلاً صحيحاً مع مراعاة أحكام التجويد وإخراج الحروف بصفاتها. فالجامعة تهتمّ بهم اهتماماً خاصاً لكي تعلمهم في تلاوة القرآن. فالمقرر الدراسي يحتوي على بعض الكتب المهمة في فن التجويد مثلا كتاب هداية المستفيد. وفي المرحلة الأولى، يقوم المدرس بتدريس الأحكام المهمة في اللغة التاميلية ثم الكتب العربية. وكذا يشاركون في الحلقة القرآنية التي تنعقد بعد صلاة الفجر كل يوم إذ يصحح الطلاب الكبار أو الأساتذة أخطاءهم عند القراءة. “التحقنا بالجامعة إذ لا نعرف عن التجويد ولا تلاوة القرآن مع الترتيل. ولكن بعون الله وتوفيقه، منّ الله تعالى علينا أن نجيد القراءة بعد الوصول للجامعة. وساعدت مناهجها في تدريس القرآن على تصحيح القراءة وتجويده.”[20]

  1. نشر اللغة العربية:

بدا لنا أن ظهور المدارس العربية قد استهدف إلى تعليم الدراسات الإسلامية ونشر أفكارها بين المسلمين إذ فيه تحقيق دفاعهم عن الحضارات الأخرى. ولكن، قد لزم على هذه المدراس، تدريس اللغة العربية لطلابها لتحقيق هذا الهدف. “يجب علينا أن نعني باللغة العربية لأنها اللغة القومية،  وفي إحياءها إحياء للدين والعروبة والروح الوطني،  وسبيل ذلك الإكثار من دروس اللغة العربية والعناية بها،  وإسنادها،  والتزامها في كل مادة من مواد الدراسة،  إذ بغيرها لا يكون درس ولا فهم،  ولا تعلم،  لأنها وسيلتنا لدراسة المواد وفهمها. ولكي نحقق تقدما ملموسا في اللغة العربية،   يجب أن يعني كل مدرس بهذه اللغة مهما تكن المادة التي يقوم بتدريسها،  ويعمل على النهوض بها بحيث لا يسمع التلميذ أي درس من الدروس،  ولا يناقش ولا يشرح لشيئ إلا باللغة العربية.”[21]

فقامت الجامعة بهذه الأهمية في تاريخها إذ ساهمت بإسهامات رائعة في نشر إحياء اللغة العربية ونشرها. وخدمت لنماء فنونها وآدابها في الدولة. لهذا الإنجاز المرموق، ساعد مقررها الدراسي ومناهجها التدريسية. أما المقرر الدراسي فيها، فمرتكز على تدريس اللغة العربية من حيث عناصرها ومهاراتها اللغوية وفنونها وآدابها. فتعطي الجامعة تقريبا خمس سنوات متوالية لتدريسها من المرحلة الأولى.

قد شاع صيت الجامعة في تنمية اللغة العربية ولا يخفى على أحد أن من تخرج فيها، يكون ماهراً في اللغة العربية على سائر خريجي المدارس الأخرى إذ لا يظهر غالباً اللحن اللغوي والنحوي عندهم. فبهذا تتميز الجامعة عن سائر المدارس. فلذلك، للخريجين منها طلبٌ كبيرٌ في المدارس والكليات للتدريس. لأن شيخ الفلاح وسائر الأساتذة الذين درسوا عنده،  كانوا ماهرين في اللغة العربية. “يدلّ على لغوية الأستاذ أن المولوي آدم باوا كان يُدرِّس آنذاك في المدرسة الحكومية فيجيئ إلى شيخ الفلاح في المساء ويكتب المفردات العربية إذ يمكن أن يكتب معجماً كبيراً ويتعلم لديه الأبيات التي في كتاب مرشد الطلاب”[22] فمهارة الأساتذة كوّنت أجيالاً مثقفين في اللغة وفنونها وآدابها. وهذا ما أنجزت الجامعة في المجال اللغوي. سيكون البيان عن مناهج الجامعة وطرائق التدريس المتتبعة تفصيلاً في الباب التالي إن شاء الله تعالى.

  1. 4. إعداد العلماء والدعاة

بعد عام 1970م انتشر العلماء الذين درسوا في المدارس الدينية العربية في سريلانكا، حيث يقومون بالأعمال الدينية في المساجد والمدارس. لما تولى الدكتور بديع الدين محمود منصب وزارة التعليم، عين العلماء في المدارس الحكومية لتدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية. وكذا كثرت المدارس القرآنية في كل قرية من قرى الدولة. فالخريجون في جامعة الفلاح العربية قد وجدوا الفرص في هذه الوظائف وبالتالي أسهموا لنشر الإسلام واللغة العربية في هذه الدولة.

لم يكتف مساهماتهم على هذا القدر. بل، وما زالوا يعملون في جميع أبعاد الحياة من التدريس في المدارس والكليات والجامعات والمكاتب الرسمية الحكومية والقيام بالأعمال الدينية في المساجد أئمةً وخطباء كما يعمل عدد كبير في الدول الخارجية من الغرب والخليج.  وكذا بعضهم يعملون في التجارة الأهلية والدولية. “بعون الله وامتنانه، الخريجون فيها يقومون بنشاطات مهمة دعوية في أنحاء سريلانكا خطباء وأئمة المساجد ومدرسي المدارس الحكومية والكليات العربية وأساتذة الجامعات الوطنية.”[23]

ومما يجدر بالذكر والتباهي، أن عددًا معيناً قد واصلوا التعليم العالي في مختلف الجامعات الوطنية والجامعات المشهورة في العالم في فنون اللغة العربية والدراسات الإسلامية من اللغة العربية والحديث والفقه والتفسير وأصول الدين حتى أكملوا الدرجات العالية من الدكتورة والماجستير والبكاليورس والدبلوم أيضاً. وتتميز منها الجامعات المهمة بمواصلة الفلاحيين في سريلانكا من جامعة الشرق وجامعة جنوب شرق سريلانكا وجامعة فيرادانيا والجامعة المفتوحة وغيرها وكذا أتيح الفرص التعليمية للفلاحيين في جامعات العالم من الجامعة الإسلامية العالمية بالمدينة المنورة وجامعة الرياض وجامعة الأزهر الشريف وجامعة القاهرة وجامعة مدراس وكلية جمال محمد التابعة لجامعة باراديداسان بجنوب الهند. “وبعض منهم يواصلون التعليم العالي في الجامعات السعودية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الملك سعود بالرياض وجامعة أم القرى بمكة المكرمة وجامعة الأزهر بمصر وجامعة مدراس بالهند وغيرها.”[24]

  1. 5. الخدمات التأليفية

ساهمت جامعة الفلاح العربية بالأعمال التأليفية في اللغتين العربية والتاميلية. ومن المؤلفات التي أصدرتها الجامعة؛

  • العدد الخاصّ عن حياة شيخ الفلاح: أصدرتها الجامعة مع مجلس الفلاحيين ما تحتوي بعض الرسائل من الجهات المهمة ومعالي الوزير حزب الله وسبعة مقالات وست قصائد تاميلية وشعراً واحدًا عربياً كتبه الأستاذ أمين الفلاحي. وهذه المجلة شاملة على ستة وسبعين صفحة.
  • طلعة الأشعار: هو ديوان جمعت فيه أشعار الأستاذ أمين الفلاحي في مختلف الموضوعات بالبحور الشعرية.
  • الغروب: ديوان شعري ألفه المولوي يم.أي.يم. زبير الفلاحي وأصدر عام 2004م
  • نور الفلاح: عدد خاصّ بمناسبة مرور الجامعة بعشرين عاماً. وأصدر عام 1974م.
  • بطل التاريخ شيخ الفلاح مولانا مولوي الحاج عبد الله عالم رحماني – ديوان الأشعار التاميلية الذي أصدر عام 2016م وقامت بتأليف الأشعار جماعة من الشعراء.
  • مزهر الفلاح – مجلة أصدرت عام 2013م بجماعة من طلاب الجامعة ما تحتوي المقالات والأشعار والقصص القصيرة.
  • خرزتان تثقفان دائماً – ديوان شعري ألفه العالم محمد مصطفى الفلاحي والعالم محمد بخاري الفلاحي

خاتمة البحث:

يتضح ممّا سبق؛ أن جامعة الفلاح العربية كانت منارة علمية تحمل رسالة قيمة ومسؤولية مهمة أمام شعب هذه الدولة في المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية. ولها يد طولى في توجيه المجتمع إلى التعايش والسلام. وقد استنتج الباحث في هذا الباب إلى أن اللغة العربية قد انتشرت بهذه الجامعة في أرجاء سريلانكا ونشأ أجيال كثيرة في حرمها كما تعزز هذه الجامعة وحدة المسلمين وترابطهم وتعمل جسراً يعلق أطراف المجتمعات في هذه الدولة كما أنها خدمت للغة العربية وفنونها وآدابها.

الهوامش

[1] ميرا محي الدين بن حسن ظافر، مناهج تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، دراسة ماجستير الفلسفة في اللغة العربية المقدمة لجامعة الباراديتاسان بالهند، عام 2019م

[2] المرجع السابق

[3]إسماعيل محمد طالب، الإبداع الفني والتصور الإسلامي في الشعر العربي للشاعر الشيخ أجواد السريلانكي، ماليزيا: بحث تكميلي مقدم لنيل درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية، الجامعة الوطنية الماليزية،(2016م)، ص.3

[4]محمد جليل بن محمد حنيفة، منهج تدريس اللغة العربية في الجامعات السريلانكية إشارة خاصة إلى جامعة الشرق سريلانكا وجامعة جنوب شرق سريلانكا، مدراس: رسالة مقدمة إلى جامعة مدراس للحصول على شهادة الماجستير في الفلسفة بالعربية، (2012م) ص. 16

[5]أمين يم.أي.يم.، تاريخ المسلمين السريلانكيين وثقافتهم (باللغة التاميلية)، حمّاداغاما: مطبعة الحسنات (2000م)، ط.1.، ص.57

[6]عزيز ي.يم.ي.، الإسلام في سريلانكا، (اللغة التاميلية)، المعدل بالدكتور يم.يس.يم. أنس، كولومبو: بيت كوماران للكتب، طبعة مراجعة، (2007م)، ص.37

[7]وكيبيديا، اقتصاد سريلانكا، صفحة موقعية، قد استرجع الباحث 23/7/2019م في العنوان التالي:  https://en.wikipedia.org/wiki/Economy_of_Sri_Lanka

[8] محمد جليل بن محمد حنيفة، منهج تدريس اللغة العربية في الجامعات السريلانكية إشارة خاصة إلى جامعة الشرق سريلانكا وجامعة جنوب شرق سريلانكا، مدراس: رسالة مقدمة إلى جامعة مدراس للحصول على شهادة الماجستير في الفلسفة بالعربية، (2012م) ص. 15

[9]الشيخ محضار الديني، رؤية نقدية عن المدارس وإداراتها، أربعون كلية عربية قامت بالأعمال الخيرية مند أربعة عقود (باللغة التاميلية)، سايتامارودو: المجمع الإسلامي للخدمات الخيرية (2016م)، ط,1.، ص.145

[10] عبد الرشيد خان عبد الستار، وضع اللغة العربية بالمدارس العربية الإسلامية في سريلانكا، بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية، الخرطوم: جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا (2015م)، ص. 48

[11]المصدر نفسه. ص.145

[12]أبو أحمد رضا بن راشد، “المدارس العربية في سريلانكا بين الواقع والخيال”، أربعون كلية عربية قامت بالأعمال الخيرية مند أربعة عقود، ساينتامارودو: المجمع الإسلامي للخدمات الخيرية (2016)، ط.1.، ص.175

[13] هذا العدد للعام 2017م. يعنى عدد الخريجين من المولويين وحافظي القرآن الكريم من بداية الجامعة إلى عام 2017م.

[14] محمد طالب الفلاحي، المحاضر في قسم اللغة العربية بجامعة الشرق، سريلانكا، المقابلة الشخصية،  10/04/2019م

[15] الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م

[16] الإمام النووي، “كتاب الفضائل”، رياض الصالحين، القاهرة: مكتبة الصفا، 2004م، الرقم 1000، ص.277

[17] المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، الشهيد أحمد لبي حاجيار حياته وخدماته (باللغة التاميلية)، كاتانكودي: هيئة المساجد والمؤسسات الإسلامية، (2014م)، ص.5

[18] المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح، (باللغة التاميلية)، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.31

[19] الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م

[20] محمد أويس الفلاحي، المدرس في مركز النور لرعاية الأيتام، ناولادي، المقابلة الشخصية، 10/04/2019م

[21] دكتور عبد المنعم سيد عبد العال، طرق تدريس اللغة العربية، القاهرة: مكتبة غريب، ص.5

[22] الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م

[23] المصدر السابق

[24] المصدر السابق

المصادر والمراجع:

  1. ابن محمد حنيفة، محمد جليل: منهج تدريس اللغة العربية في الجامعات السريلانكية إشارة خاصة إلى جامعة الشرق سريلانكا وجامعة جنوب شرق سريلانكا، مدراس: رسالة مقدمة إلى جامعة مدراس للحصول على شهادة الماجستير في الفلسفة بالعربية، (2012م)
  2. الإمام النووي، “كتاب الفضائل”، رياض الصالحين، القاهرة: مكتبة الصفا، (2004م)
  3. أمين، يم.أي.يم.: تاريخ المسلمين السريلانكيين وثقافتهم (باللغة التاميلية)، حمّاداغاما: مطبعة الحسنات (2000م)، ط.1.
  4. خان عبد الستار، عبد الرشيد: وضع اللغة العربية بالمدارس العربية الإسلامية في سريلانكا، بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية، الخرطوم: جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا (2015م).
  5. الديني، الشيخ محضار : رؤية نقدية عن المدارس وإداراتها، أربعون كلية عربية قامت بالأعمال الخيرية مند أربعة عقود (باللغة التاميلية)، سايتامارودو: المجمع الإسلامي للخدمات الخيرية (2016م)، ط,1.
  6. رضا بن راشد، أبو أحمد: “المدارس العربية في سريلانكا بين الواقع والخيال”، أربعون كلية عربية قامت بالأعمال الخيرية مند أربعة عقود، ساينتامارودو: المجمع الإسلامي للخدمات الخيرية (2016)، ط.1.
  7. سيد عبد العال، دكتور عبد المنعم: طرق تدريس اللغة العربية، القاهرة: مكتبة غريب.
  8. عزيز ي.يم.ي.: الإسلام في سريلانكا، (اللغة التاميلية)، المعدل بالدكتور يم.يس.يم. أنس، كولومبو: بيت كوماران للكتب، طبعة مراجعة، (2007م).
  9. الفلاحي، الأستاذ الصغير محمد عليار: نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
  10. الفلاحي، محمد أويس: المدرس في مركز النور لرعاية الأيتام، ناولادي، المقابلة الشخصية، 10/04/2019م
  11. الفلاحي، محمد طالب: المحاضر في قسم اللغة العربية بجامعة الشرق، سريلانكا، المقابلة الشخصية، 10/04/2019م
  12. محمد طالب، إسماعيل: الإبداع الفني والتصور الإسلامي في الشعر العربي للشاعر الشيخ أجواد السريلانكي، ماليزيا: بحث تكميلي مقدم لنيل درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية، الجامعة الوطنية الماليزية،(2016م)
  13. المولوي، بخاري الفلاحي يم.يج.يم.: الشهيد أحمد لبي حاجيار حياته وخدماته (باللغة التاميلية)، كاتانكودي: هيئة المساجد والمؤسسات الإسلامية، (2014م).
  14. المولوي، بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح، (باللغة التاميلية)، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م).
  15. ميرا محي الدين بن حسن ظافر: مناهج تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، دراسة ماجستير الفلسفة في اللغة العربية المقدمة لجامعة الباراديتاسان بالهند، عام 2019م
  16. وكيبيديا، اقتصاد سريلانكا، صفحة موقعية، قد استرجع في 23/7/2019م عبر العنوان التالي: https://en.wikipedia.org/wiki/Economy_of_Sri_Lanka

……………….. ***** ……………….

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here